Translate

|| خارج التغطية ••

مقالات الكاتب: علي بطيح العُمري

السبت، 23 ديسمبر 2017

حادث كل دقيقة!

حادث كل دقيقة!

علي بطيح العمري
في إحصائية جديدة ومفزعة ومخيفة عن حوادث المرور في السعودية للعام الفائت 1438هـ.. ومما ورد في الإحصائية التالي:
إجمالي حوادث الطرق بلغ 460488 حادث.. خلفت هذه الحوادث 33199 كعدد إصابات، فيما كان عدد الوفيات 7489.. وبناء عليه يكون معدل الحوادث المرورية في بلادنا.. حادث كل دقيقة، وأربع إصابات كل ساعة، و20 حالة وفاة يومياً! وأكثر فئة عمرية في الحوادث هي من سن 18 إلى سن 30 سنة.

هي إحصائية مفزعة ومخيفة لأسباب..
أكثر ضحاياها هم شباب وطننا الذين عليهم وبهم ينهض المجتمع.. ولما لها من آثار وأضرار دينية واجتماعية واقتصادية، فمن الآثار الدينية إزهاق الأرواح وإتلاف الأموال.. ووالأضرار اجتماعية؛ فكم من فرقت هذه الحوادث من عوائل وشتت من أسر، وهدمت بيوتاً وأحلاماً!، ولها آثار وطنية واقتصادية، فهذه الحوادث تكلف الدولة مليارات الريالات.

وهذه النسبة مخيفة؛ لأنها تقول لنا بالفم المليان أن أجهزة ساهر لم تخفف من وطأتها حتى هذه اللحظة.. وتظهر لنا إن المرور لم يفلح كثيراً في تخفيض النسبة.. وتبين لنا أن التوعية لا زالت ضعيفة جداً لدينا.. وتكشف لنا أيضاً أن وعي شبابنا في هذه القضية لا زال دون المستوى ولم ينضج بعد!

لا يزال الأمل والتفاؤل موجوداً ومرجواً في أن تساهم رؤية 2030 في خفض هذه المعدلات المخيفة، فالرؤية بهذا الشأن تقوم على إعداد خطة عملية لرفع مستوى السلامة المرورية على الطرق مع خطة التحول الوطني 2020، تهدف إلى خفض معدل الوفيات.. ولعل صرامة المخالفات المرورية الجديدة، والتوسع في نظام ساهر يقلل النسبة في السنوات القادمة.

في بلادنا – ولله الحمد- كفانا الله الكوارث الطبيعية كالفيضانات والزلازل التي تحصد الآلاف، وحمانا الله من شر الحروب المدمرة؛ لكن حوادث المرور بات حصادها يقارب آثار تلك الكوارث والحروب.

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فقد كتبت مقالاً في صحيفتنا "اليوم" قبل أربع سنوات عن حوادث المرور وكان عنوانه: في بلادنا.. كل يوم 17 ضحية!، أعود اليوم لمناقشة هذه القضية ويؤسفني أن العدد زاد، والإحصائية زادت، فصار المعدل 20 ضحية يومية جراء الحوادث المرورية.

بقي أن أشير إلى أن أكثر أسباب الحوادث الإنشغال بالجوال؛ فالدردشات والأخذ والرد والسيلفي وهياط التحدي قدمت شبابنا قرابين للحوادث، وأعمت أبصارهم.. فبحسب الإحصاءات أن ما نسبته 78% من الحوادث المرورية في المملكة تقع بسبب استخدام الجوال أثناء القيادة، وهنا نقول: لا ترخص حياتك وحياة الناس بسبب جوال.. كما أن النسبة العالية في الحوادث هي بسبب أخطاء بشرية ونسبة قليلة منها يكون سببها الطريق.. فما نشاهده في شوارعنا من تحدي وسباقات وتفاخر بسرعة الوصول إسراف في القتل، نحن نخاف من الأمراض المعدية ونخشى عدواها ونحسب لها ألف حساب، لكن لا نحسب حسابات خطورة الحوادث!
إذن الحل هو بأيدينا لا بيد عمرو.. يكمن في الوعي وفي تطبيق الأنظمة بحزم!

* قفلة..
الحكم على الأمور من حولنا يخضع لتصوراتنا حولها، لذلك أول معركة يخوضها الإنسان تجاه أي تغيير؛هي معركة الوعي.. فما وعي ونظرة شبابنا للسيارة.. أهي وسيلة أم غاية؟!
ولكم تحياااااتي

_________________________________________________________
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com


نشر في "اليوم"، الثلاثاء 1 ربيع الآخر 1439هــ (الملون بالأحمر حذف عند النشر".

