Translate

|| خارج التغطية ••

مقالات الكاتب: علي بطيح العُمري

الأربعاء، 23 ديسمبر 2015

لو كان "محمد" بيننا!!


لو كان "محمد" بيننا!!

علي بطيح العمري

تخيل لو كان محمد – صلى الله عليه وسلم – يعيش بيننا اليوم في القرن الواحد والعشرين؟ يرى أفعالك، ويسمع أقوالك، هل سيوافقك على تصرفاتك؟ هل هو راض عنها؟


قال تعالى: لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ"..
في سيرة الرسول الكريم تجد القدوة لكل طبقات المجتمع، للشباب وللرجال والأزواج، والمربين، والحكام والأئمة...الخ


لو بحثنا في هذه السيرة سنعثر على ما يعالج أوضاعنا، ويحل مشكلاتنا..

فالمهتم بالتربية سيجد في سيرته – عليه الصلاة والسلام – القواعد التربوية التي ينبغي عليها سلكها.. خذ هذا الموقف:

زار النبي الكريم "فاطمة" "وعلياً" – رضي الله عن كل الصحابة-، فأستسقى "الحسن" (طلب الشرب) فقام الرسول، وحلب شاة وأتى ليسقيه، فجاءه "الحسين" وطلب الشرب أولاً، فقال الرسول:أخوك أستسقى قبلك، شاهدت "فاطمة" الموقف، فقالت: كأن "الحسن" آثر عندك؟، فقال: هما عندي بمنزلة واحده ولكنه أستسقى قبله".

من هذا الموقف يمكن استخراج عشرات الدروس وأهمها: التزام "السرا".. فالذي لا يلتزم بالطابور هل قرأ هذا الموقف، ما شعوره لو كان "محمد" يشاهده وهو يعبث باصطفاف الناس، ويقتحم طابورهم، ولا يبالي بمن قبله؟!

وفي التعامل مع المخطئين يقول "أنس": أرسلني الرسول لحاجة، فقلت: والله لا أذهب، وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به، قال: فخرجت حتى أمرَّ على صبيان وهم يلعبون في السوق، فإذا رسول الله، قابضٌ بقفاي من ورائي، فنظرت إليه وهو يضحك، فقال: يا أنيس! اذهب حيث أمرتك، قلت: نعم، أنا أذهب يا رسول الله. قال أنس: والله لقد خدمته تسع سنين ما قال لشيء صنعته لم فعلتَ كذا وكذا، ولا لشيء تركته: هلَّا فعلتَ كذا".

ما موقف أهل العنف في تعاملهم مع العمال والخدم لو رآهم "محمداً"؟!

وفي قضايا الحكم والعدل.. سرق مسلم يقال له "طعمة بن أبيرق" درعًا، وخبأها عند يهودي، فالتُمِسَت الدرع عنده فحلف بالله ما أخذها، ثم وجدت عند اليهودي، فقال لهم: دفعها إليّ "طعمة"، فجاء قوم "طعمة" وسألوا  الرسول أن يجادل عن صاحبهم، فهمّ الرسول بمعاقبة اليهودي، فنزل قوله:((وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا))، سورة النساء.
لقد اعتقد الرسول أن السارق هو اليهودي لوجود القرائن، ولكن الوحي نزل بخلاف ذلك؛ فأعلن بصراحة أن اليهودي بريء، وأن السارق مسلم!!
لاحظوا إن التبرئة تأتي في حق يهودي اجتمع قومه على عداء الإسلام، لكن ذلك لم يبرِّر اتهامه بغير حق.

ماذا لو كان الرسول بيننا ورأى هذه المعارك والخصومات الفكرية بين الدعاة وبعض المثقفين في الإعلام، وكيف أن كل تيار يتهم الآخر، ويُقوِّله بما لم يقل؟!



وأخيراً..

لِمَ نتخيل وجود الرسول – عليه الصلاة والسلام- بيننا، وهو أصلاً موجود بسيرته، وأحاديثه؟

نحن نحتاج إلى تطبيق ما عرفناه من سيرته وأحاديثه؛ لتستقيم حياتنا!


 ولكم تحياااااتي

_________________________________________________________
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com

الغسيل بالعود.. والتنشيف بالنقود!!

الغسيل بالعود.. والتنشيف بالنقود!!

علي بطيح العمري 
عندما يغيب العقل فلن يفهم "نص"، ولما يحل "الجهل" يأتي الفساد، وحينما يمزج ذلك "بالهياط" فتوقع ما لا يخطر على بالك، ومالا تسمعه وتراه من قبل!
- ضيوف يغسلون أيديهم بدهن العود
- مراهق يمسح وجهه بالفلوس!
- يشتري لوحة سيارة بـ... آلاف الريالات!
- شراء مرسيدس مطلية بالذهب بـ....!
- جمل يشترى بكم مليون!
- كرتون تمر يباع بسعر يفوق الخيال!
الخ قصص "الهياط" والتفاخر وحب الظهور!
طبعاً الناس تستفزهم هذه الصور التفاخرية و"البذخية"، فيتفاعلون معها بالشجب والاستنكار، رغم أن هذه الصور تتكرر في "البذخ" الزائد في حفلات الزواجات، وفي النهم "الشره" لشراء الأجهزة، وتغيير الأثاث...الخ

محبو المظاهر وهواة مطاردة "الهياط" لا يدركون حرمة التبذير والإسراف وأن الله تعالى قال: إنه لا يحب المسرفين"، ولا يقفون عند احترام العقل والمنطق، ولا يراعون مشاعر الفقراء!
لا أدري هل أمثال هذه الصور "البذخية" اليوم هي امتداد لما كانت عليه مجتمعاتنا من قبل، وأن لكل عصر "مهايطيه"، واليوم أظهرتها وسائل التواصل؟ أم أن عهد "الطيبين" كان نقياً من "المهايطة"، وكان مثالاً يحتذى في تقدير "النعمة" واحترام عواطف المعوزين؟

التاريخ يقول: إن حياة "المنعمين" ملأى بمثل هذه الصور، فيروى أن بنات "المعتمد" اشتهين الخوض أو اللعب بالطين، فأمر المعتمد بخلط مسك وزعفران ليخضن فيه، ثم زال ملكه فزارته بناته بسجنه حافيات يخضن بالطين! وذات التاريخ يرصد أن في دولة كالصومال كان "المنعمون" يذبحون الخروف لأجل الحصول على "الكبدة" فقط، ويرمى بالباقي!!

من أكبر أسباب حب الظهور "عقدة النقص" التي يعاني منها بعضهم؛ فيعمد إلى تعاطي التفاخر لسد هذه العقدة. "عقدة" النقص ما دخلت على نفس إلا "أخربتها"، وهي عقدة لها قدرة عجيبة في تغيير المصطلحات، فالإسراف في المأكولات يصبح كرماً، ونثر الأموال يصبح تطوراً وتقدماً!. هذه العقدة تجعل "الحافي المنتف" يمتطي أغلى السيارات ليخيّل إليك أن "تويوتا" توزع سياراتها مجاناً!!

الفرد يلام بلا جدال على هذه الصور الاستفزازية، ومن الأفراد من يصعب عليه "التحرر" من نظرة الناس وسنن "هياطهم"، لذا فهو يسير على قول الشاعر:
وما أنا إلا من غزية إن غوت
غويت وإن ترشد غزية أرشد!

فما حولك يشجع على التفاخر والهياط..
حفلات التباهي في الزواجات لها أول وما لها آخر، فمطربة الحفل تكلف، وحفل العرضة الشعبية مع شعرائها يصل لمبالغ خيالية، وشيلات القبائل على القنوات الشعبية تشحذ الهمم "التفاخرية"، وقس على ذلك مزايين الإبل والغنم والدجاج!!

في الأخير..
الخطب والمواعظ لا تجدي في معالجة هذه الظواهر، الأمر يحتاج إلى سن نظام صارم يأخذ على يد السفيه، ويعيده إلى رشده، وكما قال الخليقة الراشد عثمان بن عفان – رضي الله عنه-: إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزعه بالقرآن"!

ولكم تحياااااتي


للتواصل
تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@hotmail.com

باختصار .. تنتخب من؟!

باختصار .. تنتخب من؟!

