Translate

|| خارج التغطية ••

مقالات الكاتب: علي بطيح العُمري

الأربعاء، 16 يناير 2019

لم يسلم منهم أحد!



لم يسلم منهم أحد!

علي بطيح العمري

روي عن سيدنا موسى عليه السلام أنه طلب من الله تعالى أن يكف ألسنة الخلق عنه، فقال: يا موسى ما اتخذتُ ذلك لنفسي، إني أخلقهم وأرزقهم ويسبونني".. النص السابق ليس بحديث لكنه أثر متداول في كتب المواعظ.

لقد نقل القرآن الكريم ما قاله الناس في حق الرب سبحانه، إذ قالوا عن الله أنه اتخذ صاحبة وولداً، ووصفوه بأنه فقير، ويده مغلولة، تعالى الله عما يقول الظالمون.. والأنبياء وهم أكرم البشر وصفهم أقوامهم بالجنون والسفاهة، واتهموا الوحي بالشعر والسحر.. وحتى الصحابة والأئمة والعلماء آذوهم الناس في حياتهم وبعد رحيلهم ووصلت اتهامات الناس لهم بالكفر والردة.. فما بالك بمن هو دون أولئك..؟

ما من أحد إلا وينزعج لو وصله كلام الناس عنه.. وأكثر ما يغضب إن كان بهتاناً وافتراءً لا أساس له من الصحة.

الإسلام قطع أسباب الكراهية بين الناس ومتّن العلاقات الأخوية بينهم فحرم الغيبة والنميمة وسوء الظن ونهى عن التناجي بين اثنين إذا كانوا ثلاثة، وحث على إحسان الظن والتماس الأعذار، وأمر بالتثبت فيما يقال.

وللشيخ مصطفى السباعي كلام رائع في وجوب التثبت في الكلام حيث قال: "والجماهير دائماً أسرع إلى إساءة الظن من إحسانه، فلا تصدق كل ما يقال ولو سمعته من ألف فم، حتى تسمعه ممن شاهده بعينه، ولا تصدق من شاهده بعينه حتى تتأكد من تثبته فيما يشاهد، ولا تصدق من تثبت فيما يشاهد حتى تتأكد من براءته وخلوه عن الغرض والهوى، ولذلك نهانا الله عن الظن واعتبره إثماً لا يغني من الحق شيئاً".

تأكد قارئي العزيز أن الناس سيتكلمون فيك وعنك، سيتهمونك، سيغتابونك، ويقولونك ما لم تقل.. فأدر ظهرك، وصم أذنيك، واتخذ من كلامهم سلماً ترقى عليه.. يقول الشافعي: ليس إلى السلامة من الناس سبيل، فانظر الذي فيه صلاحك فألزمه".

ولله در ابن دريد الأزدي وهو يصور حال الناس..
وَمَا أَحَدٌ مِنْ أَلْسُنِ النِّاسِ سَالِماً
وَلَوْ أنَّهُ ذَاكَ النَّبِيُّ المُطَهَّرُ
فإنْ كانَ مقداماً يقولونَ أهوجُ
وَإِنْ كَانَ مِفْضَالاً يَقُولُونَ مُبْذِرُ
وإنْ كانَ سكيتاً يقولونَ أبكمُ
وَإِنْ كَانَ مِنْطِقياً يَقُولُونَ مِهْذَرُ
وإنْ كانَ صواماً وبالليلِ قائماً
يَقُولُونَ زَرَّافٌ يُرَائِي وَيَمْكُرُ
فَلاَ تَحْتَفِلْ بِالنَّاسِ فِي الذَمِّ وَالثَّنَا
وَلاَ تَخْشَ غَيْرَ اللَّهِ فَاللَّهُ أَكْبَرُ

خلاصة القول..
لا تهتم بكلام الناس.. لا تبحث عن قيمتك في أعينهم.. لا تحترق بآرائهم.. فكل ما قيل فيك وعنك لا يضرك.. ابحث عن رضى الله.. كلام الناس فيك سيأتيك حسنات يوم القيامة، فمرحباً بحسنة لم تعملها.