لا تغتالوا براءة أطفالكم!!


لا تغتالوا براءة أطفالكم!!

علي بطيح العمري

طفل لا يتجاوز السابعة من عمره جاءني ليقول لي: "أريد أكون مشهوراً؟، قلت مثل من: قال مثل "عيوش" – صاحبة مقطع ويه ويه-، قلت: طيب، ليش الشهرة: قال: الناس يعرفوني ويجيني  فلوس كثيرة"!!!!
ضحكت على تفكير هذا الطفل، وحزنت عليه من مستقبل غريب يتعرض له أطفالنا.. فأطفالنا اليوم باتوا صرعى لإفرازات "السوشيال ميديا" بمختلف أدواتها..
الأطفال في هذه السن الصغيرة تهزهم لقطة عابرة عفوية، وتؤثر فيهم لقطة إعلانية، تطربهم شيلة حتى لو كانت على شاكلة "صامولي، زلزلة.." فيرددونها ولو لم يفهموها!

ومع مواقع التواصل الاجتماعي التي فتحت نافذة واسعة لتقبل كل ما هو طريف وغريب، وما يقدم من مختلف الفئات العمرية، برزت ظاهرة إشهار الأطفال عبر تصويرهم ليشتهروا ومن ثم تُستغل شهرتهم مادياً عبر الإعلانات.. تجد في هذه الظاهرة الغرائب اللفظية أو الحركية مثل: الرقص، و"الاستهبال"، وأصبحت شهرة الأطفال مغرية لبعض الأسر، فأصبحوا يتفننون في الإثارة، بل إن بعض الأطفال يقومون بأعمال خطرة أو غير لائقة!!


وعلى الرغم من وهج بريق الشهرة، إلا أن لها أضراراً خطيرة على الأطفال، فشهرة الأطفال قد تقتل جديتهم في التعلم والتفوق الدراسي؛ لأنها تصيبهم بالغرور..
أيضاً وجود الإساءات من قبل المتفاعلين والمعقبين على اللقطات أو الصور في حسابات التواصل له سلبيات نفسية على الطفل، إذ كيف لطفل يرى كلمات الإحباط وكلمات السب والقذف أمام عينيه ولا يتأثر بها؟.. الطفل بقدر ما يفقد من براءته يفقد جزءاً من إنسانيته، فالواحد يشمئز من منظر طفلة تفعل ما يفعله الكبيرات، وتتخلى عن دورها الطفولي وتُقحم في دور ليس دورها..

الشهرة السريعة بلا أسس فقاعة سرعان ما تختفي؛ بخلاف الشهرة التي تأتي من خلال إنجاز علمي وتفوق دراسي.. وتصوير الأطفال لإشهارهم فيه قتل لروح الطفولة، إذ نرى أطفالاً في أدوار الكبار، والطفل بهذا الدور يتأرجح بين طفولة بريئة وبين إنسان بالغ محسوب عليهم كل تصرف وحركة.

السبب في ظاهرة استغلال الأطفال.. غياب الأب المسؤول، وتنازل الأم المصلحة عن دورها، ودور المدرسة في علاج هذه الظاهرة قد يكون ضعيفاً أو معدوماً.. أصبح الأطفال اليوم ضحايا لكذبات كثيرة؛ جرأة، شهرة، ماركات، جوالات وبرامج تواصل اجتماعي سهلت عليهم الولوج في هذا الطريق المظلم.


كم صفّقتُ لقرار الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في السعودية، فقد جرّمت ظاهرة المشاهير من الأطفال الذين يستغلون بطريقة غير جيدة لأغراض الشهرة. وعدت "الجمعية" أن الأطفال تحت 18 عاما، والذين يظهرون في مقاطع ومشاهد لا تتناسب مع الذوق العام، وتستخدم فيها ألفاظ خادشة، يتعرض أولياء أمورهم للمسؤولية، وذلك وفقا لما نص عليه نظام حماية الطفل.
بقي أن نقول إن شهرة عن شهرة تختلف.. فإذا كانت شهرة الأطفال لها محتوى هادف، يظهر موهبة ما، أو ناتجة عن تفوق علمي أو مهارة، وهواية مفيدة، وأشياء مناسبة لسنه كالألعاب والبرامج الهادفة فهي مطلوبة، أما إن كانت للربح فقط، وفيها تنازل عن قيم دينية أو اجتماعية، وخادشة للذوق العام، وقتل للبراءة الطفولية، فكبر أربعاً على أسرة لا تحسن تربية، ولا تبني بأطفالها مستقبلاً!

