Translate

|| خارج التغطية ••

مقالات الكاتب: علي بطيح العُمري

الأربعاء، 29 يونيو 2016

اكتشف ابنك قبل أن يتدعشن!!

اكتشف ابنك قبل أن يتدعشن!!

علي بطيح العمري 
في أي حادثة داعشية تقع في السعودية، تجد "الفاضي" يتخذها فرصة للهجوم على التعليم، و"المشاغب" يجد فيها لذة الشتم بالعلماء، وإلصاق التهم بهم!

حادثة الرياض التي قتلا فيها شابان والدتهما، وطعنا والدهما وأخاهما، جريمة تهتز لها القلوب والعقول بمعنى الكلمة.

ولا أزال حتى اللحظة أجهل السبب العجيب الذي أختطف هذه العقول، وحولها لأداة لقتل أقرب الأقربين.. ما الذي خدّر فكْر شاب لينفذ هذه العمليات.. هل هو سحر سلب منه عقله، هل هو مخدر تعاطاه.. هل هو صديق حشا عقله وفكره بحيث يرى الأبيض أسود والعكس، هل هو بتأثير الانترنت والحسابات الداعشية حيث غذوه بالشبهات وأقنعوه بأن الجنة تنال بقتل الأم والأب!!
وحدها وزارة الداخلية تعرف كيف يتدعشن هؤلاء الشباب؟ وما وسيلة التدعشن، أهي بجليس سوء، أم سفر إلى مناطق الصراع، أم عن طريق النت؟ وكيف يُحقن شاب غض بفكرة القتل؟ وأتفهم جيداً أن تحتفظ الوزارة بهذه الأسرار، لكن كإعلاميين يظل الإنسان يبحث عن أصل فكرة التدعشن ووسيلتها وطريقتها كيف بدأت الفكرة لدى الشاب، ثم تطورت إلى أن وصلت إلى القتل!

كتبت في مقال سابق.. أن أبا موسى الأشعري قال: كان – عليه الصلاة والسلام - يحدثنا أَن بين يدي الساعة الْهَرْجَ، قيل: وما الْهَرْجُ؟ قَال: الكذب والقتل. قالوا: أكثر مما نقتل الْآن؟ قَال: إِنه ليس بقتلكم الكفار، ولكنه قتل بعضكم بعضاً، حتى يَقتل الرجلُ جاره، ويقتل أخاه، ويقتل عمه، ويقتل ابن عمه. قالُوا: سبحان اللَّه! ومَعَنَا عقولنا؟ قال: لا، إلا أنه يَنْزِعُ عقولَ أهل ذاك الزمان، حتى يحسب أحدكم أنه على شيء وليس على شيء". وجاء في حديث آخر وصف أصحاب الفكر الخارجي بقوله: حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام.." فهم صغار سن، وأفكارهم طائشة.

بقي أن نقول إن الدور الكبير على الوالدين في حماية أولادهم من خطر التطرف، وضرورة الاقتراب منهم والتحاور معهم، وهناك مؤشرات للتطرف على الوالدين التنبه لها؛ كسهولة اتهام الآخرين بالكفر، تكفير الحكومات ورجال الأمن، هجر المساجد بحجة أن إمام المسجد معين من قبل الدولة، الفرح بالعمليات الإرهابية، انتقاص النجاحات التي يحققها المجتمع، إهمال الدراسة والعمل، وتفضيل العزلة عن أسرته وأصدقائه، تلميع مقاتلي التنظيمات المنحرفة..

وبما أن المواطن رجل الأمن الأول، ففتٍّح عينيك وراقب من حولك، وبلّغ عمن تشتبه به، هذا من الوفاء، فإنقاذ شخص سيلقي بنفسه للتهلكة واجب، وإنقاذ مجتمع أو أسرة ستتلظى بهذا الفكر من أوجب الواجبات، فنحن مع داعش في تطور مخيف، بدأت فكرتهم باستهداف الأمن، ثم المساجد، ثم قتل الأقارب، ووصل الحال إلى قتل الوالدين!