* قفلة..
قمة المتعة.. أن تجالس شخصاً يكرهك ويغتابك كثيراً ومع ذلك يبين لك العكس.. هذا كاف بأن يخبرك أن لحضورك هيبة قادرة على تحويله لمنافق جبان!، قالها: جبران خليل جبران.
ولكم تحياااااتي

_________________________________________________________
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com
نشر في صحيفة اليوم، الجمعة 5 / 5 /  1440هـ

عطسة عن عطسة تختلف!



عطسة عن عطسة تختلف!

علي بطيح العمري

ما أقبح الفقر.. وما أجمل الفقراء!
أحياناً تطغى "المادة" على حياتنا فتمس تعاملاتنا وتستولي على نظرتنا وسلوكنا.. الناس يُقيّمون وينزلون الناس لا على عطائهم بل على أساس "فلوسهم".

أحد الشعراء وصف حال الناس مع الأغنياء، وكيف يحظون بالمكانة الاجتماعية بينما تتلاشى تلك النظرة لعامة الناس حتى في أصغر الأشياء، فقال:
عطس الغني فقال ممن حوله
رحم الإله.. حبيبنا وأخانا!
وأتى الفقير بعطسةٍ فتأففوا
من ذا الذي.. بزكامه آذانا؟!
هل رأيتم كيف قيّم الناس عطسة الغني، وكيف نظروا لعطسة الفقير؟!

ومما ينسب إلى شيخنا الشافعي قوله في تصوير الفقراء..
يمشي الفقير وكل شيء ضده                  والناس تغلق دونه أبوابها
وتراه مبغوضاً وليس بمذنب                  ويرى العداوة لا يرى أسبابها
حتى الكلاب إذا رأت ذا ثروة                 خضعت لديه وحركت أذنابها
وإذا رأت يوماً فقيراً عابراً                     نبحت عليه وكشرت أنيابها

وقيل:
إن الغني إذا تكلم كاذباً                    قالوا صدقت وما نطقت محالا
وإذا الفقير أصاب قالوا لم يصب        وكذبت يا هذا وقلت ضلالا
إن الدراهم في الأماكن كلها             تكسو الرجال مهابة وجلالا
فهي اللسان لمن أراد فصاحة            وهي السلاح لمن أراد قتالا

في المناسبات الاجتماعية ربما تلاحظون كيف يتعامل الناس مع الغني والفقير.. فحينما يدخل المجالس أحد الأغنياء فيسلم تجد كل الناس يردون عليه، وربما قاموا لاستقباله ومصافحته.. بينما عامة الناس يسلم بنفس السلام فلا يرد عليه إلا أشخاص معدودين.. ويتهافت الناس على سماع حكايا "الغني" ولو لم تصح، بينما الفقير يقاطع ولا يقبلون منه!

تقييم الناس على أساس مناصبهم وأموالهم موضة قديمة وليست جديدة.. ففي سورة الزخرف يقارن فرعون للناس بينه وبين النبي موسى فيقول: ... قال يا قومِ أليس ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتى أفلا تبصرون * أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يُبين...".. وجاء في الحديث أن رجلاً مر على النبي – عليه الصلاة والسلام- فقال لرجل جالس عنده: ما رأيك في هذا؟، فقال: رجل من أشراف الناس، هذا والله حريٌّ إن خطب أن ينكح، وإن شفع أن يشفع. ثم مرَّ رجل آخر، فقال له الرسول: ما رأيك في هذا؟.. فقال: يا رسول الله هذا رجل من فقراء المسلمين، هذا حَرِيٌّ إن خطب ألا ينكح، وإن شفع ألا يشفع، وإن قال ألا يسمع لقوله.. فقال - عليه الصلاة والسلام-: هذا خير من ملء الأرض مثل هذا".

أخيراً..
سواء أكنت من الأغنياء أو من الفقراء عامل الناس كما تحب أن يعاملوك، وعاملهم كما أمرك الرب سبحانه، فلا تسخر ولا تتعالى عليهم وتواضع لهم.