ولكم تحياااااتي

_________________________________________________________
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com


نشر في اليوم، الثلاثاء 24 ربيع الأول 1439هــ

السبت، 9 ديسمبر 2017

لماذا يهاجمون السنة النبوية؟!


لماذا يهاجمون السنة النبوية؟!

علي بطيح العمري
هناك هجمة بين فترة وأخرى تنال من الإسلام وثوابته، هذا الهجوم يزداد حيناً ويخبو أحياناً.. يهاجمون الحديث؛ بدعوى أن فيه سيطرة على العقول واستلاب للفكر. يهاجمون الصحابة بدعوى أنهم بشر لهم وعليهم. يهاجمون التراث بزعم أن العصر اختلف.. وفي النهاية هو هجوم وتهجم على الإسلام وإن تستر بالنقد وزعم نصر الحق!

أنا مع المراجعات والقراءات الناقدة والفاحصة ورد الضعيف، وبيان المختلق والموضوع في الحديث وغيره، على أن يكون الرد والنقد من متخصصين لا من عامة يخوضون مع الخائضين!

يقول مغرد:
"جاء "البخاري ومسلم" بعد وفاة الرسول الكريم بأكثر من 190 سنة، وكان المسلمون يعيشون قبل مجيئهم بشكل طبيعي ويعبدون الله ولم ينقص من إسلاميهم شيئاً".
بالطبع هذا الرجل نسي أن البخاري ومسلم وغيرهما قاموا بجمع الأحاديث الموجودة عند المسلمين في ذلك الوقت وتصنيفها ولم يخترعوها!، فالأحاديث الموجودة بكتب الحديث لا يعني اختلاقها، ولا يعني عدم وجودها قبل ذلك فالأحاديث كانت تتداول مشافهة ثم دونت.

لم يُدوّن الحديث على عهد النبي الكريم، بل ونهى عن ذلك فقال: لا تكتبوا عني ومن كتب عني غير القرآن فليمحه"، إلا أن هناك حالات أذن فيها الرسول بكتابة الحديث، فعبد الله بن عمرو بن العاص وأنس بن مالك وسمرة بن جندب كانوا يكتبون الحديث.
وعمد بعض الصحابة إلى تدوين الحديث وجمعه بعد وفاة النبي كابن عباس الذي كان يدور على الصحابة ليسألهم. واعتنى التابعون بجمع الحديث وكتابته، وكذلك اهتم الخلفاء الأمويون بجمعه، فدون الحديث في عهد عمر بن عبد العزيز، وعني التابعون وتابعيهم بتنقية الحديث مما أصابه من وضع الوضّاعين عن طريق العناية بحفظه وتتبُّع الأسانيد وأحوال الرجال ثم أخذوا يشرِّحون الرجال فيُجرِّحون ويُعدِّلون.

ومر تدوين الحديث بمراحل عدة في القرن الثاني للهجرة حيث بدأت الخطوات الأولى لتدوين الحديث بكتابته وجمعه، وتطوّر الأمر مع الوقت وانتقل إلى مرحلة التصنيف والترتيب، ثم تشعّبت كتب الحديث إلى أنواع بين موطآت ومسانيد وسنن وجوامع. وتوقفت عملية التدوين للحديث بحلول القرن الخامس الهجري، ثم انتقل علماء الحديث إلى مرحلة أخرى وهي مرحلة نقد الحديث من حيث السند والمتن ليؤسّسوا بذلك علم مصطلح الحديث.

الهجوم على الإسلام يبدأ بالهجوم على السنة النبوية.. لأنه إذا ألغيت السنة.. فما الذي بقي من الإسلام؟!، فإسقاط السُّنة يعطي الفرصة لكل شخص أن يفسر القرآن تبعاً لهواه، ومكانة السنة بالنسبة للقرآن الكريم؛ إما أنها تبيِن مجمل القرآن، أو شارحة لأحكامه، أو أنها جاءت بأحكام لم ترد في القرآن، وقد يحتمل النص في القرآن على أمرين فأكثر فتعيّن السنة أحدهما.
وفي هذا الحديث تصوير لحال البعض اليوم، قال عليه الصلاة والسلام: يوشك الرجل متكئاً على أريكته يحدث بحديث من حديثي فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله، ما وجدنا فيه من حلال استحللناه، وما وجدنا فيه من حرام حرمناه، ألا وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما حرم الله).

