Translate

|| خارج التغطية ••

مقالات الكاتب: علي بطيح العُمري

الأربعاء، 23 ديسمبر 2015

لو كان "محمد" بيننا!!


لو كان "محمد" بيننا!!

علي بطيح العمري

تخيل لو كان محمد – صلى الله عليه وسلم – يعيش بيننا اليوم في القرن الواحد والعشرين؟ يرى أفعالك، ويسمع أقوالك، هل سيوافقك على تصرفاتك؟ هل هو راض عنها؟


قال تعالى: لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ"..
في سيرة الرسول الكريم تجد القدوة لكل طبقات المجتمع، للشباب وللرجال والأزواج، والمربين، والحكام والأئمة...الخ


لو بحثنا في هذه السيرة سنعثر على ما يعالج أوضاعنا، ويحل مشكلاتنا..

فالمهتم بالتربية سيجد في سيرته – عليه الصلاة والسلام – القواعد التربوية التي ينبغي عليها سلكها.. خذ هذا الموقف:

زار النبي الكريم "فاطمة" "وعلياً" – رضي الله عن كل الصحابة-، فأستسقى "الحسن" (طلب الشرب) فقام الرسول، وحلب شاة وأتى ليسقيه، فجاءه "الحسين" وطلب الشرب أولاً، فقال الرسول:أخوك أستسقى قبلك، شاهدت "فاطمة" الموقف، فقالت: كأن "الحسن" آثر عندك؟، فقال: هما عندي بمنزلة واحده ولكنه أستسقى قبله".

من هذا الموقف يمكن استخراج عشرات الدروس وأهمها: التزام "السرا".. فالذي لا يلتزم بالطابور هل قرأ هذا الموقف، ما شعوره لو كان "محمد" يشاهده وهو يعبث باصطفاف الناس، ويقتحم طابورهم، ولا يبالي بمن قبله؟!

وفي التعامل مع المخطئين يقول "أنس": أرسلني الرسول لحاجة، فقلت: والله لا أذهب، وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به، قال: فخرجت حتى أمرَّ على صبيان وهم يلعبون في السوق، فإذا رسول الله، قابضٌ بقفاي من ورائي، فنظرت إليه وهو يضحك، فقال: يا أنيس! اذهب حيث أمرتك، قلت: نعم، أنا أذهب يا رسول الله. قال أنس: والله لقد خدمته تسع سنين ما قال لشيء صنعته لم فعلتَ كذا وكذا، ولا لشيء تركته: هلَّا فعلتَ كذا".

ما موقف أهل العنف في تعاملهم مع العمال والخدم لو رآهم "محمداً"؟!

وفي قضايا الحكم والعدل.. سرق مسلم يقال له "طعمة بن أبيرق" درعًا، وخبأها عند يهودي، فالتُمِسَت الدرع عنده فحلف بالله ما أخذها، ثم وجدت عند اليهودي، فقال لهم: دفعها إليّ "طعمة"، فجاء قوم "طعمة" وسألوا  الرسول أن يجادل عن صاحبهم، فهمّ الرسول بمعاقبة اليهودي، فنزل قوله:((وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا))، سورة النساء.
لقد اعتقد الرسول أن السارق هو اليهودي لوجود القرائن، ولكن الوحي نزل بخلاف ذلك؛ فأعلن بصراحة أن اليهودي بريء، وأن السارق مسلم!!
لاحظوا إن التبرئة تأتي في حق يهودي اجتمع قومه على عداء الإسلام، لكن ذلك لم يبرِّر اتهامه بغير حق.

ماذا لو كان الرسول بيننا ورأى هذه المعارك والخصومات الفكرية بين الدعاة وبعض المثقفين في الإعلام، وكيف أن كل تيار يتهم الآخر، ويُقوِّله بما لم يقل؟!



وأخيراً..

لِمَ نتخيل وجود الرسول – عليه الصلاة والسلام- بيننا، وهو أصلاً موجود بسيرته، وأحاديثه؟

نحن نحتاج إلى تطبيق ما عرفناه من سيرته وأحاديثه؛ لتستقيم حياتنا!