* قفلة..
هناك فقراء ولكنهم أغنياء أخلاق، وهناك أغنياء لكنهم فقراء أخلاق.. الأخلاق مثل الأرزاق فيها الغني وفيها الفقير!
ولكم تحياااااتي

_________________________________________________________
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com
نشر في صحيفة اليوم، الجمعة 28 ربيع الآخر 1440هـ

اتركها ولا تحملها!



اتركها ولا تحملها!

علي بطيح العمري

يقولون:
القلق مثل الكرسي الهزاز؛ يجعلك تتحرك دائماً، لكنه لن يوصلك إلى أي مكان..
من روائع الرسائل عن تطوير الذات وعلى الأخص مطاردة الهموم والقلق رسالة تقول:
دخل الأخصائي النفسي يتمشى في دورة "إدارة الضغوط النفسية" حاملاً كأساً من الماء.. تبادر لأذهان المتدربين أنه سيتكلم عن النصف الفارغ والممتلئ من الكأس.. لكنه سأل عن وزن الكأس!! تفاوتت تقديراتهم من 200 إلى 500 جرام..

فأجابهم: الوزن لا يهم، الأهم الفترة التي ستقضيها حاملاً للكأس.. إن حملته لدقيقة فلن تكون هنالك مشكلة.. إن حملته لساعة ستؤلمني ذراعي.. وإن حملته يوماً كاملاً سأشعر بخدر وشلل.

وفي كل الحالات لم يتغير وزن الكأس.. لكن كلما أطلت حمل الكأس كلما زاد وزنه وقال: القلق والهموم في الحياة هي تماماً مثل هذا الكأس..
إن فكرت بهما قليلاً لن يحصل شيء.. وإن فكرت بهما طويلاً سيبدآن بإيذائك.. أما لو فكرت بهما طوال اليوم فستشل حركتك بحيث لن تتمكن من عمل أي شيء!

تذكر دائماً بأن تضع الكأس.

*  *  *

عندما يتحدث الناس عنك بسوء وأنت لم تخطيء في حق أحد منهم، فاحمد الله الذي اشغلهم بك و لم يشغلك بهم.

*  *  *
يقول المفكر العراقي "علي الوردي":
أما من حيث هموم الحياة فإني اعتدت على طرد الهموم المؤلمة عن ذهني، وقد نجحت في ذلك إلى درجة غير قليلة.
وإني أقول للذين يجترون همومهم: ما هي الفائدة التي تجنونها من ذكر أيامكم الماضية؟ فالماضي ذهب ولن يعود أبداً، وكذلك سيذهب الحاضر وراءه والمستقبل أيضاً..
صحة الإنسان تعتمد على ثلاثة أمور هي:
١- نوع الطعام الذي يتناوله.
٢- نوع الهموم التي تشغل باله.
٣- الرياضة التي يمارسها.
وإني أحمد الله تعالى لأنه مكنني من اتخاذ الأفضل من هذه الأمور الثلاثة..".

وللشيخ عايض القرني:
لا تحملِ الكرة الأرضية على رأسِكَ، دعِ الأحداث على الأرضِ.. بعض الناس عنده قلبٌ كالإسفنجة يتشربُ الشائعاتِ والأراجيفَ، ينزعجُ للتوافِهِ، يضطربُ لكلِّ شيءٍ، وهذا القلبُ كفيلٌ أن يحطم صاحبهُ.. أهلُ المبدأ الحقِّ تزيدُهم العِبرُ والعظات إيماناً، وأهْلُ الخورِ تزيدُهم الزلازلُ خوفاً".

*  *  *

من السيئ ومن الخطأ أن يحمل الشاب هموماً وهمية ليست مناسبة لسنه في وقت من المفترض أن يعيش فيه أجمل أيام حياته.. لا تتعب نفسك بأشياء صغيرة أو وهمية..
وَتَعْظُمُ في عين الصّغيرِ صغارُها
وَتَصْغُرُ في عَين العَظيمِ العَظائِمُ

وأخيراً..
مهّما تفاقمت هُمومك وأيبست ​أرضك.. دعوة أو تسبيحة للرب سبحانه قد تلم كسرك، وتحيل خريف أيام إلى ربيع مزهر!
ولكم تحياااااتي

_________________________________________________________
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com
نشر في صحيفة اليوم، الجمعة 21 /4/ 1440هـ

"مت شهيد يا مدير"!!