* قفلة..
إذا حل الجهل والاستهبال بقوم سيستمر الهجوم، وكلما زاد الهجوم على السنة النبوية اشتد ساعدها أكثر فأكثر، فالنتائج عكسية، والله متم نوره!

ولكم تحياااااتي

_________________________________________________________
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008


نشر في تواصل ، السبت 14 ربيع الأول 1439هـــ

نحن.. وجحا.. والناس!


نحن.. وجحا.. والناس!

علي بطيح العمري
هل تعرف جحا أو سمعت عنه؟ ألم تضحك يوماً على تصرفاته؟

قد يكون «جحا» خرافة وقد يكون حقيقة.. وقد يكون حجا أكثر من شخصية.. كل هذا لا يهم. المهم أن الناس يعجبون بنوادره لذا يتناقلونها عبر وسائل تواصلهم.

أحياناً تجد في تصرفات هذا الــ «جحا» ما يمكن أن نقول عنه إنه أعقل الحمقى رغم أنف الساخرين والضاحكين منه، هناك قصص كثيرة لجحا، لكن هناك قصة رائعة خصوصاً أن موضوعها لقضية تتكرر اليوم في مجتمعاتنا، بل بتنا نتعرض لما تعرض له «جحا» من قبل.. تقول القصة:

مر جحا ذات يوم على الناس راكباً حماره وترك ولده يمشي خلفه.. فقال الناس: انظروا إلى جحا كم هو ظالم! يركب الحمار ويترك ابنه يمشي على رجليه فتدمي الحجارة قدميه، بعد مسافة نزل جحا وطلب من ابنه أن يركب بدلا منه وسار هو على قدميه.. ولما مر بجماعة أخرى من الناس صاحوا مستنكرين وشاجبين تصرف الابن واتهموه بالعقوق وأن الولد لم يرزق ذرة من البر والرحمة، إذ كيف يركب ويترك الأب خلفه يمشي أليس من الواجب أن يرحم الابن أباه كما رحمه في الصغر! وبعد مسافة نزل الابن، وتركا الحمار يمشي أمامهما وليس عليه أحد ليستريح من عناء الحمل.. ولما مر أمام الناس.. ضحكوا عليهما وسخروا منهما لا بل اتهموهما بالغباء، إذ كيف يمشيان ويكابدان عناء الطريق ومشقة السير، ويبقى الحمار لا أحد عليه.. أليس الحمار للركوب؟ وبعد أن قطعا مسافة فضلا أن يركبا على الحمار هذه المرة، ولما مرا أمام الناس، قالوا: ما أقسى هذان لقد نزعت الرحمة من قلبيهما.. اثنان يركبان على حمار واحد.. أين الرحمة؟.

وهكذا لم يسلم جحا وابنه من أذى الناس!!

أرأيت قارئي العزيز، كيف يتصرف الواحد منا بتصرف ثم يفسره الناس بعيداً عن القصد الحقيقي.. ما نحن وتصرفاتنا مع الآخرين إلا كقصة جحا تلك.. فجحا وابنه قصدا أشياء صحيحة لكن الناس فسروها خطأ!

هناك من يعمل من أجل إضافة جديد أو تقديم مفيد ثم يفسر من قبل الناس على أنه باحث عن الشهرة.. أحدنا يطبق الأنظمة ثم تفسر بالقسوة، تكتب مقالاً ثم يتناقله الناس ويلوى عنقه ويفسر بأشياء لم ترد في الموضوع أصلا.

نحن بحاجة إلى ثقافة «التماس الأعذار» لبعضنا البعض، فقد جاء في الأثر «التمس لأخيك سبعين عذرا» وقال أحد الصالحين معلقاً على الأثر إن زادت الأعذار عن السبعين فقل لعل له عذرا لا أدري عنه.

لو ألتمسنا الأعذار لبعضنا لما رأينا من يتهم الناس ويُخوِّنهم ويفسقهم.

قفلة..
لا تحكم على الناس بناءً على الظاهر.. ولا تغص في نوايا البشر.. ولا تصدر أحكامك على الناس بناءً على منهجك ووفق مقاساتك.. واتخذ إحسان الظن منهجاً.. جربه بدلاً من إساءات الظن، والأحكام القاصرة على عباد الله.

