Translate

|| خارج التغطية ••

مقالات الكاتب: علي بطيح العُمري

الأربعاء، 2 فبراير 2022

لا تصنع بالوناً!

 

لا تصنع بالوناً!

علي بطيح العُمري

في عالم النجاح وإدارة الذات نجد من النصائح المهمة ألا تهتم بالصغائر.

قعدت أتأمل حديثاً لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت فيه: كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتيني فيقول: هل عندكم غداء؟! فتقول: لا.. فيقول لها: إني صائم.

جملة.. (هل عندكم غداء) هي مربط الفرس.. وجوابها (إني صائم) قاعدة نفيسة في راحة البال..

إذا أردت السعادة النفسية، ورغبت في الحصول على قدر كاف من راحة العقل والذهن فابتعد عن صغائر الأمور.. لا تركز عليها.. لا تجعلها هماً يضاف إلى مشاغلك الكبرى.. فأكبر المصائب عندما نركز على الصغائر فتستفزنا فنكبرها وتخرجنا عن أطوارنا فنتصرف تصرفات بلهاء..

لو تأملنا حياتنا لوجدنا أن الأسباب التي تعكر مزاجنا، وتحرق أعصابنا، وتكدر لحظاتنا الفرائحية وتحملنا على ارتكاب الخطايا، في معظمها أمور صغيرة، وربما تافهة كان بالإمكان تركها وتجاوزها.


هل عندكم غداء..؟ كان الجواب إني صائم.. وانتهت القضية..

هل عندكم غداء.. طلب وسؤال لأمر صغير وعادي.. يتحول أحياناً في حياة بعضنا إلى مشكلة.. مع أن تجاوزه سهل  (إني صائم).. تقبل الوضع وتجاوز ترتاح وتريح غيرك..


* إذا زاد الملح في طعام.. الإيجابي يتقبله بصدر رحب بينما السلبي يقيم الدنيا لأجل هذه الزيادة..

* تتصل على صديق لأمر مهم فلا يرد عليك.. الأمر عادي لدى إنسان، لكنه مشكلة تتحول إلى عصبية وغضب عند إنسان آخر..

* نقص سكر أو زيادته في مشروبك المفضل يمكن تقبله بسهوله، فالدنيا لا تكتمل والحياة دوماً ناقصة حتى في تفاصيلها الصغيرة.. لكن بعضهم يصرخ في وجه عامل المقهى، وآخر يلعن ويسب فيرتكب الإثم.. والأمر سهل!

* تلبس ثوبك النظيف ثم يلطخه طفلك الذي عانقك، أو ينسكب عليه قطرات من كأس الشاي، لا تقلق فالأمر بسيط لا يحتاج إلى حرق أعصاب!

*  استفزك سائق متهور فلا تجاريه التهور.. موقف عابر امض في طريقك.. وإلا دخلت في دوامة قد لا تحمد عقباها.


لا تجعل صغائر الأمور هي التي تقلب مزاجك.. وحالتك الذهنية..

تسام يا صديقي عن التوافه.. وترفع عن حماقات الآخرين..

تذكر أن الحياة خلقت لتكون ناقصة لا تكتمل لأحد ولو كان نبياً رسولاً.. وعلى قولهم: لا تصنع بالوناً من كل فقاعة صابون.


* قفلة..

قال أبو البندري غفر الله له:

تغافل وريح بالك.. فعقلك لا يحتمل خوض معارك تافهة!

ولكم تحياااتي

_________________________________________________________

·        كاتب صحفي

للتواصل

تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@gmail.com

نشر في اليوم، السبت 26 /6/ 1443 – 29 /1/ 2022

 

متى آخر مرة فرشت أسنانك؟!

 

متى آخر مرة فرشت أسنانك؟!

علي بطيح العُمري

يقول "عنترة بن شداد" متغزلاً بمحبوبته "عبلة":

ولقد ذكرتك والرماح نواهل مني

وبيض الهند تقطر من دمي

فوددت تقبيل السيوف لأنها

لمعت كبارق ثغرك المتبسم

ومعنى بارق ثغرك هي اللمعة التي تكون على الشفتين، فــ"عنترة" في هذا البيت وصف "عبلة" بأن أسنانها بيضاء تشبه حبات اللؤلؤ!

 

خلوا عنكم قضية أن "عنترة" يذكر "عبلة" في وقت التحام الصفوف وضربات السيوف، فالشعراء يبالغون وفي كل واد يهيمون.. يهمنا ثغر "عبلة" الباسم، ولمعان أسنانها فربما كانت تشبه اليوم "تبييض" الأسنان الذي تقوم به المستشفيات.