 ولكم تحياااااتي

_________________________________________________________
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com

الغسيل بالعود.. والتنشيف بالنقود!!

الغسيل بالعود.. والتنشيف بالنقود!!

علي بطيح العمري 
عندما يغيب العقل فلن يفهم "نص"، ولما يحل "الجهل" يأتي الفساد، وحينما يمزج ذلك "بالهياط" فتوقع ما لا يخطر على بالك، ومالا تسمعه وتراه من قبل!
- ضيوف يغسلون أيديهم بدهن العود
- مراهق يمسح وجهه بالفلوس!
- يشتري لوحة سيارة بـ... آلاف الريالات!
- شراء مرسيدس مطلية بالذهب بـ....!
- جمل يشترى بكم مليون!
- كرتون تمر يباع بسعر يفوق الخيال!
الخ قصص "الهياط" والتفاخر وحب الظهور!
طبعاً الناس تستفزهم هذه الصور التفاخرية و"البذخية"، فيتفاعلون معها بالشجب والاستنكار، رغم أن هذه الصور تتكرر في "البذخ" الزائد في حفلات الزواجات، وفي النهم "الشره" لشراء الأجهزة، وتغيير الأثاث...الخ

محبو المظاهر وهواة مطاردة "الهياط" لا يدركون حرمة التبذير والإسراف وأن الله تعالى قال: إنه لا يحب المسرفين"، ولا يقفون عند احترام العقل والمنطق، ولا يراعون مشاعر الفقراء!
لا أدري هل أمثال هذه الصور "البذخية" اليوم هي امتداد لما كانت عليه مجتمعاتنا من قبل، وأن لكل عصر "مهايطيه"، واليوم أظهرتها وسائل التواصل؟ أم أن عهد "الطيبين" كان نقياً من "المهايطة"، وكان مثالاً يحتذى في تقدير "النعمة" واحترام عواطف المعوزين؟

التاريخ يقول: إن حياة "المنعمين" ملأى بمثل هذه الصور، فيروى أن بنات "المعتمد" اشتهين الخوض أو اللعب بالطين، فأمر المعتمد بخلط مسك وزعفران ليخضن فيه، ثم زال ملكه فزارته بناته بسجنه حافيات يخضن بالطين! وذات التاريخ يرصد أن في دولة كالصومال كان "المنعمون" يذبحون الخروف لأجل الحصول على "الكبدة" فقط، ويرمى بالباقي!!

من أكبر أسباب حب الظهور "عقدة النقص" التي يعاني منها بعضهم؛ فيعمد إلى تعاطي التفاخر لسد هذه العقدة. "عقدة" النقص ما دخلت على نفس إلا "أخربتها"، وهي عقدة لها قدرة عجيبة في تغيير المصطلحات، فالإسراف في المأكولات يصبح كرماً، ونثر الأموال يصبح تطوراً وتقدماً!. هذه العقدة تجعل "الحافي المنتف" يمتطي أغلى السيارات ليخيّل إليك أن "تويوتا" توزع سياراتها مجاناً!!

الفرد يلام بلا جدال على هذه الصور الاستفزازية، ومن الأفراد من يصعب عليه "التحرر" من نظرة الناس وسنن "هياطهم"، لذا فهو يسير على قول الشاعر:
وما أنا إلا من غزية إن غوت
غويت وإن ترشد غزية أرشد!

فما حولك يشجع على التفاخر والهياط..
حفلات التباهي في الزواجات لها أول وما لها آخر، فمطربة الحفل تكلف، وحفل العرضة الشعبية مع شعرائها يصل لمبالغ خيالية، وشيلات القبائل على القنوات الشعبية تشحذ الهمم "التفاخرية"، وقس على ذلك مزايين الإبل والغنم والدجاج!!