ولكم تحياااااتي

_________________________________________________________
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com


نشر في صحيفة اليوم الثلاثاء 10 ربيع الأول 1439هــ

أين تريليونات التعليم؟!

أين تريليونات التعليم؟!

علي بطيح العمري
اقرؤوا هذه الأرقام الفلكية..
تقول الإحصاءات ولغة الأرقام ميزانية وزارة التعليم المعتمدة من 2005 - 2016 :
٢٠٠٥ مبلغ ٧٠ مليار
٢٠٠٦ مبلغ ٨٧ مليار
٢٠٠٧ مبلغ ٩٧ مليار
٢٠٠٨ مبلغ ١٠٥ مليار
٢٠٠٩ مبلغ ١٢٢ مليار
٢٠١٠ مبلغ ١٣٨ مليار
٢٠١١ مبلغ ١٥٠ مليار
٢٠١٢ مبلغ ١٦٩ مليار
٢٠١٣ مبلغ ٢١٧ مليار
٢٠١٤ مبلغ ٢١٠ مليار
٢٠١٥ مبلغ ٢٠٤مليار
2016 مبلغ 191 مليار.. وعليها كم مليون!


وفوق ما رصدته الدولة للتعليم خلال هذه السنوات، تم كذلك اعتماد التالي..
 اعتماد مبلغ ٨٠ مليار لتطوير التعليم
و ١١٥ مليار لبرنامج الإبتعاث
و ١٠١ مليار لتنفيذ المدن والمستشفيات الجامعية !

واترك لكم حسابها.. وهي مبالغ ترليونية!

شعب تويتر العظيم وغيره من الشعوب يتساءلون عن ماهية الإنجازات التي حققتها هذه المليارات.. فالمدرسون والمدرسات لم تصحح أوضاعهم المالية، ولم يعوض من تم تعيينهم على البند المشؤوم (105) وكذا من عينوا على مستويات أقل من مستوياتهم المفترضة.
والمدارس المستأجرة لا تزال موجودة ولم يقض عليها..
والمناهج لم تتطور ذلك التطور..

الوزارة تعيش بعض التناقضات بين تعليمها العام والعالي.. فهي لا تثق في طلابها المتخرجين من التعليم العام، فتخضعهم لاختبارات قياس واختبارات التحصيلي لقبولهم في الجامعات.. وفي المقابل لا تثق في طلابها خريجي الجامعات، فلا تقبلهم في التدريس بمدارسها إلا باختبار الكفايات!

الأرقام الترليونية تعني أن الدولة تؤمن بأهمية التعليم وأنها تنفق عليه بسخاء.. وفي ظل حرب الدولة – أيدها الله- على الفساد وتتبع التقصير فإن "التعليم" بات في دائرة الضوء، فهذه  الأرقام الفلكية كفيلة ببناء دولة جديدة من الصفر، لا أن نقضي بها على المدارس المستأجرة أو نطور أشياء بسيطة... فقط

وبعد كل هذا.. هل لا يزال المعلم فاسداً؟!
لم يتعامل بعض المسؤولين على أن المعلم مشجب تعلق عليه الأخطاء؟!

وأخيراً..
على الوزارة وضع خطة تطويرية حقيقية وإن أرادت نجاحها فلتكن نابعة من الميدان، ومعتمدة برأي من يعمل في الميدان..لا أن تكون خطط من يجلس على الكراسي الدوارة أو قابعاً في الأبراج العاجية!

ولكم تحياااااتي

_________________________________________________________
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008


نشر في تواصل ، السبت 7 ربيع الأول 1439هــ

ألا تحب أن يغفر الله لك؟!

ألا تحب أن يغفر الله لك؟!

علي بطيح العمري
التسامح خصلة نبيلة لها أثرها على النفس والمجتمع..
المتسامح شخص قرر أن يعيش مرتاح البال، وأن يبعد نفسه عن العداوات والمشاحنات.
 المتسامح من أسعد الناس قلباً، عرف قيمة الدنيا فلم يبال بأخطاء البشر، واتخذ هذه الآية سلماً يرتقي به في التعامل، ﴿فَمن عفَا وأصلحَ فأجرهُ علَى اللَّهِ﴾.

ما أقساه حينما يقاطع أخاً سنوات من أجل توافه.. ما أحمقه عندما لا يغفر لصديق جاءه معتذرا!

