Translate

|| خارج التغطية ••

مقالات الكاتب: علي بطيح العُمري

الأربعاء، 29 يوليو 2020

السعادة حولك وبين يديك!

السعادة حولك وبين يديك!

علي بطيح العُمري

السعادة حلم وأمل يتمنى الناس تذوقه.. السعادة قد تكون حولك وأنت تحسبها صعبة، قد تكون في الأشياء والتفاصيل الصغيرة.. ما عليك إلا مطاردتها والبحث عنها لتعيش في ظلالها، فالسعيد من يجعل أي شيء مصدراً لسعادته.. وصناعة السعادة تكون بأبسط الأشياء حتى لو كان مجرّد كوب من الشاي.

بين يدي كتاب (أصحاب السعادة) للدكتور أحمد العرفج. وإليكم بعض روائع هذا الكتاب.

* السعادة، تعريفاتها من الممكن أن تكون بقدر السعداء، والأكثر حماقة أن نقبض على التعريف الحقيقي للسعادة، لأن كلّ سعيد وصل إليها بطريقة مختلفة.

* السعادة في القرآن تُبنى على متانة الصلة بالله.. وفي الحديث النبوي فصّل في بعض عوامل السعادة مثل: الزوجة الصالحة، والطيب، وقرّة عين كلّ مسلم وهي الصلاة.

* السّعَادَة فعلٌ قَد يَكون جَماعيًّا، وقَد يَكون فَرديًّا بمعنى أنَّك قَد تَكون سَعيداً؛ وأَنْتَ وَحيداً "مَع نَفسك".

* السعادة لها عدة اتجاهات وحالات قد تكون في راحة البال، وقد تكون في كلمة جميلة، قد تتوفر في أي وقت ومكان، والأديب أنيس منصور قال: (السعادة كلمة، ولُقمة وقُبلة أيضاً).

* السعادة ثروة متجددة، وليست ثروة ناضبة كالنفط، المهمّ أن تعرف كيف تستخرجها، وتستفيد منها.

* النجاح والقوة والنفوذ أشياء تجلب السعادة بشرط أن تحسن إدارة هذه الموارد.

* السعداء يتعاملون مع الحياة بمرونة، بلا مثالية وتشاؤم، بل يتعاطون الحياة كما هي، ويحاولون تحسين أوضاعهم، أما التعساء فيتخيلون مشاكل لا حقيقة لها، ويتناطحون مع أعداء لا وجود لهم.

* السَّعَادة عَدْوَى وقَد قَالوا: جَاور السَّعيد تَسْعَد.

* للسَّعَادة ثَلاثة عَناصر عَافية الجَسَد، وصحّة العَقْل، وسَلامة القَلب، ولها ثلاثة أركان؛ الارتباط بالخالق، والإنجاز، وتنقية القلب من الغل والحسد.

* ليس في الدنيا حياة سعيدة، وإنما فيها أيام سعيدة.

* لا يوجد خارطة للسعادة.. فالسعادة كنز بلا خريطة فابحث عنها.. والسعادة (طبخة) يطبخها الإنسان بيديه وليست وجبة جاهزة.. والسعادة مثل بطولة آسيا (صعبة قوية) لا مكان لها في قلب الانتهازي.. والسعادة - كالإصلاح - تنبُع من الداخل.

* بعضهم يجيد تأجيل السعادة بمعنى لا يفرح الآن، بل ينتظر فرصة تسنح له بالفرح، مثل السّفر أو الزواج، وتأجيل السعادة ليس من شيَم العقلاء.

* قفلة..

قال أبو البندري غفر الله له:

السعادة.. قد تكون حولك وأنت غافل عنها.. فقط فكر وتهيأ لاستقبال إشاراتها وذبذباتها!

ولكم تحياااااتي

 

_________________________________________________________

·        كاتب صحفي

للتواصل

تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@gmail.com

نشر في اليوم، يوم 8 ذو الحجة 1441هـ


مجلات راحلة وأخرى متجددة!



علي بطيح العُمري

عاش مجتمعنا في أيام الطيبين على مصادر ثقافية وروافد معرفية، فإضافة إلى الفضائيات والصحف التقليدية والإلكترونية كانت هناك المجلات.. منها ما هو اسبوعي وما هو شهري..

ومن سنوات اختفت الكثير من المجلات وتوارت تحت ضغط التقنية فعصفت بها رياح التغيير والتحول الرقمي.

