Translate

|| خارج التغطية ••

مقالات الكاتب: علي بطيح العُمري

الجمعة، 5 أكتوبر 2018

السعوديون قادمون!



السعوديون قادمون!

علي بطيح العمري
قبل سنوات كنا نفرح كثيراً لما نشاهد أو نقرأ خبرا عن شاب أو شباب سعوديين يعملون في المهن اليدوية أو في المحلات التجارية.. نسر بأخبار مثل سعودي يشتغل في مطبخ أو في بقالة أو محل جوالات وقد كانت شبه غريبة أن تجد مواطنين ينخرطون في مهن وأعمال كهذه لأننا نشأنا وتعودت عيوننا على أن هذه المهن والأعمال محصورة على العمالة الأجنبية.

ومن سنتين تقريباً بدأت أخبار ومشاهد شغل السعوديين لمهن القطاع الخاص تتمدد وتتوسع لتشمل عدة مجالات.. ورأينا شبابنا وهم يبدعون في أعمالهم ويديرونها بكل كفاءة وشكلت لهم دخولا مادية غاب وغفل عنها شبابنا دهراً طويلاً.

* كم سررت بسعودية محال الجوالات وكنت أراهن من يعترضون على نجاح الفكرة وأن السعودي غير مؤهل ولا يستطيع القيام بهذه المهن، بأن الأيام ستثبت نجاح هذه القرار.

* اليوم نجحت التجربة، ورؤيتنا الوطنية 2030 تنص على فتح قطاع العمل الخاص للسعوديين.. فقط المطلوب من وزارة العمل مواصلة السعودة والإصرار وعدم التثاؤب للرجوع والتهاون في هذه الخطوة.

* عندنا في السعودية نمو سكاني مرتفع، وإعداد خريجي الثانويات والجامعات بمئات الآلاف سنوياً والقطاع الحكومي ليس بوسعه استقطاب كل هؤلاء.. فالبطالة عندنا مرتفعة وهي من القضايا المؤرقة لأي مجتمع، فوجود أعداد شبابية بلا عمل، ووجود عمالة أجنبية زائدة عن الحاجة، أحال شبابنا إلى قائمة البطالة فكان الحل هو فتح بوابات القطاع الخاص.

* الواقع والإحصائيات تشهد بزيادة العمالة الأجنبية وأن هناك فائضاً عن الحاجة نلمسه من خلال وجود هذه العمالة في الشوارع والمساجد مثلاً، وهذا الفائض تسبب في احتكارها لقطاع الأعمال والمهن المختلفة، وشكلت ما يشبه اللوبي، فلو بحثت في أي عمل لوجدت الأجنبي هو البائع، وهو الموزع، وهو التاجر وصاحب رأس المال.

* لسنوات وسنوات وبعض تجارنا ورجال الأعمال يروجون مقولة أن السعودي لا يعمل، وأنه غير مؤهل لسوق العمل.. في حين تجد العامل جاء راعياً فتحول لتاجر يمتلك محلات؛ بسبب رغبة التجار في رخص الأجور، وبسبب التستر التجاري، الذي يعد جريمة وطنية في حق اقتصادنا.

* السعوديون قادمون لسوق العمل وبقوة، بفعل تحفيز الدولة، ومع جِدة وزارة العمل في توطين الأنشطة التجارية والخدمية.. وسوف يفتح القطاع الخاص ذراعيه لشبابنا.. وهم أولى بخيرات بلادهم وأولى بإدارة أسواقنا.. لقد مرت عقود وسوقنا السعودي محتل من قبل العمالة الوافدة، حتى المهن التي كان يشغلها المواطنون كالرعي والزراعة بات الوافد يديرها.

خطوات التوطين والسعودة قد تكون مؤلمة وصعبة في البداية، لكنها عظيمة الأثر، فهي تخلص المجتمع من البطالة وأمراضها وكون مجتمعنا عالة على الأجنبي حتى في أصغر الأشياء، وأيضاً هذه الخطوة ستوفر فرص عمل جديدة، وتفتح آفاقاً جديدة للشاب الطموح الذي يريد النجاح.
نحن اليوم أمام خيارين إما السعودة أو طوفان البطالة، والعمالة الأجنبية التي تبلغ حوالاتها السنوية بالمليارات.. والأكيد أن الأسلم هو التوطين، فأهل البلد أولى بخيراته وهم الأجدر لإدارة وقيادة ثروات بلادهم.

ولكم تحياااااتي

_________________________________________________________
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com
نشر في "اليوم"، الجمعة 18 محرم 1440هـ

كانت.. وصارت!


كانت.. وصارت!

