Translate

|| خارج التغطية ••

مقالات الكاتب: علي بطيح العُمري

الثلاثاء، 28 سبتمبر 2021

قبل وبعد الزواج!

 

قبل وبعد الزواج!

علي بطيح العُمري

* قبل الزواج..

(هي) في غرفتها تتصفح جوالها، و(هو) في الحوش يرتشف الشاي ويقرأ رسائلها... ترررررن .. ألو، هلا بالزين.. كل شوي أفكر فيك.. هي: لا.. ما يصير.. هو: الحب عذاب.. اسمعي اليوم بأمر عليك.. قالت وقد طارت من الفرح: هلا بأحلى طلة.. تسلمين يا حبي، أجيب لك شيء.. لا حبيبي تسلم لي لا تكلف على نفسك.. لازم أمر السوق ولو كان بعيداً واشتري لك.. طيب حبيبي وأنا راح أسوي لك أحلى حلى، أنا في انتظار الحب.. هو: خلاص قفلي صعب أقفل في وجه القمر.. هي: ولا أنا مستحيل.. هو: عندي حل أعد إلى ثلاثة ونقفل مع بعض...


* بعد الزواج:

هي في المطبخ وهو طالع من الدوام.

ترررررن.. تررررررن.. أيش فيك.. هو: أنت اللي أيش فيك، ساعة حتى تردين.. هي: بلا عصبية في المطبخ وبعيدة عن الجوال، وبعدين صارت اتصالاتك مزعجة.. هو: المهم جهزي الأكل ميت جوع.. الأكل سيتأخر.. يا سلام! وينك من الصباح.. هي: نمت وصحيت متأخرة.. لكن وينك؟

هو: قريب.. هي: مر البقالة خذ لنا أغراض ستزورني صديقتي.. هو: يا كثر طلباتك هذا وقته، ليه ما قلت من الأول.. ألو.. ألو..

 

ما سبق موقف رمزي بين زوجين..

حياتنا الزوجية خصبة عاطفياً زمن الخطبة والملكة.. لكن سرعان ما يتلاشى ذلك الربيع العاطفي، أو تقل درجات اعتداله.

لماذا تختلف حياة الزوجين قبل وبعد الزواج.. هل كان الحب عقلانياً في فترة الخطبة أم كان عاطفياً؟، هل كانت فكرة الزواج نتيجة أحلام وردية نُسِجت خيوطها على الخيال؟ هل كنا نعيش الحب أم مجرد إعجاب؟ 

لكن في المقابل أليست طبائع البشر أن يطربوا لبدايات الأشياء ويقل حماسهم فيما بعد؟ أليست جاذبية بعض الأشياء تنقص بالاقتراب منها، وتزداد بالابتعاد عنها؟!


طبيعي أن حياتنا اليومية تتأثر بنفسياتنا وتتمدد بظروفنا وتنكمش بمشكلاتنا.. فالإنسان يتقلب ولا يكون على حال حتى في العبادات للنفس إقبال وإدبار.. إذ يمر علينا لحظات نتمنى الصلاة عشر ركعات ونمر بأوقات نتثاقل فيها ونقتصر على الواجب من الركعات والأذكار.

من الصعوبة أن تظل حياتنا اليومية بنفس الوتيرة لأنها معرضة للشد والجذب.. المهم أن يكون (هو وهي) فاعلين ورائعين في الحفاظ على كيان الأسرة وألا ينهار هذا الكيان بموقف عابر وفهم خاطئ .. والأهم أن يستمر الحب والعدل والحفاظ على المشتركات التي تجمع الزوجين.. وإن تصدعت صخرة الحب يوماً فلتبق الرحمة والمروءة.

 

* قفلة..

قال أبو البندري غفر الله له:

حياتياً.. ترتفع وتنخفض، تنكمش وتتمدد وفق أفكارك!

ولكم تحياااتي

_________________________________________________________

·        كاتب صحفي 

للتواصل

تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@gmail.com

نشر في اليوم 11 /2/ 1443 – 18 /9/ 2021

سالت في سكك المدينة!

 

سالت في سكك المدينة!

