Translate

|| خارج التغطية ••

مقالات الكاتب: علي بطيح العُمري

الخميس، 20 أبريل 2017

أوقفوا هدر النعم!

أوقفوا هدر النعم!

علي بطيح العمري 
هنا عناوين صحيفة تستفز الواحد.. فهي تشكل قضية ساخنة..
- السعودية الأولى عالمياً في "هدر" الطعام!
- 90% من الأسر السعودية ترمي بقايا الطعام!
- نسبة إهدار الأرز بين 35% - 40% وخسائر تصل إلى المليار ونصف ريال سنوياً!
المسؤولية الأولى والأخيرة في محاربة الهياط والعبث بالنعم تقع على أعيان المجتمع ومسؤوليه عبر تحذير الناس من خطورة الإسراف، واشتراط التوفير عند قبولهم لدعوات الولائم، والاعتراض على البذخ المقدم في تلك المناسبات التي دُعوا لها، فالسكوت وعدم الامتعاض هو رضا بما صار وما سيحصل من عبث وهدر.
نشرت في حسابي بتويتر صورتين.. الصورة الأولى أيام الطيبين، صحن "كبسة" جلس عليه ما يقارب عشرة أشخاص.. وفي المقابل صورة لمفطحات تكفي حيّاَ بأكمله جلس عليها عدد قليل.. وتركت للمتابعين تأملها، واستخراج الفوارق بين الجيلين.. وأدركنا بعدها أن الجيل القديم ربطوا بطونهم من الجوع، وجيل اليوم ربطوا بطونهم من التخمة!!
الحل لإيقاف هذا الهدر يبدأ بتجريم الإسراف، وإيقاف الهياط في المناسبات.. فبتعاون الجهات الحكومية نستطيع وضع أنظمة لمكافحة الهياط، والإسراف في الاحتفالات والمناسبات، وفرض غرامات على المسرفين في المطاعم!
هذا الهدر ناجم عن الإسراف والهياط الزائد الذي يسمونه كرماً، وبينه وبين الكرم كما بين المشرق والمغرب.. هذا الهدر ناتج عن المبالغة في المناسبات.. الناس بحاجة إلى من يُفهمهم أن الكرم ليس في طول السفرة، ولا في كثرة المفطحات؛ الكرم مد يد العون لمحتاج.. يقول غازي القصيبي – رحمه الله-: الكرم كلمة اخترعها العرب كضمان اجتماعي من الجوع عند التنقل في الصحراء.. فكبّروا الكلمة وأعطوها قدسية لتشرئب لها أعناق الناس طلباً لفرصة تقديم الكرم عند رؤية عابر سبيل طمعاً في رضاهم عن أنفسهم، وطلباً في كسب المحامد من الناس.. تأزم مفهوم الكرم بعد ذلك ودخل إلى دهاليز التبذير والتفاخر، وانحصر مفهوم الكرم على ذبح قرابين اللحم والشحم.. الكرم يا سادة بمعناه الجميل أن تبتسم في وجه من بيدك مساعدته وأنت في موقع عملك.. الكرم أن تتكرم بوقتك وتتوقف عن ما يشغلك لتعطي ذلك الوقت لمن يحتاجك في نصيحة أو يحتاج علمك أو تعاطفك.. الكرم أن تنظر بعين القبول والاستيعاب لمن يختلف عنك.. الكرم أن تمتد خصائص الكرم لديك لتشمل الضعيف بشراً كان أو حتى حيوان.. الكرم سلوك كريم في الناس.. قد يكون كلمة ترفع بها معنويات أحدهم، أو مصلحة تقضيها لغيرك.. الكرم أن لا تسرق الضعيف، ولا تفرض وصايتك على غيرك..".
هذا الهدر ترتب عليه آثار صحية؛ فنسب السمنة في ازدياد، ويترتب عليه آثار اقتصادية تزيد من معاناة الأسر، فالراتب في هذا العبث بالتأكيد لا يكفي الحاجة!
بقي أن نقول أن حالات البذخ لا تمثل كل شرائح المجتمع؛ وإنما تمثل شرائح معينة تحب الهياط، وتهوى التفاخر، "وتموت" في المظاهر ولو كلفتها الآلاف!!
وأختم بهذه الكلمات من مقال سابق لأبي البندري – غفر الله له- حيث قلت:
التاريخ يقول: إن حياة "المنعمين" ملأى بصور البذخ، فيروى أن بنات "المعتمد" اشتهين الخوض أو اللعب بالطين، فأمر المعتمد بخلط مسك وزعفران ليخضن فيه، ثم زال ملكه فزارته بناته بسجنه حافيات يخضن بالطين! وذات التاريخ يرصد أن في دولة كالصومال كان "المنعّمون" يذبحون الخروف لأجل الحصول على "الكبدة" فقط، ويرمى بالباقي!!