علي بطيح العمري 
السؤال الذي يفرض نفسه "ويتمخطر" في المجالس هذه الأيام، لمن تصوت في الانتخابات البلدية، ولمن تمنح صوتك كمواطن يشارك في صناعة قرار، وما الأساس الذي على ضوئه ستختار مرشحك؟
بمعنى آخر لمّا تنتخب وتصوت لــ:
"سعيدان، منيرة، رويشد، نورة، نويصر....الخ
هل ستنتخب أحدهم لأنه زميل عمل، شاركك الماء والملح؟
هل ستعطي صوتك لصديق عمر؛ لأن الصديق وقت الضيق؟
هل سيذهب صوتك لشخص أطربك بوعوده الانتخابية الحالمة؟
هل ستتعصب "لقبيلتك" ولعشيرتك، وتتحرك فيك "الحميّة" وتهب للتصويت لابن قبيلتك؟

أتوقع أن كثيرين سيصوتون لأولئك لتلك الأسباب، وستجد في المقابل من يقاطع الانتخابات باعتبارها "مكانة ومنصبا" تصب في "جيب" العضو المنتخب، ولن يصلك شيئاً من "خراج" مرشح قريتك أو حيك، والدليل دور المجالس البلدية شبه الغائب!

قلة قليلة من يختار الأجدر والأكفأ؛ لأن تاريخه وسيرته يقولان لك: فلان "قدها" وهو من فعل وطالب بكذا؟ قلة من سيخضعون برنامج المرشح للتقييم، ويرون الممكن تحقيقه، والمستحيل تحقيقه من الوعود الانتخابية!

سألت زوجها عن الانتخابات البلدية ووعود المرشحين، فقال لها: هل تتذكرين وعودي لك أيام ما قبل الزواج؟!، قالت: نعم أتذكرها، لكن ما تحقق منها شيء، قال: هذه مثل وعود الانتخابات البلدية!! طرفة قصيرة، والزوج بمهارته اختصر سالفة الوعود الانتخابية، فقائمة الوعود الخيالية التي تقرأها على لوحات ودعايات بعض المرشحين؛ إما لناس "عم بتحلم" وتنشر أحلامها، وإما لأعضاء "ماهم فاهمين" سالفة المجلس البلدي!، ولو ركزت في أكثر كلمة دارجة ضمن إعلانات المرشحين لوجدت عبارة: تحقيق أحلامكم!! ولا أدري عن أي أحلام يتحدث عنها أعضاء المجالس حتى يحققوها؟

المأمول أن تعطى "المجالس البلدية" صلاحيات أوسع، ودور أكبر، فالناس لم يروا آثارها واضحة للعيان بحيث يشعر بها ابن الحي وساكن القرية، ما يرونه عبارة عن خدمات عادية تقوم بها البلديات وتتوسع فيها، ثم أيضاً في كل أزمة تحدث أو فساد مشروع أو كارثة تحل يتساءل الشارع.. ما موقف المجلس البلدي من هذه الأزمات؟ وما موقفهم من المشروعات المعطلة أو التي لم تنفذ بشكلها الصحيح كالمنتزهات والحدائق العامة، وما موقفهم من المعاملات المكدسة في أروقة البلديات؟؟ كل هذه وغيرها لا نرى فيها بصمات المجالس البلدية؟!

والمأمول من العضو المنتخب أن يعمل لصالح الحي الذي ينتمي إليه، وأن يقدم مصالح الناس في رفعها للمسؤولين على مصالحه الشخصية، وعلى المصوتين أن يدركوا دور المجالس البلدية، وأنها كجهة استشارية أقرب، فهي ليست جهة تنفيذية ولا تشريعية ولا رقابية، فلو تم تنصيب وتعيين من ينتقد في هذا المجلس لما خرج بشيء يذكر عن سابقيه، ولما وجد حلولاً للمشكلات التي تعاني منها "البلديات"، فأس المشكلة في صلاحيات ودور هذه المجالس!!

ولكم تحياااااتي


للتواصل
تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@hotmail.com

بدأ بصاحبه فقتله!!

بدأ بصاحبه فقتله!!

علي بطيح العمري 
حتى يتطور الإنسان ويتقدم في الحياة عليه أن يلتزم بالإيجابيات، ويبتعد عن السلبيات التي تعوق عمله، وتضعف إنتاجه، وتصرفه عن خططه، وتختطف عقله وفكره!
وأعني بذلك مجموعة الرذائل البشرية التي تصرف الإنسان عما هو أهم، وتشغله عن نجاحه، وهي أمراض اجتماعية وعوائق ذهنية تحد من عبقرية الإنسان وتمنعه من اقتحام حواجز الإبداع والتألق.
من جملة هذه "الرذائل" الحسد.. الحسد يقول لك: لا تصلح نفسك واشتغل بمراقبة الناس، الحسد يوحي لك أن ملاحقتك للآخرين أهم بكثير من ملاحقة سلبياتك والسيطرة عليها، الحسد شعور داخلي يتمنى صاحبه زوال نعمة ما عن الناس سواء كانت قوة أو مالاً أو ميزة، وقد يتمنى الحصول عليها، أو الاكتفاء بزوالها عن المحسودين.

قيل الكثير والكثير عن الحسد، ومن ذلك ما يروى عن "الأصمعي" حيث رأى رجلاً بالبادية بلغ من العمر 120 عاماً، فسأله كيف النشاط في هذا العمر؟ فقال: تركت الحسد فبقي الجسد!

في تطوير الذات كل إنسان له شخصيته، وله طريقته وليس بالضرورة أن يكون نسخة من الناس، فعش وفق إمكاناتك، وما يتاح لك من فرص، فإرهاق النفس بالمقارنات مع الآخرين يوقعها تدريجياً في شراك الحسد.
الحسد ينشأ عن طغيان الإنسان، وكره الآخرين، وهو سوء ظن بالله تعالى وحكمته وتقديره، وفي ذات الوقت يدل على ضعف الشخصية، وفشل الإنسان في تحقيق الطموح والتميز.

عليك إن كنت من "المحسودين" أن تطمئن وتوطن نفسك، فالحسد موجود طالما كانت الحياة، وحتى على الموت قد لا تخلو من الحسد كما قال الشاعر:
هم يحسدونني على موتي فوا أسفي
 حتى على الموت لا أخلو من الحسد

إذا لم تجد حاقداً أو حاسداً في حياتك فاعلم أنك إنسان فاشل، فالحاسد قد لا يصحح مسارك، لكنه يزيد من إصرارك على المضي في طريقك، لذا فأول ما تؤذي به "الحاسدين" إصلاح نفسك واجتهادك فيما يرفعك، فالحاسد من جملة "الأعداء" الذين قد يمنحونك النجاح، كما قال الشافعي:
عداتي لهم فضل علي ومنة
فلا أبعد الرحمن عني الأعاديا
هم بحثوا عن زلتي فأجتنبتها
وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا

وفي النهاية يكفي أن تعلم أن الحسد حالة مرضية تفتك بصاحبها:
لله در الحسد ما أعدله
بدأ بصاحبه فقتله
لذا حرمه الإسلام؛ لما فيه من خطر على الذات، وإيذاء للآخرين، فقال عليه الصلاة والسلام: لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخواناً".

* كانت.. وصارت!
في الماضي كانت القاهرة تؤلف الكتب، وبيروت تطبع، وبغداد تقرأ! اليوم القاهرة ترقص، وبيروت تشتعل، وبغداد تحترق!
تغريدة مؤلمة، ماضينا كان أجمل، ويظل التفاؤل والأمل أن يكون مستقبل العرب أكثر جمالاً.

ولكم تحياااااتي


للتواصل
تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@hotmail.com

الرفق .. ثقافة نحتاجها!

الرفق .. ثقافة نحتاجها!

علي بطيح العمري 
الرفق ثقافة لا تأتيك بالوعظ، ولن تنالها بالتصنع، بل تكتسب بقواعد وعوامل بيئية قابلة للتطبيق، كما أن الرفق سلوك نبوي قبل أن يكون سلوكاً إنسانياً وشعاراً عالمياً، موجود في ثقافتنا الإسلامية كخلق نبيل إذا وجد في الشيء زانه، وإن نزع من شيء شانه.

الرفق ثقافة لا تختص بمجتمع دون آخر، ولا بعمر دون عمر، كلنا نحتاج تلك الثقافة صغاراً وكباراً، نساءً ورجالاً،.. أنت تحتاج أن ترفق بنفسك أمام طغيان المادة، واللهث وراء اللاشيء في الحياة.
شبابنا يحتاجون إلى جرعة من هذه الثقافة، فمشاهد العنف التي تصدر منهم، ومن ثم يقومون بتصويرها وبثها على الملأ مؤشر خطير على غياب الرفق وحضور العنف، عنف مع الحيوانات وتعذيبها، مع العمالة وإهانتهم، ضرب وشتم لأتفه الأسباب، نزال ومعركة بالعقال لأي سبب، التلويح والتهديد بالسواطير لأدنى مشكلة!

