Translate

|| خارج التغطية ••

مقالات الكاتب: علي بطيح العُمري

الخميس، 20 أغسطس 2020

رحيل الأعوام وتسارع الأيام!

 

رحيل الأعوام وتسارع الأيام!

علي بطيح العمري

عندما ألقي نظرة على آخر ورقة في التقويم في كل عام أتأمل رحيل الأعوام وتسارع الوقت، وأدرك قدرة العظيم سبحانه وتعالى على تغيير الأحوال من حال إلى حال على قول الشاعر:

ما بين غمضة عين وانتباهتها 

يغير الله من حالٍ إلى حالِ


* التقويم محمّل بثلاثمئة وستين ورقة.. أين ذهبت تلك الأوراق؟!

 هي نقص من أعمارنا، وتقارب للمسافة بيننا وبين آخرتنا.. هي أعمال أودعناها صحائفنا بخيرها وشرها.. هي أيام أعز الله فيها أقواماً وأذل آخرين.. هي أيام أغنى الله أشخاصاً فيها وأفقر غيرهم.. هي أيام جاء فيها ناس إلى الدنيا، وودعها ناس.. هي أيام حصلت فيها كوارث وأحداث.. هكذا هي الدنيا وهكذا أراد لها مولاها.. يقول الله في كتابه:

"كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْن".. قيل في تفسيرها؛ من شأنه أن يغفر ذنباً ويفرج كرباً ويرفع قوماً ويضع آخرين، ويجيب داعياً، ويحيي ويميت، ويعز ويذل، ويرزق ويمنع..

فيا رب اكتب لنا من الأقدار أجملها، ولا تغير علينا حالاً إلا لأحسنه.


* جاءت أحاديث تشير إلى تسارع الايام في آخر الزمان حتى أن السنة تمر على الناس كالشهر، والشهر كالاسبوع، والاسبوع كاليوم، واليوم كالساعة، والساعة كاحتراق السعفة.

في زماننا اليوم تم اختصار المسافات، فالمسافات التي كان الناس يقطعونها على الإبل في شهر باتت تقطعها السيارات في جزء من اليوم، والطائرات في ساعات.. أيضاً التقنية وخاصة أجهزة الاتصالات وتطبيقاتها اختصرت الوقت.. فالساعة التي تقضيها على جوالك تمر عليك كدقائق لا تشعر بها.

لم نعد نشعر بطول الوقت الا إذا فقدنا أجهزتنا أو تعطلت تطبيقاتها، هنا تشعر بطول الوقت.. ولعل هذا المعنى العام لنظرية (أينشتاين) النسبية.


* للشاعر (حسن عبد الله العُمري)، وأسميه (شاعر المخواة) أبيات يقول فيها:

عامٌ يودّعنا لعامٍ بعدَهُ

 والذكرياتُ ودائعُ الأيامِ

مرّ الصّبا كالغيمِ فوقَ سمائنا

يسقي الطموحَ بروضةِ الأحلامِ

أهلاً بعامٍ عن قريبٍ راحلٍ

  والعمْرُ يشكو زحمةَ الأعوامِ

 

* قفلة..

قال أبو البندري غفر الله له:

جدد إيمانك وحدث أفكارك.. وإلا كنت نسخة مكررة كل عام!

 ولكم تحياااااتي

_________________________________________

·        كاتب صحفي

للتواصل

تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@gmail.com

 

الخميس، 13 أغسطس 2020

صور من حياتنا!


صور من حياتنا!

علي بطيح العمري

كما أن حياتنا من صنع أفكارنا كذلك هي من صنع أيدينا.. بأخلاقنا مع غيرنا، وبتعاملنا الإيجابي حتى مع أنفسنا نصنع حياتنا.. ومن أدعية النبي الكريم - عليه الصلاة والسلام-: اللهم أصلح لي دنياي التي فيها معاشي".

هنا صور من حياتنا.. نحن صنعناها بأفعال سيئة نتيجة أفكار سلبية جعلت حياتنا تتناقض.

* يقضي بعضنا (الساعات) في سماع الشيلات والاغاني.. أو متابعة المسلسلات والمباريات بمتعة ولذة.. ويستصعب قراءة أو سماع (دقائق) لكتاب.. في حياتنا صرنا (كرماء) في إنفاق الساعات على (اللهو)، و(بخلاء) في تخصيص الدقائق للجد والمفيد.

* لا يعجبه أحد.. ينتقد كل شيء.. يدقق في تصرفات الناس ويلاحظ حتى أخطاءهم الصغيرة والقديمة.. عنده أخطاء يدركها لكن يتعامى عنها وهي أولى بالإصلاح..  تأملك لهذه النوعيات من البشر يحملك على حمد الله على نعمة البصر والبصيرة.

* يشتري (مشروباً) يقارب العشرين ريالاً ليستمتع به (لحظات).. ويستخسر أن يشتري بتلك القيمة (كتاباً) ليرتقي به (الدرجات)!

* أمران يفسدان المسؤول.. المدح الزائد والمبالغة فيه.. والترزز في وسائل الإعلام الجديد.


* لم يعد يستمتع بلذة قهوته الساخنة؛ لأنه انشغل بتصويرها وبث صورها فبردت وبردت معها اللحظات الجميلة، لم نعد نفرح باكتشاف آثار نرتادها أو أماكن جديدة نزورها نكتفي فقط بصورة لملامحها.

يرتاد (هو) محلاً.. وتتسوق (هي) من أجل صورة لبثها.. هوس التصوير يا سادة حول حياتنا إلى فلاشات.. نهتم بتوثيق الشيء بدل الاستمتاع به!

* يعجز عن إزالة "مخلفاته" التي تشوه منظر البيئة وتزعج من يرتاد هذه المنتزهات، ثم يتحدث مع أصدقائه عن "فساد" البلدية وعن تقصير عمال النظافة.. وفي الشوارع وعند الإشارات يفتح باب سيارته ويرمي "نفاياته"!!! ثم يجلس متكئاً على أريكته في المجالس ليتحدث عن نظافة الشوارع في ماليزيا!!

أخيراً..

 الإنسان السلبي يقر بالقصور، لكنه يساهم في تقليل السلبيات ولا يكون سبباً في زراعة أذى أو نشر فساد..

الإنسان الإيجابي يستفيد من التقنية، ويستمتع بوسائل العصر لكنه لا يستسلم لسلبياتها، ولا يغوص في مستنقعاتها!

 

* قفلة..

قال أبو البندري غفر الله له:

بشأن إخفاقاتك.. يداك (أوكتا) وفكرك (نفخ)!

 ولكم تحياااااتي

 _____________________________________________________

·        كاتب صحفي

للتواصل

تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@gmail.com

نشر في اليوم، 23 ذو الحجة 1441هـ