في الأخير..
الخطب والمواعظ لا تجدي في معالجة هذه الظواهر، الأمر يحتاج إلى سن نظام صارم يأخذ على يد السفيه، ويعيده إلى رشده، وكما قال الخليقة الراشد عثمان بن عفان – رضي الله عنه-: إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزعه بالقرآن"!

ولكم تحياااااتي


للتواصل
تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@hotmail.com

باختصار .. تنتخب من؟!

باختصار .. تنتخب من؟!

علي بطيح العمري 
السؤال الذي يفرض نفسه "ويتمخطر" في المجالس هذه الأيام، لمن تصوت في الانتخابات البلدية، ولمن تمنح صوتك كمواطن يشارك في صناعة قرار، وما الأساس الذي على ضوئه ستختار مرشحك؟
بمعنى آخر لمّا تنتخب وتصوت لــ:
"سعيدان، منيرة، رويشد، نورة، نويصر....الخ
هل ستنتخب أحدهم لأنه زميل عمل، شاركك الماء والملح؟
هل ستعطي صوتك لصديق عمر؛ لأن الصديق وقت الضيق؟
هل سيذهب صوتك لشخص أطربك بوعوده الانتخابية الحالمة؟
هل ستتعصب "لقبيلتك" ولعشيرتك، وتتحرك فيك "الحميّة" وتهب للتصويت لابن قبيلتك؟

أتوقع أن كثيرين سيصوتون لأولئك لتلك الأسباب، وستجد في المقابل من يقاطع الانتخابات باعتبارها "مكانة ومنصبا" تصب في "جيب" العضو المنتخب، ولن يصلك شيئاً من "خراج" مرشح قريتك أو حيك، والدليل دور المجالس البلدية شبه الغائب!

قلة قليلة من يختار الأجدر والأكفأ؛ لأن تاريخه وسيرته يقولان لك: فلان "قدها" وهو من فعل وطالب بكذا؟ قلة من سيخضعون برنامج المرشح للتقييم، ويرون الممكن تحقيقه، والمستحيل تحقيقه من الوعود الانتخابية!

سألت زوجها عن الانتخابات البلدية ووعود المرشحين، فقال لها: هل تتذكرين وعودي لك أيام ما قبل الزواج؟!، قالت: نعم أتذكرها، لكن ما تحقق منها شيء، قال: هذه مثل وعود الانتخابات البلدية!! طرفة قصيرة، والزوج بمهارته اختصر سالفة الوعود الانتخابية، فقائمة الوعود الخيالية التي تقرأها على لوحات ودعايات بعض المرشحين؛ إما لناس "عم بتحلم" وتنشر أحلامها، وإما لأعضاء "ماهم فاهمين" سالفة المجلس البلدي!، ولو ركزت في أكثر كلمة دارجة ضمن إعلانات المرشحين لوجدت عبارة: تحقيق أحلامكم!! ولا أدري عن أي أحلام يتحدث عنها أعضاء المجالس حتى يحققوها؟

المأمول أن تعطى "المجالس البلدية" صلاحيات أوسع، ودور أكبر، فالناس لم يروا آثارها واضحة للعيان بحيث يشعر بها ابن الحي وساكن القرية، ما يرونه عبارة عن خدمات عادية تقوم بها البلديات وتتوسع فيها، ثم أيضاً في كل أزمة تحدث أو فساد مشروع أو كارثة تحل يتساءل الشارع.. ما موقف المجلس البلدي من هذه الأزمات؟ وما موقفهم من المشروعات المعطلة أو التي لم تنفذ بشكلها الصحيح كالمنتزهات والحدائق العامة، وما موقفهم من المعاملات المكدسة في أروقة البلديات؟؟ كل هذه وغيرها لا نرى فيها بصمات المجالس البلدية؟!

والمأمول من العضو المنتخب أن يعمل لصالح الحي الذي ينتمي إليه، وأن يقدم مصالح الناس في رفعها للمسؤولين على مصالحه الشخصية، وعلى المصوتين أن يدركوا دور المجالس البلدية، وأنها كجهة استشارية أقرب، فهي ليست جهة تنفيذية ولا تشريعية ولا رقابية، فلو تم تنصيب وتعيين من ينتقد في هذا المجلس لما خرج بشيء يذكر عن سابقيه، ولما وجد حلولاً للمشكلات التي تعاني منها "البلديات"، فأس المشكلة في صلاحيات ودور هذه المجالس!!

