Translate

|| خارج التغطية ••

مقالات الكاتب: علي بطيح العُمري

السبت، 11 أبريل 2020

النكتة رسالة وليست ترفاً!


النكتة رسالة وليست ترفاً!

علي بطيح العمري

الأحداث عالمية كانت أو محلية في أي بلد تتحول عادة إلى مادة صاخبة للإعلام وللناس في مجالسهم.. أي حدث يخضع للتحليل والنقاش، وللتناول كل حسب موقعه.. فالشاعر يجد فيه ما يهيج قريحته، والكاتب يلتقط فكرته، حتى الرسام يهتدي إلى رسمة.. الكل يتعاطى القضية حتى على مستوى الكوميديا.

 كل ظاهرة أو قضية هي – تقريباً- مجال رحب للنكتة الساخرة والعابرة.. وفي أزمة كورونا وآثارها على العالم تواجدت التحليلات الطبية وغير الطبية مع "النكتة" جنباً إلى جنب.

وأحسب أن كل الشعوب تشارك في صناعة وتداول النكت.. ولربما كان الشعب المصري من أكثر الشعوب العربية تعاطياً للطرائف .. وفي مجتمعنا السعودي يحضر فن النكتة سواء كان كتابة أو مقاطع مركبة لمسلسل أو أغنية وشيلة، أو إنتاج مشهد كوميدي قصير، والتقنية اليوم ساعدت في بث النكت وتداولها.

والنكتة عموماً لها عدة وظائف، قد تكون من باب التنفيس للشعوب عن حالات الخوف التي تنتابها.. وتكون من باب التخفيف من الآثار النفسية لأعباء الحياة وصعوباتها.. وتصبح النكتة غير بريئة إذا اعتمدت على الشماتة والتشفي، وممقوتة إن تضمنت تطاولاً على القيم أو حوت جانباً عنصرياً.. وأسوأ النكت التي تستعمل للتأثير على أفكار الناس، أو التي تحمل في طياتها التعميم والإحباط.

أجمل النكت وألطفها حينما تكون وسيلة للتعبير الاجتماعي..
أطرب للنكتة الساخرة والمضحكة التي تنتزع الفرح من دواخلنا، وتبث المرح في أرجائنا.. كم هي جميلة النكتة الناقدة لتصرفات معينة، أو تلك التي تأتي في قالب "طقطقة" ناعمة وبريئة تثير الانتباه وترسم البسمة بلا تكلف أو إسفاف.. وفي بعض النكت جوانب إصلاحية بطابع فكاهي.

اخترت لكم اليوم "نكتتين" مصرية وسعودية.. تناسبان موضوع المقال..
* نكتة مصرية على شكل نصيحة تقول:
للوقاية من فيروس كورونا كُل كلّ يوم "بصلة".. هي "ملهاش" علاقة بالفيروس بس "هتبعد" الناس عنك لمسافة كافية.

* أثناء لزوم الناس لبيوتهم في فترة الحجر المنزلي.. استغل صانعو الطرفة الوضع فقالوا:
ايتها الزوجات، مع تنفيذ قرار حظر التجول يعتبر الأزواج أسرى عندكن فأحسنوا معاملة أسراكم حسب اتفاقية جنيف، والله ﻻ يضيع أجر المحسنين.. وواحد قال في طرفة مكملة لها عرضت الأمر على زوجتي فقالت: ما وقعت على هذه الاتفاقية!

* قفلة..
قال أبو البندري غفر الله له:
النكتة ليست ترفاً.. هي رسالة الشعوب المشفرة لمواجهة الحياة.
ولكم تحياااااتي

_________________________________________________________
·        كاتب صحفي

للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@gmail.com

نشر في اليوم، السبت 18 شعبان 1441هـ

الأربعاء، 8 أبريل 2020

صنعتهم كلمة!


صنعتهم كلمة!

علي بطيح العمري

"الكلمة" وإن كانت حروفاً ننطقها إلا أن شأنها عظيم.. فالكلمة قد تبني وتهدم.. قد ترفع إنساناً إلى قمم النجاح، وتهوي بآخر إلى حضيض الفشل.. "الكلمة" لها دور كبير في رفع المعنويات، وشحذ الهمم وفي استزراع الخير.. "الكلمة تغير.. وتصنع إنساناً.. ولها قدرة حتى على خلق وتغيير الحالة النفسية للشخص.