علي بطيح العُمري

لما نزل قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون)، أمر الرسول عليه الصلاة والسلام منادياً ينادي بتحريم الخمر، وفي مجلس من مجالس الصحابة الكرام كان أنس بن مالك يسقي القوم.. فلما سمعوا المنادي، قال له أبو طلحة: اخرج وانظر هذا الصوت، وبعد التماس الخبر: قال: هذا مناد ينادي أن الخمر قد حرمت، فَقال أبو طلحة: اذْهَب فأهْرِقْها.. وكذا فعل الناس كسروا أواني الخمور وأراقوها في الطرقات فجرت في سِكَك المَدِينَة.


أراقوا – أو أهرقوا – الخمر وسالت في سكك المدينة.. هنا مربط الفرس. 

قلت في مقال سابق:

مع إننا مسلمون، لكن في أحايين كثيرة أشعر أننا ببعض السلوكيات نبتعد قليلاً عن روحانية الإسلام.


* الخمر محرمة إلى قيام الساعة، حتى وإن سميت بغير اسمها، حتى لو اخترعوا لها ألف شكل ومئة تبرير لتصنيعها والسماح بتداولها ووجودها. 

* امتثال عجيب من الصحابة في تطبيق الآيات والأحاديث.. أين نحن من هذه الميزة نسمع الآيات وندرسها لكن لا تتجاوز حناجرنا وآذاننا، حتى الجن كانوا أحسن منا ففي لقاء واحد سمعوا شيئا من القرآن فعظموه، (قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآناً عجباً).


يا لجمال ويا لروعة الانصياع لأوامر الله ورسوله..

مجرد خبر وصلهم عن تحريم الخمر التي كانوا يتعاطونها من قبل أراقوا ما لديهم اتباعاً وطواعية.

فهل نحن (أرقنا) وتخلصنا من كل المحرمات والسلوكيات التي نقترفها بمبررات احتيالية وبدون مبررات. 

هل تركنا قطيعة الرحم.. ووصلنا أرحامنا وذللنا العقبات التي تعيق التواصل من أجل الله ورغبة في الأجر؟

هل تركنا الغش في البيع والشراء والجشع في رفع الأسعار واستغلال الناس لأجل أن الرسول الكريم حرم الغش وأن في الحلال غنية عن الحرام.

هل أهرقنا - أو أرقنا - عقوق الآباء، وعرفنا ما لهم من حق، فالوالد أوسط أبواب الجنة، والجنة تحت قدمي الأم.

إذا علمنا حق الجار، وأن جبريل كان يوصي النبي عليه الصلاة والسلام به حتى كاد أن يورثه.. فهل أرقنا كل سبل التقاطع والتشاحن ورممنا علاقاتنا مع جيراننا ومع بقية الناس ولو بكلمة فيها جبر خاطر أو بسلام من بعيد!

 

* قفلة..

قال أبو البندري غفر الله له:

الإسلام؛ أن تستسلم لأمر الله ونهيه بلا اعتراض.

ولكم تحياااتي

________________________________________________________

·        كاتب صحفي 

للتواصل

تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@gmail.com

اليوم، السبت 4 /2/ 1443هـ - 11 /9/ 2021

تعلم لغة اليهود!

 

تعلم لغة اليهود!

علي بطيح العُمري

في سيرة الصحابي الجليل زيد بن ثابت رضي الله عنه، قال: أمرني النبي صلى الله عليه وسلم أَن أتعلم كتاب يهود - أي لغة اليهود -، وقال له: إني والله ما آمن يهود على كتابي.. فأتقن زيد اللغة في نصف شهر.


* كانت ولا تزال الرغبة هي (الدينمو) والمحرك لتعلم أي مهنة واحتراف أي حرفة.

* كان الرسول الكريم يكتشف مواهب الناس، ويستثمرها، فزيد أتقن لغة اليهود، وخالد بن الوليد موهوب في القيادة العسكرية، وعثمان بن عفان كان ثرياً فوجهه للاستثمار في هذا الاتجاه، وعبد الله بن مسعود قارئ ماهر، وحسان بن ثابت شاعر، وجعفر بن أبي طالب خطيب تغلب بفصاحته على مكر عمرو بن العاص في قصتهما مع النجاشي. 

* نخطئ اليوم حينما لا نضع الناس في منازلهم ووفق رغباتهم.. الرسول الكريم في مسألة اللغة لا يحتاج إلى صوت بلال، وإذا جاء وقت الأذان فلا حاجة لبلاغة حسان، وإذا أتى وقت الشعر فلا مكان لعثمان، وإذا دعت الحاجة للمال فلها الأثرياء كعثمان وأبي بكر.