ولكم تحياااااتي


للتواصل
تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@hotmail.com

بدأ بصاحبه فقتله!!

بدأ بصاحبه فقتله!!

علي بطيح العمري 
حتى يتطور الإنسان ويتقدم في الحياة عليه أن يلتزم بالإيجابيات، ويبتعد عن السلبيات التي تعوق عمله، وتضعف إنتاجه، وتصرفه عن خططه، وتختطف عقله وفكره!
وأعني بذلك مجموعة الرذائل البشرية التي تصرف الإنسان عما هو أهم، وتشغله عن نجاحه، وهي أمراض اجتماعية وعوائق ذهنية تحد من عبقرية الإنسان وتمنعه من اقتحام حواجز الإبداع والتألق.
من جملة هذه "الرذائل" الحسد.. الحسد يقول لك: لا تصلح نفسك واشتغل بمراقبة الناس، الحسد يوحي لك أن ملاحقتك للآخرين أهم بكثير من ملاحقة سلبياتك والسيطرة عليها، الحسد شعور داخلي يتمنى صاحبه زوال نعمة ما عن الناس سواء كانت قوة أو مالاً أو ميزة، وقد يتمنى الحصول عليها، أو الاكتفاء بزوالها عن المحسودين.

قيل الكثير والكثير عن الحسد، ومن ذلك ما يروى عن "الأصمعي" حيث رأى رجلاً بالبادية بلغ من العمر 120 عاماً، فسأله كيف النشاط في هذا العمر؟ فقال: تركت الحسد فبقي الجسد!

في تطوير الذات كل إنسان له شخصيته، وله طريقته وليس بالضرورة أن يكون نسخة من الناس، فعش وفق إمكاناتك، وما يتاح لك من فرص، فإرهاق النفس بالمقارنات مع الآخرين يوقعها تدريجياً في شراك الحسد.
الحسد ينشأ عن طغيان الإنسان، وكره الآخرين، وهو سوء ظن بالله تعالى وحكمته وتقديره، وفي ذات الوقت يدل على ضعف الشخصية، وفشل الإنسان في تحقيق الطموح والتميز.

عليك إن كنت من "المحسودين" أن تطمئن وتوطن نفسك، فالحسد موجود طالما كانت الحياة، وحتى على الموت قد لا تخلو من الحسد كما قال الشاعر:
هم يحسدونني على موتي فوا أسفي
 حتى على الموت لا أخلو من الحسد

إذا لم تجد حاقداً أو حاسداً في حياتك فاعلم أنك إنسان فاشل، فالحاسد قد لا يصحح مسارك، لكنه يزيد من إصرارك على المضي في طريقك، لذا فأول ما تؤذي به "الحاسدين" إصلاح نفسك واجتهادك فيما يرفعك، فالحاسد من جملة "الأعداء" الذين قد يمنحونك النجاح، كما قال الشافعي:
عداتي لهم فضل علي ومنة
فلا أبعد الرحمن عني الأعاديا
هم بحثوا عن زلتي فأجتنبتها
وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا

وفي النهاية يكفي أن تعلم أن الحسد حالة مرضية تفتك بصاحبها:
لله در الحسد ما أعدله
بدأ بصاحبه فقتله
لذا حرمه الإسلام؛ لما فيه من خطر على الذات، وإيذاء للآخرين، فقال عليه الصلاة والسلام: لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخواناً".

* كانت.. وصارت!
في الماضي كانت القاهرة تؤلف الكتب، وبيروت تطبع، وبغداد تقرأ! اليوم القاهرة ترقص، وبيروت تشتعل، وبغداد تحترق!
تغريدة مؤلمة، ماضينا كان أجمل، ويظل التفاؤل والأمل أن يكون مستقبل العرب أكثر جمالاً.

