Translate

|| خارج التغطية ••

مقالات الكاتب: علي بطيح العُمري

الجمعة، 16 ديسمبر 2016

"وطي صوتك".. الوردة انحنت لجمالك!!


"وطي صوتك".. الوردة انحنت لجمالك!!

علي بطيح العمري

اللغة مؤثرة.. والألفاظ والأساليب لها إيقاعها..

لابد أن تعلم أن اللغة التي تخاطب بها من حولك لا تروح هباءً.. فالكلمة الحلوة قد تكسب بها قلباً، وتبني بها إنساناً.. وإن أسأت واستعملت "الكلمة" السيئة فقد تخسر قلباً، وتهدم علاقة ود واحترام!

لذا عد نبينا الكريم – عليه الصلاة والسلام – الكلمة الطيبة ضمن الصدقات.. وفي الكلمة السلبية وتأثيرها يقول الشاعر:

جراحات السنان لها التئام
ولا يلتام ما جرح اللسان!

حياتنا الأسرية يشوبها التوتر أحياناً، والجفاف العاطفي حيناً.. ينقصها التعبير السليم، والجملة المفيدة الصادقة والأسلوب الأمثل..

بين الزوجين كلمة إيجابية تزرع الود، وتلطف الأجواء المشحونة.. وكلمة سلبية قد تهدم أسرة، وتشتت شملها وتقضي على وحدتها إلى الأبد!

هنا مواقف لزوجين مع زوجتيهما.. تأمل، قارن، استنتج..


ذهبت مع زوجها إلى البحر؛ كي يعيشا وقتاً ممتعاً.. فقالت له: البحر جميل.. قال لها: ليس أجمل من وقوفك بجانبي!

الموقف المقابل لزوج آخر: ذهبت مع زوجها إلى البحر؛ كي يعيشا وقتاً ممتعاً.. فقالت له: البحر جميل.. قال لها: "وطي صوتك يا مزعجة؛ مو شايفة العالم ورانا"!!

* * * *

قالت له وهي متعبة: أتهديني وردة ذابلة؟ فأجابها: ليست ذابلة؛ ولكنها انحنت لجمالك!!
وفي الموقف المقابل، قالت له وهي متعبة: أتهديني وردة ذابلة؟ فأجابها: "أحمدي ربك أني عبرتك وجبت لك شيء"!!


* * * *

سألته: هل تريد أن تقع في الحب مع فتاة غيري؟ ابتسم وقال: الفتاة التالية التي سوف أحبها بعدك، ستكونين أنت أمها!!
وفي الموقف المقابل، سألته: هل تريد أن تقع في الحب مع فتاة غيري؟ ابتسم وقال: الشرع حلل أربعاً!!

* * * *



جاءته باكية تقول: احترق أصبعي من النار! أمسك يدها وقبل أصبعها وقال: كفكفي دموعك، ولا تلومي النار يا حلوتي فقد أرادت أن تتذوق طعم أصبعك!
وفي المقابل: جاءته باكية تقول: احترق أصبعي من النار! قال لها: "تستاهلي.. ليه ما انتبهتي، وهذي نار الدنيا فما بالك بنار الآخرة"!!

* * * *

بالممحاة تستطيع محو الكلمة الجارحة.. لكنك ستعجز عن محو أثرها من قلب كسرته.. فالكلمات الجارحة مثل دقك للمسمار في الخشب، اعتذارك عنها كمن ينزع المسمار من الخشبة، لكن أثر المسامير سيظل ظاهراً ومحفوراً في الخشبة ولن تختفي منها آثار مساميرك!


في الأخير..

ثق أن تدربك على اتخاذ الأسلوب الأحسن والأفضل في مخاطبة الآخرين؛ دليل على وعيك، وعلوك وارتفاعك، وسمو إنسانيتك!

 ولكم تحياااااتي

_________________________________________________________
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com

سُراق السعادة..!


سُراق السعادة..!

علي بطيح العمري

ما أجمل لحظات السعادة، وما أروع نسيمها وشذاها!

وما أتعس أولئك الذين يسرقون منك تلك اللحظات الصافية، فيخترقون جدار أفراحك، ويحطمون أسوار سعادتك؛ لتكتئب معهم وتتعس وتشقى بينهم!

سارق السعادة؛ قد يكون شخصاً غارقاً في التشاؤم، ومن رعاة بث الكراهية وتكدير صفو الأنفس.. سارق السعادة؛ قد يكون موقفاً مر عليك، لا تود تتذكره ولا لمرة.. سارق السعادة؛ قد تكون ذكرى موجعة أو فكرة متعبة.. هذه تسرق عليك سعادتك، وأصحابها يسلبونك راحتك وطمأنينتك، فتعيش قلقاً مهموماً تسيطر عليك الهموم!

بعض الناس يعشقون الانتقاد ولأي شيء وسبب، ولأبسط الأمور، ولو لم تسأله رأيه، المشكلة يعلم أن رأيه لا يقدم ولا يؤخر، كمن يقترح عليك أمراً بعد فوات الأمر، ويمكث يُحزنك لم اخترت كذا، ولم فعلت كذا!


سارقو السعادة هم أشخاص موجودون بيننا، في العمل والبيئة، نلتقي بهم رغماً عنا.. سارقو السعادة لا يملكون إلا نشر الإحباط والتشاؤم والسلبية، يحولون بينك وبين أي عمل ناجح، ويُهبِّطون عزيمتك تجاه أي فكرة تتحمس لها، ويقللون من نجاحك في أي درب سلكته، يرون إنجازاتك عادية.. باختصار هم يريدونك تعيساَ، فاشلاً، خاملاً وربما ساقطاً مثلهم تماماً!

سارقو السعادة يتفنون في تمرير السلبيات بهدوء دون أن تشعر أحياناً، قد تأتيك في طابع نصيحة، أو جملة عابرة، أو قصة مماثلة لحالتك.. الخ الأساليب التي تحد من دافعيتك ونجاحك!

تتعدد الحلول لمواجهة سُراق السعادة، يأتي في بدايتها أخذ الحيطة والحذر من هذه الشلل التعيسة، واجعل لسعادتك وفرحك خطاً أحمر، لا تسمح لأحد بالمساس به والاقتراب منه، ليسلب منك فرحاً، أو ينغص عليك لحظة إشراقة، ولا تنس أن تطأطئ رأسك للكلمات السلبية، والجمل النكدية، واجعلها تمر بسلام ولا تعرها انتباهاً، تعلم فن تحويل السلبيات إلى إيجابيات، وقلب المعاني التشاؤمية إلى معانٍ تفاؤلية، بحيث تستخدم الكلمات المسمومة والمحبطة لبناء جسر للعبور إلى شط الأمان والنجاح.. ولا مانع أن تلقن بعض المكدرين وناشري الإحباط درساً في فضل السكوت وأن يحتفظوا بسلبياتهم لأنفسهم.. وتأكد أن السعادة ليست أن لا تمر بالآلام، وأن لا تواجه الصعاب، بل السعادة أن تحفظ على رباطة جأشك وهدوء أعصابك، وبلوغ أهدافك، وتفاؤل قلبك وأنت تواجه الصعاب والآلام، بشرية كانت أم حياتية!


* قفلة

روي عنه – عليه الصلاة والسلام- أنه قال: أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً.."

كن ناشراً للفرح، وقامعاً للأحزان.. وكن مفتاحاً لنشر السعادة، مغلاقاً لأبواب التعاسة لمن حولك.. تلك هي ثقافة الفرح!

