Translate

|| خارج التغطية ••

مقالات الكاتب: علي بطيح العُمري

الأربعاء، 4 يوليو 2018

المجد للثابتين!


المجد للثابتين!

علي بطيح العمري
ما أروع الثابتين.. وما أبهى مواقف الثبات.
أعجبني جداً موقف حارس منتخب مصر "محمد الشناوي" في مباراة لمصر في كأس العالم، حيث رفض الحارس أن يستلم جائزة أحسن لاعب لأن الراعي للجائزة شركة خمور!

وانهالت التعليقات على هذا الموقف وكم هو مؤسف أن بعض المغفلين من العرب هاجموا الحارس واتهموه بالتشدد والتنطع!.. فيما كانت المفاجأة أن "الفيفا" انتصرت للاعب وغيرت من قوانين استلام الجائزة في حال فاز بها لاعب مسلم.. هنا يظهر فارق العقل والمنطق بين غربي كافر يختلف عنك في الهوية والعقيدة لكنه يؤمن بهذا الاختلاف ويراعيه، وبين شبه مثقف لا يفرق بين التشدد المنبوذ وبين إلتزام المباديء والتمسك بالقيم النبيلة.

وأحسن تعليق على هذا الموقف من قال: أصحاب المبادئ دائما هم قادة التغيير!

موقف حارس مرمى مصر مع شركة الخمور، يذكرنا بموقف آخر للملاكم العالمي  "محمد علي كلاي" - رحمه الله- الذي رفض وبقوة حفر اسمه على رصيف المشاهير في هوليوود لأنه اسم الرسول - صلى الله عليه وسلم-  فوضعوه على الجدار احتراماً لرغبته!

إنها يا سادة مواقف يُفتخر ويُباهى بها..

ماذا يعني أن يكون للإنسان مبدأ؟
يعني أن يكون المرء صاحب رسالة واضحة وهدف محدد، ويعمل على الوصول لهدفه بكل شموخ، متوكلا على الله تعالى لا يندم على الماضي ولا يهاب المستقبل المجهول.. صاحب المبدأ يعرف معنى الحياة والوجود الحقيقي، المفقود لدى الكثير ممن ضيعوا هدف وجودهم في الدنيا وفرطوا بالمبادئ العليا في حياتهم.

أسمى المبادئ هي مبادئ الإسلام التي تجمع الخصال الحميدة والأخلاق الفاضلة والرائعة التي ترتقي بإنسانية الإنسان فيحقق عدالة السماء في الأرض.. كم حوت كتب التاريخ من مواقف تجلى فيها الثبات على المبادئ، وكانت علامة فارقة، ونصراً مدوياً لأصحابها.
حدثنا التاريخ عن قصص ثبات الصحابة الذين كانوا يعذبون ويتحملون المشاق والعذاب حتى انتصروا في النهاية، وقبلها سير الأنبياء الكرام الذين رفضوا اتهامات المعارضين، وصدوا عن عروض المشتركين المغرية.. وهناك مواقف مشرفة لعلماء أجلاء ثبتوا على الحق، كالإمام أحمد بن حنبل في فتنة "خلق القرآن".

تنكشف حقيقة الثبات من هشاشته.. عند المغريات لما يُعرض على الإنسان منصب جاه أو مال.. ولما يتعرض المرء للمحن والابتلاءات، هنا تظهر هل مبادئه صلبة ثابتة أم هشة وساقطة!

ما أسوأ المتلونين، وما أجرم المتخلين عن ثوابتهم ومبادئهم.. لذا كان رسول الله – عليه الصلاة والسلام- يقول: اللهم إني أعوذ بك من الحور بعد الكور".. ومعناه التعوذ من النقصان بعد الزيادة، والرجوع من الإيمان إلى الكفر أو من الطاعة إلى المعصية، أو الرجوع من شيء إلى شيء أشر منه.


قال حكيم:
إذا فشلت في تحقيق مبادئك فغير أساليبك لا مبادئك، فالأشجار تغير أوراقها لا جذورها!

ولكم تحياااااتي

_________________________________________________________
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com
نشر في صحيفة اليوم ، الجمعة 15 شوال 1439هــ

شهر بلا جوال!



شهر بلا جوال!

علي بطيح العمري
تظل التجارب الشخصية الناجحة رائعة ودروساً يمكن الاستفادة منها.

