Translate

|| خارج التغطية ••

مقالات الكاتب: علي بطيح العُمري

الثلاثاء، 10 سبتمبر 2019

تطوير التعليم.. وجهة نظر!


تطوير التعليم.. وجهة نظر!


علي بطيح العمري

كثيرون كتبوا عن تطوير التعليم.. والكل يجيد الكتابة والحديث عنه.. وتختلف وجهات النظر وتتباين الآراء.. ولكن!


ولكن كل الآراء التي ليست نابعة من الميدان تظل قاصرة.. كل قرار صدر أو سيصدر ولو بعد سنوات وسنوات جاء من خارج الميدان تظل بينه وبين ملامسة الواقع مسافات وأميال.. القرار الناجح الذي يأتي من الميدان.. القرار السليم الذي يُستنبت من تربة الحقل الذي نريد استصلاحه.. لما تأتي بقكرة ناجحة في بيئة ما ليس بالضرورة نجاحها في بيئة أخرى. فالظروف والأحوال والمناخ وحتى العقول تختلف!

تطوير التعليم ربما لا يحتاج تلك الاجتماعات والبهرجات الإعلامية.. لا يحتاج إلى الكثير من المؤتمرات والمانشيتات الصحفية العريضة.. التعليم يحتاج إلى قرارات نابعة من ميدانه.. يفتقر إلى رؤى قادمة من ربابنته - جمع ربان -. وإلا ستكون أحباراً تسود بها أرتال الأوراق، وأخباراً تزين بها صفحات الإعلام.

* أعطوا المدرس حقه سواء ما مضى من الحقوق أو ما هو مستقبل.. وخفضوا نصابه من الحصص ليبدع.

* استموا طويلاً وكثيرا بنقد الميدان وملاحظاتهم لتطوير أي قرار أو برنامج أو منهج أو فكرة.. صم الآذان عن سماع من هم في الميدان قد يكون كفيلاً بفشل أي قرار!


* فعلوا حماية منسوبيي التعليم من كل قولٍ شاذ لمترديه ونطيحة، ومن المتطاولين من طلاب وأولياء أمور وحتى ممن يبسط لسانه من قنوات وصحف.


* أفرضوا العقوبات الصارمة للسلوكيات الطلابية الشاذة، وضعوا حداً بالنظام للطلاب الكسالى والخاملين.. وادفعوهم إلى التعليم إما رغباً في المناهج والدرجات وإما رهباً من رسوب وتهديد.. ألغوا النجاح المجاني لأنه فشل لا يعدله فشل.. والنجاح يؤخذ بجد ولا يهدى عبر نظام وجد فيه الكسالى بغيتهم.. باختصار أعيدوا العقاب والنجاح والرسوب!

* ارحموا الميدان من القرارات القادمة من تحت المكيفات والنابعة من أحلام اليقظة.. جربوا كل قرار قبل تطبيقه، واستقبلوا نقده، ودعوا مطبليه.. هناك قرارات كثيرة سنت ثم ألغيت لعدم جدواها فمن كان مسؤولاً من الأساس عن فرضها.. نظام الفسحتين، كتب النشاط، التقويم المستمر... الخ.


* في التعليم ليكن اختيار الوزير ووكلائه ومساعديه من الميدان والميدان فقط؛ فأهل الميدان أدرى بشعابه.

* وأفكار تطوير التعليم كثيرة ومتنوعة منها ما يكون للمنهج ومدرسه ومنها ما يخص البيئة والطالب.. ومن أراد التطوير سيجد الأفكار.. لكن الأهم أن تكون نابعة من بيئة التعليم وميدانه.

وأخيراً..

الشجاعة أحياناً ليست في اتخاذ قرار بل الشجاعة في إلغاء قرار خاطئ ومحو فكرة غير صائبة!


ولكم تحياااااتي
_________________________________________________________
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com
نشر في صحيفة اليوم، يوم الجمعة 29 ذو الحجة 1440هـ

يا ليت قومي يعلمون!