الإعلام يحاول برمجة مجتمعاتنا على "العنف" من خلال مسلسلات القتل والجرائم والخداع، حتى قنوات الأطفال تعرض أفلاماً كرتونية تحتوي على مشاهد العنف، وهي برامج تنعكس على سلوك الطفل وشخصيته، فالمجتمع بحاجة إلى إعلام يرفق به.
داخل أسوار المدارس، الطالب الذي يتعرض للعنف اللفظي والبدني يحتاج إلى الرفق في التعليم، وتقويم السلوك، وحتى "المدرس" لا تظنونه ملكاً في مهنته، ففي عهد بعض وزراء التعليم السابقين كان هذا المدرس يعاني من عنف "التعاميم"، وعنف العبارات والأساليب التي تحتويها، حتى تصريحات المسؤولين على صفحات الصحف شديدة، وعنيفة لغوياً، ولا يوجد فيها إلا التلويح بالمساءلة والقمع! كنت أقول وقتها الوزارة تحتاج إلى الرفق حتى في خطابها ولغتها!

إذن العالم الذي يسود فيه العنف، يحتاج إلى جرعة من الرفق، والإنسان العنيف والمتطرف في فكره أو سلوكه أو حتى أقواله لهو بأمس الحاجة إلى دواء الرفق.

وزارة التعليم اعتمدت برنامج اسمه "رفق" يسعى إلى خلق بيئة مدرسية وأسرية خالية من العنف، المرجو من هذا البرنامج أن يتحول في النهاية إلى شيء يُرى على الواقع ويُلمس أثره ، يراه الطالب في مدرسه، والمعلم في مديره ومشرفه وفي ولي أمر الطالب، وأن تلمسه المدارس في الإدارات، وأن يشعر به من ينتسب للوزارة حتى في التعيينات وحركة النقل، لا أن يكون مجرد شعارات ولوحات إرشادية تعلق على الجدران، وكلمات تتلى في الإذاعات!

في نهاية المقال.. متى يدرك الإنسان المسلم أن النص الشرعي (قرآن أو سنة) الهدف منه التطبيق والعمل لا الحفظ والتكرار.. تأملوا معي هذا الحديثين عن خير من طبّق الرفق في حياته ومع من حوله – صلى الله عليه وسلم-:
"إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف.."، وقال: يا عائشة أرفقي , فإن الله إذا أراد بأهل بيت خيرا دلهم على باب الرفق".
ولكم تحياااااتي


للتواصل
تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@hotmail.com

قصة الزنديق "الصالح"!!

قصة الزنديق "الصالح"!!

علي بطيح العُمري 


مشكلة الناس اليوم أنهم يحكمون على الظاهر فقط دون تحقق أو تروٍ، ويقومون بتغييب إحسان الظن، والتماس الأعذار، ولربما بالغوا في "الظن" لدرجة أنهم يحكمون على النوايا التي لا يعلم حقيقتها الا الله تعالى.


قصة عبر الفيس بوك نالت استحساني، فتأملوها..

القصة من مذكرات السلطان "مراد الرابع" أحد الخلفاء العثمانيين يقول: إنه حصل له في ليلة ضيق شديد ﻻ يعلم سببه فنادى لرئيس حرسه وأخبره، وكان من عادته تفقد الرعية متخفياً، فقال: لنخرج نتمشى قليلا بين الناس فساروا حتى وصلوا حارة متطرفة فوجدا رجلا مرمياً على اﻷرض فحركه السلطان، فإذا هو ميت والناس يمرون من حوله وﻻ أحد يهتم، فنادى عليهم تعالوا وهم ﻻيعرفونه قالوا ماذا تريد، قال لماذا هذا الرجل ميت وﻻ أحد يحمله، من هو وأين أهله، قالوا هذا فلان الزنديق شارب الخمر والزاني، قال أليس هو من أمة محمد "عليه الصلاة والسلام"، فاحملوه معي إلى بيته، ففعلوا ولما رأته زوجته أخذت تبكي، وذهب الناس وبقي السلطان ورئيس الحرس، وأثناء بكائها كانت تقول: رحمك الله يا ولي الله أشهد أنك من الصالحين، فتعجب السلطان "مراد" وقال كيف يكون من اﻷولياء والناس تقول عنه كذا وكذا، حتى أنهم لم يكترثوا لموته؟ قالت كنت أتوقع هذا، إن زوجي كان يذهب كل ليلة للخمّارين يشتري ما استطاع من الخمر ثم يحضره للبيت ويصبه في المرحاض ويقول أخفف عن المسلمين، وكان يذهب إلى من تفعل الفاحشة يعطيها المال ويقول هذه الليلة على حسابي، أغلقي بابك حتى الصباح ويرجع ويقول الحمد لله خففت عنها وعن شباب المسلمين الليلة!!!
فكان الناس يشاهدونه يشتري الخمر ويدخل على المرأة فيتكلمون فيه، وقلت له مرة: إنك لو مت لن تجد من يغسلك ويصلي عليك ويدفنك، فضحك وقال: ﻻتخافي سيصلي علي سلطان المسلمين والعلماء، فبكى السلطان وقال صدق والله، أنا السلطان "مراد"، وغداً نغسله ونصلي عليه وندفنه، وكان كذلك فشهد جنازته مع السلطان العلماء والناس!

في قصص السلف الذين عرفوا معنى "حسن الظن"، وطبقوا حديث: إياكم والظن" أمثلة رائعة، روي عن أحدهم أنه قال: لو رأيت رجلاً على جبل يقول: أنا ربكم الأعلى"، لقلت: إنه يقرأ الآية، ولو وجدت في رجل رائحة خمرِ، لقلت: ربما سُكبت عليه!!

ولما سمع أحدهم قول الشاعر "كعب بن زهير": بانت سعاد فقلبي اليوم متبول! قال: لعل سعاد زوجته!، أتوقع اليوم لو سمعنا رجلاً يتأوه على "ليلاه"، لقالوا: بلغوا الهيئة!!

هي دعوة لأن نحسن الظن بالآخرين ونلتمس الأعذار، قبل أن نحكم على مقطع مجتزأ، أو سطر من مقال، أو صورة لا ندري ما خلفيتها! خصوصاً في عصر أدوات الإعلام  الجديد، حيث تنتشر الإشاعة، والكتابات والمقاطع الملفقة!، فلنتق الله تعالى في عباده!

ولكم تحياااااتي

_________________________________________________________
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com


الثلاثاء، 10 نوفمبر 2015

ألف فكرة وفكرة لمشكلة السكن!!

 ألف فكرة وفكرة لمشكلة السكن!!

علي بطيح العمري 

أنشئت وزارة الإسكان عام 1432هـ، وظهرت الوزارة في  البدء وأعلنت عن "منتجاتها" فقالت: هناك قرض وأرض، وأرض بدون قرض، وقرض بدون أرض!! كل ما عليك إلا أن تأتي وتتخير! لكن حتى الآن لم تهجز الوحدات السكنية، ولم يستلم أحد أرضاً بعد أن انتقلت المنح من "البلدية" إلى "الإسكان"!
ثم تمخض الجبل فولد فأراً على قول المثل، فجاءت فكرة "القرض المعجل" بمعنى أن تذهب لأي بنك وتقترض منه بدلاً من صندوق التنمية العقاري، وكأنه لا أثر للوزارة هنا، ثم جاء تصريح وزير الإسكان ليقول ما معناه: إن مشكلة الإسكان هي مشكلة فكر؛ وهي الجملة التي طار بها الركبان، وعلق عليها الكتاب وشرحوها تشريحاً.

"تهشتق" تصريح الوزير، وصبغ التصريح بشيء من الحقائق، والطرائف معاً..وهناك هاشتاقات إيجابية بمعنى نحن نواجه أزمة حقيقية في الإسكان، فما هو الحل وما المخرج؟
طرح هاشتاق قدم "فكرة لحل مشكلة الإسكان"!
قبل البحث عن حلول ضع في بالك أن مساحة السعودية هي تبلغ مليوني كيلو متر مربع، وأن قرابة الــ 60% من الشعب لا يمتلك السكن! أليست مصيبة؟!