تقول إحدى السيدات: قررت بمحض إرادتي العيش لشهر كامل بلا جوال، فاستغللت ليلة دخول رمضان المبارك لتكون بداية الشهر وتحقيق التجربة.. أحسست وشعرت بألم الفراق لجوالي الذي في العادة يلازمني أكثر من ظلي خاصة في أول يومين، ثم  مع مرور الوقت ألفت الوضع.. وواصلت إصرارها في أن تعيش بلا جوال طوال الشهر الكريم لترى الفرق وتشاهد النتيجة.

وتواصل حديثها:
 صار لدي وقت وفراغ كبير لم يكن لدي من قبل.. أقبلت على استغلاله، فختمت القرآن مرتين في حين كنت عاجزة عن ختمة واحدة في السنوات السابقة.. وجدتني أسبح وأستغفر وأكثر من صلاة الليل خاصة في العشر الأواخر من رمضان ضعف ما كنت أفعله في السابق.
حتى أولادي صرت قريبة منهم أكثر من ذي قبل، لم أعد أتجادل معهم على التصوير.. في السابق كنت أحرص على تصوير اللحظات الجيدة، وكنت أمنعهم من الأكل أو أي شيء حتى تكتمل الحالة التي أرغب توثيقها بالتصوير، فيقابلون ذلك بالسخط والتضجر والنفور في الكثير من المرات.
وتقول أيضاً: شعرت بقربي أكثر من جلسائي، وأحببت السوالف والتواصل اللفظي مع من هم حولي، فالانشغال بالجوال كان يبعد جلساتنا عن الحوارات والنقاشات.
تلك كانت تجربة أم البندري - غفر الله لأبي البندري ولها- مع الجوال.

الجوالات وتطبيقاتها التي بين أيدينا لها سلبيات ولها إيجابيات؛ ومن أسوأ سلبياتها أنها أشغلتنا عن المحيطين بنا، وباعدت بين العائلة الواحدة وهم يعيشون تحت سقف واحد.. ومن سلبياتها اختطافها لأوقاتنا وكما تعلمون فالوقت مهم وخطير؛ مهم لأنه من ذهب، وخطير لأنه كالسيف إن لم تقطعه قطعك.

التجارب الشخصية تكشف لك حجم الأماكن المظلمة في حياتنا التي ربما اعتبرناها ذات يوم من الأشياء العادية.

تقول دراسة تناولتها في مقال قديم: الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي حولها إلى وسائل إزعاج، وأفرز لنا الكثير من السلبيات، ففي دراسة حديثة بينت أن 75% من مستخدمي الجوال، يفتحون "الواتساب" قبل غسل وجوههم بعد استيقاظهم من النوم؛ وهو مؤشر مخيف يكشف مدى الهوس والإدمان على هذا التطبيق!

نحن بحاجة إلى مراجعات كثيرة لعاداتنا وإلى غربلة لتعاملاتنا مع الأشياء التي حولنا؛ لنكتشف الجوانب المضيئة فنعمل على استمرارها وبقائها، والحد من الجوانب المظلمة، حتى لا يطغى جانب على آخر.

* قفلة..
لا أحد يلوم الأجهزة، السبب هو نحن الذين أدمناها، ولم نأخذ حسناتها ونترك سلبياتها، فلا تلوموها ولوموا أنفسكم!

تغريدة..
#هذي_هي_السعودية

1976 تدخلت السعودية لنصرة لبنان.. 1948 تدخلت لنصرة فلسطين..1991 تدخلت لنصرة الكويت.. 2011 تدخلت لنصرة البحرين.. 2015 تدخلت لنصرة اليمن.. 2018تدخلت لنصرة الأردن.

للحرمين.. خادم
وللعرب..  حكيم
وللمسلمين.. إمام

أعجبتني هذه التغريدة وتستاهل بلادي.

ولكم تحياااااتي

_________________________________________________________
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com
نشر في اليوم.. 9 شوال 1439هــ


* تلك كانت تجربة لزوجتي العزيزة أم البندري، وحظي المقال بإعجاب الكثير، وقد خصص لها برنامج الراصد في قناة الإخبارية مداخلة هاتفية.