 ولكم تحياااااتي

_________________________________________
·        كاتب إعلامي

للتواصل

تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@hotmail.com

تعرف على أسوأ لص...!!

تعرف على أسوأ لص...!!

علي بطيح العمري 
عندما يُخسف القمر وتُكسف الشمس نهرول إلى الصلاة، وحينما تجدب الأرض ويحل القحط نهرع إلى الصلاة، فإذا كانت الصلاة تساهم في حل مشكلات كونية فكيف لا تحل الصلاة مشكلاتك؟!
كان الرسول عليه الصلاة والسلام إذا حزبه أمر أي أصابه هم واشتد عليه أمر مهم قام إلى الصلاة، ولمّا يحتار الإنسان بين أمرين أو يحتار في أمر ما ويتردد بين القبول والرفض فشرع الإسلام صلاة الاستخارة!
واعتبر القرآن الصلاة أكبر معين، فقال تعالى: واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين"، يقول ابن القيم: أوصى الله عباده بالاستعانة بالصبر والصلاة على نوائب الدنيا والدين.. ولا ننس أن الصلاة مصدر راحة نفسية وطمأنينة قلبية ، ألم يقل رسولنا الكريم لمؤذنه بلال: أرحنا بها يا بلال؟!

روي عنه - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته ، قالوا : يا رسول الله وكيف يسرق من صلاته؟ فقال: لا يتم ركوعها ولا سجودها".

هل تصدق؟
 قد نكون من اللصوص الذين يُسرق من أجر صلاتهم عبر استعجالنا في صلواتنا، وتركنا للطمأنينة والخشوع، فأكثرنا اليوم – كما يقول أديبنا علي الطنطاوي – لا يصلي، وإنما يقوم ويقعد ويركع ويسجد، وهي حقيقة لا نستطيع إنكارها مع الأسف الشديد، فبعضنا يصلي فيقرأ بسرعة، تشعر أنه يقفز عن بعض الكلمات، بعضنا يسابق الإمام، وربما لولا الحياء لسلم وغادر المسجد قبل سلام إمامه!! نصلي ولكن لا نطمئن في صلاتنا فنخل بالركوع والسجود، والطمأنينة ركن من أركان الصلاة، وتسرح عقولنا وتمرح وتحلق بعيداً، وبالتالي نفتقد الخشوع الذي هو روح الصلاة ولبها!

أمور كثيرة لا يمكن حصرها قد تساعدنا كي نخشع في صلواتنا، منها تعظيم أمر الصلاة، وأنها صلة بين العبد وربه، وتدريب النفس على الخشوع، والتخلص من الملهيات والمزعجات التي حولك، والتنويع في السور وأدعية الركوع والسجود، فالسرحان يحدث عندما نقرأ سورة نكررها آلاف المرات، لذا العقل الواعي لا يركز، بينما لو قرأنا سورا مختلفة في كل مرة فالتركيز سيزداد أكثر.

الخشوع رغم أن له فوائد دينية، باعتباره لب الصلاة وروحها، وليس للإنسان من صلاته إلا ما وعى بقلبه، وقد عده الله تعالى من أسباب فلاح المؤمنين فقال: قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون".. فرغم فوائده الدينية فله فوائد حياتية دنيوية، فالخشوع ينمي لدى الإنسان "ملكة" حصر الذهن والتركيز، وكلنا نحتاج التركيز لحل مشكلاتنا وللتفكير في حياتنا، يقول "وليم مارستن": العقل الإنساني يصبح أداة مدهشة الكفاءة إذا ركّز تركيزاً قوياً حاداً"، فحصر الذهن بحيث تتخلص من الخواطر التي تتنازعك لتركز في موضوع ما، الخشوع يساعدك في تنميته.
 ولكم تحياااااتي

=====================================
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com


الأحد، 13 نوفمبر 2016

ابتعد عن "العرقبة"!


ابتعد عن "العرقبة"!

علي بطيح العمري

من أمثال العرب قولهم "مواعيد عرقوب"،  وهو مثل يضرب به في خلف الوعد..

ما أكثر "العراقيب" في زماننا.. وقد تمر بك حالات "تعرقب" الآخرين سواء حسبت حساب هذه "العرقبة"  أم لم تحسبها.. وقد يكون الآخرون "عرقوبك" بطريقة أو بأخرى، فما منا وإلا وحام حول دائرة "العرقبة".

أعد أحياناً بنتي العزيزة – السيدة البندري- بطلعة أو بغرض ما، ثم أنسى أو أنشغل، لتفاجئني بقولها: أنت وعدتني!!! فأقع في حرج شديد؛ لأن من ضرورات التربية ألا تظهر التناقض أمام أولادك، فهم لا يفهمون الظروف ولا يقدرون حسابات الانشغال.. فصرت لا أعدها بشيء مستقبلاً، وإنما أحضر الشيء كمفاجأة لها.. وبذلك تخلصت من "العرقبة"!


وكلنا مع من حولنا قد نتعرض "للعرقبة".. صديقك الذي يعدك بحل مشكلتك، ويضرب على صدره ويقول لك "أزهلها"؛ لتتفاجأ بعد أيام أنه "جَرَد" بك نهاراً جهاراً، فلا هو الذي أوفى بما وعد ولا هو الذي أعتذر وتركك تبحث عن حلول لمشكلتك!

حتى الحكومات، قد تعد مواطنيها، وتذهب الوعود أدراج الرياح.. وأيضاً الوزارات هي الأخرى تعد ثم تعد، وتُصَبِّر المواطن الغلبان.. وفي الأخير تعتذر بأعذار واهية!، وكثيرون يعدون أطفالهم وأزواجهم، ولا يفون بالوعد.

قد نَعِد الآخرين لاحتمالات معينة، ثم لا نتمكن من الوفاء.. وأجمل تصرف هنا أن تعذر بكل شجاعة، لا أن نجعل الآخرين يكتوون بنار وعودنا، ويعيشون على السراب الذي ظنوه ماءً!


وقصة "عرقوب" بالمختصر.. هو رجل كان له أخ ذهب إليه يطلب منه شيئاً، فقال "عرقوب": إذا اطلعت هذه النخلة فلك حملها، فلما أخرجت " طلعها " أتاه، فقال له : دعها حتى تصير " بلحاً"،  فلما أبلحت أتاه فقال له: دعها حتى تصير "زهواً"، فلما أزهدت قال له : دعها حتى تصير "رُطباً ". فلما أرطبت قال له : دعها حتى تصير "تمراً "، فلما أتمرت، قام "عرقوب" بجذّها بالليل قبل أن يأتي أخوه في الصباح، فلما جاء أخوه في الصباح ليأخذ التمر لم يجد شيئاً، ولهذا قالوا فيه: مواعيد عرقوب، فأصبح "عرقوب" مضرب مثل بالمطل وعدم الوفاء بالوعد.

وقد جادت قرائحُ الشُعراء في وصف الواقعة، ومن ذكرها الشاعر كعب بن زهير في قصيدته الشهيرة "البردة" التي أنشدها أمام النبيِ - صلى الله عليه وسلم - والتي مطلعها:

بَانَتْ سُعَادُ فَقَلْبِي الْيَوْم...