في أزمة السكن هناك أسباب تعود إلى الوزارة، والحكومة بشكل عام، وهناك أسباب تعود إلى الأفراد.
أكثر الاقتصاديين يركزون على قضية "فرض الرسوم على الأراضي البيضاء"، فهو كفيل بكسر شوكة الاحتكار الذي يمارسه "هوامير التراب"، فمساحات الأراضي البيضاء تبلغ النصف والثلث في أكثر المدن، فلو تم معالجة هذه المساحات فستساهم في معالجة الأزمة.
من الحلول الائتيان بوزير من الطبقة المتوسطة، عرف قيمة الغلاء، واكتوى بنار الإيجار، أما أن يكون المسؤول من طبقة "الهاي هاي" فلن يشعر بمعاناة المواطنين، وهذا الكلام ينطبق على كل مسؤول وفي أي دائرة.

ومن الحلول إعادة منح الأراضي إلى البلدية، وحتى لو ظلت في عهدة وزارة الإسكان، لكن لابد من فرض عدة ضوابط عليها.. بحيث لا يتم توزيع المخطط إلا بعد اكتمال الخدمات الأساسية، وأن أهل أي مدينة هم أولى بمنحها، وأن يشترط على الشخص ألا يبيع المنحة، ففي السابق تحولت منح الأراضي إلى تجارة!
بعضهم اقترح تحويل "وزارة الإسكان" إلى شركة مساهمة، وطرح أسهمها للناس، على أن تكون إدارتها بجودة أرامكو أو إعمار الإماراتية!

وإذا كان هذا على مستوى الوزارة، فإن هناك أفكاراً تتعلق بالأفراد، تصور شخصاً موظفاً لثلاثين سنة، وتقاعد ولا يملك سكناً؟! أليست "الكماليات" والتوسع فيها سبباً، وترك الادخار ألا يعتبر سبباً وجيهاً، والتوسع في القروض دون أن تكون في مكانها الصحيح، ألا يمكن اعتباره جزءاً من المشكلة.. وحل هذه الأسباب يكمن في وعي الفرد!

طبعاً تلك الأفكار تكون بعد التخطيط الجيد، والإدارة القادرة على إدارة الأزمات، وقانون محاسبة المقصر.

وفي النهاية الأفكار كثيرة، لكن من يحولها إلى "فكر"، ومن يتبناها...؟ هنا مربط الفرس!

ولكم تحياااااتي


للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com

نريد أكثر من "جحفلة"!!

نريد أكثر من "جحفلة"!!

علي بطيح العمري 

قصة "الجحفلة" لمن لا يعرفها تعود إلى مباراة جمعت "الهلال والنصر"، وتقدم فريق "النصر" في اللقاء، وكاد يخطف الكأس، وفي الدقيقة 119 من الأشواط الإضافية سجل اللاعب "محمد الجحفلي" هدف التعادل، ومن ثم حسمها "الهلال" بركلات الترجيح؛ لتتحول الفرحة إلى خسارة، ومن هنا ولد وترعرع مصطلح "الجحفلة"!

الجحفلة باختصار، هي الهدف القاتل في الدقيقة الأخيرة من عمر المباراة، وبموجبه تتغير النتيجة، ومع أن الطريقة هذه موجودة من زمن اختراع الكرة، لكن التساؤل: من نشط هذا المصطلح وكتب له البقاء والظهور، حتى أن الهلال الذي "جحفل" النصر وفاز عليه ، خرج من بطولة آسيا "مجحفلاً"!
يقول الكاتب علي الموسى في وصف "الحجفلة":
"الجحفلة" درس بشري لعلاج الفزعة الإنسانية في الغرور، "الحجفلة" هي برهان صارخ على أن الدنيا يوم لك وأيام عليك، "الجحفلة" درس قاس مؤلم لتدريب النفس على الخروج من حمام "الساونا" مباشرة إلى مسبح الثلج، "الجحفلة" تدريب للنفس على قبول الهزيمة في اللحظة القاتلة من الزمن فقد تضحك لك "الجحفلة" حتى النواجذ مع الفوز بكأس محلي، لكنها قد تكشر عن أنيابها الطويلة حين تتجحفل من ذات الكأس ولكن مع كأس قارية كنت معها تمسك بكل مصطلحات الفوز وفجأة تجدك مطعوناً بالظهر بنفس السلاح الذي كان من روعة اختراعك.."!

السؤال الذي "يتجحفل" هنا:
من هو الذي يصنع هذه المصطلحات والعبارات، ويكسبها بعداً إعلامياً، ويزيدها انتشاراً، فيتفاعل معها المجتمع بكل أطيافه، وتصبح حديث الساعة، ومتلازمة يرددها الصغار والكبار؟!

كلنا ندرك أهمية أدوات التوصل الاجتماعي أو الإعلام الجديد، ومدى تأثيرها، والدور الذي تلعبه في صناعة الرأي وتوجيهه نحو جانب ما، واختراع عبارات تصبح عرفاً دارجاً ترمز لشيء ما!

ما أود أن أصل إليه هو رجاء من صنّاع هذه الشعارات والعبارات أن يخترعوا لنا عبارات على الطريقة "الجحفلية"؛ لنجحفل بها حياتنا، عبارات سواء كانت في التربية أو المجتمع أو الاقتصاد والأخلاق وفي كل اتجاهات الحياة، تكون بمثابة الثورة على سلبيات معينة أو هجمة مرتدة ضد كل عادة دخيلة أو سلوك معوج، كي نقضي على تلك العادات السلبية ونسلط الضوء عليها، لدينا قضايا كثيرة نريد "جحفلتها" كالمخدرات في مجتمعنا والفساد في إداراتنا، والإسراف القاتل، والهياط الذي أغرق الناس!

وفي الأخير لابد من الاعتراف أن أكثر الشعارات والعبارات المتلازمة "كالجحفلة" أو "متصدر لا تكلمني" أو "مع نفسك" أو "حس يا سالم"...الخ كلها إما فنية أو رياضية.. وهذان المجالان باتا أكثر تأثيراً في حياة الناس من تأثير الشعر والأدب والثقافة، بل وحتى المتخصصين وأرباب الفكر!
هل السبب يعود إلى أن اللاعب وكذا الفنان يعيش قريباً من عامة الناس بينما المثقف والعالم في أبراج عاجية، وهل لأن الفن والكرة أكثر جذباً ومتابعة من بقية المجالات؟! انتهت مساحة المقاااال

ولكم تحياااااتي


للتواصل
تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@hotmail.com

نصف فقيه وطبيب ومسؤول!!


نصف فقيه وطبيب ومسؤول!!

علي بطيح العمري 

الفساد و الخراب والدمار مفاهيم مذمومة في كل عصر وزمن وبكل ألوانها، وكل الأمم والمجتمعات تسعى إلى استئصالها والحيلولة دون وقوعها، وفي عصرنا الحالي يأتي الفساد والخراب من أنصاف الناس؛ لأن الناس ينخدعون في هؤلاء فيعتقدون بلوغهم سن "الكمال" – إن جاز التعبير-  وأنهم على ظاهرهم فيما الحقيقة خلاف ذلك.

يفسد الناس اليوم في شؤون دينهم ويلبس عليهم  في عقائدهم نصف فقيه، فيفتي "هذا النصف" بما عجز عنه الأوائل، ويقحم نفسه في مسائل لو عرضت على كبار العلماء لقالوا عنها لا ندري.. هذا النصف قرأ كتاباً أو كتابين واعتقد أنه حاز على علم الأولين والآخرين فتجده يفتي مصححا ومخطئا وقاضيا، وقد ظهرت فتاوى استحلت الدماء المعصومة وزرعت الخراب وتدمير الوطن وتشتيت الناس!
    
 ويفسد الناس اليوم نصف طبيب ليس لديه أدنى خبرة في التعامل مع المرضى، ووزارة الصحة كشفت في أوقات ماضية عن وجود أطباء يحملون شهادات مزورة ولا يمتون بصلة لمهنة الطب، ففي عصرنا طغى حب المال على الناس، فصارت المستشفيات لا تدقق في مهن من تتعاقد معهم، وقبل مدة قرأت عن مواطن أبلغ عن هروب خادمته ووجدها بعد فترة أنها تحولت بقدرة قادر إلى ممرضة تمارس مهنة التمريض بأحد المستشفيات الخاصة! وقائمة هؤلاء تطول فهناك أخطاء طبية، وتشخصيات خاطئة، والضحية في النهاية هو المريض!
     