هنا مجرد أمثلة لعلماء وبارزين.. صنعتهم "كلمة".. مجرد "كلمة" ربما لم يلق لها صاحبها بالاً لكنها نقلت "إنساناً" من ضفة إلى ضفة، "كلمة" صغيرة حفزت وطورت ثم صنعت.

• قال الإمام "البرزالي" لتليمذه "الذهبي": خطك يشبه خط المحدثين يقول الذهبي: فحبب الله إلي الحديث!
• قال إسحاق بن راهويه لطلابه: لو جمعتم كتاباً مختصراً لصحيح سنة النبي عليه الصلاة والسلام.. قال البخاري: فوقع ذلك في قلبي فأخذت في جمع الجامع الصحيح.
• "محمد إقبال"، الشاعر والفيلسوف يقول: كلمة قالها لي أبي غيرت حياتي، حيث قرأت عليه القرآن بسرعة.. فقال يا بني: اقرأه وكأنه أنزل عليك".
• المخترع "إديسون".. سبب نجاحه يعود إلى أمه، حيث جاءت رسالة من المدرسة تعتبر الطفل غبياً ولا يمكن بقاؤه في المدرسة، ففتحتها الأم وقرأتها بصمت، وسألها الطفل ماذا هناك؟ فقالت مكتوب يا حبيبي أنك عبقري وذكي والمدرسة غير قادرة على استيعاب قدراتك لهذا يدعونني لأبحث عن مدرسة تليق بذكائك!! فكانت نقطة التحول لإديسون.

عندما نتحدث عن الكلمة الطيبة أو الإيجابية لا نعني الكلمة في ذاتها فحسب.. بل نقصد حسن توظيفها؛ لأن هناك من يملك الكلمات الطيبة لكنه لا يحسن توظيفها، فيحيلها سوء التوظيف من الحُسْن إلـى القُبح.

يقول الله مخاطباً نبيه الكريم: (ولو كنت فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك).. اختيار ألفاظك المناسبة وانتقاء كلماتك الرائعة جِداً أو مزحاً تقربك للناس، وتقرب الناس إليك.. الأساليب الفظة تنفر الآخرين منك حتى لو كنت أكبر داعية وأشهر إنسان.. هناك دعاة لا نحب أسلوبهم الدعـوي؛ لأنهم يفتقدون التعبير عن أفكارهم بلغة وأساليب لينة.

وأخيراً..
كل كلمة تطلقها – سلبية أو إيجابية - تترك أثرًا وتظل عالقة في عقل ووجدان الـمتلقي، وقد لا يزول أثرها بمر العصور وكر السنين.

* قفلة..
قال أبو البندري غفر الله له:
الكلمة كالمفتاح إذا استخدمتها صح.. إما أن تفتح بها قلباً أو تغلق بها فماً!!
ولكم تحياااااتي
______________________________________
كاتب صحفي
نشر في "اليوم"، الثلاثاء 7 شعبان 1441هـ

شكراً "كورونا".. لقد تعلمت منك!



علي بطيح العمري

"كورونا" فيروس صغير، لكنه أرهب الدول، وشل حركتها، وحملها على إقفال حدودها.. ومن باب أن لكل مصيبة جوانب مضيئة، ووراء كل محنة منحة، لقد تعلمت عدة دروس من السيد "كورونا":

* شكراً كورونا.. كشفت لنا الدول الناهضة والصارمة التي اتخذت الإجراءات لمحاصرتك.. وأظهرت لنا الدول "الكرتونية" التي عجزت عن مقاومتك، أو اتخذت إجراءاتها بعد أن مسها الضر.

* شكراً كورونا كشفت عن معادن الناس.. هناك المتوكل والمتواكل.. هناك المتشائم والمتفائل.. وكم تمنيت وجود (الحجر الإلكتروني) في إعلامنا لحجر ناشري الشائعات فخطرهم أشد.

* شكراً كورونا منك تعلمت أنه مهما بلغت قوة البشر، وصلابة الدول إلا أنها تبقى حصونها ضعيفة عن مقاومة فيروس.. وتعلمنا أهمية التعليم والعمل عن بعد.. هي موجودة من قبل لكنك ألجأت الناس إليها.

* منك تعلمت أن فيروساً صغيراً أو حشرة أو طيراً هو جند من جنود الله قد يفعل بالمتجبرين ما لا تفعله القنابل النووية.. جيش أبرهة الجرار هلك بطيور، والنمرود الملك الذي أدعي الربوبية كتبت نهايته بعوضة.. "وفيروس" قد ينهي ظالماً، ويمحو قوة بشرية.

