Translate

|| خارج التغطية ••

مقالات الكاتب: علي بطيح العُمري

الجمعة، 18 أغسطس 2017

ما وراء تدويل الحرمين!


ما وراء تدويل الحرمين!

علي بطيح العمري

لم يُطالب بتدويل الحج أو الإشراف على الحرمين إلا ثلاثة.. إيران الصفوية التي ترى أن الكوفة أعظم من الكعبة، ومعمر القذافي صاحب الشطحات الشهيرة، وقطر التي تهوى المخالفة والتناقض في كل شيء.

منذ فجر التاريخ كانت "السقاية والرفادة" الخاصة بخدمة مكة وحجاجها وزوارها يقوم بها أهل مكة. فقد عرف المسلمون، وأهل الجاهلية أن الأولى بخدمة الحجاج والمعتمرين هم أهل مكة والدولة التي يتبع لها الحرم عبر القرون والدول التي حكمت الجزيرة العربية.

وتدويل الحج معناه أن ينظم الحج أكثر من دولة.. وجعله تحت إدارة دولية تسمح بالإشراف على الحج والمشاعر المقدسة ليكون مشاعاً لكل دولة تنتمي للإسلام.
الدول التي تطالب بتدويل الحرمين أظنها لا تحسن إدارة شعوبها، وستعجز عن إدارة وفود لتظاهرة رياضية عالمية، فضلاً عن إدارة حشود مليونية.. ففي الحج حسب الإحصاءات الرسمية يصل عدد الحجاج إلى قرابة المليونين، وهناك حجاج يحجون بطرق غير رسمية إضافة لأهل مكة فيصل العدد إلى ما يقارب الثلاثة ملايين.

لقد سخرت السعودية جهودها المادية والبشرية ولا تزال تبذل ما يعادل ميزانيات دول في خدمة مكة والمدينة لتكونا أفضل المدن، وتهيئة سبل وأسباب الراحة لزوار الحرمين الشريفين.. ومن حب قيادة وحكام هذه البلاد لخدمة المدينتين، التسمي بلقب خادم الحرمين الشريفين وهو لقب تلقب به ملوكنا الكرام.
في موسم الحج كل الدولة بمختلف أجهزتها وقطاعاتها تعمل وتتواجد في مكة.. ويعتبرون تلك الخدمة تشريف وليست تكليف، والعام الماضي -مثلاً- تناقل الإعلام صوراً رائعة لجنودنا وهم يخدمون الحجاج، وكيف يدفعون عربة مسن، ويحملون عاجز على كتوفهم...الخ

والمطالبات بتدويل الحرمين دعوة تثار خاصة عند اقتراب موسم الحج، أو عند وقوع حادث ما للحجاج.. وهي دعوة غير صحيحة ولا تستقيم لعدة أسباب..
 أن التنازل عن خدمة الحرمين يضعف دور المملكة السياسي، فالعادة جرت منذ القدم أن السقاية والرفادة هي لأهل مكة. وأيضاً المملكة لم تضعف همتها ولم تعلن عجزها عن إدارة الحج، فقد سخرت كل إمكاناتها المادية والبشرية في خدمة الحرمين الشريفين. وتدويل الحج يعني إفساح المجال لكل التيارات والمذاهب لممارسة طقوسها في الحج، فالمملكة تديره بالتوحيد الخالص لله تعالى، فلا حاجة للمسلمين بطقوس وثنية أو عادات جاهلية تفرض في الحج وتمارس على الملأ.

الحج لن يتوقف على ثلاثين أو أربعين ألف حاج من إيران أو من غيرها.. الحجاج من كل البقاع يتدفقون.. وهذه الملايين هم رسل بلدانهم، سينقلون إلى بلدانهم الصور الحضارية والخدمات البشرية التي قدمت لهم..وهؤلاء هم الإعلام الناعم - إن صح التعبير- في نقل صورتنا الإيجابية للعالم. إذا كان الآخرون يستخدمون الإعلام لتشويهنا فقد جاءتنا ملايين من كل الدنيا، لو أخبر كل واحد من هذه الملايين عشرة أشخاص في بلده بما سمع ورأى لبلغت رسالتنا أصقاع الأرض.