ولكم تحياااااتي
  
_________________________________________________________
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@hotmail.com
نشر.. السبت 18 رجب 1438هــ

خلطة ومعالج.. تلحق أو ما تلحق!!

خلطة ومعالج.. تلحق أو ما تلحق!!

علي بطيح العمري 
المريض كالغريق يتعلق بقشة..
لا نستطيع لوم المريض؛ مع أن عليه ألا يلقي بنفسه إلى التهلكة، وألا يجعل جسده حقل تجارب لكل من هب ودب، وإنما العتب الشديد يتوجه إلى المجتمع وإلى أفراده.
دعايات الطب الشعبي التي تتدفق عبر الجوالات تأسر العقول وتطرب القلوب؛ لما فيها من مقاطع وحبكة كلامية.. معالج شعبي.. يعالج من الجلطة، ومن السكر، والقولون، والضغط.. وكل ما يخطر على بالك من أمراض العصر.. كل ذلك بكية نار أو خلطة عشبية ساحرة!
وأنت تطالع وتتابع كلام الناس المنتشر عن هذه الخلطات وأولئك المعالجين تهمس في نفسك وتقول: يا ناس ليش ما تقفل الدولة المستشفيات، وتلغي وزارة الصحة، وتعتمد على هذه "المعجزة" من البشر الذين لم يتركوا شيئاً من علم الأولين والآخرين إلا حازوا عليه!
لا أقلل من إيجابيات الطب الشعبي الذي يقوم به شخص خبير، ولا أهضم منافع طب الأعشاب.. ففي النباتات والأعشاب ما هو أفيد بألف مرة من المستشفيات وزحامها، خاصة الأمراض الموسمية.. لكن إن كانت بتوصية مختص.. كما أعترف بأهمية الرقية الشرعية إن كانت ممن عُرف عنه الدراية، وإن كنت أرى أن أحسن الرقى رقية الإنسان لنفسه.. وضع في بالك أن المعالج الحقيقي لا يجلد ولا يعبث بأجساد الناس، ولا يبيع خلطات بالآلاف.
خلال أيام مضت.. تداول الناس، ونشرت الصحف خبراً مؤلماً لتهافت الناس على تجار الوهم..
الخبر يقول: معالج شعبي يكوي المرضى بعشوائية وبــ 500 ريال!! وذلك بعد تداول عدة مقاطع له، وأظهرت المقاطع كبار سن يتم كويهم.. وشفائهم من آثار الجلطة.. مقاطع الفيديو انتشرت على نطاق واسع دون التحقق من مصداقيتها، فكانت الدعاية في أدوات التواصل الاجتماعي على أشدها.. إلى أن شاهدنا آلاف المتزاحمين على مقر إقامة هذا المعالج..!
الجهل وضعف التوكل على الله والثقة به، وتصديق كل خبر وفيديو دون التأكد من مصداقيته، وعدم الرجوع لأهل الاختصاص هي من أكثر الأسباب التي تدفع بالناس إلى الإقبال على تجار وتجارة الوهم.
المطلوب هو أن نحرر عقول الناس من هذه التجارة ؛ فهدفها كسب الأموال والتلاعب بآلام الآخرين.. ونحتاج أيضاً وقفة حازمة من الجهات المسؤولة؛ لإيقاف هذا العبث بأجساد المرضى وأكل أموالهم، فاليوم بات سهلاً أن تفتح منزلك وتعلن إعلاناً صغيراً ليتهافت عليك الناس بالعشرات والمئات!
·        قفلة..
التجارة بعقول البسطاء.. تجارة سريعة الربح!