* قفلة..
لابن عباس – رضي الله عنه- والله لا أعلم عملاً أحب إلى الله من بر الوالدة".. بأي جنة يتغنى من يقتل والدته، ويقترف أعظم الذنوب والعقوق؟!
ولكم تحياااااتي

=====================================
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@hotmail.com

لا تخبرهم كم تقرأ!!


لا تخبرهم كم تقرأ!!

علي بطيح العمري

كثيراً ما نردد أن العبرة ليست بالكم، بل بالكيف، وأن العبرة بالأفعال وليست بالأقوال..
القرآن الكريم هو كتاب الله الذي لا يضل من أتبعه، ولا يشقى من طبقه وتعلمه.. الهدف الأساسي من القرآن الكريم كما يراه أبو البندري – غفر الله له- هو التطبيق والعمل بتعاليم هذا الكتاب لا مجرد التلاوة.. فقد ضرب الله لنا مثلين:
الأول: لليهود الذين أنزلت عليهم التوراة فلم يعملوا بها، فشبههم الله بالحمار الذي يحمل الكتب الكبيرة ولا يستفيد منها، قال تعالى: ((مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)).
والمثل الثاني: لرجل يقال له "بلعام بن باعوراء" من علماء بني إسرائيل، ومن أتباع موسى عليه السلام.. قال تعالى في شأنه:
{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ، وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ..}.
كان هذا الرجل عالماً عابداً رفعه الله تعالى بعلمه، لكنه ضل، وانحرف، وانسلخ من آيات الله، فكان جزاؤه الإخلاد إلى الأرض مثقلا بالهوى والضلال، وشُبِه بالكلب، بعد العز والشرف.

وهكذا تبين الآيات أن القرآن نزل ليتلى وليعمل به، وتحويل القرآن إلى كتاب للتلاوة فقط دون العمل والتطبيق في حياة المسلمين أفراداً أو جماعات خطيئة لا تغتفر، وهو من أسباب تخلف المسلمين أخلاقياً وحضارياً.
لذا لا تخبر الناس كم تقرأ يومياً أو اسبوعياً من القرآن، أو كم تحفظ من الأجزاء.. دعهم يرون أثر القرآن فيك، اجعلهم يرونك قرآناً يمشي على الأرض أخلاقاً وسلوكاً، وتعاملاً.. أرحم صغيراً، واعطف على المساكين، وأطعم المحتاجين، وساعد الملهوفين، ومد يدك للغرقى، وبر بوالديك، وقل الحق ولو على نفسك، وكف عما ما يؤذي الآخرين، أو ينال من أعراضهم، ولا تبغ الفساد، واحرص على النظافة.. وابتسم للآخرين، وكن نقي القلب وسيلم الصدر لمن حولك.

ما يحدث من تصرفات سلبية للناس في بيوتنا وشوارعنا، ودوائرنا وكافة مرافق بلانا وبلاد المسلمين، ليس سببه ندرة وقلة العلم، فالناس يحفظون الكثير من السور، ويسردون مئات الأحاديث، ويعرفون الأحكام الفقهية.. لكن الذي ينقصنا ونحتاجه هو التطبيق العملي لهذه الآيات والأحاديث، لو طبقناها لانحلت مشاكلنا.. وقلت في مقال سابق.. متى نعي أن الأحاديث وكذا الآيات ليست للحفظ فقط ، بل هي للممارسة والتطبيق؟!
وأخيراً.. في فن التأثير؛ الناس لا ينظرون إلى الأقوال، بل إلى الأفعال!

* قفلة..
قال المستشرقون عن القرآن: إنه لخطير وبه تعليمات لو أدركها المسلمون لسادوا العالم ولتحكموا في مصيره! هل أدركنا هذه الرسالة أم ستمر كغيرها!
ولكم تحياااااتي

=====================================
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com

حتى لا تكسر قلباً جميلاً!!