"مت شهيد يا مدير"!!

علي بطيح العمري

عند منتصف الليل استقبل مدير المدرسة رسالة على جواله من رقم غريب، وكانت كالتالي:         
(مت شهيد يا مدير).. خاف المدير وأيقن أن نهايته قربت بعد هذا التهديد، وهمّ أن يجتمع بأسرته ليبلغهم ويتدبر معهم الأمر.. وبعد البحث والتحري عن صاحب الرقم الغريب اتضح أنه أحد طلاب مدرسة المدير أراد أن يسأل المدير: متى "الشهايد" يا مدير؟

قد يكون هذا الموقف طرفة، لكن من الطرائف ما يحمل رسالة وينبه إلى مشكلة.

* قبل مدة تناقلت أدوات الإعلام الجديد ورقة اختبار لمادة "الكتابة" لطالب في ثاني ابتدائي من جيل "الطيبين"، كتب الطالب في الورقة بخط جميل وواضح، كانت سليمة من الأخطاء باستثناء خطأ صغير.. حصل الطالب على ٩٨ من مئة درجة.. خُصمت درجتان منه بسبب خطأ نحوي، حيث رفع كلمة وكان يفترض نصبها!!
تساءل الناس بعدها أي تعليم خرّج هذا الطالب..؟
المقارنة بين ورقة هذا الطالب الذي تخرج من مدراسنا قبل نحو ثلث قرن بكتابات الطلاب اليوم مخجلة.. وأنا لا أعمم لكنها الحقيقة.

* (الكتابة والقراءة) للمتعلم كالجناحين للطائر، لا يقدر على التحليق في سماء العلم والمعرفة بدونهما.
والخطأ فيهما هو تفريط في واحد من أهم مقومات الحضارة التي أقسم الله بها في كتابه الكريم: "والقلم وما يسطرون"، حيث أقسم الله تعالى بالكتابة، وبالقلم الذي هو أداة الكتابة، والكتابة فن ومهارة، والخطأ فيها ظاهرة مقلقة.

* أسباب كثيرة خلفت ظاهرة الأخطاء الإملائية منها ما يعود إلى الطالب بسبب الإهمال والانغماس والانشغال بالتقنية الحديثة التي صرفت حتى الكبار عن القراءة والكتابة فضلاً عن الصغار.. ومنها ما يعود إلى نظام التعليم، فطالب الصفوف الأولية لم يعد مثل الماضي، حيث كان يطلب منا كتابة الدرس أربع وخمس مرات وبالتشكيل.

أيضاً نمط الاختبارات غالبها اليوم أسئلة موضوعية ( كالاختيار المتعدد والصح والخطأ...)، هذه الطريقة أثَّرت تأثيراً كبيراً، فالطالب لا يحتاج إلى الكتابة في هذه الحالة، الجواب يكون برموز وإشارات وتوصيل وكلمات محددة، وهذه الطريقة أدت إلى تراكم هذه الأخطاء.. بخلاف الأسئلة المقالية التي كانت غالب الأسئلة في السابق.

لا أعرف علاجاً فعالاً يمكنه أن يجتث مشكلة "الأخطاء الإملائية" من جذورها.. لكن على أقل تقدير يمكننا تقليل الأخطاء الإملائية عبر تبني تدريس مناهج جذابة وبأساليب مشوقة هذا بالنسبة للطلاب.. أما غير الطلاب فكثرة القراءة كفيلة بالمعالجة.. وكم أتمنى أن يكون هناك حملة في التواصي بتصحيح الأخطاء في رسائل ومشاركات أدوات التواصل الاجتماعي،  رغم أنها ستغضب البعض، لكن ليتأكد المرسل والمشارك أنه أول المستفيدين من حركة التصحيح وحملة التصويب!