ولكم تحياااااتي
  
=====================================
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@hotmail.com
نشر.. السبت 11 رجب 1438هــ

روائح المطاعم.. مزكمة وقاتلة!


روائح المطاعم.. مزكمة وقاتلة!

علي بطيح العمري 
في كل صورة فساد تنقلها إلينا وسائل الإعلام الجديد لعمال المطاعم أضع يدي على قلبي.. وأقول: "حليلنا" كم نحن مساكين، بعد أن صرنا هدفاً لعمال المطاعم.. عودونا على الأكل الجاهز وشفطوا جيوبنا وعطلّوا مطابخنا التي فصلّنا دواليبها وشرينا أجهزتها بالآلاف!.. وفوق ذلك يدسون لنا السم في غذائهم..!
تتعدد صور فساد الغذاء، ما بين خبز وسلطة وكنافة مخلوطة "بتفلة".. وآيس كريم محضر بنكهة "الحمامات"، ومندي "شاه" ميتة.. ومقلقل بلحوم الحمير والكلاب، وكبسة بلحوم مكشوفة وملوثة، وزيوت مسرطنة... هذه الصور والفيديوهات فاحت منها روائح المطاعم، وكشفت ما يدور خلف كواليسها، فهي تبين أن خلف هذه الكواليس عمالة متمرسة على غشنا واستهداف صحتنا، وما خفي أعظم مما نقلته الكاميرات إلينا.. لم تعد روائح المطاعم مزكمة فقط، بل باتت مميتة وقاتلة!
ما رأيناه وما سنراه ما هو إلا "رأس جبل الجليد"، لقضية تشكل خطاً أحمر، وهي حرب موجهة من عمالة لا ترقب فينا إلاً ولا ذمة، هدفها جمع المال بأي طريقة كانت ولو على حساب إتلاف صحة الناس.. يجب أن تعالج هذه القضية بخطة حازمة، فهذه المطاعم تحتاج إلى مراقبة دقيقة وحملات تفتيشية صارمة لا تكتفي فقط بغرامة زهيدة.. وبعض المغردين يقترح إيجاد كاميرات مراقبة لإعداد الغذاء ومراقبة من يقوم عليه.. كما نحتاج إلى إيجاد عقوبات تتناسب مع فظاعة الجرم، وإعلانها لتكون رادعة لكل من يقترف هذه الجريمة.
قبل مدة كشفت دراسة حديثة قُدِمت لوزارة الشؤون البلدية تنص على عدم صلاحية 92% من المطاعم في السعودية بمختلف المناطق؛ بسبب إهمال النظافة والاعتماد على عمالة غير مدربة.. وهي نسبة مهولة وتحتاج منا وقفات ووقفات.
وفي المقابل الذي نطالب فيه بمراقبة المطاعم وما يدور خلف دهاليزها، وسن عقوبات صارمة.. لا ننسى أن الحل النهائي والأمثل لمواجهة فساد المطاعم تقع على عاتقنا، وتعتمد على وعينا، فهذه الدراسات واللقطات نذير صارخ يقول لنا: يا عالم ويا ناس "صحصحوا" من غفوتكم، وكفوا عن ارتياد المطاعم، ولتكن لحالات الضرورات القصوى.. ففي بيوتنا ما هو أجمل وألذ من تلكم المطاعم، وفي مطابخنا الأكل المضمون والنظيف.. فهل تفيق ضمائرنا بعد هذه المشاهد البشعة والصور المقززة للمطاعم؟ أم سنظل في غفوتنا وعندها لن نصحوا إلا بأمراض تهز أبداننا، وتنهش صحتنا وعافيتنا؟!!
ولكم تحياااااتي
  
=====================================
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@hotmail.com
نشر.. السبت 4 رجب 1438هــ