* شكراً كورونا.. أعدت الناس إلى حفظ الأذكار، وأحييت فيهم الإيمان بالله. وذكرتنا بأهمية التوعية والوقاية اللتين نتغافل عنهما أيام الرخاء.

* لما قمت بتدريس بنتي السيدة "البندري" عبر نظام التعليم عن بعد أدركت قيمة "المدرس" في حياتنا.. لاحظت أولياء أمور طلاب عاجزين عن سد ثغرات غياب المعلمين.. ضاقوا ذرعاً بتدريس أولادهم ساعة فكيف بسبع ساعات يومياً في المدارس وطوال العام.

* شكراً كورونا.. كشفت عن مساحات الجهل المعشعشة في بعض العقول.. هناك ناس لا تفهم رسائل الابتلاء، وعلامات التخويف ويأخذونها بسخرية ويتلقونها بغباء.. وفي وجودهم حكمة؛ لنتعظ وندرك قيمة العقل والوعي!

* في الحياة هناك أشياء مخيفة أكثر مما كنا نظن، ولسنا بمنأى عنها، وأن العالم صار قرية واحدة حتى في الأمراض.. وأن حركة الحياة وإيقاعها قد تتغير وتتوقف في أي لحظة.

* شكراً كورونا.. منك عرفت أن الطاقم الطبي هو جندي مرابط على الحدود.. وأرفع "عقالي" لمسؤولي بلادي على إدارتهم لأزمتنا بكل اقتدار واستعداد وجاهزية عالية.

* شكراً كورونا على فكرة هذا المقال.. ولا جعلني الله وإياكم من "الكورونيين" أبداً.

* قفلة..
قال أبو البندري غفر الله له:
ما أغباه حينما يرى مصيبته ابتلاء، ومصيبة غيره عقاباً!
ولكم تحياااااتي

_________________________________________________________
·        كاتب صحفي

للتواصل
تويتر: @alomary2008
نشر في اليوم، يوم الثلاثاء 22 رجب 1441هـ

احذر.. رصاصات العائنين!



احذر.. رصاصات العائنين!

علي بطيح العمري

 قعدت أقلب أوراقي وكشكولاتي القديمة وعثرت على خبر صحفي، موقف لطالب "عائن" أثار صخباً في مدرسته بعد أن اكتشف أمره، فقد تأخر يوماً ما عن الحصة الأولى فدخل في أثنائها ووجد المدرس قد ملأ السبورة بالكتابة فقال: "وش هذي تقول ماكينة"!! فتصلبت يد المدرس ولم يستطع مدها ولا ردها!! هذا ما قالته تلك القصاصة.
   
وتساءلت ماذا لو وجد كل منا عائناً أو "عيّاناً" في مجتمعه أو بيئته َوعمله، كيف يتعامل معه، هل يتوارى عنه ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، أم يجامله قدر الإمكان لا حباً فيه ولكن اتقاءً لشر عينيه؟!

العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين، فكم من صحيح أمرضته العين.. لكن بعضهم أسرف في خطر العين، وصار مهووساً بها، وربما وصل الإفراط بالمهووسين إلى أن يظل الواحد أسيراً لأوهامه، فكل ما داهمه وجع، أو تعرض لعثرة ظن أنه "طب في يد عيّان".

 مما يؤخذ على الناس أحياناً "نفخ" العائن بالمدح واستعراض بطولاته وقصصه "العينية" في المجالس، صحيح أنها في سياق المجاملة لدرء خطره لكنها تحمل العائن على التعاظم والتفاخر بدلا من التصاغر، لأنه مخطئ في إيذاء عباد الله وجلب الضرر لهم فالمسلم من سلم الناس من لسانه ويده وعينه أيضاً.

والعائنون أنواع، منهم من يتحدى على الإصابة بعينه، ويقولون هناك من يملك التخيير، إذ يُخيّر المعيون أين يريدها.. وهناك من إذا أطلق سهم عينيه فإنها لا تخطئ أهدافها!!