لقد اختفت مجلة (المنهل) الأدبية.. موضوعاتها تشكل تحفة ثقافية ووجبة معرفية ينهل منها قراؤها.
وتوارت مجلة (المعرفة) التي أحياها وزير التعليم محمد الرشيد رحمه الله وبث فيها الحياة، وأظن أكبر رافد لها كانت اشتراكات المدارس، لكنها توارت عن الأنظار.. مجلة تربوية بحتة استغرب عجز وزارة التعليم عن دعمها.. ولا أنسى مجلة (الأسرة)، كانت مجلة هادفة ورحلت هي الأخرى.

هناك مجلة (البيان) الإسلامية.. هي موجودة عبر موقعها.. لكن إصدارها الورقي تضاءل انتشاره لأنه باشتراك وبمقابل، ومثلها مجلة (العربي) الكويتية.

يعجبني في المقابل المجلات القابضة على (جمر) البقاء، وحاضرة بقوة ومتجددة ونشيطة.. على سبيل المثال مجلة (اليمامة) الاسبوعية، تجدد يشكر القائمون عليه، وهناك (المجلة العربية) صحيح أنها لم تعد قوية كما كانت لكنها حاضرة.. وهناك مجلة (البيان) الأدبية الكويتية هي الأخرى حاضرة.

لماذا اختفت هذه المجلات بعد أن كانت ملء السمع والبصر..؟
من خلال أمثلة المجلات التي ذكرتها يمكن تقسيمها إلى نوعين.. مجلات كتبت وفاتها، وأخرى حية ما بين متطورة وأخرى تصارع من أجل البقاء.. وأظن السبب يعود إلى إدارة هذه المجلات.. إن إدراك مسؤولي المجلات لحقيقة التحول الإلكتروني يدفعهم إلى بذل المزيد من التفكير في حسن التطوير العصري وفن البقاء على الساحة الثقافية، فالذي يبدو لي أن الأمر لا يتعلق بزحف التقنية بقدر ما يعود إلى قدرة تلك المؤسسات على الصمود والتطور أو الانهيار والرحيل الثقافي.
_________________________________________________________
·        كاتب صحفي

للتواصل
تويتر: @alomary2008

نشر في (آراء)، الثلاثاء 7 ذو الحجة 1441هـ

الأحد، 19 يوليو 2020

أوقفها.. وقاومها بشدة!

أوقفها.. وقاومها بشدة!

علي بطيح العمري

في تغريدة قديمة لي قلت:

الإشاعات - أو الشائعات-- يصنعها الحاسد وينشرها الغبي ويصدقها الأحمق.. فلا تكن صانعاً ولاناشراً ولامصدقاً للإشاعات.

تنتشر الإشاعات اليوم وتتعدد اتجاهاتها وتتمدد حسب وسائلها، والشائعات في كل مكان وزمان سيما أوقات الأزمات والأحداث.

والإشاعات قديمة قدم الإنسان، وقد تعرض لها الأنبياء الكرام، ولم تسلم منها دولة، وتختلف أهداف ترويج الإشاعات ما بين سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وأمنية وغير ذلك من الأهداف، وقد تقوم بها جماعات أو أحزاب أو أجهزة معنية فى دولة أو عدة دول معادية.

عزيزي القاريء وعزيزتي القارئة..

هناك عدة خطوات للتأكد من صحة أي خبر أو صورة أو فيديو أو حتى معلومة تأتيك، تأكد حتى لا تنشر «ما هب ودب» وتأكد حتى لا تساهم في نشر معلومة خاطئة أو تنشر شائعة قد تلحق الضرر بأشخاص، أو ترسم صورة وانطباعاً سلبياً ما، أو تساهم في إثارة الرأي العام.

أولا: كن واعياً ومطلعاً.. الوعي يجعلك قادراً على فحص محتوى أي رسائل تقتحم عالمك الافتراضي، فبعض الرسائل لا يصدقها عقل.. واطلاعك يمكنك من معرفة القديم والجديد من الأخبار، ومعرفة الأشياء المكررة، بعض المواد المنشورة في وسائل التواصل الاجتماعي يتم تداولها بأكثر من تعليق.

ثانيا: لا تصدق كل ما يقال حتى وإن كان المرسل أمينا وصادقاً قد يكون وقع في (فخ)  الإشاعات.

ثالثا: ابحث عن المواد التي تصلك عبر «السيد تويتر» أو حتى من خلال «الشيخ قوقل» أو أسأل متخصصاً أو مهتماً للتأكد من صحتها ومعرفة زمانها ومكانها.