وقد تساءلت في مقال قديم أوردت فيه بيت عنترة السابق وقلت: سمع شخص شعر عنترة في وصف ابتسامة "عبلة" وتساءل: أي معجون كانت تستخدمه "عبلة" لتلميع أسنانها!؟ بالتأكيد لم يكن هناك معاجين ولا وصفات، لكن السواك، والاهتمام بنظافة الفم والأسنان من الجمال المطلوب.


إذا كانت أسنانك لؤلؤية تلمع وفمك زكي الرائحة فذلك فضل من الله، إما إن كانت دون المستوى فالأهم أن تحافظ على نظافتها، ومع نظافتها سينظف فمك وينعكس على رائحة نفَسَك!


يقول شيخنا "ابن الجوزي" - عليه سحائب الرحمة- في كتابه الماتع "صيد الخاطر".. وأنا هنا سأنقل الشاهد لهذا المقال:

تلمحت على خلق كثير من الناس إهمالهم أبدانهم، ومنهم من لا ينظف بالخلال بعد الأكل - يقصد ما تُخلل به الأسنان -.. ومنهم من لا يكاد يستاك.. فيعود هذا الإهمال بالخلل في الدين والدنيا.. أما الدين فإنه قد أُمر المؤمن بالتنظف.. ونُهي عن دخول المسجد إذا أكل الثوم، وأمر الشرع بالسواك... وأما الدنيا فإني رأيت جماعة من المهملين أنفسهم يتقدمون إلى السِّرار - يقصد الذي يدنو منك ليسر لك بحديث -، والغفلة التي أوجبت إهمالهم أنفسهم أوجبت جهلهم بالأذى الحادث منهم. فإذا أخذوا في مناجاة السر لم يمكن أن أعرض عنهم فألقى الشدائد من ريح أفواههم.. ولعل من وقت انتباههم ما أمرّ أصبعه على أسنانه... وكان - صلى الله عليه وسلم- لا يفارقه السواك، ويكره أن يُشم منه رائحة ليست طيبة".

وأورد ابن الجوزي أحاديثاً كثيرة عن السواك، كحديث: "السواك مطهرة للفم مرضاة للرب".


ما عاناه ابن الجوزي نعانيه اليوم..

أصعب اللحظات لما تقف بجانب واحد يتجشأ فتنبعث منه الروائح النتنة، وإن كان في الصلاة فالوضع أمرّ وأشد على المرء من وقع الحسام المهند، وفي أحايين لطالما هممتُ بقطع الصلاة وتغيير المكان لما أقف بجنب أحد هؤلاء.. وأصعب المواقف لما يهمس في أذنك ويقترب منك مدخن ثرثار!! وفي كلا الموقفين أعانك الله وتولاك برحمته..!


في الطب هناك علاقة وطيدة بين صحة الفم والأسنان وصحة الجسم، فصحة الفم تعتبر جزءاً لا يتجزأ من الصحة العامة للإنسان، وتدهور صحة الفم من شأنه تعريض جسم الإنسان لأمراض عدة!


لذا ينبغي أن نطرح على أنفسنا بين وقت وآخر هذا السؤال:

متى آخر مرة فرشت أسنانك؟.. والإجابة عند من آذوا الناس بروائح أفواههم!


* قفلة..

قال أبو البندري غفر الله له:

النظافة ليست مظهراً فقط.. هي ثقافة وأسلوب حياة!

ولكم تحياااتي

_________________________________________________________

·        كاتب صحفي

للتواصل

تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@gmail.com

نشر في اليوم، السبت 19 /6/ 1443 – 22 /1/ 2022

 

يحفرون قبورهم بأسنانهم!


يحفرون قبورهم بأسنانهم!

علي بطيح العُمري

تظل العادات السلبية هي مشكلة الإنسان الأولى..

في عاداتنا (الطعامية) .. يتسلل إليك شعور أن أفضل وجبة هي أن تأكل وتأكل ويبقى الأكل في الصحن، ورأيت من يظهر امتعاضه إذا خلص الأكل ولم يشبع.


في الثقافة العربية والإسلامية تكاد تجمع النصوص الشرعية والحكم المأثورة على أن الأفضل للإنسان تقليل الأكل، وأن الإكثار من الأكل له عواقب لا تحمد عقباها. 