إن تلك المحاولات الهائجة لتسييس موسم الحج أو تدويل الحرمين الشريفين لأغراض حزبية أو شخصية أو مذهبية لن تجدي وسترتدّ على أصحابها، وستنكسر أمام وعد الله بأن يكون هذا البيت آمناً تهوي إليه أفئدة المؤمنين.

أخيراً..

رفع شعار تدويل الحج ما هو إلا دعاية لتشويه صورة المملكة كدولة إسلامية رائدة، وحاملة وحامية للإسلام والنموذج الجميل والمعاصر لتطبيق الشريعة الإسلامية.

ولكم تحياااااتي

_________________________________________________________
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com


نشر، السبت 13 ذو القعدة 1438

مسلسل فلسطين وإسرائيل.. هنا البداية!

مسلسل فلسطين وإسرائيل.. هنا البداية!

علي بطيح العُمري

الكثير من الشباب لا يدري عن قصة "إسرائيل" مع فلسطين.. يظن بعضهم أنها مجرد صراع سياسي.. ويروج آخرون أن الفلسطينيين باعوا أرضهم وباعوا معها قضيتهم!!

في عام 1897م اجتمعت الصهيونية العالمية في مدينة اسمها بازل بسويسرا، وكان موضوع الاجتماع إقامة وطن يجمع شتات اليهود المفرقين في العالم.. فهناك دول للمسلمين، ودول للنصارى وللبوذيين.. لكن اليهود ليست لهم دولة سوى "إسرائيلهم" هذه.. وبدأت الخطة الشيطانية الصهيونية من يومها في البدء بإقامة وطن لليهود في فلسطين.

كانت فلسطين وقتها تحت الحكم العثماني.. وراح واحد اسمه "ثيودور هرتزل" مؤسس حركة الصهيونية العالمية إلى السلطان "عبد الحميد الثاني" وخاطبه بشأن بيع فلسطين أو جزء منها لليهود.. فرفض السلطان العثماني الموضوع جملة وتفصيلاً؛ لأن فلسطين ملك للمسلمين وليست له.

في أواخر أيام الدولة العثمانية ترهلت الحكومة.. وكان هناك نفوذ ليهود "الدونمة" الأتراك.. فأعطوا امتيازات لليهود، بزيارة فلسطين والهجرة إليها.. فهاجر الآلاف من اليهود من أوروبا تجاه فلسطين، حتى وصلت نسبة اليهود إلى 8% بعد أن كانت نسبتهم لا تتجاوز 3%.. وقامت الحرب العالمية الأولى، ولسوء حظ العثمانيين فقد دخلوا الحرب إلى جانب دول المحور مع ألمانيا والنمسا مقابل بريطانيا وفرنسا وروسيا (دول الحلفاء).. فخسرت الإمبراطورية العثمانية وتفككت، فتقاسمت بريطانيا وفرنسا بلاد الشام حسب اتفاقية "سايس بيكو" فكانت فلسطين من نصيب بريطانيا.. فأصدر واحد يقال له "بلفور" وزير خارجية بريطانيا وعده بإقامة دولة لإسرائيل، فسهلت بريطانيا تسيير الهجرات اليهودية لفلسطين، وساهمت في تملك اليهود لأراضي فلسطين، وحظي الدعم بموافقة أمريكية، فتوالت الهجرات اليهودية إلى وصلت نسبة وجود اليهود إلى 17%، ثم 30% فيما بعد.. ثم قسمت بريطانيا فلسطين إلى دولة يهودية ودولة عربية فهجرت الآلاف وأخرجتهم من ديارهم.. ورفض العرب مشروع التقسيم، وفي عام 1948 انسحبت بريطانيا من فلسطين، فحصلت مواجهة بين الجيش الصهيوني ومنظمات اليهود وبين الجيوش العربية (العراق، الأردن، مصر وسوريا)، وانتهت الحرب بفوز الجيش الصهيوني وبموجبه احتلت 78% من أرض فلسطين.. ثم أعلن الصهاينة قيام إسرائيل كدولة فاعترفت بها أمريكا والأمم المتحدة.

