Translate

|| خارج التغطية ••

مقالات الكاتب: علي بطيح العُمري

الجمعة، 14 يونيو 2019

"لا تنفخ بوجه بنتنا"!!




"لا تنفخ بوجه بنتنا"!!

علي بطيح العمري

نقرأ أحياناً في الصحف عن ارتفاع نسبة الطلاق.. وهي نسب إلى حد ما مخيفة ومؤلمة، ما السبب الذي يجعل نسبة الطلاق ترتفع؟

قد تتعدد وتتنوع الأسباب لكن الطلاق واحد..
تكثر حالات الطلاق بسبب الجهل الذي تسلسل عبر العادات السلبية، والمسلسلات التلفزيونية، فبعض الأسر تزوج ابنها بنظام "زوجوه يعقل"، وبنتها بقانون: "زوجوها لا تفضحنا أو زوجوها ننفك من طلباتها"!!.. أهل الشاب "اللطيف" يظنون أن البنات كتيبات إرشاد لهداية أولادهم وإعادتهم إلى جادة الصواب، وأهل البنت "الشطورة" يعتقدون أن الشباب مستودع لمشاكل تربيتهم لبناتهم!

طبيعي أن تكثر حالات الطلاق لما يكون هدف الشاب البحث عن شريك "ليملأ هواه" لا عن شريك حياة! ولما يكون هدف الشابة من الزواج البحث عن "الترفيه"، فهو يُريدها جميلة للمتعة فقط! وهي تريده من فئة "مليونير"! فصار الزواج على طريقة أكشط وأربح ليكتشف الشاب في النهاية أنها ليس بمواصفات بطلة المسلسلات!! وهي تكتشف أنه "طفران" وغير قادر على تنفيذ طلباتها وتحقيق أحلامها!!

طبيعي جداً وعادي أن يحدث الطلاق لما يتدخل "الأهل" في شؤون البنت والولد، فأهل البنت يصدرون قراراً للزوج من نوع "لا تنفخ بوجه بنتنا وإلا طلقها"!!، خياران لا ثالث لهما، وعند أهل الولد:  "ما كثر الله إلا البنات، طلقها وألف وحدة تتمناك"!! هنا اتجاه إجباري!!
وهكذا تتعدد أسباب الطلاق وتتنوع منها ما يعود للآباء، ومنها ما يعود للأبناء!

الطلاق نتيجة طبيعية للإخلال بالميثاق الغليظ، ونتيجة طبيعية لناس يفسرون حديث "من ترضون دينه وخلقه" بطريقة مطاطية على هواهم ومزاجهم!

في دولة ناهضة كماليزيا هناك تجربة قرأتها تقول:
في سنوات وصلت نسبة الطلاق في ماليزيا إلى 32% بمعنى بين كل 100 زواج يفشل منها 32 زواجاً وينتهي بالطلاق، وكان الحل الذي اتخذته الحكومة الماليزية بقيادة "مهاتير محمد" وقتئذ "رخصة الزواج" بحيث يلزم كل من يرغب في الزواج من الجنسين بالخضوع إلى دورات متخصصة، كيف تتعامل مع شريك حياتك، سعادة الأسرة، التصرف في المشكلات الطارئة بين الزوجين.. الخ، وما أدري عن صلاحية هذه التجربة لو طبقت عندنا هل تنجح أم يكتب لها الفشل؟

على كل في عصر المعرفة اليوم يمكن للشاب – وكذا الشابة- المقبل على الزواج أن يجتهد في القراءة عن فن العلاقات الزوجية واكتشاف الطرف الآخر كاجتهاده في البحث عن السكن والأثاث، ولو أن البنت كثفت اجتهادها لقراءة فكر شريكها كاجتهادها في الاستعداد للزواج واختيار الأسواق، لربما خفت المشكلات ولتفهم كل طرف الآخر!

أخيراً..
عزيزي الزوج..
عزيزتي الزوجة..
ما تشاهدونه في المسلسلات الرومانسية هو تمثيل فقط.. ولو بحثتم عن حياة الفنانين لوجدتموهم فاشلين في الحب.. فالتمثيل شيء والواقع شيء آخر، فلا يخدعكم التمثيل!