ويفسد الناس نصف مسؤول لم يقدر المجال الذي يعمل فيه، ولا الجهة التي ينتمي إليها، ولم يكن أهلا للمسؤولية، فعاث يمينا وشمالا ظانا أنه مسؤول زمانه. في زمن إدارة النصف مسؤول يمكث المشروع عشرات السنين، ويظل هذا النصف يهدم مشروعاً، ويقيم على أنقاضه آخر؛ بسبب سوء التخطيط والتردي الذي تعانيه الإدارة القابعة تحت حكم النصف مسؤول.
النصف مسؤول لا يعبأ بما ينشره الإعلام، ولا بهدير مواقع التواصل، ولا يسمع للرأي الآخر، لأن الآخر متهم بالإثارة، ولا يعرف "الفساد" لأنه لم يُسأل: من أين لك هذا؟!

     كل واحد من هؤلاء يشكل خطرا لا يستهان به على الناس، فالنصف فقيه يفسد على الناس دينهم ويلبس عليهم، والنصف طبيب  خطره واضح على الأرواح، والنصف مسؤول يهدد التطور، ومستقبل مجتمع وتبديد أموال أمة.
    فكان الله في عون من يرضخ لفتاوى النصف فقيه، وجبر الله مصاب من رماه الحظ بيد نصف طبيب، وأدعو الله أن لا يسلط علينا نصف مسؤول في إداراتنا!!!

·        ثلاثة عصافير!
توجه الدولة إلى فرض رسوم على الأراضي البيضاء، معناه أن الدولة بهذا النظام ستضرب
احتكار الأراضي من قبل هوامير التراب، وسيشكل عائداً مادياً للدولة في ظل انخفاض البترول؛ فهو أفضل من رفع السلع والخدمات الأساسية، وسيجعل ملايين تجار التراب تتجه إلى الاستثمار بما يعود بالنفع على المجتمع بدلاً من إدخارها في التراب! ثلاثة عصافير ستضرب بحجر واحد!

ولكم تحياااااتي


للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com


جارٍ البحث عن زوجة "سناب شاتية"!!

جارٍ البحث عن زوجة "سناب شاتية"!!

علي بطيح العمري

قعدت أتأمل الخبر الذي يقول: دون شاب سعودي في عقد قرانه شرطاً على زوجته يتضمن عدم نشرها لصورهما الخاصة في أدوات التواصل ومن بينها حسابات"السناب شات، وانستقرام..."، ومع أنه شرط محدد بعدم نشر صورهما فقط، لكن طارت به المواقع الالكترونية ليكون بهذا العنوان: عدم استخدام السناب شات شرط زواج!

واستأنست برأي متابعي ومتابعاتي التويتريين والتويتريات، حيث ذهب بعضهم إلى أن من أبسط حقوق الزوج أن يجد زوجة ليست "سناب شاتية" نسبة للسناب شات وبقية الشلة واتسابية وانستقرامية.. بعد الدمار والهوس الذي طال بعض المستخدمين لتلك التطبيقات، فهي إما ملهية وصارفة عن واجبات وأولويات حياتية، أو فاضحة وكاشفة للأسرار والخصوصيات. في المقابل رد بعضهم أن ذلك ليس من حقه أن يفرض عليها شروطاً، فهي حرة ولها كامل الاختيار في أن تكون "سناب شاتية" أو "واتسابية" أو "تويترية".. وقالوا: إن الخراب لا يرتبط بأداة ما أو وسيلة معينة فالقضية تعود إلى التربية ومراقبة الله تعالى، ومن قبل هذه الأدوات الخير موجود والشر موجود أيضاً في المجتمعات فلم القلق؟

ثمة سؤالان يدوران بذهني..
الأول: هل قيمنا وتربيتنا وما تعلمناه باتت أموراً "هشة" بحيث ستهدمها قناة أو وسيلة ما، أو محاضرة أو كتاب...؟!
والثاني: هل تلام وسائل الإعلام الجديد وأدواته أم اللوم يقع على المستخدم؟ هل الخراب كامن في تلك الوسائل أم المستخدم هو الذي يديرها، ويملك تحويلها وتوجيهها إلى الخير أو الشر؟

أدوات التواصل الاجتماعي، أو الإعلام الجديد كما تسمى، جاءت ثورة على الإعلام التقليدي، ففيها لا حد لحرية الرأي، تكتب وتقول ما تشاء، وفيها سرعة الخبر والانتشار. ولها وجه سلبي، فكم فضائح نشرت على مرأى ومسمع من الناس، وللأسف هناك شباب أساؤوا استخدامها حيث صوروا أنفسهم في أوضاع تمس المجتمع، أو ممنوعة ثم عمدوا لنشرها، فلاحقتهم الجهات المسؤولة، فهم من تسبب في نشر فضائحه، ومن حكم العرب: مقتل الرجل بين فكيه"، ويحلو لنا استبدال هذا المثل بمقتل الرجل بين أصابعه!!

وكما قلت هي أدوات لها وجهان.. وهي ليست مسؤولة عن تحديد الوجه حتى نلعنها أو نشتمها، المسؤول هو المستخدم، وقيمه وتربيته وثقافته، يستطيع أن يحولها إلى وجه مشرق، أو وجه مظلم، وحتى بعد موته يمكن أن تكون هذه الحسابات صدقة جارية، وربما تكون سيئة جارية!

المطلوب هو الوعي وبثه للتعامل الصحيح مع هذه الأدوات العصرية، بعدها لن تقلق لمّا تكون زوجتك "سناب شاتية" أو انستقرامية، وهي لن تنزعج من كون زوجها "واتسابي"، أو فيسبوكي أو "تويتري"!!


ولكم تحياااااتي


للتواصل
تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@hotmail.com

الاثنين، 19 أكتوبر 2015

باب ما جاء في مقاطعة "الصافي والمراعي"!!


باب ما جاء في مقاطعة "الصافي والمراعي"!!

علي بطيح العمري
في الوقت الذي تتجه أسعار السلع عالمياً إلى الانخفاض لا تزال الأسعار عندنا ثابتة على ارتفاعها، بل تزيد في أحايين كثيرة.
مواجهة الغلاء وجشع التجار ليست فقط مسؤولية الحكومة، الشعوب والمجتمعات تشارك بشكل أو بآخر في مواجهة الغلاء وجشع التجار الذي لا مبرر له.
هذه الأيام يقوم شعب تويتر العظيم بدعوة عبر هاشتاق إلى مقاطعة شركتي "المراعي والصافي" بسبب زيادة أسعارها وبسبب خفض حجم العبوات.
المقاطعة سلاح شعبي قديم، يطيح بدول فما بالكم بشركات، وهو خيار شعبي في ظل تقصير وزارة التجارة أحياناً، وفي ظل غياب "حماية المستهلك"؛ وهي جهة يظن – أبو البندري غفر الله له- أنها لا محل لها من الإعراب، عفواً قصدي من الجغرافيا، فنحن نسمع عنها لكننا لا نبصرها بعيوننا، ولا نلمس أثرها.

في التاريخ، شكا الناس إلى عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- غلاء اللحم، فقال: دعوه يرخص.. وهي مقولة تختصر لك معنى المقاطعة، ومحاربة الغلاء.
المقاطعة تكون ناجحة إذا كانت هناك بدائل، وما أكثر شركات الألبان البديلة لدينا.. كما أن الشركات التي تتعرض للمقاطعة ستخسر ملايين الريالات، وتخسر على المدى البعيد عملاء قد لا يعودون إليها. المقاطعة الاقتصادية أسلوب فيه تأديب لكل شركة "ناشز" عن السوق، ولا تراعي ظروف الناس، ولا تعبأ بالمستهلكين.

صدقوني لو كل سلعة ارتفعت قاطعها الناس حتى لو كانت نسبة المقاطعين نصف أو ربع المستهلكين لانزجرت الشركات، ولكان فيه ردع لأخريات، وهذا الكلام يجري على كل سلعة ترتفع بين الحين والآخر بلا مبرر، كالمجنونة" الطماطم" والبيض!

يوم المعلمين...!
* في يوم المعلم بدلاً من الاحتفالات وبريقها، والخطب ورنينها، والخطابات التي، والتي... تذكروا أن حقوق المعلمين، وإعادة الهيبة للمدرسة هي بتوقيع وليست باحتفالات!

أقوى الجيوش!
* أقوى جيش تواجهه في حياتك هو جيش الأفكار التي تدور في رأسك ودماغك، هذا الجيش قادر على تحطيمك أو نصرتك.. المطلوب منك أن تكون قائداً لجيش أفكارك توجهه إلى حيث النجاة، لا أن تكون تابعاً يقودك إلى حيث النكبة والهلاك!

