Translate

|| خارج التغطية ••

مقالات الكاتب: علي بطيح العُمري

الأحد، 9 أكتوبر 2016

يحسبونه هيناً.. وهو عظيم!


يحسبونه هيناً.. وهو عظيم!



علي بطيح العمري

هناك بعض المصطلحات والأحكام الشرعية تلتبس على الناس، والناس في تعاطيها ما بين طرفين ووسط، طرف يتجه بك ذات اليمين ويوغل فيها، وعلى النقيض من يجرك للطرف المقابل، فلا يقيم لها وزناً.. والأمثلة على ذلك كثيرة ، كمصطلح الجهاد، والولاء والبراء، والتكفير.


هيئة كبار العلماء في السعودية سبق وأن أصدرت عدة بيانات وآخرها في الاسبوع الماضي في التحذير من ظاهرة التكفير؛ التي باتت تطفوا على السطح، وصار أمرها عد الناس هيناً وهو عند الله تعالى عظيم.


فتكفير الشخص يترتب عليه آثار منها: استحلال الدم والمال ومنع التوارث وفسخ النكاح، وتكفير الحكومات أعظم ضررا لما يترتب عليه من التحريض وحمل السلاح وإشاعة الفوضى وسفك الدماء وسلب الأموال والتفجير وتخريب المنشآت وإفساد البلاد.


وقالت الهيئة في بيانها الأخير الذي يمثل خلاصة بياناتها السابقة: إن التكفير حكم شرعي مرده إلى الله ورسوله مثل التحليل والتحريم، وإنه ليس كل ما وصف بالكفر من قول أو عمل يكون كفرا أكبر مخرجا من الملة، وإنه لا يجوز أن نكفر إلا ما دل الكتاب والسنة على كفره دلالة واضحة فلا يكفي مجرد الشبهة والظن، حيث تترتب على التكفير أحكام خطيرة وكما أن الحدود تدرأ بالشبهات، فالتكفير أولى أن يدرأ بالشبهات.

وأضاف بيان الهيئة أنه قد يرد في الكتاب والسنة ما يفهم منه أن هذا القول أو العمل أو الاعتقاد كفر، لكن لا يكفّر من اتصف به لوجود مانع يمنع من كفره وأن التكفير كغيره من الأحكام التي لا تتم إلا بوجود أسبابها وانتفاء موانعها، كما في الإرث بحيث قد ينطق المسلم بكلمة الكفر لغلبة فرح أو غضب أو نحوهما فلا يكفر لعدم القصد كما في قصة من أخطأ من شدة الفرح الذي قال «اللهم أنت عبدي وأنا ربك».


إذن التكفير حكم شرعي مرده إلى الله ورسوله، وقد وضع العلماء شروطاً في قضية التكفير؛ حتى لا يكون الأمر لعبة في يد السفهاء.. كثبوت أن هذا القول أو الفعل أو الترك كفر بمقتضى دلالة الكتاب أو السنة، وثبوت قيام المكلف به، وبلوغ الحجة، وانتفاء مانع التكفير في حق الشخص.
فإذا لم يثبت أن هذا القول أو الفعل أو الترك كفر بمقتضى دلالة الكتاب والسنة، فإنه لا يحل لأحد أن يحكم بأنه كفر؛ لأن ذلك من القول على الله بلا علم.

والفرق المنحرفة التي ظهرت قديماً وحديثاً كان من أكثر ضلالاتها توسعها في التكفير، فأخرجت المسلمين من الإسلام، ولما أخرجتهم، قاتلتهم، واستحلت دماءهم وأموالهم!


قفلة..
                                                
قال – عليه الصلاة والسلام-: أيما امرئ قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما، إن كان كما قال وإلا رجعت عليه".. هي قاعدة نبوية تبين خطورة التكفير؛ لكن لمن كان يعقل ويفهم!

 ولكم تحياااااتي

=====================================

·        كاتب إعلامي

للتواصل

تويتر: @alomary2008



إيميل: alomary2008@hotmail.com


شموخ رغم العواصف!



شموخ رغم العواصف!
  