* يخطئ الناس حينما يرون أن شخصاً ما يصلح للقيادة لأنه متدين فقط.. وأن رجلاً يكون إدارياً لأجل شهرته دون النظر إلى موهبته أو تخصصه.. وضع الناس في غير رغباتهم قد يضرهم ويضر المجتمع.

*  الذكاءات متعددة، من الطلاب من لديه ذكاء رياضي ومنهم من يمتلك ذكاءً لغوياً، وآخر شرعياً ورابع فنياً.. والمطلوب من الأسر والمدارس تلمس مواهب الطلاب ومن ثم توجيههم نحو ميولهم، حتى يستفيدوا ويستفيد مجتمعهم، وهذا ما فعله الرسول مع زيد ومع غيره. 

* أتفهم تدخل بعض الأسر في توجيه أولادهم لتخصصات الطب والهندسة مثلاً وهذا لا شيء فيه إن كان لديهم استطاعة على اقتحامها.. لكن إن كانت قدراتهم لا تطيق هذه التخصصات فهو ظلم لهم، والأفضل ترك المجال لما يناسب ميولهم، وما يدريك أنه لو تخصص في مجال يهواه لفاق آلاف المهندسين والأطباء.


تصوروا.. لو أُجبر الإمام أبو حنيفة على دراسة الطب.. لن تزيد البشرية بزيادة طبيب لكنها كانت ستخسر فقيهاً كان الناس عالة على فقهه كما وصفه العلماء.. وتخيل لو أن أبا الأسود الدؤلي لم يكن لغوياً لخسرت البشرية نعمة تنقيط الحروف وضبط حركاتها!

 

* قفلة..

قال أبو البندري غفر الله له:

في مسألة الاكتشاف.. لا تحتاج إلى ترحال وكر وفر.. فقط تحتاج إلى النظر (بعيون جديدة)!

ولكم تحياااتي 

_________________________________________________________

·        كاتب صحفي

للتواصل

تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@gmail.com

نشر في اليوم، السبت 20 /1/ 1443 – 28 /8/ 2021

حياتنا.. (كورة)!

 

حياتنا.. (كورة)!

علي بطيح العُمري

الحياة مثل كرة القدم.. اللاعب هو أنت.. المرمى أهدافك التي تريد تحقيقها في هذه الحياة.. قوانين الكرة هي الأخلاقيات التي تلتزم بها في سلوكك وتعاملك مع نفسك ومع الغير.. أما المدرب فهو الشخص الذي علمك يوماً ولو للحظات، وما أكثر الذين يمكن أن تتعلم منهم.. الفريق الخصم بمثابة العقبات التي تواجهك في الحياة، عليك مراوغتها، واقتحامها دون أن تنهشك أو تطرحك أرضاً، تفنن في مداعبتها، وتجاسر في مواجهتها.


لاعبو فريقك هم أصدقاؤك في الحياة وزملاؤك وشلتك، يساندونك لتنجح.. أما لاعبو الفريق الآخر فهم خصوم، يفرحون بزلة يستغلونها، بعضهم يستفزك، وآخر يتواضع ويهنئك بالفوز.. الحياة مثل الملعب تلقى فيه من هو معك، وتجد من هو ضدك..

الحكم كل فرد يرشدك إلى أخطائك ويخالفك يريدك أن تكون (نظيفاً) في تعاملك.. الجمهور يصفق لك.. لكنه قد يكرهك إن كنت همجياً تتلاعب بمشاعرهم. 

*  في المباريات كما أنك تسجل أهدافاً توقع أن تسجل عليك أهداف، وفي الحياة قد تحقق إنجازات وتكسب (حسنات)، لكن انتبه مما يسجل عليك بسبب غفلتك وتهاونك.

* في ملاعب الحياة.. (النجاح) أفضل وسيلة للهجوم، و(التسامح) أفضل وسيلة للدفاع.


* في الحياة قد لا تجد العديد من الفرص (للترجيح) بينها، لذا اقتنص الفرص المواتية، وانتبه لتمريراتك الخاطئة ممكن تكون مكلفة.

* حتى في الحياة قد تحرز هدفاً رائعاً.. لكنه لا يكفيك للتأهل.. وإن أهدرت فرصاً للتهديف؛ لا تحزن الفشل طريق الوصول. 

* أقبح قوانين الحياة ما كانت على شاكلة قانون (التسلل) الذي يفجر حالات الجدل والخصام.. عدم رضا الناس عن (الحكم) يخبرك أن هناك أشياء حياتية نسخط منها لكنها واقع لا محالة، فكرهنا لها لن يغيرها.