عقول غريبة!
* مؤسف حالة بعض "المثقفين" الخليجيين ومعهم بعض المتمشيخين وهم يرحبون بقدوم روسيا؛ الذي يقرأ لهم يظن أن روسيا جاءت تنثر الورود على رؤوس السوريين! بينما هي جاءت لإنقاذ "بشار" الذي كانت تدعمه طوال السنوات الماضية بالسلاح، وجاءت لتزيد جراحات السوريين المثخنة، فهم يعانون بشار وداعش وحزب الله وإيران، والآن روسيا بنفسها!
هي حالة من فقدان الهوية والحيرة الفكرية فمن قبل هلل ناس لأمريكا وهي تختطف العراق! هؤلاء بتصفيقهم للمعتدين يذكرونني "بأبي رغال" الذي دل جيش إبرهة الحبشي على طريق "الكعبة" ليهدمها، فقط اختلفت الأسماء والأحوال، وتطابق التأييد والتصفيق!

ولكم تحياااااتي



للتواصل

تويتر: @alomary2008

بدأ مدخناً .. ثم أصبح طاغية!!

بدأ مدخناً .. ثم أصبح طاغية!!

علي بطيح العمري

ولد الطفل "علي بن جواد بن حسين...." في عام 1939، وفي سن الرابعة تعلم القرآن الكريم، وواصل دراسته الدينية.. بدأ حياته محباً للثقافة، وعاشقاً للموسيقى ومدمناً للتبغ حتى أنه كان يشرح دروسه في المساجد وهو يدخن غليونه، وانتهي به المطاف ليكون طاغية، ذلكم هو "علي خامنئي" المرشد الأعلى للثورة الإيرانية.

يتربع الرجل على إمبراطورية اقتصادية عالمية، ويشغل عدة مناصب لم يحصل عليها أحد من البشر اليوم؛ فهو "الولي الفقيه"- وهو منصب يعصمه من الخطأ- وآية الله العظمى، والإمام، والمرشد الأعلى، والسيد إذ يزعم أن نسبه يتصل بالحسين بن علي، والحسين بريء من تصرفاته وخرافاته.. باختصار استحوذ "الخامنئي" على كل المناصب الدينية والدنيوية!



ثروة "الخامنئي" تقدر بقرابة 100 مليار دولار، جمعت من خلال مصادرة عقارات وشركات وأسهم ولا تستبعد أموال الخمس التي تدفع له، وهذه المؤسسة اسمها "ستاد"، يقال إنها في الأصل أسست لمساعدة الفقراء والمساكين في عهد "الخميني"، ولما آلت إليه سيطر بها على القوة الاقتصادية في البلاد. ورغم هذه الثروة التي يتمتع بها الرجل، فقد تحدثت تقارير عن وجود 15 مليوناً من الإيرانيين يعيشون تحت خط الفقر من أصل سبعين مليونا هم سكان إيران، أضف لذلك نسبة البطالة المرتفعة، ورغم أن إيران دولة نفطية فإنها أضاعت اقتصادها في مشاريع التسليح الفاشلة، وتصدير الثورة الخمينية بأيديولوجية "ولاية الفقيه" إلى البلاد الإسلامية، وبناء قدرات حزب الله العسكرية في لبنان ودعم الحوثيين في اليمن، وإنقاذ النظام السوري المتهالك، واحتلال العراق ومصادرة حريته.



"خامنئي" متناقض إلى أبعد حد.. يعتبر أمريكا "الشيطان الأكبر"، لكن بعد الاتفاق النووي مسح هذه العبارات من أجندته، يعتبر السعودية تمارس الإرهاب على أساس أنه وفيالقه ينثرون الورود في سوريا والعراق!!، يعتبر نجدة الخليجيين للبحرين واليمن لإعادة الأمن والسيادة فيهما تدخلاً، بينما هو ودولته يتدخلون في سوريا، ويزرعون القلاقل في لبنان!

دولة الأحواز دولة عربية لها حدودها وخارطتها على الكرة الأرضية، وللأسف احتلتها بريطانيا فقدمتها على طبق من ذهب لإيران، والنتيجة التهام وابتلاع دولة بأكملها ومحوها من الوجود، مقابل التنكيل بالأحوازيين وتهجيرهم، مع معلومية أن أكثر ثروة إيران النفطية هي من الأحواز.

مارس الرجل "الطغيان" السياسي، فأصدقاء الأمس الذين كانوا من جلسائه، ما أن وصل إلى السلطة حتى نكّل بهم وبأي معارض يعارض حكمه، وعلى يديه جرى التعذيب وحل الإعدام والقتل!، وأخذ في الحسبان هو والملالي الذين يديرون الدولة حساب الشعب الذي لا يريد سياستهم، فأنشأوا جيشاً موازياً "الحرس الثوري"؛ كي يتولى حماية النظام وتأمينه ضد أي انقلابات أو انتفاضات شعبية "يعني قاعدين على قلوبكم يا إيرانيين"!!


بقي أن نقول:

الهدف من هذا المقال معرفة من يسّير إيران، ومن يقف خلف هذا الفكر الصفوي الذي أهلك الحرث والنسل!



ولكم تحياااااتي

_____________________________________________________________
للتواصل
تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@hotmail.com

كيف نقاتل داعش؟!

كيف نقاتل داعش؟!

علي بطيح العمري
كم هو مؤلم مشهد الشاب الذي قتل ابن عمه، وأخوه يوثق الحدث بالصوت والصورة، كان المشهد أشبه ما يكون بالتمثيل والخيال.. يا ترى عن أي جانب سنتحدث في هذا المشهد؛ عن كمية الجهل بحرمة الأنفس، أم عن غدر الأقارب، أم عن قسوة القلب؟!!
طبعا لا ننسى أن "قتل الأقارب" هو من صلب الفكر الخارجي، فمن قبل هذه الحادثة هناك من قتل خاله ووالده.
تأملوا هذا الحديث؛ عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كان صلى الله عليه وسلم يحدثنا أَن بين يدي الساعة الْهَرْجَ، قيل: وما الْهَرْجُ ؟ قَال: الكذب والقتل. قالوا: أكثر مما نقتل الْآن؟ قَال: إِنه ليس بقتلكم الكفار، ولكنه قتل بعضكم بعضاً، حتى يَقتل الرجلُ جاره، ويقتل أخاه، ويقتل عمه، ويقتل ابن عمه. قالُوا: سبحان اللَّه! ومَعَنَا عقولنا؟ قال: لا، إلا أنه يَنْزِعُ عقولَ أهل ذاك الزمان، حتى يحسب أحدكم أنه على شيء وليس على شيء". صححه الألباني، وجاء في حديث آخر وصف أصحاب الفكر الخارجي بقوله: حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام.." فهم صغار سن، وأفكارهم طائشة.

نجحت وزارة الداخلية في مواجهة الفكر الخارجي أمنياً، ولا شك أنها تمتلك معلومات – عن طريق المقبوض عليهم والعائدين من هذا الفكر- كيف يتدعشن هؤلاء الشباب؟ وما وسيلة التدعشن، أهي بجليس سوء، أم سفر إلى مناطق الصراع، أم عن طريق النت؟ وكيف يُحقن شاب غض بفكرة التفجير أو القتل؟
أتفهم جيداً أن تحتفظ الوزارة بهذه الأسرار، لكن كإعلاميين يظل الإنسان يبحث عن أصل فكرة التدعشن ووسيلتها وطريقتها كيف بدأت الفكرة لدى الشاب، ثم تطورت إلى أن وصلت إلى القتل.

وما دام أن الجانب الأمني نجح في التصدي لهذا الفكر، يبقى التصدي الفكري.. ولقتال داعش فكرياً نحتاج إلى إنشاء مواقع وحسابات في الإعلام الجديد، تدار من قبل متخصصين وبإشراف وزارات كالتعليم والشؤون الإسلامية، فالجيل الجديد من شبابنا هجروا وسائل التثقيف التقليدية، وباتت أدوات التقنية الجديدة هي مصدر التلقي.
نسبة الشباب عندنا تتجاوز الــ 60% ، وهم يعانون البطالة والفراغ، وهنا تأتي فكرة تفعيل المدارس في الفترات المسائية وأيام الإجازات، لتؤدي دورها في تنمية الشباب، وشغل أوقاتهم.
بعض مثقفينا لا يرون أن داعش انتشر فكرها بعد التضييق على المناشط الدعوية التي كانت تحتوي الشباب، ففي غيابها وجد الشباب البديل في النت وفي المواقع التي تصطادهم ولا يملكون الوعي والثقافة لمقاومة الأفكار الدخيلة، فما المانع من إعادة تلك المناشط بعد وضع استراتيجية لها وتكون تحت سمع وبصر الدولة؟
وأخيراً.. بما أن المواطن رجل الأمن الأول، ففتٍّح عينيك وراقب من حولك، وبلّغ عمن تشتبه به، هذا من الوفاء، فإنقاذ شخص سيلقي بنفسه للتهلكة واجب، وإنقاذ مجتمع أو أسرة ستتلظى بهذا الفكر من أوجب الواجبات!