لو افترضنا أن الإنسان سيعيش في هذه الحياة 65 سنة.. سيقضي قرابة 22 سنة في التعليم حتى يتخرج من الجامعة، فيتبقى 43 سنة..  منها 14 سنة للنوم، ويمضي منها سنتين في الأكل والشرب، وسنتين للنظافة والعناية الشخصية، ومثلهما في المواصلات، فيتبقى 23 سنة من العمر، وإن التحق بوظيفة إلى سن التقاعد، فسيقضي 14 سنة.. يتبقى من العمر تسع سنوات.. يعبد فيها الله ويبر بوالديه، وتربي أولاده.. ويمارس فيها نشاطاته ويتواصل فيها مع الآخرين.. حياة قصيرة لا تحتمل أن نقضيها في المشاكل والهموم ووجع الراس!.. فعلى المرء أن يعيشها بالطيب والتسامح.

الأخلاق الفاضلة هي الآثار التي ستبقى بعد رحيلك، وهي الأعمال التي ستجد أثرها أمامك يوم الدين.

في السيرة النبوية استغل المنافقون تخلف عائشة –رضي الله عنها- عن القافلة، ومجيئها فيما بعد مع "صفوان بن المعطل"، فاتهموا عائشة بنت الصديق بالفاحشة، وبعض الصحابة تلقفوا هذه التهمة، ومنهم شخص اسمه "مسطح".. فلما نزلت براءة أمنا عائشة الطاهرة في آيات قرآنية خلدت القصة والبراءة؛ قال أبو بكر وكان ينفق على "مسطح" لقرابته وحاجته: والله لا أنفق على "مسطح" شيئا أبداً، ولا أنفعه بنفع أبداً بعد الذي قال لعائشة.. فأنزل الله قوله: ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا  ألا تحبون أن يغفر الله لكم...".. فقال الصديق: بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي، فرجع إلى "مسطح" النفقة التي كان ينفقها عليه، وقال والله لا أنزعها منه.

تصور قوة هذا التسامح.. واحد يسيء لك ولبنتك، ويتكلم عن عرضك.. فتسامحه وتعفو عنه.

التسامح ليس مكرمة نقدمها للآخرين بقدر ما هو وصفة صحية ونفسية ودينية رائعة نُقدمها لأنفُسنا؛ فبالتسامح تريح قلبك، وتحافظ على رشاقتك الذهنية، وتخفض ضغطك، فالهمّ وارتفاع الضغط أشد وقعاً على المرء من الحسام المهند، كما أنك تكسب ود الآخرين وتحافظ على رباط الأخوّة، وفوقها التسامح مما يحبه الرب سبحانه ويكافئ عليه، فالله يعامل الإنسان بما يتعامل به مع من حوله، فمن يرحم يُرحم، ومن شق على الناس شق الله عليه، ومن عفا وتجاوز عن الناس تجاوز الله عنه.

قال أبو البندري غفر الله له.. وليكن شعارنا في التسامح كشعار أبي بكر لما سمع قوله: ألا تحبون أن يغفر الله لكم"، فقال: بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي"، التسامح قوة لا يقدر عليها إلا الأقوياء.
وعلى الشخص الذي يطلب العفو والتسامح أن لا يعتقد أن تسامح الناس معه ضعف وهوان.. عفو الناس عنك يعني أنهم أعطوك فرصة لتصحيح وضعك، ومراجعة مواقفك وتصرفاتك؛ فاغتنم الفرصة!

ولكم تحياااااتي

_________________________________________________________
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com


نشر في صحيفة اليوم، الثلاثاء 3 ربيع الأول 1439هــ

السبت، 18 نوفمبر 2017

أوراق الفساد تتناثر!

أوراق الفساد تتناثر!

علي بطيح العمري
عن أبي حُميد الساعدي قال: استعمَل الرسول - صلى الله عليه وسلم – رجلاً يقال له: ابن اللُّتْبيَّة، على الصدقة فلما قَدِم، قال: هذا لكم، وهذا لي أُهْدِي لي، فقام رسول الله على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ما بال العامل نَبعثه فيأتي، فيقول: هذا لك وهذا لي، فهلاَّ جلَس في بيت أبيه وأمه، فيَنظر أيُهْدى له أم لا؟ والذي نفسي بيده، لا يأتي بشيء إلاَّ جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته، إن كان بعيرًا له رُغاء، أو بقرة لها خُوار، أو شاة تَيْعَر...".