الفلسطينيون لم يبيعوا أراضيهم كما يروج اليوم، بل أجبر بعضهم، وقد تنبه علماؤهم لمسألة بيع الأراضي لليهود، فأصدروا فتاوى تحرم بيع الأراضي لليهود.. واليهود استوطنوها عن طريق بريطانيا التي أعطتهم مساحات شاسعة بعد تفريغها من سكانها الأصليين..
وقرأت قبل مدة تقريراً يقول:
 كشفت ويكيليكس معلومات هامة من خلال وثائق الحكومة البريطانية عن بيع أراضي فلسطين قبل النكبة والمساحات المباعة والأراضي التي منحتها بريطانيا لليهود لإقامة دولتهم، وعليها أسماء عائلات لبنانية وسورية التي خدعت الفلسطينيين ولعبت دور الوسيط العقاري للزبائن اليهود الذين لم يظهروا في المشهد..
إذن الفلسطيني لم يبع أرضه رغبة منه.. ولو كان الفلسطينيون باعوها لما قتل وشرد الملايين منهم.. ولما بقوا في فلسطين رغم الاضطهاد والإرهاب الصهيوني بأنواعه.

 صراع أهل فلسطين ضد طغيان بني إسرائيل أشبه بالمسلسل التراجيدي والمأساوي الذي لانهاية له.. طالت حلقاته واستحكمت وسينتهي إذا أراد المولى وتوفرت في المسلمين أسباب النصر.. هذا المسلسل أعده وكتبه بنو إسرائيل، وتنفذه وتدعمه القوى الاستعمارية.. ويخرجه العالم بمنظماته ودوله. يمارس فيه أبشع أنواع الإرهاب الصهيوني تحت سمع وبصر العالم الساكت والصامت.. انتهكت فيه حقوق الطفل والمرأة والإنسان وحتى الحيوان دون أن تهتز شعرة من شعرات الدول المتقدمة والمتحضرة.

طوال السبعين سنة من إعلان قيام إسرائيل.. والفلسطينيون يثورون في وجه الطغيان، ثورة ورا ثورة، وانتفاضة ورا انتفاضة.. انتفاضاتهم ضد الصهاينة كالموج يعلو أحياناً ويخبوا حيناً لكنه متتابع.. دافعوا باستماتة وببسالة عن وطنهم وعن مقدسات المسلمين.

المسلمون تخاذلوا معهم طوال هذه العقود العجاف.. فكانت فلسطين قضية المسلمين الأولى.. ثم صارت قضية العرب فقط.. ثم قضية الفلسطينيين.. ثم عُهِد بالقضية إلى منظمة التحرير الفلسطينية التي تواجه بني صهيون بغصن الزيتون وحمامة السلام!

ستظل قضية العرب والمسلمين كما هي في ظل انقسام العرب، وفي ظل فرقة العرب.. وستواصل الصهيونية ممارساتها وأهدافها لإقامة دولتهم التي رسمت على علمهم، من النيل إلى الفرات.. إلى أن يشاء الإله.. فالتاريخ يقول إن النصارى تمكنوا منها إلى أن طهرها صلاح الدين الأيوبي، وها هي فلسطين في قبضة اليهود اليوم، وسيأتي يوم ينتصر فيه المسلمون ويذل فيها اليهود.. لكن علمه عند ربي سبحانه!

ولكم تحياااااتي

_________________________________________________________
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com


نشر، السبت 6 ذو القعدة 1438

رياضة البنات.. تنحف البنت وإلا ما تنحف!!




رياضة البنات.. تنحف البنت وإلا ما تنحف!!

علي بطيح العمري

يحتدم النقاش تويترياً وربما ينتقل إلى المجالس.. في أي قضية جديدة أو قرار "طازه" لجهة ما، ما بين مؤيد ومعارض ومتحفظ.
نقاش وحوار هذا الاسبوع كان حول إقرار وزارة التعليم تطبيق برنامج التربية البدنية في مدارس البنات، وهو برنامج وليس حصصاً كما فهمته، وربما سيتطور مستقبلاً ليكون حصصاً دراسية.