* أسوأ ما في كرة القدم؛ بعض لاعبي (الاحتياط).. ربما يخفي فرحته بإصابة زميل ليحل مكانه، فسقوط أحدهم هو إعلان لقيامك.. بالطبع لا أحد يأخذ رزق أحد..  لكنها وحشية الحياة أحياناً.

* الانسحاب من مباراة، مثل تراجعك عن قرار.. لا يعني ضعفك إنما يعني أن امكاناتك وفق ظروفك لا وفق واقع الآخرين.

 

* قفلة..

قال أبو البندري غفر الله له:

كل مجالات الحياة تحتاج إلى (أقدام) (وإقدام).. قاتل لتكون حياتك أجمل؛ فالحياة عقيدة وجهاد.

ولكم تحياااتي 

_________________________________________________________

·        كاتب صحفي

للتواصل

تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@gmail.com

نشر في اليوم، السبت 13 /1/ 1443 – 21 /8/ 2021

نظرات في حوادث البطش بالزوجات!

 

نظرات في حوادث البطش بالزوجات!

علي بطيح العُمري

أخبار مؤلمة باتت تحملها إلينا وسائل الإعلام وتبثها، بعضها يوجع النفس ويعتصر القلب.

ومن هذه الأحداث حوادث قتل الزوجات على يد أزواجهن، وما دون القتل من الضرب والعنف.. بنات بريئات يذهبن ضحية لزوج سكير غارق حتى الثمالة في أوحال المخدرات، أو على يد زوج معتل نفسياً.


على من يلقى اللوم في زواج البنات من مدمن أو من مريض نفسي أو من جاهل لا يقيم للزواج وزناً؟!

 أرى أن اللوم الأكبر يوجه إلى أسرة الزوج.. حرام عليهم يرمون بابنهم في أحضان فتاة لا تعرف حاله فتتورط معه.. من الخطأ اعتقاد بعض العوائل أن بنت الناس هي مصنع من خلاله يمكن إعادة ضبط إعدادات ابنهم المنحرف.. لذا شاعت مقولة: (زوجوه يعقل)؛ وكأن المطلوب من البنت أن تتحول إلى مُصلِحة وأن تكون مربية وسوبر مان ينقذ (فلتان ودشرة) الابن. 

وحتى يكون الزواج ناجحاً.. على الأهل تأهيل أولادهم تربوياً ونفسياً، بعض الشباب تشعر أن لديهم هشاشة نفسية واجتماعية لا يستطيع معها تحمل ضغوطات الحياة ومواجهة صراعاتها.. عليهم تأهيلهم ليدركوا أن الزواج حياة أخرى لها مشاكلها وليس طريقاً مفروشاً بالورود ومعبداً بالرومانسية.. وعلى أهل البنت التريث في (فحص) عريس المستقبل وألا يتعجلوا الزج ببنتهم في عهدة من لا يكون على قدر المسؤولية.. ولا يخدعهم ظاهر الشاب بحجة أنه من الجيران أو من القرابات.. عليهم أن يأخذوا الوقت الكافي ولو طالت المدة للسؤال والبحث من كل النواحي التعليمية والتربوية وتعامله مع الناس، والتدين الحقيقي لا الظاهري.

أيضاً على أسرة الفتاة أن تعطي البنت حق تقرير مصيرها في قبول أو رفض الزواج، فمن الخطأ مصادرة رأيها أو التأثير والتشويش على رأيها بحجة أن الشاب من (الجماعة) أو من المعارف ومن علية القوم أو أن قطار الزواج سيتجاوزها.

وأضم صوتي إلى من يطالب الجهات المسؤولة بضرورة اعتماد الفحص الطبي للمخدرات والحالة النفسية للزوجين ضمن الفحص الطبي قبل الزواج؛ ليكون كل طرف على علم بحالة الطرف الآخر قبل أن يقع الفأس بالرأس، فالزواج ميثاق غليظ وليس موضة مستهلكة أو هواية نلهو بها وقت الفراغ.


* قفلة..

قال أبو البندري غفر الله له:

البنت \(حسنة) تثاب عليها.

ولكم تحياااتي

 _________________________________________________________

·        كاتب صحفي

للتواصل

تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@gmail.com

نشر في اليوم، السبت 6 /1/ 1443هـ - 14 /8/ 2021