علي بطيح العمري
الذي يتأمل تاريخ الجزيرة العربية قبل عقود مضت سيجد:
حكومات متفرقة وقبائل متناحرة فغالب الجزيرة كان تحت نفوذ الدولة العثمانية، وهذا النفوذ متفاوت على حسب أهميته السياسية أو الدينية أو الاقتصادية وذلك على النحو التالي:
في الحجاز أعلن الشريف حاكم الحجاز تبعيته للدولة العثمانية سلمًا، فاهتم العثمانيون بالحجاز لمكانته الدينية، وحموه من خطر البرتغاليين على الحرمين الشريفين. أما نجد فكانت لا تتمتع بأهمية استراتيجية أو اقتصادية آنذاك وساد فيها نظام الحكم الأسري مثل: آل معمر في العيينة، آل سعود في الدرعية، ودهام بن دواس في الرياض.. وكثرت المنازعات بين الأسر الحاكمة.
وشرق البلاد كان خاضعاً لزعماء بني خالد.. أما الجنوب المخلاف السليماني – جازان- فكان خاضعاً لنفوذ أشراف الحجاز، ومنطقة عسير استقر الحكم فيها لأسرة آل عائض.

هذا بالنسبة للسياسة أما الحالة الدينية فصحيح أن الإسلام هو دين وعقيدة أهل الجزيرة العربية منذ إشراقة الإسلام، لكن لم تخل في زمن مضى من بعض البدع أو الشركيات الظاهرة مثل بناء القباب على القبور والتوسل بأصحابها لجلب المصالح أو دفع المضار. والناحية الاقتصادية فاسأل عنها كبار السن الذي حدثونا عن الجوع، وعن صعوبة الوضع المالي والاقتصادي لسكان هذه الجزيرة.

كانت الجزيرة العربية تحتاج إلى أمرين أو جانبين؛ ديني ينشر العقيدة الصحيحة ويقمع الضلالات، وسياسي يوحد المتفرق، وينهي حالات التشتت والتفرق، فأراد الله الخير لهذه البلاد بظهور دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الدينية، وبظهورها اتحدت مع سياسة الأمير محمد بن سعود السياسية – رحمهما الله-، فاتحد الجانبان فأخرجا إلى العالم دولة إسلامية، تعثرت الدولة السعودية الأولى ثم الثانية، وظهر النجاح في قيام الدولة السعودية الثالثة – الحالية- على يد موحدها الملك عبد العزيز – رحمه الله تعالى-.
وتتوالى نعم الكريم – سبحانه- على هذه الدولة فبعد الوحدة السياسية ظهر النفط، فانعكس إيجابياً على البلاد، حتى صارت اليوم في مصاف الدول الاقتصادية والمزدهرة.

تغيرت أحوال الجزيرة العربية سياسياً ودينياً واقتصادياً، وساد الأمن والاستقرار واستمر الرخاء بعد مجيء المملكة العربية السعودية.. واقرأوا التاريخ كيف كنا بالأمس وكيف كان وضع مجتمعنا، وشاهدوا كيف صارت جزيرتنا العربية وكيف تغيرت أحوال الناس إلى الأفضل.

اليوم الوطني مناسبة نتذكر فيها نعم الله فنشكرها، ونتداول فيها إنجازات بلادنا فنحافظ عليها ونساهم في تقدمها، ونتعرف على الأخطار التي تهدد بلادنا فنقف صفاً في منازلتها ومواجهتها.

واجبنا تجاه وطننا..
الوفاء.. والإخلاص في المهام والأعمال التي توكل إلينا؛ كي نساهم في بناء بلادنا.. المُساهمة في خدمة المجتمع، والحفاظ على أمن الدولة وكف الأذى عن  المواطنين.. احترام القوانين وعدم مخالفتها، والدعوة إلى تَطبيقها. المحافظة على مكتسبات ومنجزات بلادنا.. عدم الانسياق وراء الإشاعات، والتحريض، فاليوم الإعلام يمطر علينا بإشاعات مغرضة وتحريض واضح عبر وسائل الإعلام الجديدة سواء كانت مقروءة أو مسموعة أومرئية، فالواجب الحذر والتحذير منها.

* للراحل غازي القصيبي -رحمه الله-:

أجل نحن الحجاز ونحن نجد
هنا مجد لنا وهناك مجد
ونحن جزيرة العرب افتداها
ويفيدها غطارفة وأُسد

ونحن شمالنا كبر أشم
ونحن جنوبنا كبر أشد

ومنها قوله:

ونحن عسير مطلبها عسير

ونحن جبالها برق ورعد

ونحن الشاطئ الشرقي بحر

وأصداف وأسياف وحشد

ولكم تحياااااتي

_________________________________________________________
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com

منع من النشر في صحيفة اليوم
ونشر في صحيفة تواصل 14 محرم 1440هـ

العادات السبع للناس الأكثر تخلفاً!!