ولكم تحياااااتي


للتواصل
تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@hotmail.com

الرفق .. ثقافة نحتاجها!

الرفق .. ثقافة نحتاجها!

علي بطيح العمري 
الرفق ثقافة لا تأتيك بالوعظ، ولن تنالها بالتصنع، بل تكتسب بقواعد وعوامل بيئية قابلة للتطبيق، كما أن الرفق سلوك نبوي قبل أن يكون سلوكاً إنسانياً وشعاراً عالمياً، موجود في ثقافتنا الإسلامية كخلق نبيل إذا وجد في الشيء زانه، وإن نزع من شيء شانه.

الرفق ثقافة لا تختص بمجتمع دون آخر، ولا بعمر دون عمر، كلنا نحتاج تلك الثقافة صغاراً وكباراً، نساءً ورجالاً،.. أنت تحتاج أن ترفق بنفسك أمام طغيان المادة، واللهث وراء اللاشيء في الحياة.
شبابنا يحتاجون إلى جرعة من هذه الثقافة، فمشاهد العنف التي تصدر منهم، ومن ثم يقومون بتصويرها وبثها على الملأ مؤشر خطير على غياب الرفق وحضور العنف، عنف مع الحيوانات وتعذيبها، مع العمالة وإهانتهم، ضرب وشتم لأتفه الأسباب، نزال ومعركة بالعقال لأي سبب، التلويح والتهديد بالسواطير لأدنى مشكلة!

الإعلام يحاول برمجة مجتمعاتنا على "العنف" من خلال مسلسلات القتل والجرائم والخداع، حتى قنوات الأطفال تعرض أفلاماً كرتونية تحتوي على مشاهد العنف، وهي برامج تنعكس على سلوك الطفل وشخصيته، فالمجتمع بحاجة إلى إعلام يرفق به.
داخل أسوار المدارس، الطالب الذي يتعرض للعنف اللفظي والبدني يحتاج إلى الرفق في التعليم، وتقويم السلوك، وحتى "المدرس" لا تظنونه ملكاً في مهنته، ففي عهد بعض وزراء التعليم السابقين كان هذا المدرس يعاني من عنف "التعاميم"، وعنف العبارات والأساليب التي تحتويها، حتى تصريحات المسؤولين على صفحات الصحف شديدة، وعنيفة لغوياً، ولا يوجد فيها إلا التلويح بالمساءلة والقمع! كنت أقول وقتها الوزارة تحتاج إلى الرفق حتى في خطابها ولغتها!

إذن العالم الذي يسود فيه العنف، يحتاج إلى جرعة من الرفق، والإنسان العنيف والمتطرف في فكره أو سلوكه أو حتى أقواله لهو بأمس الحاجة إلى دواء الرفق.

وزارة التعليم اعتمدت برنامج اسمه "رفق" يسعى إلى خلق بيئة مدرسية وأسرية خالية من العنف، المرجو من هذا البرنامج أن يتحول في النهاية إلى شيء يُرى على الواقع ويُلمس أثره ، يراه الطالب في مدرسه، والمعلم في مديره ومشرفه وفي ولي أمر الطالب، وأن تلمسه المدارس في الإدارات، وأن يشعر به من ينتسب للوزارة حتى في التعيينات وحركة النقل، لا أن يكون مجرد شعارات ولوحات إرشادية تعلق على الجدران، وكلمات تتلى في الإذاعات!

في نهاية المقال.. متى يدرك الإنسان المسلم أن النص الشرعي (قرآن أو سنة) الهدف منه التطبيق والعمل لا الحفظ والتكرار.. تأملوا معي هذا الحديثين عن خير من طبّق الرفق في حياته ومع من حوله – صلى الله عليه وسلم-:
"إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف.."، وقال: يا عائشة أرفقي , فإن الله إذا أراد بأهل بيت خيرا دلهم على باب الرفق".
ولكم تحياااااتي


للتواصل
تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@hotmail.com

قصة الزنديق "الصالح"!!