ثم قال:

ولا تَمَسَّكُ بالعَهْدِ الذي زَعَمْتْ        إلاَّ كَما يُمْسِكُ الماءَ الغَرابِيلُ

فلا يَغُرَّنْكَ ما مَنَّتْ وما وَعَدَتْ        إنَّ الأمانِيَّ والأحْلامَ تَضْليلُ

كانَتْ مَواعيدُ عُرْقوبٍ لَها مَثَلا        وما مَواعِيدُها إلاَّ الأباطيلُ


بقي أن نعرف أن خلف الوعد محرم في الإسلام، وعُد من صفات المنافقين، قال – عليه الصلاة والسلام-: آية المنافق ثلاث؛ إذا حدث كذب، وإذا أؤتمن خان، وإذا وعد أخلف".

 ولكم تحياااااتي
_________________________________________
·        كاتب إعلامي

للتواصل

تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@hotmail.com


الموت لإسرائيل.. والصواريخ لمكة!!

الموت لإسرائيل.. والصواريخ لمكة!!

علي بطيح العمري 
عندي إحساس أن نهاية الحوثيين وأعوانهم قربت؛ لأنه ما من أحد تجرأ على الكعبة أو استهدفها إلا قصمه الله، يقول الحق سبحانه عن الحرم: ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم"، قال الشيخ "بن باز": من همَّ بالإلحاد في الحرم المكي فهو متوعَّد بالعذاب الأليم.

الصاروخ الباليستي الذي تم إسقاطه في "السيل" وهو المكان الذي يضم ميقات قرن المنازل أحد مواقيت الحج والعمرة المكانية، ينذر بخطر يستهدف كعبة المسلمين من قبل الحوثيين.


القارئ للفكر الصفوي سيدرك أن مثل هذا الفعل متوقعاً وممكناً، فهذا الفكر يعتبر مكة في حالة احتلال، ويوجب تحريرها!!، وأيضاً في أدبيات هذا الفكر أن الكعبة يجب أن تلطخ بالدماء قبل ظهور "الإمام الغائب"، فاستهداف مكة غير مستغرب من قبل الحوثيين الذين يجندون، ويغذون فكرياً من قبل صفوية الفرس.

داعش استهدفت قبل مدة المدينة، واليوم الحوثي يستهدف مكة، المشكلة أن الاثنين يرفعان همّ المسلمين، والمسلمون برآء منهم.. الداعشي يريد تحرير القدس، وإقامة خلافة إسلامية، والحوثي يا ما ردد شعارات الموت لأمريكا، والموت لإسرائيل، وإيران التي تدعم تمردهم تسمي نفسها "الجمهورية الإسلامية".. أي إسلام يريدونه؟ فواضح إن إسلامهم – المزعوم- يقوم على جثث المسلمين، وعلى استهداف مقدساتهم، بينما لم يشهروا أسلحتهم ويصوبوا طلقاتهم في وجه إسرائيل ولا لمرة واحدة.. الأيام أثبتت أن الداعشي والحوثي وجهان لعملة واحدة سُكّت في إيران!


في التاريخ وقف "عبد المطلب" أمام "أبرهة الحبشي"، والأخير في طريقه إلى هدم الكعبة.. فاستغرب "أبرهة" أن عبد المطلب طالبه برد الإبل، ولم يكلمه في أمر البيت.. فلما سأله، قال عبد المطلب قولته الشهيرة: للبيت رب يحميه".. وهذا "عبد المطلب" الذي يعبد الأصنام عرف عظمة البيت، فكيف بمن يدّعون الإسلام؟ لابد أن يعلم الحوثيون وغيرهم، أن الكعبة هي بيت الله، وهو الذي يتولى أمرها، ويهيئ لها من يدافع عنها.


المحزن في قضية استهداف الكعبة، أنه في الوقت الذي تتجه فيه صواريخ الحوثي لمكة، كانت قنواتنا مشغولة بقضايا أخرى من مثل التصويت على قضية: هل تؤيد إدخال الموسيقى في المناهج الدراسية؟!! فالحرب ساخنة على حدودنا، والآخر يستهدفنا، ويحاول النيل من مقدساتنا، وقنواتنا خارج التغطية، وهنا من حق كل امرئ أن يقول: نريد إعلاماً يواكب الحدث، ويرهب الآخر، ويعكس واقع مجتمعنا، لا إعلاماً يغرد خارج السرب!


وأنا أكتب هذا المقال.. أمامي تغريدة قديمة للمفكر العربي "د. عبد الله النفيسي" هذا نصها:


أنقذوا صنعاء من الحوثيين تنقذوا مكة والمدينة".. التغريدة قبل سنتين من الآن، أي قبل عاصفة الحزم، وقبل تطور حالة الحوثيين الذين صارت تصل صواريخهم باتجاه مكة.. أين كان العرب والمسلمون عن تحذيرات مفكريهم؟! الجواب متروك لكم، فمساحة المقال لا تكفي!
 ولكم تحياااااتي

=====================================
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@hotmail.com

الأسرة.. وسياسة شد الحزام!


الأسرة.. وسياسة شد الحزام!


علي بطيح العمري

بغض النظر عن قضية إفلاس السعودية وهي جملة ذكرها نائب وزير التخطيط في لقاء تلفزيوني وطار بها الركبان، وبصرف النظر عن كون حالة التقشف وتقليل المصروفات ضمن رؤية 2030 أو لا..

بغض الطرف عن ذلك يبدو أننا مقلبون على نمط اقتصادي ومعيشي جديد، ومرحلة جديدة في التحول الاقتصادي والاستهلاكي.. لقد عاشت دول الخليج بشكل عام طفرة اقتصادية بسبب ارتفاع أسعار البترول وانعكست تلك الطفرة على حياة الأسر والأفراد.


القرارات الأخيرة التي اتخذتها المملكة بإيقاف العلاوات، وإلغاء بعض البدلات التي تصرف للموظفين الحكوميين، ودراسة سلم الوظائف التعليمية.. كلها من شأنها خفض الرواتب، وبانخفاض الرواتب سيقل دخل الأسر، وستقلل كل أسرة مصروفاتها ونفقاتها تبعاً لذلك.. ندرك تلك السياسة – التقشفية-  التي اتخذها الدولة؛ فالسعودية تعيش حالة حرب مع الحوثيين تقتضي نفقات لخوضها، وتضررت من انهيار أسعار البترول التي دفعت سياسة الدولة للتوجه إلى تنويع مصادر الدخل ولا تكون معتمدة على البترول، وهذه إحدى سياسات رؤية 2030.


في دراسة نشرتها – مجلة اليمامة- عن سلوك المستهلك السعودي خلصت إلى أن 40 - 60 % من دخل الفرد السعودي ينفق على الغذاء، وأن 15 - 20 % ينفق على الكساء، وثلثه على العلاج والسياحة، ومن 5 - 10 % على التأثيث ومثلها على الأجهزة الكهربائية والتعليم والسكن.. بينما النسب العلمية تقول يجب أن يكون: 20 % من الدخل للسكن، و20% للنفقات الشخصية، و25% للغذاء، 10 % على الملابس، و15 % لوازم منزلية و5% للطبيب والأدوية و5% للادخار.

نظرة خاطفة لما نقلته إلينا مواقع التواصل الاجتماعي في فترات ماضية سترى أنواع السيارات الفارهة، والأغذية الفاخرة، والتباهي بالماركات، وهوس الإقبال على شراء الكماليات... هذا النمط عزز توجه بعض الأسر إلى الإسراف والتكلف في الشراء والاقتناء.


قد يستصعب البعض عملية تغيير الأنماط السلوكية في البداية، لكن تطبيقها سيؤدي لنتائج إيجابية، ستسهم في إيقاف الإسراف واستهلاك الكماليات التي أثرت على الأسر، وستؤدي لنشأة جيل واع لظروف العائلة والمرحلة...