العادات السبع للناس الأكثر تخلفاً!!

علي بطيح العمري
لا أظن أحداً يجهل كتاب "ستيفن كوفي" العادات السبع للناس الأكثر فعالية، وهو كتاب يتحدث عن النجاح وتطوير الذات، والكتاب يتعرض لسبع مبادئ إذا طبقت كعادات فإنها من المفترض أن تساعد الشخص على أن يكون أكثر فعالية.

كثيرة هي الصفات الإيجابية التي يستطيع الإنسان أن يتمثلها ويتعلمها، ففي الأثر: العلم بالتعلم والحلم بالتحلم". وفي المقابل هناك صفات سلبية، والإنسان السلبي بطبعه يتفاعل معها، وينساق وراءها فتصبح في النهاية جزءاً من تركيبته.

* الجهل.. قد يتغير الزمان والوسائل، لكن تظل مساحات الجهل معشعشة ومتمددة في عقول الجهلاء، ألق نظرة على أدوات التواصل الاجتماعي يتبين لك "جهل" من كنا نعدهم من طبقات "المثقفين"!

* التسويف أو التأجيل.. حفظنا الحكمة التي تقول: لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد، ويقول كاتب غربي: التسويف لص الوقت، وووصفه الشيخ محمد الغزالي بقوله: التسويف خدعة النفس العاجزة والهمة القاعدة، ومن يعجز عن امتلاك يومه فهو على امتلاك غده أعجز!

* الخوف من التغيير.. العمر يتقدم، والعقل ينضج، والفكر يتوسع، والحق يتضح، فماذا لا نتغير؟ يقولون: تسعة أعشار التغيير داخلية، وعشرها خارجي.

* التثبيط.. في الحديث: قل خيراً أو اصمت"، لكن "المثبط" لا يفهم هذا الحديث، بعضهم ماهر في "تثبيط" الناس من خلال الطعن في فكرة أو عمل نبيل! لم يعد "التثبيط" فقط من خلال الوجوه التي تقابلها فهذه تستطيع تجنب الجلوس معها أو مقاومة أفكارهم، لكن "المثبطين" باتوا غزاة يقتحمون عليك هدوءك وأجهزتك ويلاحقونك بتثبيطاتهم في تعليقاتهم!

* الحكم على النوايا والحكم المسبق على الناس.. أسوأ الناس من يحاكمون النوايا.. هم عاجزون عن المواجهة وعن مقارعة الحجة بالحجة.. لغة التعميم ومحاكمة النوايا علاوة على سذاجة عقول فاعليها، هي دلالة تكشف لك نمط تفكير الرجل الذي أمامك.. الرسول - صلى الله عليه وسلم- قال لأسامة حينما قتل رجلاً وقد تَـشهّـدَ قبل أن يقتله: أقتلته - بعد أن قال: لا إله إلا الله؟، قال أسامة: إنما قالها تعوّذاً، فقال النبي: هلا شققت عن قلبه؟

* التعصب.. التعصب عمى يستهدف العقل.. التعصب رياضياً أو قبليا أو مناطقياً أو للرأي فكرة مذمومة.. فحماسك لأشيائك وتفضيلاتك لا يبيح لك احتقار وشتم مخالفيك!.. وفي الحديث: دعوها؛ فإنها منتنة.. أقبح المتعصبين تعصب المتعلمين والكبار!

* غياب الاحترام.. إذا سقط الاحترام سقطت معه الأخلاق.. غياب الاحترام يعني لا حب ولا صداقة ولا قرابة ولا رحمة.. قلة الاحترام معناها أن تشتم لأتفه الأسباب، أن تخوض معارك على أصغر الأمور، أن تختلف وتقاطع أقرب الناس إليك!

يقول الشيخ محمد الغزالي:
إن تجديد الحياة لا يعني إدخال بعض الأعمال الصالحة، أو النيات الحسنة وسط جملة ضخمة من العادات الذميمة والأخلاق السيئة فهذا الخلط لا يُنشيء به المرء مُستقبلاً حميداً ولا مسلكاً مجيداً".

التخلص من العادات السيئة نجاح لا يعدله نجاح آخر، ومن هنا كان التغيير ضرورة ومطلباً للوصول والارتقاء بالنفس إلى العلياء، فلا تقلل – قارئي العزيز- من قدرتك على تغيير عاداتك السيئة!
ولكم تحياااااتي

_________________________________________________________
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com

نشر في صحيفة اليوم، الجمعة 4 محرم 1440هــ