* قفلة.. 
الطلاق ليس عيباً.. هو علاج إذا استعصت الحلول!

ولكم تحياااااتي

_________________________________________________________
كاتب إعلامي

للتواصل 
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com
نشر في صحيفة اليوم ، الجمعة  11 شوال 1440هـ


مظاهر رمضانية.. قاتلة ومزعجة!



مظاهر رمضانية.. قاتلة ومزعجة!

علي بطيح العمري
رمضان سيد الشهور كما في الأثر، في صومه فضل عظيم، وفي قيامه ثواب كريم، هو فرصة لكسب الحسنات والاغتسال من السيئات، وتعويد النفس على الإيجابيات واجتناب السلبيات.

أجواء روحانية ورائعة يعيشها الناس في رمضان.. فيها يتقارب الناس من بعضهم، وفيها يظهر الخير والإحسان ويعم التواصل بين الأسر.. ولكن هناك ظواهر وتصرفات سلبية تعكر صفو الأجواء الرمضانية، وتخدش جمال ليالي الشهر الكريم وتتعارض مع روحانيته فهي لا تتناسب مع رمضان ولا مع غيره.

* تضييع الصلوات وتأخيرها عن أوقاتها.. قال الله تعالى" فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون".. وعيد شديد لمن يؤخر الصلاة عن وقتها فكيف بمن يتركها؟

 * ظاهرة تصوير موائد الإفطار.. النعم يا سادة ليست مجالاً للتصوير والتباهي والبذخ.. تمتعوا بنعم الله دون إن تجرحوا أحداً.. خفضوا ضجيج ترفكم.. لا تتباهوا بنشر صور موائدكم.. حولكم شعوب تتألم جوعاً..!

* الإسراف سلوك مشين.. فالله عز وجل لا يحب المسرفين.. وفي الحديث: لا تسرف في الماء ولو كنت على نهر جار.. ومن الحلول للتعامل مع فائض الطعام التصدق به وتوزيعه على المحتاجين بدلاً من حقن الزبائل بالأطعمة الزائدة.

* يتحكم بلسانه في النهار.. لكن في الليل يطلقه في حش الناس، ونهش أعراضهم.. ترى الغيبة ولمز الآخرين والافتراء عليهم محرمة في كل وقت.

* يتسوق في العصر.. ويتباطأ لتضييع الوقت.. ثم إذا بقي عن أذان المغرب دقائق.. أسرع وقطع الإشارات وتلقف على عابري السبيل.. للمعلومية يجوز أن تفطر في السيارة ولو بشربة ماء إذا دخل الوقت.. ولا يشترط في الإفطار أن تكون متربعاً على السفرة.. المحافظة سلامة الناس وعلى سلامتك أولى.

* رمضان ليس ميداناً للتسابق إلى الطبخ ولا لكثرة السهرات والطلعات والبذخ.. بل لحث النفس على التقوى والتسامح وبذل الخير والشعور بالمحتاجين، والصبر والتخلق بالفضائل.

* من الظواهر السلبية التأهب الغريب لسُراق شهر رمضان إعلامياً وإغراق المجتمعات العربية بالدراما الهابطة فكرياً والسامجة فنياً، فالقنوات الفضائية تنتهك حرمات الشهر ولا تقيم وزناً لأذواق الناس.

* وهنا مشاركة قرأتها متداولة تقول:
بعض الناس إذا رأى المساجد امتلأت بالمصلين في رمضان نصب نفسه محققاً وقاضياً:
أين كانوا؟، ولماذا لا نراهم طوال العام؟.. وكأن الحساب والجنة بيده!!
عزيزي..
إنهم ضيوف الله لا ضيوفك.
وفي بيت الله لا بيتك.
ويرجون رحمة ربهم لا رحمتك.
فاحذر العُجب بطاعتك.!

* قفلة..
الصوم مدرسة تتعلم فيها الفضائل.. والتخلص من الرذائل والسيطرة على النفس والتحكم في الذات.
ولكم تحياااااتي.

_________________________________________________________
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com
نشر في صحيفة اليوم، الجمعة 28 شعبان 1440هـ