هناك الكثير من الأمور التي ينتظر من الأسر التخلص منها أو تقليلها؛ لتفادي التأثيرات السلبية لأية متغيرات، ولخلق ثقافة الاقتصاد أو التدبير كما جاء وصفها في الحديث.. ومنها إعادة النظر في تخفيف التكاليف الزائدة في حفلات الزواج، وكذا حفلات النجاح والمواليد ونحوها.. تقليل الشراء من المطاعم، وتناول الوجبات المنزلية.. إعادة النظر في شراء أجهزة الجوالات والآيباد للأطفال، فإضافة إلى أضرارها الصحية هي مكلفة مادياً.. ترشيد استخدام الاتصالات والكهرباء.. إيقاف التبذير في الولائم، وكذا هوس الشراء مثل "مقاضي رمضان" والأعياد.. ترك التدخين، وهوس التجميل في المشاغل وصوالين التجميل النسائية.


إن تقليل النفقات وترتيب الأولويات والحاجيات الضرورية نمط حياتي، وسلوك حضاري، ومطلوب في كل وقت وليس فقط في أوقات الأزمات ومرحلة شد الحزام!

 ولكم تحياااااتي


=====================================

·        كاتب إعلامي

للتواصل

تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@hotmail.com

نظفوا "السوشال ميديا"!


نظفوا "السوشال ميديا"!


علي بطيح العمري

الإساءات قولية كانت أو فعلية ليست خاصة بزمن معين، ولا بلد محدد، ولا حتى جيل قديم أو حديث.. الشر مثل الخير، موجود بكل مكان، وبكل وسيلة، وفي كل الأجيال، المختلف فقط درجة الشر، وتأثيره.

في الماضي كانت إساءات الشخص أو الأشخاص لا تتعدى جدران بيته، ولا تتعدى محيط جيرانه وبيئته.. أما اليوم فهي عابرة للحدود، تصل إلى الشرق والغرب، فتكون الإساءة أعظم، والتأثير أقوى.

يجب أن يعي المرء أن العصر اختلف بأدواته، وأن حادثة صغيرة وعابرة قد تشكل قضية عامة تتداول عبر وسائل الإعلام قديمها وجديدها.. كما ينبغي أن نوعي أولادنا وشبابنا بذلك؛ كي لا يقعون فريسة الاندفاع وراء حرية وسائل الإعلام الجديدة، أو في فخ البحث عن لفت الانتباه.

لما قرأت عن فتاة "سنابية" تصور جثث الموتى وتبثها عبر حسابها في "السناب شات" وضعت يدي على قلبي، هل وصل الحال بنا إلى هذا الوضع من تبلد الإحساس، أليس للموت حرمة؟ وأدركت أن الإفراط في هذه البرامج قد يميت ضمائر بعضنا!

ما تقوم به وزارة الداخلية من القبض على من يخرج على نظام المجتمع ويشذ عن قواعد الأخلاق، شيء جميل، ومطلوب وضرورة، فقبل فترة قبض على المراهق "أبو سن" الذي أساء استخدام برنامج "يو ناو" مع فتيات، ثم قبض على الشاب صاحب فيديو الألفاظ المسيئة.. الخ، تلك أمثلة لحالات بدأت تطفو على السطح تهدد قيم المجتمع وعاداته، والمطلوب محاربتها ومواجهتها بحزم سواء بالمتابعة والتحقيق والقبض إن كان الأمر يتطلب، أو بالتوعية إن كانت دون ذلك.. والأمل أن تستمر الحملات ضد كل حساب أدوات التواصل الاجتماعي – السوشال ميديا- التي تنشر الرذائل وتروج للمجون.


إن تنظيف المجتمع من هذه العاهات السلوكية التي لم يزدها التطور إلا تخلفاً، ولم تكسبها التقنية إلا جهلاً مطلوب بدرجة عالية، فالنظافة ليست حصراً على البيئة والأمكنة، بل تمتد إلى الأخلاق والسلوك، وإماطة الأذى ليست محصورة في الأذى الحسي، بل تصل إلى الأذى المعنوي وجراحات القول والفعل!

مشكلة هؤلاء ومن سار على طريقتهم، البحث عن الشهرة، أو لفت الانتباه، واللامبالاة التي يحملونها تجاه المجتمع.. ولا ننس أن إيقاف شهرة الطائشين يبدأ بضغطة زر من قبل المتلقين، بمعنى أن لا نتناقل برامجهم وحماقاتهم، فنكون ساهمنا بترويجها ونشرها!


* قفلة..

علموا أولادكم هذا حلال وهذا حرام، هذا يرضي الله وهذا يغضب الله؛ حتى ينشأ جيل يراقب الله ويخشاه في السر والعلن، لا جيل يخشى الناس!، قاله الشيخ محمد راتب النابلسي.

 ولكم تحياااااتي

=====================================

·    كاتب إعلامي

للتواصل

تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@hotmail.com



حتى لا ينسى تاريخنا الهجري!


حتى لا ينسى تاريخنا الهجري!

علي بطيح العمري 

إن صدقت الأخبار المتوترة التي تقول إن صرف رواتب الموظفين في الوظائف الحكومية سيكون بالتاريخ الميلادي بدلاً من التاريخ الهجري، فإن تلك الخطوة ستمثل تحولاً في ثقافة الناس.. سيألف الناس التاريخ الميلادي الذي يجهله أغلبهم، وسينتقل التاريخ الميلادي من دائرة الرواتب إلى دوائر البيع والشراء، والمحلات التجارية ومعارض السيارات، وستدون به الشيكات والكمبيالات والعقود.. وشيئاً فشيئاً سينسى التاريخ الهجري من ذاكرة الأجيال، وسيكون من ذكريات الطيبين، فقط سيتذكره الناس في مواسم العبادات كشهر رمضان، وشهر الحج.

صحيح أن التاريخ القمري عليه تاريخ هجرة نبينا الكريم – عليه الصلاة والسلام- وترتبط به العبادات، والتقويم الشمسي ميلاد نبينا عيسى – عليه السلام- وترتبط به تعاملاتنا العالمية، ولا مانع من استخدام الاثنين والجمع بينهما. لكن تظل السعودية هي الدولة الوحيدة التي تستخدم التاريخ الهجري، كما تنص عليه أنظمتها، وصار عالقاً بأذهاننا، وهو يمثل رمزاً ثقافياً وحضارياً وميزة تميزنا، وليس مجرد أمور عادية.

التاريخ الهجري ممتد لأكثر من 14 قرناً، وينسب الفضل إلى الخليفة الراشد عمر بن الخطاب الذي أرخ به، واستشار الصحابة في اتخاذ تاريخ للمسلمين، فاختاروا حدث الهجرة، لظهوره واشتهاره ولأن الهجرة كانت النقطة الفاصلة التي فرقت بين الحق والباطل.

حدثنا التاريخ أن هناك بلداناً إسلامية تخلت عن التاريخ الهجري واستبدلته بالميلادي، فالدولة العثمانية، وكذا في مصر، تم استبدال التاريخ الهجري، وإحلال الميلادي مكانه.


أتفهم جيداً قرار الدولة في تحويل الرواتب من الهجري إلى الميلادي، بسبب الظروف الاقتصادية التي نعيشها، فالفرق بين التاريخين 11 يوماً في السنة، فيكون الفرق شهراً كل ثلاث سنوات.. لكن كما قال الكاتب العكاظي "خالد السليمان": إن أي وفر مالي سيتحقق على المدى الطويل من التحول إلى التاريخ الميلادي في صرف مرتبات موظفي الحكومة سيكون ثمنه باهظًا وجدانيًا وثقافيًا، ويعني أن الجيل القادم سيولد منفصلًا عمليًا وعاطفيًا وثقافيًا عن الارتباط بالتاريخ الهجري".