*      *      *
ابن اللتبية صحابي جليل، ربما لم يعلم بالحكم، فأخطأ وصحح له سيد الخلق ذلك الخطأ؛ ليظل حكماً شرعياً إلى قيام الساعة نصه: هدايا الموظفين محرمة.

*      *      *

الرشوة والفساد وكل المحرمات ستظل باطلة وإن تغيرت المسميات فقد يسمونها بالهدية أو دهن السير أو تحسين أحوال.. الخ فتغير المسميات لا يعني تغير الحكم.

*      *      *

كل إنسان قد يفسد، الفساد ليس محصوراً على المسؤول.. تقصير الأبوين في التربية فساد، سكوتك عن المجرمين فساد، تقصيرك في عبادتك وعملك فساد، نشر الخطيئة عبر وسائل إعلامك فساد...!

*      *      *
الفساد أنواع.. والفساد الإداري والمالي أحدها، وأكثر فساد الموظفين والمسؤولين يتمحور حول.. الرشوة، والمحسوبية، والواسطة، واستغلال النفوذ، ونهب الأموال، وهدرها وغسلها.. والفساد أحد أكبر التحديات التي تواجه المجتمعات، وأحد أهم عراقيل النهضة.. فالفساد يتسبب في زيادة البطالة، والتأثير السلبي على القيم الأخلاقية للمجتمع، وزيادة الفقر، وتعطيل التنمية، وإضعاف مستوى الجودة في البنية التحتية، وتدني مستوى الخدمات.

*      *      *

انتشار الفساد ربما كان بسبب سلبية المجتمع، وضعف آليات المساءلة والمحاسبة.. واليوم أظن المملكة عازمة على تطوير النزاهة لتصبح أنموذجاً أمثل وليصبح كل مواطن لديه وعي كامل عنها، وتصبح ثقافة تُعلم للأجيال القادمة حتى يصبح الفرد لديه رقيب ذاتي يمنعه من اقتراف الفساد.


الفساد له أشكال، ومنفذوه لهم ألوان.. هم كالعقارب؛ تلدغ الحق، وتنفث سموم الباطل.. ومن حركات الفاسدين وألاعيبهم.. ينهب مال الدولة، ويشيّد بها أرقى الفلل، ويكتب على واجهتها: هذا من فضل ربي!

*      *      *

المطبل والمداهن الذي كان يسلّك للمفسدين؛ لا يقل فساداً عن المفسد الرئيس، المطبل يلمعه ويغطي عليه ويدعمه لوجستياً..!.. فالفاسدون والمفسدون نهبوا أموال الدولة، وسرقوا أحلام الناس لعقود، فحان وقت المحاسبة بسيف الحق وقوة النظام!

*      *      *

الأمة التي تُحسن أن تجهر بالحق وتجترئ على الباطل تمتنع فيها أسباب الفساد، هكذا قال شيخنا عباس العقاد عليه رحمات الله.

*      *      *

عندما يأمن الموظف العقاب؛ سيقع وسيتمادى في الفساد.. ولعل بعد اليوم لا مكان للفاسدين، بعد قرار إنشاء لجنة مكافحة الفساد، التي تتبعت أمراء ووزراء ورجال أعمال، وتوعدت أنها لن تستثني أحداً.. فدولتنا في هذه المرحلة تتأهب لموسم ربيعي، وتعيش ربيعها العربي الذي يقوم على اجتثاث الإرهاب، واستئصال المفسدين، وتتبع المخربين.

أخيراً..
إن لم تستطع الوقوف بجانب الإصلاح، فابتعد عن محاولة التقليل والتشويه؛ فأوراق خريف الفساد تتناثر، والله لا يصلح عمل المفسدين!

ولكم تحياااااتي

_________________________________________________________
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com

نشر في صحيفة تواصل/ السبت 22 2صفر 1439هــ


لكل مسؤول.. إليك نظريات "القصيبي"!

لكل مسؤول.. إليك نظريات "القصيبي"!

علي بطيح العمري

بين يدي كتاب "حياة في الإدارة" للدكتور غازي القصيبي – عليه شآبيب الرحمة-.. الكتاب يتناول سيرته الذاتية من مولده إلى فترة سفارته في لندن. والكتاب دسم بالخبرات، ومليء بالأفكار والمقولات الإدارية، ويمكنني تسميتها بــ"نظريات" القصيبي الإدارية.. وإليكموها بشيء من الاختصار:

يقول القصيبي: في المرحلة الابتدائية يبدأ الإنسان في ممارسة "السلطة" عبر عريف الصف.. وفي المرحلة الثانوية عاين القصيبي "الفساد الإداري" حيث لاحظ أن المدرسين يعاملون الطالب حسب وضعه الاجتماعي. "طبعاً القصيبي درس في البحرين".. وفي مصر رأى "البيروقراطية".