 وللعائنين تشبيهاتهم البديعية والمسجوعة يقول "د. عبد العزيز الخويطر" في مقال ما معناه: يشترط في هذه العين أن تكون الجمل مسجوعة وفيها التشبيه.. تقول احدى القصص: خرجت دجاجة إلى فناء الدار مع صيصانها، وما هي إلا لحظات  حتى هوت عليها "حدأة" وبدلا من أن تأخذ أحد الصيصان أخذت الدجاجة الأم، ورأى هذا المشهد أحد العائنين فقال: "هب عليها أخذت الدلة وتركت الفناجين"، فاصطدمت الحدأة بالجدار، ونجت الدجاجة من شرها وعادت إلى أفراخها سالمة.

عموماً دعوا القلق والوسوسة وابدأوا الحياة، فالإسلام علمنا أن نعتقد أنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، وإن كنا مأمورين بفعل الأسباب مع التوكل على الله.

* قفلة..
قال أبو البندري غفر الله له:
تحصنوا بالأذكار الشرعية فهي قلعة أمان ولن تقوى رصاصات العائنين على اختراق حصونها.
ولكم تحياااااتي

_________________________________________________________
·        كاتب صحفي

للتواصل
تويتر: @alomary2008
نشر في "اليوم"، الثلاثاء 15 رجب 1441هـ

أسئلة "كورونية"!


أسئلة "كورونية"!

علي بطيح العمري

وأنا أكتب لكم يا سادة هذا المقال.. عن يميني أخبار سارة ومفرحة، وعن شمالي أخبار تحمل الهلع والتخويف.. عن الغول "كورونا" أتحدث.

* هناك أسئلة "كورونية" تجيء مع كورونا وغيره.. هل كورونا مرض خطير؟! الأخبار السارة تبشر بوجود نسب عالية في التشافي، ونسب الوفيات متدنية.. هل هو وباء عالمي؟! منظمة الصحة لم تصنفه بعد.. هل هي حرب بيولوجية تتقاذفها الدول للتأثير على اقتصاد دول؟! في عالم السياسة كل شيء جائز ووارد.. هل هي مصالح ومطامع لشركات الأدوية التي لم تجد علاجاً له حتى الآن لكنها في طور البحث وقد تعلن العثور عليه في أي وقت؟! لشركات الأدوية سوابق في حلب الدول بلقاحاتها.. هل الإعلام يضخم أمر كورونا؟! نعم وبالفم المليان فالإعلام مسيس ولن تجد إعلاماً محايداً!

* لا أهون من خطر الأمراض المعدية خاصة للناس قليلي المناعة، ولا أسلم عقلي لمبالغات الإعلام.. ومبالغات الإعلام في كفة، وتهويلات "الواتسابيين" القاتلة في كفة.. أخبار مضروبة، وفيديوهات وظفت خطأً.. فلا تسلم عقلك لأحد وابحث عن المعلومة من مصادرها.

* في ثقافتنا الإسلامية أحاديث وحكم تدل على توخي الحذر، قال عليه الصلاة والسلام: فر من المجذوم كما تفر من الأسد"، وقال في الطاعون: من سمع به في أرض فلا يقدم عليه". كل هذه الأحاديث من باب الوقاية التي درهمها خير من قنطار علاج.

* هناك إرشادات لوزارة الصحة، لو عمل بها المرء سينجو بعد توفيق الله تعالى، كالبعد عن الأماكن المغلقة حال وجود أي مرض منتشر، والحرص على النظافة الشخصية التي تعد صمام أمان.. وما تقوم به الدولة من استعدادات واحترازات كتعليق تأشيرات العمرة، وتجنيد الجهات المسؤولة أمر إيجابي فالوقاية خير من العلاج.

* الناس في كل مرة على موعد جديد مع الأمراض التي لم تكن في أسلافهم، فمن جنون البقر إلى أنفلونزا الطيور، والخنازير ثم "كورونا".. ما الذي يمنع أن تكون هذه المصائب بسبب ذنوب الناس وبعدهم عن الحق، لنتأمل هذا الحديث: لم تظهر الفاحشة في قوم قطُّ حتى يعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم..."، وقد تكون تلك الأوبئة للمسلمين من الابتلاء والاختبار.

* قفلة..
قال أبو البندري غفر الله له:
لكل من يمتلك منصة يطل بها على الناس.. ساهم برفع الوعي دون تهويل أو تخويف!
ولكم تحياااااتي

_________________________________________________________
·        كاتب صحفي

للتواصل
تويتر: @alomary2008
نشر في "اليوم"، يوم الثلاثاء 8 رجب 1441هـ