أكتب هذا المقال وأنا أتخيل التحول الثقافي للتاريخ الهجري الذي سيتوارى، ويحل مكانه ثقافة التاريخ الميلادي، وبين يدي نص يقول: التاريخ الهجري هو تقويم الدولة حسب ما نصت عليه المادة الثانية من النظام الأساسي للحكم، وهو أحد عناصر الهوية الثقافية والوجدانية والحضارية للمجتمع السعودي.. وفي حال ربط الرواتب بالتاريخ الميلادي للضرورة، فنأمل أن تظل بقية الوزارات والإدارات مرتبطة مواعيدها وتعاملاتها بالتاريخ الهجري الذي ألفناه ويمثل هويتنا العربية والإسلامية.


 ولكم تحياااااتي
=====================================
·         فيما بعد قررت وزارة المالية أن تصرف الرواتب خامس كل برج هجري شمسي.

·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@hotmail.com

الأحد، 9 أكتوبر 2016

يحسبونه هيناً.. وهو عظيم!


يحسبونه هيناً.. وهو عظيم!



علي بطيح العمري

هناك بعض المصطلحات والأحكام الشرعية تلتبس على الناس، والناس في تعاطيها ما بين طرفين ووسط، طرف يتجه بك ذات اليمين ويوغل فيها، وعلى النقيض من يجرك للطرف المقابل، فلا يقيم لها وزناً.. والأمثلة على ذلك كثيرة ، كمصطلح الجهاد، والولاء والبراء، والتكفير.


هيئة كبار العلماء في السعودية سبق وأن أصدرت عدة بيانات وآخرها في الاسبوع الماضي في التحذير من ظاهرة التكفير؛ التي باتت تطفوا على السطح، وصار أمرها عد الناس هيناً وهو عند الله تعالى عظيم.


فتكفير الشخص يترتب عليه آثار منها: استحلال الدم والمال ومنع التوارث وفسخ النكاح، وتكفير الحكومات أعظم ضررا لما يترتب عليه من التحريض وحمل السلاح وإشاعة الفوضى وسفك الدماء وسلب الأموال والتفجير وتخريب المنشآت وإفساد البلاد.


وقالت الهيئة في بيانها الأخير الذي يمثل خلاصة بياناتها السابقة: إن التكفير حكم شرعي مرده إلى الله ورسوله مثل التحليل والتحريم، وإنه ليس كل ما وصف بالكفر من قول أو عمل يكون كفرا أكبر مخرجا من الملة، وإنه لا يجوز أن نكفر إلا ما دل الكتاب والسنة على كفره دلالة واضحة فلا يكفي مجرد الشبهة والظن، حيث تترتب على التكفير أحكام خطيرة وكما أن الحدود تدرأ بالشبهات، فالتكفير أولى أن يدرأ بالشبهات.

وأضاف بيان الهيئة أنه قد يرد في الكتاب والسنة ما يفهم منه أن هذا القول أو العمل أو الاعتقاد كفر، لكن لا يكفّر من اتصف به لوجود مانع يمنع من كفره وأن التكفير كغيره من الأحكام التي لا تتم إلا بوجود أسبابها وانتفاء موانعها، كما في الإرث بحيث قد ينطق المسلم بكلمة الكفر لغلبة فرح أو غضب أو نحوهما فلا يكفر لعدم القصد كما في قصة من أخطأ من شدة الفرح الذي قال «اللهم أنت عبدي وأنا ربك».


إذن التكفير حكم شرعي مرده إلى الله ورسوله، وقد وضع العلماء شروطاً في قضية التكفير؛ حتى لا يكون الأمر لعبة في يد السفهاء.. كثبوت أن هذا القول أو الفعل أو الترك كفر بمقتضى دلالة الكتاب أو السنة، وثبوت قيام المكلف به، وبلوغ الحجة، وانتفاء مانع التكفير في حق الشخص.
فإذا لم يثبت أن هذا القول أو الفعل أو الترك كفر بمقتضى دلالة الكتاب والسنة، فإنه لا يحل لأحد أن يحكم بأنه كفر؛ لأن ذلك من القول على الله بلا علم.

والفرق المنحرفة التي ظهرت قديماً وحديثاً كان من أكثر ضلالاتها توسعها في التكفير، فأخرجت المسلمين من الإسلام، ولما أخرجتهم، قاتلتهم، واستحلت دماءهم وأموالهم!


قفلة..
                                                
قال – عليه الصلاة والسلام-: أيما امرئ قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما، إن كان كما قال وإلا رجعت عليه".. هي قاعدة نبوية تبين خطورة التكفير؛ لكن لمن كان يعقل ويفهم!

 ولكم تحياااااتي

=====================================

·        كاتب إعلامي

للتواصل

تويتر: @alomary2008



إيميل: alomary2008@hotmail.com


شموخ رغم العواصف!



شموخ رغم العواصف!
  

علي بطيح العمري

على مدى 86 سنة من تاريخ المملكة العربية السعودية منذ إعلان اكتمال توحيدها، والسعودية مرت ولا تزال بعواصف زلزالية سياسية وفكرية، والعامل المشترك في هذه العواصف هو مواجهتها بحزم وصبر، لتنجوا بمجتمعها إلى شط الأمان.

ففي أيام الملك عبد العزيز- غفر الله له- واجه ما سمي بحركة الإخوان- ليس لها علاقة بحركة الإخوان المسلمين المعروفة- التي كانت تعارض كل تحديث وتطوير للمجتمع وقتئذ.. كما أنها هاجمت العراق، تحت ذريعة مواصلة الفتوحات، فسببت له المتاعب، وحاول الاتفاق والتحاور معهم، وأرسل لهم العلماء، وصبر عليهم زهاء عشر سنوات.. وبعد أن حسم الأمور في الأحساء والحجاز قاد معركة الحسم ضدهم عام 1347هـ في معركة "السبلة".


وتوالت الأخطار التي تعرضت لها المملكة.. ففي عهد الملك فيصل – رحمه الله- واجهت المملكة حرباَ شعواء، وهجوماً وحملات فكرية من قبل القوميون والشيوعيون واليساريون، اتهموا السعودية ووصفوها بالرجعية والتخلف والتزمت، فواجهها الملك فيصل بحزم عبر الدعوة للتضامن الإسلامي، والاستعانة بعلماء من العالم الإسلامي، من مصر وسوريا والعراق، ليحملوا للعالم الصورة الحقيقية للمملكة، وتأسست في عهده الكثير من المؤسسات الإسلامية كرابطة العالم الإسلامي والندوة العالمية للشباب الإسلامي، وكلها دعت للتكاتف الإسلامي، ومواجهة طغيان التيارات والأفكار النشاز.


وفي عهد الملك خالد – رحمه الله- كان أبرز الأخطار؛ هي حركة "جيهمان" التي احتلت الحرم المكي (1400هـ)، واستمر احتلالها 17يوماً، بعدها تم تطهير الحرم، وانتهت حركة المخربين.

وتوالت العواصف السياسية، فقامت الثورة الإيرانية التي لا يزال المسلمون يعانونها.. ثم الحرب العراقية الإيرانية، والحرب الروسية الأفغانية، فحرب الخليج التي اعتدى فيها العراق على الكويت الشقيقة، ثم احتلال أمريكا للعراق.