رابعاً: في وسائل الإعلام لا تتقمص دور (القاضي) وتحكم على أي أحد أو قضية من خلال صورة مجتزأة أو فيديو مقصوص أو تغريدة عابرة.

خامساً: ضع قوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا على مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِين» شعاراً لك، حتى لا تظلم أحداً.. وضع حديث النبي عليه الصلاة والسلام «كفى بالمرء إثماً أن يحدّث بكل ما سمع» نصب عينيك، لتوخي الصدق والموضوعية فيما ترسل وتنشر.

 

* قفلة..

قال أبو البندري غفر الله له:

اجعل جوالك نقطة (تفتيش) لا نقطة (عبور) لكل شاردة وساقطة!

ولكم تحياااااتي

_________________________________________________________

·        كاتب صحفي

للتواصل

تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@gmail.com

نشر في اليوم، 27 ذو القعدة 1441هـ


نظرية الموزة!



نظرية الموزة!

علي بطيح العمري

أثناء سيره نحو عمله لاحظ الموظف وجود قشرة موزة على الأرض.. وكردة فعل طبيعية انحنى لالتقاطها ليلقيها في سلة المهملات.. مسؤول الموارد البشرية أمسك بيده قائلاً: هل يدخل هذا ضمن عملك؟ وهل أنت مؤهل لفعله؟! قال: لا، لكنه فعل خير.. قال المسؤول: يلزمك دورة تدريبية لتتعلم الطريقة الصحيحة لانتشال الموزة، ولتأخذ شهادة معتمدة!!

بعد حصوله على الشهادة عاد الموظف لانتشال الموزة فأوقفه هذه المرة موظف (الجودة) قائلاً: الموضوع ليس بالسهولة التي تتخيلها، لدينا إجراءات يجب احترامها.. ادخل على موقع الشركة، واملأ النماذج المطلوبة قبل أن تلتقط الموزة!! وبعد أن أكمل المطلوب، عاد الموظف لينتشل الموزة (العصية)، لكن المدير أوقفه هذه المرة: عفواً لقد أمرنا بتشكيل لجنة لدراسة قضية الموزة وعليك الانتظار لحين صدور قرارها!! وبعد وقت غير قصير خرجت اللجنة بتقرير من 500 صفحة يوصي ببناء سلم جانبي، وتعيين موظفين لتغيير مسار المشاة بعيداً عن الموزة الملقاة!!

الطرفة السابقة هي سخرية (كاريكاتورية) من البيروقراطية الجديدة التي عادت لنا تحت فلسفة الجودة والتخطيط؛ فأغرقت الكثير من المؤسسات والمنظمات وأعاقتها عن الإنتاجية تحت دعاوى التنظيم... بتصرف من كتاب حروبنا الاليفة للكاتب محمد البلادي، هي بعنوان افعل الخير على أية حال، وأنا سميتها (نظرية الموزة).

(نظرية الموزة) منفرة وغير مهضومة.. لأننا نأتي إلى أشياء سهلة وروعتها تكمن في سهولتها، ثم نضع لها قانوناً، ونضع فوق ذلك القانون قوانين أخرى.. ومن ثم نطوق السهل بحبال موثقة حتى يصير حل عقد هذه القيود والتعقيدات البيروقراطية صعباً ومكلفاً.

أشياء صغيرة في حياتنا لكننا كبرناها.. وأمور يسيرة في قطاعات العمل والوظائف لكننا صعبناها بتدخلاتنا اللا مسؤولة في الكثير من زواياها ودهاليزها.. يأتي مسؤول ويقرر.. ثم يأتي آخر ويقرر قرارات أخرى... وفي النهاية يتحجر الواسع.. والأمثلة على النظرية كثيرة، تجدها في قطاعات حكومية وخاصة، بل وحتى عاداتنا التلقائية عقدناها.

حياتنا فيها الكثير من التعقيدات ليست كما هي حياة القدامى.. لذا من النصيحة أن نترك الأمور السهلة تتدفق كما هي.. وإذا كان الإسلام على مستوى الديني نهى عن التعسير فقال النبي - عليه الصلاة والسلام - يسروا ولا تعسروا.. فدنيانا أولى بالتيسير.

* قفلة..
قال أبو البندري غفر الله له:
مقولة أعجبتني: إذا أردت أن تقتل قضية أو فكرة فاعمل لها لجنة!
ولكم تحياااااتي

_________________________________________________________
·        كاتب صحفي

للتواصل
تويتر: @alomary2008
نشر في (اليوم)، الاثنين 22 ذو القعدة 1441هـ