حتى لا تكسر قلباً جميلاً!!

علي بطيح العمري 
تقول نكتة:
عزيزي الرجل: بعد تناولك الأكل، اترك كلمة لطيفة لأمك، أو أختك، أو زوجتك؛ كي لا تشعر أنها تقدم العلف لتيس"!!

ربما البعض يعترض على الجملة الأخيرة في الطرفة، إذ من الممكن استبدالها بعبارة عتاب ألطف من تلك الكلمة، لكنها قد تكون مقصودة حتى يحس من كان إحساسه ضعيفاً بأهمية شكر الآخرين، وأن كلمة شكر صغيرة لا تكلف شيئاً، تدخل بها السرور على من حولك.

الكلمة اللطيفة والطيبة تذهب تعب ساعات أمهاتنا وزوجاتنا في طبخ الأكل وإعداده وتقديمه.. كلمة الشكر التي تقدمها لأهل بيتك، تأتي ضمن حديث النبي الكريم- عليه الصلاة والسلام – لما قال: من صنع إليكم معروفاً فكافئوه"، وأقل المكافأة كلمة شكر.
انتقاد الأكل الذي يقدم لك قد يحرج أماً تعبت، وقد يسيء إلى أختٍ أو بنتٍ قضت ساعات في المطبخ، أو يجلب القلق لزوجة دائماً تطلب رضا زوجها وعائلتها، وقدوتنا في ذلك هو سيد الأولين والآخرين – صلى الله عليه وسلم- الذي ما عاب طعاماً قط، إن اشتهاه أكله، وإن كرهه تركه".

بعد أن غردت بضرورة شكر أمهاتنا وزوجاتنا على موائد الأكل، أرسل إلي أحد المتابعين الأعزاء قصة جميلة، وموقفاً ينبغي أن نتعلم منه، تقول رسالته:
طبعاً الموقف لابن يروي موقفاً حصل بين أمه وأبيه:
بعد يوم طويل وصعب من العمل، وضعت أمي الطعام أمام أبي على الطاولة وبجانبه خبزاً محمصاً، لكن الخبز كان محروقا تماماً، انتظرت طويلاً كي يلحظ أبي ذلك ولا أشك على الإطلاق أنه لاحظه إلا أنه مد يده إلى قطعة الخبز وابتسم لوالدتي، وسألني كيف كان يومي في المدرسة؟!
لا أتذكرُ بماذا أجبته لكنني أتذكر أني رأيتهُ يدهنُ قِطعة الخبز بالزبدة والمربى ويأكلها كلها، عندما نهضتُ عن طاولة الطعام تلك الليلة، سمعتُ أمي تعتذر لأبي عن حرقها للخبز وهي تحمصه، ولن أنسى رد أبي على اعتذار أمي :حبيبتي، لا تكترثي بذلك؛ أنا أحب أحياناً أن آكل الخبز محمصاً زيادة عن اللزوم وأن يكون به طعم الاحتراق!!
وفي وقت لاحق سألت أبي إن كان حقاً يحب أن يتناول الخبز أحياناً محمصاً إلى درجة الاحتراق؟ فقال لي هذه الكلمات التي تبعث على التأمل؛ يا ابني: أمك اليوم كان لديها عمل شاق وقد أصابها التعب والإرهاق في يومها، وقطعاً من الخبز المحمص زيادة عن اللزوم أو حتى محترقة لن تضر حتى الموت، الحياة مليئة بالأشياء الناقصة وليس هناك شخص كامل لا عيب فيه، علينا أن نتعلم كيف نقبل النقصان في الأمور، وأن نتقبل عيوب الآخرين وهذا من أهم الأمور في بناء العلاقات وجعلها قوية مستديمة!
خبز محمص محروق قليلاً لا يجب أن يكسر قلباً جميلا!!، فليعذر الناس بعضهم البعض فَكل شخص لا يعرف ظروف الآخرين!
ولكم تحياااااتي

=====================================
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com


القنوات والمسلسلات.. تتحدى!