هذه الأحداث حدث أكثرها في عهد الملك فهد – رحمه الله-، وخرجت فيها المملكة سالمة بفضل الله تعالى، رغم صعوبات بعض الأحداث كحرب تحرير الكويت ومآلاتها في ذلك الوقت.


وتستمر العواصف، ففي عام 1416هـ، جاءت أحداث "التكفير والتفجير" التي ألقت بظلالها على المجتمع ما بين تكفير لرموزه السياسية والدينية، وما بين استهداف رجال الأمن، والمواطنين والأجانب الأبرياء، فأشغلت هذه الأحداث الدولة والمجتمع، وتم التصدي لها، وإسقاط الإرهابيين وقوائمهم التي أعلنتها الداخلية.

وفي أثناء هذه الفترة جاءت أحداث سبتمبر، ورغم إدانة المملكة وبراءتها منها، إلا أن أمريكا لا تزال إلى اليوم تحاول ابتزاز المملكة، وتحميلها جريمة غامضة اعترف بها مفكرون غربيون أنها لغز ومسرحية ابتزاز صنعته أمريكا وعملاءها!
واليوم نواجه أخطار الليبرالية، وداعش، وعواصف الحوثيين، والعلو والاستكبار الإيراني المستمر منذ ثورتها المشؤومة الذي يتدخل في شؤون الخليجيين، لكن يد الحزم طالته، وقمعت فتنته، وهي في اضمحلال وإن شاء الله إلى زوال.

ورغم كثرة العواصف وخطورتها لكن بلادنا عاشتها شامخة بدينها، وماضية بحضارتها، رغم أنف داعش وفاحش وجاحش!

حفظ الله بلادنا، وأدام عليها نعمه إنه سميع مجيب.

 ولكم تحياااااتي

=====================================

·        كاتب إعلامي

للتواصل

تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@hotmail.com

أوقفوا حملات "تبغيض" المدرسة!!


أوقفوا حملات "تبغيض" المدرسة!!



علي بطيح العمري

أيام وتفتح المدارس أبوابها للطلاب، والعودة بعد الإجازات تحتاج تفاعل المجتمع بكل وسائله؛ لتهيئة الاستعداد النفسي للأبناء.

في ليلة بداية الدراسة وقبلها بأيام تنهمر آلاف الرسائل في كل وسائل الإعلام، وتزداد مع اقتراب الموعد.. وهذه الرسائل في مجملها، إلا ما ندر منها، سلبية وتعطي صورة مزعجة عن الطالب ومدرسته، وكل ما يتعلق بالدراسة.

في ليلة المدرسة لا يترك الناس صورة أو رسالة شاحبة سلبية عن المدرسة ومنسوبيها، وعن توديع النوم والإجازة إلا وتناقلوها.. نتناقلها نحن أحياناً بحسن نية إما لطرافتها أو لغرابتها، ونتناسى تأثيرها لما تصل بين يدي الطالب، ما شعوره وهو يطالع هذا التدفق الهائل من صور الشحن والتبغيض في المدرسة، فتحوّل سعادة الطالب إلى قلق وتذمر.. تجده يجفل كلما ذكر اسم المدرسة، ويقلق كلما اقترب موعد الدراسة، ويتسلل إلى ذهنه ثقل وهم الدوام قبل أن يبدأ.. حتى العاملين في المدارس قد يشعرون بالسأم بسبب تغذية عقولهم بهذه الرسائل!


الإعلام الجاد، والعقلاء والإيجابيون مطالبون بمواجهة مد هذه الرسائل، إما عبر التوقف عن نشرها، أو نشر ما يهدمها ويعاكسها.

في ليلة الدراسة انشروا الجُمَل التبشيرية التي تحت على العلم، ففي ثقافتنا آيات وأحاديث، وحكم ودرر لشعراء وحكماء العرب تحبب العلم إلى النفوس، وتساعد على المضي إليه وطلبه ولو في بعدت المسافات وتناءت الديار.. وفي المقابل تجاهلوا الرسائل الحزينة والوداعية والوقوف على أطلال الإجازة، حتى لو أخذت طابع الطرف والنكت.


في ليلة المدرسة والدراسة اجعلوا تويتر يضج بالهاشتاقات الإيجابية التي ترحب بالمدرسة، وتعين الطلاب على السير إليها بشغف وشوق، وانشروا الصور الدعائية فرب صورة أبلغ من عبارة، صورة تحث على الدراسة، وتبين مكانة المدرسة ونور العلم، خير بألف مرة من تلك الرسائل التي تثقل كواهل الطلاب وتثبطهم، وتحطم فيهم حماس الانطلاق إلى المدارس.. تناقلوا المقاطع التي تحفز الذهن، وتنشط العقل نحو المعرفة، وانقلوها إلى أولادكم، فرب مقطع حرك مياه أفكار طلابنا الراكدة.

صدقوني، الضخ الهائل من الرسائل والصور والنكت والهاشتاقات التي تسبق أيام بدء الدراسة وبداية كل فصل دراسي باتت مزعجة، تظهر لك في طياتها أنها حرب ضد المدرسة، وحملة لتكريه الطالب في المدرسة، فأي حالٍ نريده لجيل هو مستقبل الوطن؟!


وأخيراً علموا أولادكم تأثير وخطورة هذه الرسائل، وارفعوا درجات الوعي لأن الدراسات الحديثة أثبتت أن للرسائل السلبية الموجهة إلى العقل الباطن تأثيراً فعالاً وخطيراً على أفكار الفرد ومعتقداته وبالتالي سلوكه وتصرفاته، فعندما يستقبل أحدنا رسائل سلبية تقلل من قدره ومكانته أو من مواهبه وأفكاره ستؤثر فيه.. يقول "هلمستتر": إن ما تضعه في ذهنك سواءً كان سلبياً أو إيجابياً ستجنيه في النهاية، فلا تسمح لأي شخص أن يبرمج لك عقلك بتوقعات سلبية ،وطور من رسائلك الإيجابية وتفاءل بالخير تجده".

 ولكم تحياااااتي

=====================================

·        كاتب إعلامي


للتواصل

تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@hotmail.com

الأحد، 11 سبتمبر 2016

لا حديث صحيح في "فضل الأضحية"!


لا حديث صحيح في "فضل الأضحية"!


علي بطيح العمري

ما أكثر المعلومات التي تنتشر بيننا وهي خاطئة، سواء كانت صحية أو دينية أو ثقافية، والواجب تصحيحها أو لفت الانتباه إليها؛ لنحد من انتشارها.. ومن هذه المعلومات "فضل الأضحية"، فلا يوجد فيه حديث صحيح – حسب بحثي- يعتمد عليه في بيان الفضل، وإنما مرد ذلك أحاديث ضعيفة منتشرة.

وإليك قارئي العزيز طائفة من الأحاديث التي ورد فيها فضل الأضاحي..

- " استفرهوا ضحاياكم، فإنها مطاياكم على الصراط".

- " من ضحى طيبة بها نفسه محتسبًا لأضحيته كانت له حجابًا من النار".. وحديث: يا أيها الناس ضحوا واحتسبوا بدمائها، فإن الدم وإن وقع في الأرض فإنه يقع في حرز الله".