في القرآن الكريم هناك آية جمعت الطب كله، وهي قوله تعالى: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ قال أبو الليث السمرقندي في معنى الإسراف: أن يأكل مما يحل له أكله فوق القصد، ومقدارِ الحاجة".. وقال القرطبي: "الإسراف: الأكل بعد الشبع".


وفي ثقافتنا تحذير شديد من التخمة، يقول النبي عليه الصلاة والسلام: ما ملأ ابنُ آدمَ وعاءً شرًّا من بطنِه حسْبُ ابنِ آدمَ أُكلاتٌ يُقمْنَ صلبَه فإن كان لا محالةَ فثُلثٌ لطعامِه وثلثٌ لشرابِه وثلثٌ لنفسِه"، وقال عمر بن الخطاب: إياكم والبطنة في الطعام والشراب؛ فإنها مفسدة للجسم، مورثة للسقم، وعليكم بالقصد؛ فإنه أصلح للجسد، وأبعد عن السرف، وقال الغزالي: في قلة الأكل صحةَ البدن، ودفعَ الأمراض.. وذكر ابن القيم في كتاب "الطب النبوي" أنواع الأمراض وأن سببها الزيادة على القدر الذي يحتاج إليه البدن".. وقالوا في الحكم: المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء.. وقال الهنود في التحذير من "الشراهة" في الأكل: النهمون يحفرون قبورهم بأسنانهم».. وهذا الكلام عن كثرة الأكل وإذا أضيف إليه الطعام غير الصحي تكون المصيبة أعظم..


يتحدث الطب اليوم عن خطر السمنة، وآثارها وأنها جامعة للكثير من علل وأمراض العصر، ولعل الناس شعروا باقتراب خطرها، فبات منهم من يتجنب الأطعمة الضارة وانخرط آخرون في الرياضة وربما اختصر بعضهم المسافة فعمد إلى عمليات التكميم طمعاً في الحصول على جسم رشيق وهي طريقة محمودة في مقاومة السمنة.


بقي أن أقول:

هذا ما قيل في فضل تقليل الأكل لتجنب طريق السمنة، فالوقاية يا قوم خير من العلاج.. و(الاقتصاد) ما دخل في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه.

 

* قفلة..

قال أبو البندري غفر الله له:

شيئان يرفعان الضغط.. (السمين) الذي يعمل الرجيم ولا ينحف.. والنحيف الذي (يرعى) الأخضر واليابس ويلتهم أضعاف ما يأكله الناس.. ولا يسمن ولا (يتكرش)!

ولكم تحياااتي

________________________________________________________

·        كاتب صحفي

للتواصل

تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@gmail.com

نشر في اليوم، السبت 12 /6/ 1443 – 15 /1/ 2022

 

تغريدات وكشكولات 11

 

تغريدات وكشكولات 11

علي بطيح العمري

* وعن أمنياتك وأحلامك التي تظنها مستحيلة تأمل قدرة القدير (إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرࣱ).

 

* ﺳﺎﻣﺢ ألد خصومك.. ﻭﻻ تتسامح مع شخص ﻗﺪ ﭐﻣﻨﺘﻪ ﻋﻠﻰٰ ﻗﻠﺒﻚ فاستهان ﺑﻪ؛ فأسوأ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﺤﺪُﺙ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻨﻜﺴر ﻣِمن أمِن به!

 

* لو ما كان الأكل أسـاس السعادة.. لمـا كـانت الكيكـة أساس الحفلة.. للبطون الراقية

* عزة النفس.. أن تهجر كل ما يزعجك ويكدر راحتك!

 

* ﴿أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون﴾..

انتبه.. راقب.. أفعالك واقوالك وكتاباتك.. لربما كانت هناك أعمال لا تلقي لها بالاً، ولا تشعر بها.. تهدر حسنات تعبت في تحصيلها!

 

* قميص عثمان عبارة لمصطلح تاريخي، استخدم الأمويون مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه كذريعة لمعارضة علي بن أبي طالب. وتروي الروايات أن الأمويين أخذوا قميص عثمان للشام ورفعوه في حروبهم.. يُقال هذا المثل لكل شخص أو جهة تستخدم مظلمة أو معاناة إنسان آخر من أجل أهداف شخصية.

 

* لقائلها..