ولكم تحياااااتي



للتواصل

تويتر: @alomary2008

العيد الأكبر .. واليوم الكبير!!

العيد الأكبر .. واليوم الكبير!!

علي بطيح العمري
نعيش هذه الأيام مناسبتين كبيرتين، الأولى هي "عيد الأضحى" المبارك..
عشر ذي الحجة وأيام العيد والتشريق أيام مباركات ، وهي موسم يفترض أن تزداد فيه الطاعات وتقل فيه السيئات ، ويوم الأضحى قد جاء في الأثر أنه خير الأيام عند الله ، على أن للعلماء في أيهما أفضل أيام السنة هل هو يوم عرفة أم يوم النحر كلام كثير، وسواء كان هذا أم ذاك ، فعلى الإنسان الاجتهاد في الطاعات لإدارك فضلهما.
والعيد فرصة للفرح ولصناعة الفرح، صحيح أن الأمتين العربية والإسلامية تمران بمآس؛ فسوريا تئن تحت وطأة فرعونها ، واليمن تعاني ويلات التدخل الصفوي، وفلسطين مختطفة من زمن، وأكثر البلدان العربية اليوم تلتهب، وطبعاً هذه الفتن ستكون على حساب التنمية وبناء الإنسان، وعلى عقلاء كل دولة أن يُغلِّبوا مصالح دولهم العامة على مصالحهم الشخصية، وأن ينأوا  ببلدانهم عن الفتن.
 ورغم كل المآسي تظل في العيد مساحات للفرح ورسم البسمة، فرسولنا الكريم – عليه الصلاة والسلام – كان يبتسم، ويفرح ويمازح أهله وصحابته ، ووقتها الأقصى في قبصة "النصارى" ، ومكة في "حوزة" قريش، ومؤامرات المنافقين تحاك ضد المسلمين!

والمناسبة الثانية هي "اليوم الوطني" للمملكة العربية السعودية.. دولتنا تخوض حرباً في الجنوب مع الفرس، وفي الداخل تجدها في يقظة مستمرة لتفكيك خلايا الإرهاب، وفي ذات هي عين ساهرة لخدمة الحجاج الذين أتوا من كل فج عميق، وعمارة الحرمين الشريفين. في بلادي رغم هذه الحرب، وهذا التأهب يعيش الجميع بأمن وسلام، فالطالب يذهب إلى مدرسته وجامعته ، والموظف إلى وظيفته، والسياحة الداخلية والخارجية تسير بشكلها الطبيعي، نعمة الأمن أكبر النعم التي أنعم الله بها علينا وعلى الدول الخليجية.
اليوم الوطني فرصة لتذكر إيجابيات هذا الوطن الكبير، وتعداد محاسنه، وفرصة لأن نحافظ عليه وعلى ثوابته الراسخة، فنحن اليوم بين عداء فارسي، وعداء صهيوني، وعداء غربي يستتر أحياناً ويظهر حيناً. شباب بلادي اليوم بين تيارين، تيار يريد أخذهم إلى اليمين المتطرف عبر أجندة وتنظيمات إرهابية، وتيار يريد جرهم ذات الشمال، حيث الإلحاد والانحلال والعبث الفكري، فالوقوف في وجه هذه التيارات الهدامة ضرورة لحماية مجتمعنا.

لا زلت أرى أن الوطنية ليست أن ترقص في الشارع، ولا أن تتمايل في الطرقات، ولا أن تتوشح وتصطبغ بالألوان، ولا أن تقيم جهة حكومية حفلاً يكلف الآلاف وهي مقصرة في خدماتها، "وغاطسة" لشحمة أذنيها في "البيروقراطية"، الوطنية ممارسة وسلوك، لا شعارات وعبارات مستهلكة.

صدقوني لا خوف علينا من عدو خارجي يتربص بنا، الخوف من الطائفية، والتعصب القبلي والمناطقي، والفساد، هي العدو الحقيقي الذي يفتت وحدتنا، ويفرق مجتمعنا ، فلابد من إعلان الحرب على هذا الأدواء، واقتلاعها من جذورها.

ولكم تحياااااتي


للتواصل

تويتر: @alomary2008

"فيلم" الرسول .. هل هو "أيرنة" للسيرة؟!


"فيلم" الرسول .. هل هو "أيرنة" للسيرة؟!

علي بطيح العمري
الفكر الصفوي الذي يدير إيران يقوم على إيدلوجيا خطيرة، فهذه الإيدلوجيا تعمل على تصدير الثورة الإيرانية إلى الشعوب خاصة العربية، وهذا التصدير خطير ومحرج حتى لـ "الأقليات الشيعية" التي تعيش في تلك الدول إذ يجعلها تصطدم مع دولها!، وتكمن خطورة الفكر الصفوي أنه يحاول أن يقدم إسلاماً آخر غير الإسلام الذي يدين به المسلمون، من خلال الطعن في القرآن، وكون مصادر الحديث النبوي مختلفة أيضاً، وأضف لذلك الطعن في بعض الصحابة وأمهات المؤمنين، مقابل الغلو في آخرين.
رجل الشارع العادي يدرك مدى تناقض السياسة الإيرانية وإيدلوجيتها، ففي حين أن إيران تدعي أنها دولة إسلامية تظهر الدفاع عن قضايا المسلمين وترفع شعاراتها، في المقابل هي تغتال المسلمين في سوريا ولبنان، ودعمت التمرد "الحوثي" في اليمن ليتحول إلى "خنجر" مسموم يقتل اليمنيين!

اليوم إيران التي كانت تحرم الفنون في الماضي، ها هي تتبنى تقديم "فيلم محمد رسول الله"– عليه الصلاة والسلام- وقد كلف إنتاجه أكثر من 40 مليون دولار دفعته من خزينتها، وهو عبارة عن ثلاثة أجزاء، وهذا الفيلم هو الجزء الأول.
ما الهدف الذي تسعى إليه من خلال إنتاج عمل كهذا استغرق سبع سنوات؟
وما الرسالة التي يريد الإيرانيون إيصالها إلى العالم من خلال السيرة النبوية؟

إيران – رغم اختلافنا معها- لها حضور واضح في الإعلام والفن، وهو أمر يفتقده العرب، فلديها فضائيات بلغات عربية منوعة، وها هي حاضرة في السينما والدراما، وتبثها بلغات حية إلى العالم.. عند المقارنة معها في هذا السياق تكون المقارنة مخجلة، فلم يقدم العرب إعلاماً جماهيرياً راقياً يخاطب الآخر بكل اللغات، ولم ينتجوا أفلاماً مؤثرة تستقطب العالم الإسلامي، وتقدم الصورة الصحيحة عن إسلامنا وعقيدتنا.
فيلم "محمد رسول الله" يمثل سلسلة من الحضور الإيراني الفاعل على الساحة الدرامية، وهي الآن – شئنا أم أبينا – تقود العالم الإسلامي إعلامياَ ودرامياً، بينما الدراما العربية في مجملها هابطة فكراً وأخلاقاً!

"الفيلم" أحدث ضجة ولا يزال، والغالبية ضد عرضه، خاصة البعد الديني المتمثل في تجسيد الرسول الكريم ، فالأزهر في مصر، وهيئة كبار علماء السعودية ورابطة العالم الإسلامي أدانوا هذه الخطوة والفكرة، ومع أن مخرج الفيلم "مجيد مجيدي" صرح أن وجه الرسول الكريم لن يظهر في الفيلم، لكن ماذا عن بقية أجزاء الفيلم؛ فالنصارى في الماضي لم يكونوا يقبلون بظهور عيسى "عليه السلام" في الأفلام، لكن مع مرور الوقت صار عيسى يظهر سينمائياً!!