علي بطيح العمري

على مدى 86 سنة من تاريخ المملكة العربية السعودية منذ إعلان اكتمال توحيدها، والسعودية مرت ولا تزال بعواصف زلزالية سياسية وفكرية، والعامل المشترك في هذه العواصف هو مواجهتها بحزم وصبر، لتنجوا بمجتمعها إلى شط الأمان.

ففي أيام الملك عبد العزيز- غفر الله له- واجه ما سمي بحركة الإخوان- ليس لها علاقة بحركة الإخوان المسلمين المعروفة- التي كانت تعارض كل تحديث وتطوير للمجتمع وقتئذ.. كما أنها هاجمت العراق، تحت ذريعة مواصلة الفتوحات، فسببت له المتاعب، وحاول الاتفاق والتحاور معهم، وأرسل لهم العلماء، وصبر عليهم زهاء عشر سنوات.. وبعد أن حسم الأمور في الأحساء والحجاز قاد معركة الحسم ضدهم عام 1347هـ في معركة "السبلة".


وتوالت الأخطار التي تعرضت لها المملكة.. ففي عهد الملك فيصل – رحمه الله- واجهت المملكة حرباَ شعواء، وهجوماً وحملات فكرية من قبل القوميون والشيوعيون واليساريون، اتهموا السعودية ووصفوها بالرجعية والتخلف والتزمت، فواجهها الملك فيصل بحزم عبر الدعوة للتضامن الإسلامي، والاستعانة بعلماء من العالم الإسلامي، من مصر وسوريا والعراق، ليحملوا للعالم الصورة الحقيقية للمملكة، وتأسست في عهده الكثير من المؤسسات الإسلامية كرابطة العالم الإسلامي والندوة العالمية للشباب الإسلامي، وكلها دعت للتكاتف الإسلامي، ومواجهة طغيان التيارات والأفكار النشاز.


وفي عهد الملك خالد – رحمه الله- كان أبرز الأخطار؛ هي حركة "جيهمان" التي احتلت الحرم المكي (1400هـ)، واستمر احتلالها 17يوماً، بعدها تم تطهير الحرم، وانتهت حركة المخربين.

وتوالت العواصف السياسية، فقامت الثورة الإيرانية التي لا يزال المسلمون يعانونها.. ثم الحرب العراقية الإيرانية، والحرب الروسية الأفغانية، فحرب الخليج التي اعتدى فيها العراق على الكويت الشقيقة، ثم احتلال أمريكا للعراق.

هذه الأحداث حدث أكثرها في عهد الملك فهد – رحمه الله-، وخرجت فيها المملكة سالمة بفضل الله تعالى، رغم صعوبات بعض الأحداث كحرب تحرير الكويت ومآلاتها في ذلك الوقت.


وتستمر العواصف، ففي عام 1416هـ، جاءت أحداث "التكفير والتفجير" التي ألقت بظلالها على المجتمع ما بين تكفير لرموزه السياسية والدينية، وما بين استهداف رجال الأمن، والمواطنين والأجانب الأبرياء، فأشغلت هذه الأحداث الدولة والمجتمع، وتم التصدي لها، وإسقاط الإرهابيين وقوائمهم التي أعلنتها الداخلية.

وفي أثناء هذه الفترة جاءت أحداث سبتمبر، ورغم إدانة المملكة وبراءتها منها، إلا أن أمريكا لا تزال إلى اليوم تحاول ابتزاز المملكة، وتحميلها جريمة غامضة اعترف بها مفكرون غربيون أنها لغز ومسرحية ابتزاز صنعته أمريكا وعملاءها!
واليوم نواجه أخطار الليبرالية، وداعش، وعواصف الحوثيين، والعلو والاستكبار الإيراني المستمر منذ ثورتها المشؤومة الذي يتدخل في شؤون الخليجيين، لكن يد الحزم طالته، وقمعت فتنته، وهي في اضمحلال وإن شاء الله إلى زوال.

ورغم كثرة العواصف وخطورتها لكن بلادنا عاشتها شامخة بدينها، وماضية بحضارتها، رغم أنف داعش وفاحش وجاحش!

حفظ الله بلادنا، وأدام عليها نعمه إنه سميع مجيب.

 ولكم تحياااااتي

=====================================

·        كاتب إعلامي

للتواصل

تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@hotmail.com

أوقفوا حملات "تبغيض" المدرسة!!