من هم لصوص رمضان...؟


من هم لصوص رمضان...؟

علي بطيح العمري
 لا تظن أن اللصوص هم لصوص المال والدراهم.. هناك لصوص يسرقون منا أثمن الأشياء وأفضلها وأغلاها!

من هم لصوص رمضان الذين ينزعون منه نكهته، ويحرموننا من لذته، ويحولون بيننا وبين روحانيته..؟!

أول اللصوص.. القنوات والفضائيات، تنام السنة كلها.. ثم تنفجر علينا مسلسلاتها في رمضان.. كل قناة تتفنن في الجديد، وتنتقي الحسناوات، وتعرض من أجسادهن أكثر مما استتر.. فهل يظن مسؤولو القنوات أن غالب الناس متفرغون لهم، خاصة أن أكثر ما يعرض أعمال خادشة ولغة هابطة تسيء أكثر إليهم وإلى قنواتهم؟

ثاني اللصوص.. التسوق، وخاصة في ليالي رمضان، وأحسن الحلول أن يشتري الواحد منا ملابس العيد واحتياجاته قبل رمضان، أو على أقل تقدير في بداية الشهر الكريم.

ثالث اللصوص.. النفس الأمارة بالسوء، وهي النفس التي تنفذ منها وساوس الشيطان..
قال يحيى بن معاذ: أعداء الإنسان ثلاثة: دنياه، وشيطانه، ونفسه، فاحترس من الدنيا بالزهد فيها، ومن الشيطان بمخالفته، والنفس بترك الشهوات.

رابع اللصوص.. جلساء السوء.. وأحسن وصف فيهم ما قاله نبينا – صلى الله عليه وسلم-: مثل الجليس الصالح ومثل الجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير..... ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك أو أن تجد منه ريحاً خبيثة.

خامسهم.. الجوال وأدوات التواصل.. لكن أقصد حالات الإدمان فيها.. بحيث تشغلك عن الواجبات، وتأخذ من الكثير من الوقت.

سادسهم.. النوم الكثير نهاراً وتفويت العبادات.. فمن أسوأ عاداتنا تحويل النهار إلى ليل وتحويل الليل إلى نهار، وقد قلبت هذه العادة حياتنا وأثرت على أنشطتنا وأعمالنا.

يشترك أولئك اللصوص في سرقة الوقت الذي هو من ذهب، ويفوتون عليك أجور وفضائل حسناتها كالجبال!

وفي الأخير..
رمضان من مواسم التجارة مع الله بالأعمال الصالحة..
 فاحرص على أن تكون غنائمك عظيمة.. ولا تسمح للصوص بجرك بعيداً عن رمضان، أو انتزاع روحانية هذا الشهر منك!

* لا اعلم لماذا البعض يتلذذ وينتشي بالبحث واستخراج ما يزيد الخلاف والفرقة ويعمل على توسيع الفجوة بين الناس.. أليس الستر، وغض الطرف عن الزلات والعمل على توسيع وشائج الأخوة والتراحم بين الخلق أولى وأرحم؟!

* قيل ﻷحد السلف: كيفك مع دينك؟
قال: تمزِّقه المعاصي، وأرقِّعهُ بالاستغفار..
حالنا مع ديننا كهذا الرجل، فالحمد لله أنه فتح لنا باب الاستغفار كي نرقع ما مزقته ذنوبنا.

* قيل للإمام الشافعي:
يا إمام: دلنا على واجب وأوجب وعجيب وأعجب وصعب وأصعب وقريب وأقرب.

قال الشافعي:
ولكن ترك الذنوب أوجب
وغفلة الناس عنه أعجب
واجب الناس أن يتوبوا
والدهر في تصرفه عجيب
ولكن فوات الثواب أصعب
والموت من دون ذلك أقرب
والصبر عند المصائب صعب
وكل ما تتمنى قريب

ولكم تحياااااتي

_________________________________________________________
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com
نشر في اليوم، الجمعة 17 رمضان 1439هــ

رمضان اليوم.. ورمضان "الطيبين"!!


رمضان اليوم.. ورمضان "الطيبين"!!