- "ضحوا وطيِّبوا بها أنفسكم، فإنه ليس من مسلم يوجه ضحيته إلى القبلة إلا كان دمها وفرثها وصوفها حسنات محضرات في ميزانه يوم القيامة، وكان يقول: أنفقوا قليلا تؤجروا كثيرًا، إن الدم وإن وقع في التراب فهو في حرز اللّه حتى يوفيه صاحبه يوم القيامة".

- قال - صلى اللّه عليه وسلم- لفاطمة: قومي فاشهدي أضحيتك، فإنه يغفر لك بأول قطرة من دمائها كل ذنب عملتيه، وقولي: قل إنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِله رب العالمين".

- "ما أنفقت الورق في شيء أحب إلى اللّه من نحير ينحر في يوم عيد".. وحديث: ما عمل ابن آدم في هذا اليوم أفضل من دم يهراق إلا أن يكون رحمًا مقطوعة توصل".


 - "ما عمل ابن آدم يوم النحر عملاً أحب إلى اللّه من هراقة دم، وإنها لتأتى يوم القيامة بقرونها وأظلافها وأشعارها، وإن الدم ليقع من اللّه عز وجل بمكان قبل أن يقع على الأرض فطيبوا بها نفسًا".


- "قالوا: يا رسول اللّه ما هذه الأضاحي قال: سنة أبيكم إبراهيم) قالوا: فما لنا فيها؟ قال: بكل شعرة حسنة) قالوا: فالصوف؟ قال: بكل شعرة من الصوف حسنة".


الأحاديث السابقة رغم شهرتها وتكررها بين الناس إلا أنها تدور بين الضعيف والموضوع، وغير صحيحة، ويكفي الباحث أن يطلع على مصادر الحديث خاصة مواقع "ملتقى أهل الحديث، والدرر السنية، وموقع الرئاسة العامة للبحوث العلمية".

في هذا المقال معاذ الله أن أقلل من شأن الأضحية، أو أصد الناس عنها؛ وإنما الهدف بيان أنه لا يوجد فضل خاص بالأضحية بخلاف ما يجري على ألسنة بعض الخطباء، وما تنقله رسائل الواتسبيين.. والأضحية شعيرة من شعائر الله يجب تعظيمها، ويرى الإمام أبو حنيفة وجوبها على الأغنياء والموسرين، والجمهور على سنيتها، ثابتة بنص القرآن في قوله تعالى: فصل لربك وانحر".. وفي سنة النبي الكريم – عليه الصلاة والسلام- في قوله وفعله، ومنها أنه ضحى بكبشين.. وأنه داوم عليها في المدينة.

ونحن نضحي لأن الأضحية نسك أمر الله به، واقتداءً بنبينا الكريم، وتمسكاً بهديه وسنته.

 ولكم تحياااااتي


=====================================

·        كاتب إعلامي


للتواصل

تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@hotmail.com

"الهاشتاقات" المسيئة.. هكذا نقاومها!


"الهاشتاقات" المسيئة.. هكذا نقاومها!
  

علي بطيح العمري

من حقك أن تعبر عما تريد، وأن تقول رأيك فيما حولك، لكن دون أن تتجاوز الثوابت الدينية، ودون أن تمس أعراض الناس، فيما عدى ذلك لك أن تقول وأن تنتقد.

أدوات التواصل الاجتماعي أتاحت للناس منابر لإبداء الرأي والرأي الآخر، ووهبتهم مناخاً خصباً من الحرية والتعبير.. لكن يظل الجهل ملازماً للبعض، وإن تغيرت الأزمان والأدوات.


كثيرة هي "الهاشتاقات "التي تتفجر بين يدينا، وتنهمر علينا من وقت لآخر.. "هاشتاقات" مسيئة تنال من الإسلام، ومن أحكامه، وتشكك في ثوابته، وتطعن في علماء المسلمين سواء منهم من قضى نحبه أو من ينتظر.. تشعر وأنت تتصفح هذه الهاشتاقات أن هدفها هدم الإسلام وإن تسترت بشعارات إسلامية.

وهناك هاشتاقات تناوئ بلادنا، وتؤلب على مجتمعنا، تلاحظ وأن تلقي عليها نظرة أنها تدار من خارج بلادنا، ممن يحمل لنا الحقد ، ويضمر لنا الكراهية.. هذه الحسابات تستغل كل حدث لتستهدف بلادنا ودينها وقيمها.. وأحياناً تكون "الهاشتاقات" سيئة من حيث الهدف الذي ترمي إليه وكمثال على ذلك "هاشتاقات" من نوع "زواج نملة من أسد".. "فيل يغتصب وزغة"!!


ولا ننسى "الهاشتاقات" المسيئة لأعراض الناس، خاصة تلك التي تسيء إلى الشخصيات الرياضية، فالمجال الرياضي يحوز على اهتمامات الناس، لذا تتصدر هاشتاقاته تويتر، وحتى لو كان "الهاشتاق" عادياً، لكن لا يخلو من تعصب، وشتم، والأسوأ أن يكون عنوان "الهاشتاق" بكامله مسيئاً لشخصيات رياضية، من مثل: فلان اغتصب قاصراً".. "فلان فعل كذا..."، أتوقع أن من يقف خلف هذه "الهاشتاقات" هم أشخاص أعماهم التعصب، وغطى على عقولهم هوى الجهل.. وإلا فكيف بإنسان يفتري على عباد الله، ويغتابهم، وينشرها بين الناس!


"الهاشتاقات" المسيئة يروم أصحابها البحث عن الشهرة عبر السخافات وقلة الأدب، وفي انتشارها إضاعة لأوقات الناس وإشغالهم بما لا يفيد، وفيه استهداف لشبابنا وأخلاقهم، وجرهم إلى بذيء القول، وفيه إلهاء المجتمع وأصحاب الرأي عن القضايا الأساسية التي يفترض هشتقتها وتسليط الضوء عليها.


لا نتوقع أن "الهاشتاقات" المسيئة ستنقطع فجأة، إنما وعي وإدراك المجتمع هو الذي سيضع حداً لها، ويقلل من وجودها، وكذا جهات الاختصاص تحركها لتطبيق عقوبات الجرائم الإلكترونية على المخطئ سيخفي هذه الإساءات .. فمن لم يترب في بيته، فللحكومة أن تربيه!


فإزاء هذه "الهاشتاقات" المتناثرة نحتاج أمرين.. الكف عن المشاركة فيها، فمشاركتنا فيها تؤدي إلى انتشارها، والكف عن المشاركة يميتها، وننقذ جيلاً من الشباب من الولوغ في هذا الوباء الآسن.. ونحتاج إلى قيام الجهات المسؤولة بواجبها تجاه "الفضائحيين"؛ أي من يحبون الفضائح للناس.. فغالبية "الهاشتاقات" إما لإثارة المجتمع أو لاستدراج السذج لكي يشاركون فيها، وقد كُتبت بلغة الحقد والتشفي والكراهية!


* قفلة..

قال تعالى:

"خذِ الغفوَ وأمر بالعُرفِ وأعرض عن الجاهلين".. قاعدة ربانية تختصر لك كل الحلول لمواجهة "السافاهات"!

 ولكم تحياااااتي


=====================================

·        كاتب إعلامي

للتواصل

تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@hotmail.com

شمس "الجزيرة" تسطع على العالم!!


شمس "الجزيرة" تسطع على العالم!!


علي بطيح العمري

من مشكلات الثقافة في عالمنا العربي ائتيان بعض المحسوبين عليها بأمور لا قِبلَ للناس بها، وإحداث البلبلة في الأوساط الثقافية بالغرائب!