نعود للسؤال الذين طرحناه في ثنايا المقال، ما الهدف الذي ترمي إليه إيران من هذا الفيلم، الذي تقول أن وجه الرسول لن يظهر في الفيلم وهو يجري في شوارع طهران على حد وصف بعض المصادر!!!!! فهل سيفاجئنا الإيرانيون بــ"أيرنة" السيرة النبوية التي تتقاطع في بعض تفاصيلها مع إيدلوجية الفكر الصفوي؟!!!

ولكم تحياااااتي



للتواصل

تويتر: @alomary2008

أوقفوا "المشاهير الجدد"!!

أوقفوا "المشاهير الجدد"!!

علي بطيح العمري
في كل مرة نحن مع موضة أو صورة أو فيديو جديد، يصبح حديث الركبان، مثل هذه الموضة في عهد "الطيبين" لا يكتب لها الشهرة وتموت في مهدها، بينما اليوم وجد "المشاهير الجدد" بغيتهم في الانتشار، إذ يصرون على توثيق سخافاتهم في مقاطع، وبثها عبر الإعلام للحصول على شهرة سخيفة!

"المشهور الجديد" قد يكون داعية أو شيخاً فجّر الساحة بفتوى غريبة، أو من جملة "المثقفين" يغرد بتغريدة "يأتي فيها بالعيد!!"، أو مراهقاً يظن أن مراهقته لا تتعدى أسوار بيته لكنها تنتشر، أو ممثلاً يمثل هذه "السخافات" لتبث للعالم.

"المشاهير الجدد" لا يسيئون لأنفسهم وعوائلهم فقط، فإساءاتهم تمتد إلى وطنهم وربما إسلامهم، في لباسهم خروج عن "اللياقة" العامة، وفي كلامهم ما تتبرأ منه علوم العرب ومعارفهم.. المشهور الجديد لا مانع لديه أن يرقص بالسروال والفانيلة أمام العالم!، ولا يمتنع أن يمثل في وضع يجعل الناس يسبون مجتمعه، ليس شرطاً أن يكونوا " المشاهير الجدد" من رواد الإعلام الجديد، حتى الفضائيات عبر مسلسلاتها تنتج "السفاهات".

هؤلاء يتوسلون الشهرة، ويسيرون على خطى الأعرابي الذي بحث عنها..
روى ابن الجوزي حادثة وقعت أثناء الحج في زمانه؛ إذ بينما الحجاج يطوفون بالكعبة ويغرفون الماء من بئر زمزم قام أعرابي فحسر عن ثوبه، وبال في البئر والناس ينظرون، فما كان من الحجاج إلا أن انهالوا عليه بالضرب حتى كاد يموت، وخلّصه الحرس منهم، وجاؤوا به إلى والي مكة، فقال له: قبّحك الله، لِمَ فعلت هذا؟ قال الأعرابي: حتى يعرفني الناس، يقولون: هذا فلان الذي بال في بئر زمزم!!

نحن لا نعمم في الحكم، فبعض المقاطع فيها مواهب لم تجد مسارح تحتويها، ولم تجد طريقاً إلى إعلام يتبناها، ولربما كانت بعض المقاطع حركة لا إرادية لكنها انتشرت وقلدها آخرون، ما أقصده هنا هي المقاطع السخيفة سواء كانت عبر الإعلام التقليدي أو الجديد، خاصة تلك التي تخدش الحياء وتسيء إلى قيمنا ومجتمعنا، وهي مقاطع لا تمت للفن بصلة.

للأسف حتى القنوات تشارك في جريمة "المشاهير الجدد" عبر إنتاجها أو عبر استضافة المسيئين.. ولا ننس أن عملية الدفع بالتافهين لتصدر المشهد الإعلامي، ليست جريمة فقط بحق الذوق العام، بل بحق أجيالنا الجديدة التي ستنشأ على أن "التفاهة" في هذا الزمن هي فن، أو أنها الطريق الوحيد للشهرة، فينصرفون عن طَرْق مجالات الشهرة الحقيقية في مجالات العلم والموهبة.

أفضل الحلول لإيقاف تمدد وانتشار "المشاهير الجدد" وسخافاتهم هو وعينا، لو أهملنا الصور والمقاطع التي نتلقاها؛ لماتت سلبياتهم في مهدها، ولقطعنا الطريق أمام انتشار "التوافه".
قارئي العزيز.. لنتوقف – أنا وإيااااك - عن إرسال هذه المقاطع والدعاية لها حتى لو أضحكتنا؛ كي لا نساهم في الدعوة والترويج للتافهين على حساب الذوق والمجتمع والثقافة!

ولكم تحياااااتي



للتواصل

تويتر: @alomary2008

سارع بشحن بطاريتك!!


سارع بشحن بطاريتك!!



علي بطيح العمري

الشركات تتنافس في تطوير منتجاتها، وتتسابق في تحديث بضائعها ، فأنت تشتري جهاز جوال اليوم، وبعد فترة قصيرة سنجد ما هو أجد وأحدث منه، والشركة التي لا تحدث أجهزتها سيتركها الناس إلى غيرها.

التطوير والتحديث سمة ليست للشركات فقط، بل حتى للأفراد، فالإنسان بحاجة للتطوير وأيضا التحديث سواء كان على المستوى الشخصي أو العملي.


جملة أعجبتني عثرت عثرت عليها في – أرشيفي - مع بعض التعديلات التي أجريتها، ورد فيها:

"البطارية" في الأجهزة هي المولد للطاقة والاستمرار، فجوالك لابد له من بطارية ، بدون بطارية لا يمكن أن يعمل، ولا يمكنك الاستفادة منه والاستمرار معه. يمكن تشبيه الإنسان بالجوال، في حال كون البطارية مشحونة سيعمل وسيكون أكثر طاقة ونشاطاً ، وفي حال ضعف "البطارية" سيقل النشاط حتى تفرغ البطارية، وبعد فراغ البطارية سيظهر على محياك عبارة: جاري البحث عن شاحن.."!


للإنسان عدة طاقات تجعله يعمل وينتج ويبدع ويفكر، وكل ما ضعفت طاقة ما فهو بحاجة إلى إعادة شحنها ليمارس نشاطه.

هناك طاقة إيمانية، فالإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وحتى على مستوى الطاعات فالنفس لها إقبال وإدبار، وروي عن علي بن أبي طالب قوله: إن النفس لها إقبال وإدبار، فإذا أقبلت فخذها بالعزيمة والعبادة، وإذا أدبرت فأقصرها على الفرائض والواجبات "، فإذا أحس الإنسان بالكسل بعد اجتهاد في الطَّاعة، فليرقد حتى يعود إليه نشاطه، كما بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك لزينب حينما دخل المسجد، فإذا حبل ممدود بين ساريتين، فقال: ما هذا الحبل؟ قالوا: هذا حب لزينب، فإذا فَتَرت تعلَّقت به، فقال عليه الصلاة والسلام: لا، حلُّوه، ليصل أحدكم نشاطه، فإذا فَتَر فليرقد". والإنسان يستطيع أن يشحن بطاريته الإيمانية عبر تدبر آيات الذكر الحكيم، ومطالعة أحوال السابقين في العبادات والطاعات.

وهناك طاقة عملية، تتعلق بالمهن والأعمال، فيحصل للموظف أن يكسل ويكره عمله، وتجديد الطاقة العملية مطلوب عبر دورات ينخرط فيها الموظف، ومن خلال استحضار قيمة العمل والأمانة الملقاه على عاتق الموظف، والحرص على مشاهدة وسماع المحاضرات والمواد الإيجابية التي تجدد طاقتك، وتحبب العمل!


وكذا الطاقة المعرفية، ومن أفضل وسائل شحنها "القراءة" بمعناها العام، سواء كانت قراءة الكتب أو مطالعة المواقع الثقافية والمعرفية، ومشاهدة برامج تزيد منسوب المخزون العلمي للإنسان، أو مصاحبة ومجالسة المهتمين بالثقافة والعلم، والطاقة المعرفية أو العلمية هي المسؤولة عن إنتاج الإبداع.

ولا ننسى الأسرة بإمكانها "شحن" بطاريات أولادها تجاه الدراسة والإقبال على المدرسة، هناك فرق بين أسرة تشجع وتحفز، وتتعاون مع المدرسة بما يحقق الارتقاء بأبنائها، وبين أسرة لاهية ومشتتة، لا يجلس الأبوين – أو أحدهما - مع ابنائهما إلا نادراً ومصادفة.


قارئي العزيز..

كل ما عليك إن أحسست بضعف طاقتك سوى المسارعة بشحنها قبل أن تفرغ بطاريتك!


ولكم تحياااااتي

__________________________________________
للتواصل


تويتر: @alomary2008