علي بطيح العمري
ما أجمل رمضان وروحانياته.. وما أروع لياليه وذكرياته..
تداول شعب تويتر وسماً عن رمضان القديم، بسطوا فيه ذكريات الطيبين الرمضانية، حيث الاجتماع العائلي، وبساطة العيش وعدم التكلف.. وشمل الاستعراض حتى البرامج التلفزيونية، ووقتها ما كان عندنا إلا القناة السعودية الأولى، فمن منا ينسى مائدة الشيخ علي الطنطاوي، وبرنامج المسابقات الثقافية "حروف"، وسباق المشاهدين القديم، وخواطر الشيخ محمد الشعراوي الفجرية.. حتى المسلسلات كانت خالية من الحركات الفاتنة، وكذا فوازير الأطفال ومسابقة الكبار كانت تحوي الثقافة والمعلومات المفيدة، بخلاف اليوم صارت تمول من جيوب المشاهدين المشاركين!

كثيرون ينسبون التغيير إلى الزمن والوقت، لكن رمضان هو رمضان بخيراته وروحانيته، هو الثابت، والمتغير هم البشر، وكأن الشاعر عناهم بقوله:
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا

كل شيء تغير.. رمضان القديم ببرامجه وعاداته تغيرت، لم تعد كالسابق، في أيام "الطيبين" كانت البساطة حاضرة في كل شيء.. اليوم اختلفت حياتنا وعاداتنا بفعل المتغيرات فحضر التكلف والتصنع، وتباعدت الأجساد على إثر تباعد القلوب.. الاجتماع العائلي واجتماعات الجيران باتت نادرة.. وحتى القنوات تتعامل مع المشاهد على أنه "مستهلك".. والإعلانات تعتبر شهر رمضان شهر أكل وشرب لا شهر صوم.. الأعمال الفنية فتنة في حد ذاتها، تتسابق القنوات في استعراض الحسناوات.. مشاهد خادشة للحياء لا تحترم قدسية الشهر الكريم، هدف ممولوها المادة ولو كان على حساب الأخلاق والقيم!

"غازي القصيبي" – عليه شآبيب الرحمة- شكا من هذا التغير في مقال له مصبوغ بالحزن، حيث ودع فيه رمضان قبل وصوله، وأن رمضان رحل عنه من فترة طويلة، ووصل محله رمضان آخر بملامح يُعرف أقلها وتُنكر معظمها.
يقول القصيبي: رمضان القديم لم يكن فيه "أولمبياد" طعام يتضاعف فيه الاستهلاك.. ولم يكن يأتي في صحبته مسلسلات لها أول وليس لها آخر، وليس فيه واحد عن تزكية النفس أو تنقية الروح.. لم يكن رمضان مسابقة في الفتوى بين المفتين، ولا في الجمال بين المذيعات.. لم يكن مدرسة للعادات السيئة يتعلم فيها الصغار العبث والسهر المتصل.
في رمضان القديم كان الطلاب يذهبون إلى مدارسهم كالمعتاد.. ورمضان الجديد أصبحت الدراسة عقوبة جسدية ومعنوية، ودوام الموظفين في رمضان الجديد تحول إلى وصلة نوم وخمول.. ثم يتساءل ويقول: أي هدف من أهداف الصيام الربانية يتحقق في رمضان الجديد، أي "تقوى" يمكن يحس بها شخص يلهث من حسناء في مسلسل إلى حسناء في مسلسل آخر.. أي شعور بمعاناة الفقير يحس به صائم يأكل في ليلة واحدة ما يكفي قرية أفريقية بأكملها؟!".


في النهاية.. قد يقرأ أحد – من غير جيل الطيبين- هذا المقال، فيعترض عليه ويقول: كلٌ يقول زماننا أحلى وأجمل، وحتى في زمن اليوم هناك ما هو أجمل!
إنه هو صراع الأجيال يا سادة.. وعليكم أن تعيشوا لحظاتكم وتستمتعوا بأوقاتكم، وتتكيفوا مع المتغيرات الاجتماعية!
ولكم تحياااااتي

_________________________________________________________
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com
نشر في اليوم، الجمعة 3 رمضان 1439هــ

تعلمت من الخليل!


تعلمت من الخليل!

علي بطيح العمري
لا أروع ولا أحسمن من قصص القرآن الكريم.. فيها تسلية، وفيها دروس، وبها يزداد الوعي، ومنها تستقى النجاة، وفيها بيان وتعرية للمنحرفين.. ومن هذه القصص؛ قصة إبراهيم الخليل – عليه السلام- المبثوثة في القرآن المجيد ففيها دروس رائعة يمكننا تعلمها.