بالمختصر.. "يوسف زيدان، كاتب وروائي مصري، يقال إنه متخصص في التراث العربي، ألقى محاضرة في طنجة المغربية قال فيها: إن الجزيرة العربية لم تنتج حضارة، وتحدى أحد الحاضرين أن يكون هناك عالم لغة عربية واحد في الجزيرة العربية، وقال: "عرقيّا يعني، العرب كانوا ساكنين في اليمن، ولمّا انهار السد انتشروا في الأرض، بعضهم راح للشمال"، مشيرا إلى أنهم لم يتوجهوا إلى الوسط، وأضاف على فكرة حد ما ظهر الإسلام كان ينظر إلى قلب الجزيرة العربية باعتبارهم سراق إبل..".


إذا كان "زيدان" مهتم بالتراث العربي ثم يقول هذا الكلام، وينسف تاريخ الحضارة في الجزيرة العربية، فعنئذٍ يكون أساس هذا "الهذر" الثقافي ليس الجهل، وإنما منشأه الغرور والتعالي الذي يصيب بعض "المثقفين"، فيتعصب ضد حضارة بلد ما.


الشواهد على حضارة وسط الجزيرة أو "الحتة الوسطانية" - كما سماها هو- ضارب في الجذور.. فهناك أنبياء عاشوا في هذه المنطقة، واحتضنت "الحتة الوسطانية" أقواماً بائدة كقوم ثمود، ولا تزال آثارها قائمة في مدائن صالح. وعلى مستوى الأدب فالمعلقات العشر، شعراؤها لم يهبطوا من كوكب زحل، وإنما نسجت أشعارها هنا.. واكتمل شرف جزيرة العرب، بالرسالة المحمدية – على صاحبها الصلاة والسلام- التي خاطبت الروح، والعقل، ووصل ضوؤها إلى العالم أجمع، ولا يزال نورها يتوهج.


التاريخ يذكر أن أصل البشر أنطلق من مكة، فآدم – عليه السلام- ينسب إليه أنه بنى الكعبة المشرفة.. وأصل العرب هم من الحجاز التي تضم مكة، وهنا نقول: لا صحة لمعلومة أن أصل العرب من اليمن، فإسماعيل -عليه السلام- تكلم باللغة العربية، وقبيلة جرهم العربية سكنت مكة، فمكة هي المكان الذي انصهرت فيه لغات الشمال والجنوب، ونتج منها لغة القرآن التي يفهمها أهل الشام واليمن.


جميل هذا الاستنفار الثقافي الذي ثار للرد على تهم "زيدان"، هذا الاتهام حرك مياهنا الراكدة، هبة إعلامية وتويترية، وجهات عليا كهيئة السياحة، كلها ترد، وتدلل، وتكشف عمق الحضارة العربية والإسلامية لهذه الجزيرة التي تتربع السعودية على أربعة أخماس مساحتها، هذا الاستنفار رائع لتذكير الناس بفضل شمس الجزيرة التي سطعت على العالم كله.


وأختم بهذه الكلمة للراحل "غازي القصيبي":

من هنا من منطقة مكة المكرمة أنطلق آلاف ونشروا الحضارة في ثلاثة أرباع العالم، نحن أبناؤهم، نحن أحفادهم، هذه الجذوة لم تمت، لا ينسى أحد منكم هذا الإرث التاريخي، نحن لسنا حضارة هامشية، ولا فرعية، نحن أمة ظلت تقود العالم في كل شيء في الفكر، في العلم، مرت علينا أوضاع، والدنيا هبوط وصعود، ولكن بإذن الله لدينا الأمل ولدينا القدرة في أن نعود كما كنا..".

 ولكم تحياااااتي


=====================================

·        كاتب إعلامي


للتواصل

تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@hotmail.com

الهروب من "الحر"!


الهروب من "الحر"!

  
علي بطيح العمري

لا حديث للناس في الإجازة الصيفية إلا عن الحر، كيف يواجهونه، ويتغلبون عليه..

"الحر" له معنا موعد لن نخلفه نحن ولا هو، يطاردنا ويلاحقنا في كل مكان، في البيت، وأماكن العمل، والمنتزهات، إن كان بقي لها مكان في جداول الناس.

وللناس طرقهم في الهرب من "الحر".. منهم من يرحل إلى أوروبا، أو ييمم وجه شرقاً لآسيا، ومنهم من يرحل إلى مصايفنا في أبها والطائف وما بينهما، ومنهم من يكتفي بالتأفف منه، ومنهم من يقيم في بيته على مضض، "فهفيف" مكيفه في وقت اشتداد الحر، خير له من مصايف الدنيا.

ومحاولة الهروب من الصيف تفتح باباً جديداً من الاستهلاك، فالهرب من الحر يتطلب أن تكون جيوبك "ملأى" بالدراهم، وأسوأ الناس من يقترض كل سنة الآلاف ليهرب من "الصيف"!


الحر مدرسة تعلمنا الصبر، والتكيف مع أوضاعنا، فالمؤمن إن أصابته سراء شكر، وإن أصابته ضراء صبر.. ونتذكر النعم التي نعيشها، فالحر الذي لا طاقة لنا به، كيف يقاسيه "المشردون" واللاجئون، حينما لا يجدون شيئاً يظلهم، وكيف كان آباؤنا يقاسون لهيبه ويتجرعون مراراته، بينما نحن آمنون، ووسائل التكييف لدينا، ونتضجر، ولا نطيق له صبراً!


الحر يذكرنا بمشهد يوم القيامة عندما تقترب الشمس من رؤوس الخلائق، ويكون العرق منهم على قدر أعمالهم، فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه ومنهم من يُلجمه العرق.. ويذكرنا الحر بهول جهنم – أعاذنا الله وإياكم منها- فقد قال – عليه الصلاة والسلام -:اشتكت النار إلى ربها، فقالت: رب أكل بعضي بَعضًا، فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف، فأشد ما تجدون من الحر، وأشد ما تجدون من الزمهرير".


وفي برامج تطوير الذات، لابد من النظرة الإيجابية لما حولنا، وهل هناك إيجابية في "الحر"؟

يقول الأديب "أحمد أمين" - رحمه الله - في كتابه "فيض الخاطر":

خطرت لي مَحْمدة جليلة للحر، والبرد، وقلت: إن هذه المحمدة تفوق

كل ما كان للحر والبرد من سوء، ولولاها ما تقدمت الإنسانية، ولظل الإنسان هائمًا على وجهه كالوحوش؛ ذلك أن الشمس بنارها اللافحة، والحر بشدته اللاذعة، والبرد بحدته القاسية، وأمطاره المنهمرة، وببَرده وثلوجه، والطبيعة العنيفة بعواصفها ورياحها، كل ذلك هو الذي ألجأ الإنسان قديمًا إلى أن يبحث له عن ملجأ يأوي إليه من الحر والبرد، فسكن الكهوف في نشأته الأولى، وظل يرتقي في ضروب من الارتقاء حتى أسس البيت، وأسس الأسرة، وكونت الأسر القبائل والمدن، وكونت هذه القبائل الأمم؛ ثم تعاونت الأمم على ترقية النوع الإنساني، فلولا الحر والبرد ما أظن أن قد كان بيت، ولولا البيت ما كانت الأسرة، ولولا الأسر ما كانت أمم. أليس الحر والبرد إذًا كان أفعل في ترقية النوع الإنساني من كل مظاهر الحياة وظواهر الكون؟

 ولكم تحياااااتي

=====================================

·        كاتب إعلامي

للتواصل

تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@hotmail.com