القنوات والمسلسلات.. تتحدى!

علي بطيح العمري 
المسلسلات العربية – شئنا أم أبينا – باتت متلازمة رمضانية على القنوات الفضائية، هذه القنوات تنام طوال السنة عن الإنتاج، ولا تنشط إلا في رمضان لعرض إنتاجها، حتى صار رمضان شهر مسلسلات، وكأنها بهذا قطعت على نفسها عهداً ألا تنفك عنه، أو أنها عقدت اتفاقية مع "إبليس" بمساعدته في إغواء الناس طيلة الشهر الكريم، فمردة الشياطين يصفدون، وشياطين الإنس يغوون بالنيابة!

في المسلسلات العربية تعرض المعصية على أنها واقع لابد من التكيف معه، لا على أنها جرم يستلزم التوبة والإقلاع عنها.. تصور المسلسلات المذنب على أنه بطل، لم يرتكب الخطيئة إلا بسبب الظروف الجبارة!
فمثلاً.. هي تخون زوجها لأن أهلها أجبروها على الزواج من شخص أكبر منها في السن، فتزوجت رغماً عنها، وتظل على علاقة مع شخص آخر أحبته رغم كونها في عصمة رجل!
هي تهرب من البيت مع عشيقها، وتعصى والديها؛ لأن الحب أقوى من كل شيء.. وأخرى تمارس البغاء؛ لأن الظروف أجبرتها ودفعتها لذلك!
وأيضاً هو يرتشي ويتعامل بالمحرم؛ لأن لديه عائلة كبيرة، تحتاج إلى مصاريف أكثر.. يعق والده؛ لأن هذا الأب كان مشغولاً عنه بالزواج من امرأة ثانية....الخ
هذه الصور أقل ما فيها إحلال للمحرم، وتهوين من شؤم الكبائر، فيجعلونك تتعاطف مع المرتشي، والعاق، و"الصايعة".. لأنهم أناس قست عليهم الحياة، ولم تجرِ سفنهم بما يشتهي السفِنُ!!

ما ذكرته عالياً ما هو قطرة من بحار سلبيات المسلسلات، وإلا فسلبياتها أكثر من أن يتناولها مقال، ومع الأسف تتخم الفضائيات بمشاهد التعري والخمور والرقص، وهذه السلبيات تعرض في الشهر الكريم، فمن يتصور أن يتحول ليل رمضان إلى انعتاق كامل من الفضيلة والأخلاق؟

ورغم النقد الحاد لهذه الأعمال الفنية من قبل كتاب الصحف، والخطباء، وأصحاب الفكر، لكن مسؤولي القنوات في أذن طين وفي الأخرى عجين، لا يسمعون ما يقال، ولا يرون ما يكتب، يقول الكاتب المتألق الأستاذ "محمد معروف الشيباني" في مقال له عن مسؤولي القنوات: إما أنهم لا يقرؤون ما يكتب عنهم ولا أظن، أو أنهم يقرؤون ويصدون عن التصحيح؛ استسهالاً للغث الضار وإمعاناً في تحدي المجتمع وقيمه، أو أنهم يصرون على ما فعلوا لمآرب يخفونها".

وما دام أن المنتجين، وملاّك القنوات يتحدون باستفزاز المجتمع في قيمه، وصادين عن أي نقد، وعازمين على "فتنة" الناس، وسلب خصوصية الشهر الكريم، فالمسؤولية هي بيد رب وربة البيت، فكلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، أما أولئك فلهم رب ويوم سيسألون فيه، كم من خطيئة دعوا لها، وكم من إنسان أضلوه!
ولكم تحياااااتي

=====================================
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@hotmail.com

حتى لا تكون إجازتك "صفراً"!