* تعلمت من الخليل أن لا أحزن بسبب تمرد أحد أقاربي.. فالخليل أبوه كافر، وزوجة لوط خانته، وابن نوح تمرد عليه رغم محاولة هؤلاء الأنبياء الكرام هداية أقاربهم لكن دون جدوى.

* تعلمت من الخليل.. إذا لم تجد قبولاً وترحيباً بأفكارك في بيئتك، ولم يسمع لك أحد فلا تحزن.. في بيئة أخرى ستجد الأفضل.. محمد – عليه الصلاة والسلام- ترك مكة وهاجر فكانت نقطة انتشار الإسلام، والخليل ترك قومه وهاجر إلى الشام فعوضه الله بإسحاق وإسماعيل.

* تعلمت من الخليل أن الناس يقدسون العادات أشد من تقديسهم للدين.. فهذا معنى قولهم حينما خاطبهم الخليل في شأن الأصنام: قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين....".. حتى في عصرنا اليوم باتت العادات تحكم سلوكنا، وتقيم أعمالنا، وهي مقياس التزامنا!

* تعلمت من الخليل.. أن مخاطبة العقل، والاستشهاد بالأدلة العقلية مهم في تغيير السلوك أو إقامة الحجة أو بيان الصح.. فقد كسر النبي إبراهيم الأصنام ولما سألوه قال: اسألوهم! فقامت عليهم الحجة لأن الأصنام لاتنطق، ولما رآهم يعبدون الكواكب تدرج معهم فقال إنه اتخذ الكوكب والقمر والشمس أرباباً، لكنها آلهة تغيب، والعقل لا يقبل إلهاً لا وجود له!

* الهداية بيد الله.. لكن على البشر العمل بالأسباب والمحاولة.. فالعقل وحده لم يمنع الكافر من عبادة الأحجار رغم إدراك الكفار أن أصنامهم لا تنفع.. العقل وحده لم يحل دون عبادة الناس للبقر والشجر والنار.. العقل إن لم يجد وحياً يحييه ويوجهه سيقوده الهوى والتعصب وهما من أسباب فساد العقول!

* علمني الخليل.. أهمية الاهتمام بالأولاد وأنهم مستقبل الإنسان وأن صلاحهم من الحسنات التي تجري للمرء بعد الموت، ومن العناية بهم تربيتهم والدعاء بصلاحهم.. "ربِّ هبْ لي من الصالحين".. وتتعجب من أمتثال ابنه إسماعيل لما أخبره بأنه سيذبحه.. لم تأت هذه الطاعة إلا بتربية راقية.

* علمني الخليل أن الأمن ضرورة للفرد والمجتمع، فلا تقدم ولا حضارة إلا بأمن، وبلغ من حرص الخليل على الأمن أن جعله في دعائه (وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا).

* من توكل على الله كفاه، ومن وثق به نجّاه.. الذي جعل النار برداً وسلاماً على إبراهيم، وشق البحر لموسى وجعله طريقاً يبساً.. قادر على أن يضمد جراحنا، ويجبر أوجاعنا.. متى آمنا به وتوكلنا عليه.

* العقول المتحجرة صعب إقناعها، وعسير جداً إفهامها.. أصحابها يعيشون في الضلال ومقتنعين بالخطأ، ويدافعون عن باطلهم بشراسة.. عليك فقط نقدهم ومخاطبة عقولهم وعلى قول الشاعر:
علي نحت القوافي من معادنها         وما علي إذا لم تفهم البشر!

* المتكبر والطاغية وهواة الانحراف لا يقابلون الدليل بدليل، وإنما يستخدمون القوة والبطش والتنكيل بكل من يعكر أمزجتهم وينال من انحرافهم ويقترب من أفكارهم!
ولكم تحياااااتي

_________________________________________________________
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com
نشر في اليوم، يوم الجمعة 25 شعبان 1439هـ

وصفات للفوز في الاختبارات!


وصفات للفوز في الاختبارات!