 يا ليت قومي يعلمون!

علي بطيح العمري

هناك الكثير من القضايا الاجتماعية والحياتية تثار عبر منصات الإعلام.. فتحتدم وجهات النظر حولها، ويحصل التعصب لرأي، ويمتد أحياناً للصراخ، وأسوأ الحالات حين يؤول النقاش إلى التقاطع وسكب اللعنات.


* التعصب للرأي..

حالنا في التعصب للرأي كمثل شخصين وقفا متقابلين، وخُطَّ أمامها رقم، فأخذ الأول يحلف أن الرقم سبعة والآخر يقسم أنه ثمانية.. ولما نوسع دائرة النظر للقضية نجد أن كلا الاثنين رأيه صواب؛ لأن كل واحد رأى من زاويته.. وكذا هي نقاشاتنا فالشخص ينظر إلى اللون وآخر للشكل، وثالث للقيمة ورابع للأهمية.... فمنشأ الاختلاف نظرة الشخص إلى جانب غاب عن الآخرين، فالاختلاف هنا طبيعي فلم التشنج في الاختلافات الطبيعية!


* الفكرة لا الأشخاص..

بعضهم يؤيد فكرة ما إذا جاءت من أشخاص معينين، ويرفضها إذا صدرت من شخص/ أو أشخاص آخرين.. ثم يذهب لنقد الأشخاص والطعن فيهم بدل الفكرة.

في الحديث أن يهوديا أتى النبي ﷺ فقال: إنكم تشركون تقولون: ما شاء الله وشئت، وتقولون: والكعبة. فأمر النبي ﷺ صحابته إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا: ورب الكعبة، وأن يقولوا: ما شاء الله ثم شئت".. لاحظ أن معلم البشرية عليه الصلاة والسلام قبل مقولة اليهودي الذي يختلف عنا في الدين، مع أن اليهودي يعيب على المسلمين وقوعهم في الشرك الأصغر وهو وقومه واقعون في الكفر الأكبر.. هنا النبي لم ينتقد دين الرجل أو خطأه وقبل كلامه وأمر المسلمين باجتنابه!


*  قضايا يحلها الزمن..

أحياناً نتعصب لقضايا حالية لتأييدها أو لرفضها، وينتهي النقاش إلى لا شيء فقط نستهلك طاقتنا الذهنية ونتراشق بالتصنيفات، والزمن كفيل بحلها.. سأضرب لكم بمثال من التاريخ..

اليوم تثار قضية "ما يكرفونات" المساجد، ناس تطالب بخفض أصواتها وناس تؤيد بقاءها.. هل تصدق أن السابقين – زمن الملك عبد العزيز والشيخ عبد الرحمن السعدي- كانوا حول هذه المكبرات في صراع بين رأيين رأي يرى جوازها ورأي يرى أنها بدعة محدثة..!

ودعوا التاريخ وتعالوا إلى الحاضر.. جوالك الذي قد تقرأ هذا المقال من خلاله كنا قبل نحو العشرين سنة نتصارع في الرأي حوله.. هل يباح أو يحرم استعماله!

الزمن وتطور المجتمع وتوسع ثقافة الناس كانت كفيلة بحل هذه القضايا، وبعض القضايا الخلافية في مجتمعنا حُلت برأي سياسي أو إداري وحُسم نقاشها.



على كل.. لا يدعو أبو البندري غفر الله له إلى إقفال التحاور حول قضايا المجتمع، بالعكس لابد من نقاشها واشباعها طرحاً؛ لكنه يدعو لنبذ التعصب في الرأي وطرح التشنج في الاختلاف.. لأن الاختلاف سيظل قائماً ما دام أن الناس خلقوا مختلفين!


ولكم تحياااااتي
_____________________________________
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com
نشر في صحيفة اليوم، الجمعة 22 ذو الحجة 1440هـ