أوقفوا حملات "تبغيض" المدرسة!!



علي بطيح العمري

أيام وتفتح المدارس أبوابها للطلاب، والعودة بعد الإجازات تحتاج تفاعل المجتمع بكل وسائله؛ لتهيئة الاستعداد النفسي للأبناء.

في ليلة بداية الدراسة وقبلها بأيام تنهمر آلاف الرسائل في كل وسائل الإعلام، وتزداد مع اقتراب الموعد.. وهذه الرسائل في مجملها، إلا ما ندر منها، سلبية وتعطي صورة مزعجة عن الطالب ومدرسته، وكل ما يتعلق بالدراسة.

في ليلة المدرسة لا يترك الناس صورة أو رسالة شاحبة سلبية عن المدرسة ومنسوبيها، وعن توديع النوم والإجازة إلا وتناقلوها.. نتناقلها نحن أحياناً بحسن نية إما لطرافتها أو لغرابتها، ونتناسى تأثيرها لما تصل بين يدي الطالب، ما شعوره وهو يطالع هذا التدفق الهائل من صور الشحن والتبغيض في المدرسة، فتحوّل سعادة الطالب إلى قلق وتذمر.. تجده يجفل كلما ذكر اسم المدرسة، ويقلق كلما اقترب موعد الدراسة، ويتسلل إلى ذهنه ثقل وهم الدوام قبل أن يبدأ.. حتى العاملين في المدارس قد يشعرون بالسأم بسبب تغذية عقولهم بهذه الرسائل!


الإعلام الجاد، والعقلاء والإيجابيون مطالبون بمواجهة مد هذه الرسائل، إما عبر التوقف عن نشرها، أو نشر ما يهدمها ويعاكسها.

في ليلة الدراسة انشروا الجُمَل التبشيرية التي تحت على العلم، ففي ثقافتنا آيات وأحاديث، وحكم ودرر لشعراء وحكماء العرب تحبب العلم إلى النفوس، وتساعد على المضي إليه وطلبه ولو في بعدت المسافات وتناءت الديار.. وفي المقابل تجاهلوا الرسائل الحزينة والوداعية والوقوف على أطلال الإجازة، حتى لو أخذت طابع الطرف والنكت.


في ليلة المدرسة والدراسة اجعلوا تويتر يضج بالهاشتاقات الإيجابية التي ترحب بالمدرسة، وتعين الطلاب على السير إليها بشغف وشوق، وانشروا الصور الدعائية فرب صورة أبلغ من عبارة، صورة تحث على الدراسة، وتبين مكانة المدرسة ونور العلم، خير بألف مرة من تلك الرسائل التي تثقل كواهل الطلاب وتثبطهم، وتحطم فيهم حماس الانطلاق إلى المدارس.. تناقلوا المقاطع التي تحفز الذهن، وتنشط العقل نحو المعرفة، وانقلوها إلى أولادكم، فرب مقطع حرك مياه أفكار طلابنا الراكدة.

صدقوني، الضخ الهائل من الرسائل والصور والنكت والهاشتاقات التي تسبق أيام بدء الدراسة وبداية كل فصل دراسي باتت مزعجة، تظهر لك في طياتها أنها حرب ضد المدرسة، وحملة لتكريه الطالب في المدرسة، فأي حالٍ نريده لجيل هو مستقبل الوطن؟!


وأخيراً علموا أولادكم تأثير وخطورة هذه الرسائل، وارفعوا درجات الوعي لأن الدراسات الحديثة أثبتت أن للرسائل السلبية الموجهة إلى العقل الباطن تأثيراً فعالاً وخطيراً على أفكار الفرد ومعتقداته وبالتالي سلوكه وتصرفاته، فعندما يستقبل أحدنا رسائل سلبية تقلل من قدره ومكانته أو من مواهبه وأفكاره ستؤثر فيه.. يقول "هلمستتر": إن ما تضعه في ذهنك سواءً كان سلبياً أو إيجابياً ستجنيه في النهاية، فلا تسمح لأي شخص أن يبرمج لك عقلك بتوقعات سلبية ،وطور من رسائلك الإيجابية وتفاءل بالخير تجده".

 ولكم تحياااااتي

=====================================

·        كاتب إعلامي


للتواصل

تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@hotmail.com