علي بطيح العُمري

ما أكثر النصائح التي تتدفق عليك أيام الاختبارات، وتخترق جوالك، وتعرض أمامك في ممرات المدارس، وعلى صفحات الإعلام وشاشاته.. تتعدد طرائق المذاكرة، وتتنوع وسائل التغلب على قلق الامتحانات.. والحقيقة أن تلك الوسائل تختلف باختلاف الطالب ومدى مستواه العلمي.. بعضهم يحب العزلة، وآخر يخرج للهواء الطلق في الأماكن العامة.. بعضهم يذاكر كل أيام السنة، وآخر لا يفتح الكتاب إلا ليلة الاختبار.

أهم أعراض الاختبارات هي ظاهرة القلق التي تصاحبه؛ وهي حالة نفسية انفعالية قد تمر على معظم الطلاب.. بعض القلق إيجابي حيث يدفع الطالب إلى الاهتمام والمذاكرة، ويعتبر بمثابة القوة التي تدفع للنجاح.. أما إن سبّب إرهاقاً للطالب، وأعاق تركيزه فيكون سلبياً.

تتعدد وتتنوع طرق ووسائل التغلب على الاختبارات واجتيازها، والسيطرة على القلق المصاحب لها.. لكن الإطلاع عليها والأخذ ببعضها على أقل على تقدير يقيك "لهب" الاختبارات، ويخفف من ضغوطاتها؛ فبعض النصائح أشبه ما تكون بالفيتامينات التي تمد العقل والجسم بالفائدة.
حافظ على الغذاء الصحي الذي يمدك بالمعادن والفيتامينات اللازمة؛ كي تحافظ على لياقتك الصحية أثناء الاختبارات.. وقد قالوا: العقل السليم في الجسم السليم..ولا تنس ضرر مشروبات الطاقة والغازيات واستبدلها بالذي هو خير كالشاي والعصير.. ومع الغذاء الصحي لا تنس "أن تنام ثماني ساعات، فالامتحان كالمباراة، أفرأيت رياضياً يهد جسده ليالي المباراة بالسهر أم تراه ينام ويأكل ويستريح ليدخل المباراة نشيطاً؟ ولمن يتعلل بالوقت فإن الوقت متسع, وساعة واحدة تقرأ فيها وأنت مستريح، تنفعك أكثر من أربع ساعات تقرأ وأنت تعبان نعسان" وهذه النصيحة قالها شيخنا الأديب الفقيه علي الطنطاوي عليه شآبيب الرحمة.

اقترب حد التماس من الإيجابيين، والطلاب المشهورين بالاجتهاد أيام الاختبارات؛ فالطالب المجتهد – يسمونه الطلاب مصطفى- إما أن يكسبك معلومة، أو تجد منه أسلوباً يساعدك، أو تنتقل لك منه عدوى الاجتهاد الحميدة.

ضع بينك وبين الجوال مسافات طويلة خاصة أثناء جلسات المذاكرة.. الجوال بتطيبقاته أشغل الكثيرين عن مهامهم، وسرق منهم الوقت الذي يعد أثمن شيء في الحياة، فكيف بطالب يعكف على كتاب ليدرسه؟

هناك طرق متعددة أخرى.. مثل القراءة بصوت عالٍ فهو أثبت للمعلومة، ويمكنك نقل المعلومات إلى الآخرين، ومشاركتهم ما تعلمته.. ولو توليت شرحها لزميل لك سيكون أفضل من حيث ثبات المعلومة وتمكنك منها..
"الثقة بالنفس" مهمة لعبور محطات النجاح، فالاختبارات مثل العقبات وليعتبرها الطالب بمثابة التحدي، ولابد من تحطيم هذه العقبات للوصل إلى خط النهاية.
وفي الأخير..

لا ننسى التوكل على الله تعالى.. فمن توكل عليه كفاه.. ويدخل في التوكل الدعاء؛ فالله تعالى قريب يسمع كلامنا، ويبصر أحوالنا.. وتذكر أن ذكر الله مهم، والاستغفار له فوائد لا تحصى، ولابن تيمية قوله: تغلق علي المسألة فأستغفر الله ألف مرة أو أكثر أو أقل؛ فيفتحها علي".

* قفلة..
الاختبارات ببساطة تركيز وانتباه.. لا تخف منها بل استعد لها!
ولكم تحياااااتي

_________________________________________________________
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com
نشر الجمعة في صحيفة اليوم 18 شعبان 1439هــ