بعضهم يعارض القرار لذاته من حيث المنع وكون الرياضة لا تصلح للمرأة.. وهؤلاء لهم رأيهم فربما التخوف من المآلات التي قد يصلها وضع رياضة المرأة مستقبلاً، وقد تنبهت الوزارة لهذا الرأي وطمأنتهم بالتأكيد على أن الرياضة ستكون وفق الضوابط الشرعية.. مع أن مصطلح الضوابط الشرعية مصطلح فضفاض ويحتاج إلى ضبط وصارت بعض الجهات تقفز عليه!

آخرون عارضوا رياضة البنات لكن ليس معارضة للأصل، وإنما لأسباب أخرى مثل كون هذا الموضوع ليس من الأولويات.. ومثل كون الوزارة تئن من قضايا عدة كعدم صلاحية بعض المباني.. وكان من المفترض تخصيص صالات وأماكن مناسبة.

وفي مقابل المعارضين جاء "حزب" المؤيدين، فهم يرون أن الرياضة طريق الصحة والعقل السليم، وأن هذه الحصص وهذا البرنامج سيحافظ على لياقة بناتنا، ويحميهن من التدبدب - نسبة للدب وكناية عن السمنة-.

قال أبو البندري – غفر الله له:
حصة – أو برنامج - اللياقة البدنية مادة جميلة وتكسر الروتين وتبعث الحيوية والنشاط بشرط أن تطبق صح.. فكل عاقل يقول: أهلاً برياضة تحارب الأوزان الثقيلة، وتتجه بالمجتمع نحو الصحة.. ولا مرحباً برياضة فيها خروج عن المألوف.. أهلاً برياضة البنات إن كانت لا تشغل المدارس عن أولوياتها، ولا تنشغل إدارات التعليم بمتابعة برنامج ثانوي على حساب أولويات تعليمية مهمة كتوفير بيئة تعليمية مناسبة لهن.. أهلاً برياضة البنات إن كانت كحق من حقوقها تمارسه وفق دينها وأنظمة بلادها، لا كحق من حقوق رجل يريد الوصول إليها!

الرياضة واللياقة البدنية مهمة، ويمكن شرعنتها بحديث مسابقة النبي – عليه الصلاة والسلام- لزوجته عائشة بنت الصديق.. وتفرضها فوائدها الكثيرة، وأهميتها الكبيرة.. فنسب السمنة بين الفتيات مرتفعة، وشبابنا وشاباتنا يعانون من قلة الحركة، فالصحة والرياضة عاملان محفزان لزيادة السعادة والإنتاجية لدى الفرد، وتحسن صحته البدنية والنفسية.

لكن أحب أن أطمئن المتحمسين لقرار رياضة البنات الذي يعدونه فتحاً للتقدم، ونصراً للصحة والرشاقة.. بأن الموضوع سيكون عادياً جداً.. فبرنامج واحد أو حصة واحدة أو اثنتين وتطبيقه لن يجعلنا نحكم على البنت أنها تنحف أو ما تنحف.. فمدارس البنين قبل البنات بعشرات السنين، والنتيجة أن البدانة موجودة، وأنها لم تتطور.. ولم تتعدد أنشطة الرياضة فلا ركوب للخيل ولا سباحة، ولا… مجرد كرة يتقاذفونها في أحواش المدارس!
كما أن الوزارة متناقضة في أمور الصحة فحينما تقر حصص الرياضة لمحاربة السمنة، وللمحافظة على لياقة طلابها، في الجهة المقابلة لم تحارب الوجبات السريعة والغير صحية من مقاصف المدارس!

كتب الله الصالح لبناتنا بهذا القرار وجعله مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر، وأن يكون نفعاً لهن ولصحتهن وحشمتهن!

ولكم تحياااااتي

_________________________________________________________
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com


نشر، السبت 21 شوال 1438