ولكم تحياااااتي

_________________________________________________________
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com
نشر في صحيفة اليوم ، الجمعة 7 ربيع الآخر 1440هـ

المخالفات في رمي المخلفات!



المخالفات في رمي المخلفات!

علي بطيح العمري

قلت في مقال قديم:
هناك من الناس من يعيش في النتائج وهناك من يعيش في الأسباب.. والأمثلة على من يعيش في الأسباب كثيرة خذ مثلاً الحدائق والمنتزهات تجد شخصاً يعجز عن إزالة "مخلفاته" التي تشوه منظر البيئة وتزعج من يرتاد هذه المنتزهات، ثم يتحدث مع أصدقائه عن "فساد" البلدية وعن تقصير عمال النظافة! وفي الشوارع وعند الإشارات يفتح باب سيارته ويرمي "نفاياته"!!! ثم يجلس متكئاً على أريكته في المجالس ليتحدث عن نظافة الشوارع في ماليزيا!!

إن رمي السجائر والمناديل وعلب المشروبات من السيارة في الشوارع أو الأماكن العامة، وترك الحدائق في قمة القذارة بعد التنزه فيها، وقس على ذلك التفحيط في المنتزهات ظاهرة نراها ونعيشها ونلاحظها في مختلف الأماكن.

رمي وترك المخلفات ظاهرة فيها مخالفات عدة؛ هي سلوك يدل على حب التخريب، ونقص حاد في الوعي، وخلل في التربية، وعدم تقدير  لنعمة الطبيعة وعدم احترام للآخرين في أن يستمتعوا بالطبيعة، والهواء النقي، والبيئة الجميلة.. هذه الظاهرة سلوك مقزز؛ يلحق الضرر، ويشوه المكان، ودلالة على إهمال قيمة النظافة.

لا أعرف بالضبط سبب هذا التدمير لجمال البيئة وضعف ثقافة النظافة هل هو الجهل المركب أم غياب العقوبات أم أن التخريب عادة تاصلت في نفوس وعقول المخربين؟

لقد حرص الإسلام على قيمة النظافة والجمال وأكد عليها في نصوص متعددة، سواء عبر القرآن الكريم أو السنة النبوية، وكم رددنا في حياتنا عبارة "النظافة من الإيمان" التي يحفظها حتى الصغار.. لكن متى يعي الناس أن الآيات والأحاديث هي للتطبيق لا للحفظ والترديد؟

على كل حل هذه الظاهرة يكون أولاً من خلال الناس أنفسهم باستشعارهم لقيمة النظافة وأهمية كف وإماطة الأذى.. ويجب أن تقوم الأسرة بغرس قيم المحافظة على البيئة ونظافة الأماكن في عقول أولادها ليعتادوا هذه الثقافة وتنمو معهم.. وعلى الجهات المختصة فرض عقوبات رادعة بحق مشوهي البيئة.. وأعجبتني تغريدة للمرور السعودي على تويتر: رمي المخلفات من المركبة أثناء سيرها يعد عملاً مخالفًا للآداب العامة؛ حيث يلوث البيئة ويعد مخالفة مرورية.

في مواسم الأمطار، و فصلي الشتاء والربيع تتزين الأرض بالعشب فتحلو "الكشتات" والطلعات للاستماع بالأجواء والترويح عن النفس، وهي لحظة عمرية رائعة نستعيد فيها نشاطنا وننعش فيها أرواحنا، لكن مخربو البيئة ومشوهو الجمال يفسدون المتعة بتلويثهم للبيئة وبالتخريب المتعمد، والأخذ على أيدي المخربين ضرورة، فتقدير البيئة ليس ترفاً بل مطلب حضاري وترفيهي ووطني.

* قفلة..
قال أبو البندري غفر الله له:
أن تميط أذى، أو أن تضع القمامة في مكانها أمام ابنك فهذا أبلغ وأروع من عشرات الدروس ومئات المواعظ عن موضوع النظافة وإماطة الأذى!
ولكم تحياااااتي

_________________________________________________________
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com

نشر في اليوم، الجمعة 22 ربيع الأول 1440هـ