حتى لا تكون إجازتك "صفراً"!

علي بطيح العمري 
وها هي أطول إجازة تبدأ..أربعة أشهر تقريباً تطل على الطلاب والطالبات والأسر والمجتمع.. ماذا سيعمل فيها من برامج تحتوي الشباب؟ كيف سيقضيها الشاب؟ هل ستقضى بين أكل وشرب، وسهر ونوم..؟!
هناك رأي في تويتر يقول إن نسبة الجرائم التي يتسبب فيها الأحداث ترتفع في الإجازات أكثر من بقية أيام السنة، فعلى هذا ينبغي مزاحمة الشر المتكاثر في الإجازات بالخير الذي يعود بالفائدة على الفرد والمجتمع.
إشغال الشباب في أوقات الفراغ مهمة مشتركة بين الحكومة ممثلة في الوزارات المسؤولة عن الشباب، وبين الأسر، وبين الشباب أنفسهم.
فعلى مستوى الحكومة، هناك جهات حكومية مطالبة بتقديم برامج تجذب الشباب، وتثري ثقافتهم كوزارة التعليم عبر التوسع في إقامة أنشطة صيفية، وإمكانية تفعيل دور المدارس، والاستفادة من المباني المدرسية في الإجازات، وكذا وزارة العمل والشؤون الاجتماعية من خلال رفع فعالية مراكز التنمية الاجتماعية في الأحياء.. وما المانع من تعاون وزارتي الخدمة المدنية مع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في إيجاد وظائف حكومية وخاصة، صيفية ومؤقتة، تشغل بطالبي الوظائف من الطلاب، منها يتعلم الطالب مهارة العمل والدوام، ومنها يستفيد من دخل هذه الوظائف، وحتى على مستوى الدفاع المدني، والهلال الأحمر بإمكانهم إقامة دورات توعوية ليتعلم الشباب كيفية إسعاف المصابين، والتعامل مع حالات الغرق، والحرائق والحوادث...الخ.
ومن باب الإنصاف هناك جهود كبيرة لوزارة التعليم في إقامة أنشطة صيفية، وكذا مراكز التنمية الاجتماعية لها دور ملموس، والذي نطالب به الجهتين التوسع في الأنشطة لتستوعب أكبر عدد من الشباب.
على مستوى الأسر، هناك مئات الأفكار التي يمكن للأسر تنفيذ المتاح منها، والتخطيط لها مهماً جداً.. كالرحلات إلى أماكن معينة، والتعرف على الآثار، وتنظيم وقت الأطفال بحيث لا يأخذ النوم نصيب الأسد منه على حساب المفيد، وتشجيع الأولاد على البحث والقراءة، وإجراء مسابقات ثقافية ترفيهية، إشراكهم في دورات متخصصة كحفظ القرآن، واللغة الإنجليزية، ويمكن ممارسة العديد من المهارات، ومساعدة الأبناء على ممارسة هواياتهم المفضلة، كالتدرب على الإلقاء، والرسم والتصوير..الخ

وعلى المستوى الشخصي للشباب والشابات، علينا أن نزرع فيهم قيمة الوقت، وأنه من ذهب، ونفعّل لديهم حب القراءة؛ فهي من أسس المعرفة، والذي لا يقرأ يعيش خارج العصر، ويمكن توجيههم إلى "العمل التطوعي"، على مستوى الأسرة أو المجتمع، والتواصل الاجتماعي مع الأقارب، ويمكن الالتحاق بالدورات التدريبية لتعلم مهارة أو معرفة.

وبالمختصر المفيد، اعمل في الإجازة ما تريد، ومارس ما شئت من الأنشطة، لكن لا تخرج منها "بالصفر"، وبالسلبية على المستوى الديني والشخصي، والذاتي والمعرفي، فأنت مسؤول عن عمرك، ووقتك، ومالك وأهلك.. ويا ليت شبابنا يعون هذا الحديث بعقولهم وقلوبهم، قال – عليه الصلاة والسلام-: اغتنم خمسا قبل خمس، شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناءك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك".
ولكم تحياااااتي

=====================================
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com


شيء من "هياط" الجماهير!!