قصة الزنديق "الصالح"!!

علي بطيح العُمري 


مشكلة الناس اليوم أنهم يحكمون على الظاهر فقط دون تحقق أو تروٍ، ويقومون بتغييب إحسان الظن، والتماس الأعذار، ولربما بالغوا في "الظن" لدرجة أنهم يحكمون على النوايا التي لا يعلم حقيقتها الا الله تعالى.


قصة عبر الفيس بوك نالت استحساني، فتأملوها..

القصة من مذكرات السلطان "مراد الرابع" أحد الخلفاء العثمانيين يقول: إنه حصل له في ليلة ضيق شديد ﻻ يعلم سببه فنادى لرئيس حرسه وأخبره، وكان من عادته تفقد الرعية متخفياً، فقال: لنخرج نتمشى قليلا بين الناس فساروا حتى وصلوا حارة متطرفة فوجدا رجلا مرمياً على اﻷرض فحركه السلطان، فإذا هو ميت والناس يمرون من حوله وﻻ أحد يهتم، فنادى عليهم تعالوا وهم ﻻيعرفونه قالوا ماذا تريد، قال لماذا هذا الرجل ميت وﻻ أحد يحمله، من هو وأين أهله، قالوا هذا فلان الزنديق شارب الخمر والزاني، قال أليس هو من أمة محمد "عليه الصلاة والسلام"، فاحملوه معي إلى بيته، ففعلوا ولما رأته زوجته أخذت تبكي، وذهب الناس وبقي السلطان ورئيس الحرس، وأثناء بكائها كانت تقول: رحمك الله يا ولي الله أشهد أنك من الصالحين، فتعجب السلطان "مراد" وقال كيف يكون من اﻷولياء والناس تقول عنه كذا وكذا، حتى أنهم لم يكترثوا لموته؟ قالت كنت أتوقع هذا، إن زوجي كان يذهب كل ليلة للخمّارين يشتري ما استطاع من الخمر ثم يحضره للبيت ويصبه في المرحاض ويقول أخفف عن المسلمين، وكان يذهب إلى من تفعل الفاحشة يعطيها المال ويقول هذه الليلة على حسابي، أغلقي بابك حتى الصباح ويرجع ويقول الحمد لله خففت عنها وعن شباب المسلمين الليلة!!!
فكان الناس يشاهدونه يشتري الخمر ويدخل على المرأة فيتكلمون فيه، وقلت له مرة: إنك لو مت لن تجد من يغسلك ويصلي عليك ويدفنك، فضحك وقال: ﻻتخافي سيصلي علي سلطان المسلمين والعلماء، فبكى السلطان وقال صدق والله، أنا السلطان "مراد"، وغداً نغسله ونصلي عليه وندفنه، وكان كذلك فشهد جنازته مع السلطان العلماء والناس!

في قصص السلف الذين عرفوا معنى "حسن الظن"، وطبقوا حديث: إياكم والظن" أمثلة رائعة، روي عن أحدهم أنه قال: لو رأيت رجلاً على جبل يقول: أنا ربكم الأعلى"، لقلت: إنه يقرأ الآية، ولو وجدت في رجل رائحة خمرِ، لقلت: ربما سُكبت عليه!!

ولما سمع أحدهم قول الشاعر "كعب بن زهير": بانت سعاد فقلبي اليوم متبول! قال: لعل سعاد زوجته!، أتوقع اليوم لو سمعنا رجلاً يتأوه على "ليلاه"، لقالوا: بلغوا الهيئة!!

هي دعوة لأن نحسن الظن بالآخرين ونلتمس الأعذار، قبل أن نحكم على مقطع مجتزأ، أو سطر من مقال، أو صورة لا ندري ما خلفيتها! خصوصاً في عصر أدوات الإعلام  الجديد، حيث تنتشر الإشاعة، والكتابات والمقاطع الملفقة!، فلنتق الله تعالى في عباده!

ولكم تحياااااتي

_________________________________________________________
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com