إنَّ النساءَ كما الدواءُ وداؤهُ

فبهنَّ تشقى أو تكونُ منعما

هنَّ الثعالبُ والظباءُ تجمَّعا

فبهنَّ تفرحُ او تزورُ جهنما

فإذا غضبنَ يصيرُ يومُك أسودا

وإذا رضينَ يكونُ عيشُكَ ناعما

في كيدهنَّ جمالهنّ وحظُّنا

والكلُّ من كيدِ النساءِ تعلَّما

 

* أحسن مرحلة في حياة الإنسان هي مرحلة الطفولة.. لا طفش.. ولا هم.. فرح وولعب ولهو طوال الوقت.. يتخاصم الواحد مع أولاد الجيران، ويتصالح معهم اليوم الثاني!

 

* قيل لأعرابي: لمن هذه الإبل؟ قال: هي لله في يدي! تسمو أرواحنا، وتعلو نفوسنا حينما نستشعر أننا وكل ما نملك..... لله!

 

* إذا أزعجك الأمس. فما ذنب اليوم أن يُرى وجهك عابسًاً؟ ابتسم واقهر أوجاع الأيام!

 

* في بعض الجدالات..

ليكن شعارك: انت صح، وأنا خطأ.. تشتري راحة بالك.. وتكسب هدوء دماغك!

 

* (ما حد طلب رأيك)..

قذيفة.. تقفل النقاش والحوار.. وتسد نوافذ الحرية وأبواب الرأي والرأي الآخر!

 

ولكم تحياااتي

_________________________________________________________

·        كاتب صحفي

للتواصل

تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@gmail.com

نشر في اليوم، السبت 5 /6/ 1443 – 8 /1/ 2022

 

 

لا تقصص رؤياك!


لا تقصص رؤياك!

علي بطيح العُمري

في قصة سيدنا يوسف الصديق عليه وعلى كل الأنبياء السلام يلفت نظرك النصيحة التي قدمها له أبوه يعقوب.

فيوسف وهو صغير رأي في المنام أن أحد عشر كوكباً والشمس والقمر يسجدون له.. وبعد أن قص على ابيه الرؤيا قال له: (... يَٰبُنَىَّ لَا تَقْصُصْ رُءْيَاكَ عَلَىٰٓ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا..".


* إذا كانت هذه المشكلات والصراعات بين الإخوان والأقارب تحصل في بيت النبوة فكيف ببقية البيوتات، وإذا كانت محنة صراع الأولاد تعصف بآباء أنبياء فكيف بمن هو دونهم؟! 

* الحسد طبيعة بشرية، فالنفوس المريضة وَالعقول المعلولة تمرض إذا رأت النعم في أيدي الناس.

* عداوة القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند؛ بسبب قربهم ومعرفتهم من أين تؤكل الكتف.


* الناس الذين تقابلهم ويشاهدونك في الواقع أو في حياتك الرقمية ليسوا سواء.. هناك نفوس مريضة لا تعجبها أفراح الآخرين.. وهناك عقول تريد تحجير عطاء الخالق لعباده..  وهناك نظرات مسمومة لاكها الحسد والحقد.

لذلك لا تتباهى بعطايا الله تعالى لك. 

* (لا تصور) وتنشر كل لحظاتك الفرائحية ونجاحاتك العملية وكل (روحاتك وجياتك)، لأن التشاؤميين يقاومون بشراسة كل ناجح ومبتهج، ولأن هناك صنفاً من الناس تشعر أن رسالتهم في الحياة تعكير الفرح وتعطيل الآمال.. ولأن هناك عقولاً تتفنن في إفشال كل فكرة، وألسنة تحطم كل خطة.. وقد جاء في الأثر: استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان.. ويروى عن ابن الجوزي أنه قال: اكتم عن الناس ثلاثاً: ذهبك وذهابك ومذهبك".. ذهبك: أي لا تخبر بكل ما تمتلك؛ لئلا يطمعوا بك إن كان كثيراً، ويحتقروك إن كان قليلاً.. ذهابك: ما تنوي فعله في المستقبل؛ لئلا يُحبطوك.. مذهبك: ما تؤمن به من آراء تجاه أي شيء تخالفهم لئلا يعادوك.


باختصار..

لا تنس أن تحصن عطايا الله لك بالشكر فبالشكر تدوم النعم.. ولا تظهر كل نعمة فإخوة يوسف حسدوا أخاهم على رؤيا رآها في المنام، فماذا تتوقع أن يكون شأن غيرها.

 

* قفلة..

قال أبو البندري غفر الله له:

مواقع التواصل الاجتماعي: تنازل مجاني عن (الخصوصية)!

ولكم تحياااتي 

_________________________________________________________

·        كاتب صحفي

للتواصل

تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@gmail.com

نشر في اليوم، السبت 28 /5/ 1443 – 1 /1/ 2022