شيء من "هياط" الجماهير!!

علي بطيح العمري 

أتفهم أن تشجع ما تريد من الأندية الرياضية، وعادي وطبيعي جداً أن تحتفل في حدود المعقول كتعبير رمزي عن فرحك بفريقك الذي حقق بطولة.. الذي لا أفهمه، ويصعب علي هضمه وربما على أمثالي من الطيبين وغير الطيبين أن يصبح فريقك المفضل مصدر فرح أو حزن، إذ كيف يجعل الإنسان نفسه رهينة بيد الآخرين، كيف يتعصب أو يحزن لشيء لم يكن طرفاً فيه؛ فهو لم يلعب، أو يدرب أو يشرف أو يدير جانب ما في فريقه.. وهذا أمر كما قلت عسير على الفهم.. والأمر الآخر هو المبالغة في الشيء وهي نقيض الاعتدال والتوسط، وهي ظاهرة مهلكة ولها سلبياتها.. خذ مثلاً الاحتفال بفوز وبطولات الأندية المبالغ فيها، إذ يتحول الاحتفال إلى صورة من صور "الهياط" الرياضي إن صح التعبير.

والهياط في حد ذاته منبوذ، وغير مرغوب فيه.. وكثيرون باتوا يهايطون، ويخترع الواحد أي فكرة أو يركب موجة أي رأي ليعلن هياطه أو يشارك الآخرين في هياطهم.. لم يعد "الهياط" يمارس داخل الملاعب، وإنما تعدى ساحات الملاعب، وأسوار البيوت وأماكن العمل.. ليصل إلى الاحتفالات الجماعية.
في كذا محافظة ومدينة أقيمت مناسبات احتفالية ابتهاجاً بتحقيق فريق"......" الدوري، تُجمع فيها "القطات" التي تصل لمبالغ خيالية، وتستأجر فيها الاستراحات والقصور، مع أطايب الحلويات، والمفطحات، وتوجه الدعوة لشخصيات رياضية تحضرها بمبالغ محرزة، ثم ما هي النتيجة التي تعود على الأفراد المساهمين، وعلى المجتمع غير استعراضات "السيلفي" ونقل الاحتفالات عبر السناب شات، والانستقرام؟!

عندنا في محافظة المخواة، من المقرر إقامة احتفال رياضي آخر شهر شعبان، جُمعت له "قطة" لمبلغ يقارب "المئة" ألف، وقصر لاحتضان الأفراح.. تصوروا فقط لو صرف هذا المبلغ في عمل تطوعي وليكن باسم رابطة أو مشجعي ذلكم النادي، مبلغ كهذا يمكن صرفه كمهر زواج لشابين، أو يكفي تكلفة "قصر" لعشر زواجات.. مئات السلال الغذائية التي يمكن لهذا المبلغ توفيرها، وتوزيعها على الأسر الفقيرة بمناسبة شهر رمضان المبارك.. وغيرها الكثير من الأفكار التي تترك بصمة اجتماعية أو تخلف أثراً يشاهد.. بدل أن تصرف هذه المبالغ في اللاشيء!
أرجو ألا يفهم إخوتنا "الراقيون" أن هذا المقال ينال منهم، أو يؤلب المجتمع عليهم، بل هو رأي آخر أرتآه أبو البندري – غفر الله له- في وضع هذه المبالغ في مكانها الأفضل والأكمل، فحينما أرى مناظر المُبَالَغات المالية التي تتكاثر لأي سبب، ولأي مناسبة؛ أضع يدي على قلبي متأملاً هذا الحديث: والله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى أن تُبسط عليكم الدنيا كما بُسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم".
ولكم تحياااااتي

=====================================
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com