* البيروقراطية إذا لم تلجم؛ فإنها تخنق المواطن العادي المسكين.. فالأنظمة المعقدة هي المسؤولة عن الفساد.
* القائد الإداري يخطئ خطأً فادحاً عندما يستخدم أسلوباً عنيفاً في سبيل الوصول لأهدافه إذا كان بوسعه استخدام أسلوب الرقة.

* منذ أن توليت عملاً له علاقة بالآخرين.. لا أذكر أني نمت ليلة واحدة وعلى مكتبي ورقة واحدة تحتاج إلى توقيع.. فالتوقيع الذي لا يأخذ ثانية يعطل مصالح الناس إلى أيام.

* في أمريكا رأى كيف تدار الأمور بسهولة، وقال: أساليب الإدارة لا يمكن نقلها بسهولة فالمنظمة الإدارية مرتبطة بجذورها وتربتها!

* ضبط الدوام في العمل ليس معضلة كبرى.. وصول الرئيس في الموعد المحدد يضمن وصول بقية الموظفين، وبقاؤه إلى نهاية الدوام كفيل ببقاء جميع الموظفين، فالذين لا يستطيعون التقيد بالمواعيد، لا يستطيعون تنظيم حياتهم على نحو يجعلهم منتجين بحدٍ عالٍ من الكفاءة.

* الذين يعرفون فرحة الوصول إلى أعلى السلم في الوظيفة هم الذين بدأوا من أسفله.. من يبدؤون بأعلى السلم لن يكون أمامهم إلا النزول.

* على صانع القرار ألا يتخذ القرار إلا بعد توفر المعلومات الكاملة.. وهي قاعدة لكل مسؤول صغيراً كان أو كبيراً.. تجاهل هذه القاعدة قد يؤدي لكارثة حتى عند رؤساء الدول.
* رغبتي في إتقان عمل، لم تعنِ لي رغبتي في التفوق على أي إنسان آخر.. أرى أن هذا العالم يتسع لكل الناجحين مهما بلغ عددهم.. أي نجاح لا يتحقق إلا بفشل الآخرين هو في حقيقته هزيمة ترتدي ثياب النصر!

* إذا كان الوزير يتلقى راضياً المديح عن كل إنجاز، فعليه أن يتقبل راضياً المسؤولية عن كل خطأ.. الوزير الذي ينسب النجاح له، ويعلق فشله على رقبة موظف مسكين لن يحظى بثقة العاملين معه.

* هناك ثلاث صفات لابد من توفرها في القائد الإداري الناجح الأولى صفة عقلية خالصة، والثانية صفة نفسية، والثالثة مزيج من العقل والنفس. فالأولى تختص بالقدرة على معرفة القرار الصحيح، والثانية القدرة على اتخاذ القرار، والثالثة القدرة على تنفيذ القرار الصحيح.

* من أسرار الإدارة.. افتح المجال أمام الآخرين وسوف يذهلك ما تراه من منجزاتهم.
* لا أؤمن بالحلول العاجلة.. لا سبيل للنجاح إلا بالتخطيط الهادئ والتنفيذ الصحيح.

وفي الأخير.. ليت – إن كانت تنفع ليت– الجهات الحكومية تقوم بإهداء نسخة من هذا الكتاب إلى كل إداري وقائد ومسؤول.. لعل نظريات "القصيبي" تخفف من حدة البيروقراطية، وتهدئ من شدة بعض المسؤولين.

* قفلة..

قال أبو البندري غفر الله له:

 أشد ما يعانيه الناس (لهب القرارات المستعجلة).. وهي القرارات التي يحلم بها أصحابها في الليل ثم يعممونها في الصباح!

ولكم تحياااتي
_________________________________________________________
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com


نشر في اليوم السعودية، الثلاثاء 18 صفر 1439هــ

السبت، 4 نوفمبر 2017

أين ترى نفسك؟!

أين ترى نفسك؟!

علي بطيح العُمري

في مقطع مترجم.. سأل الابن والده عن قيمة حياته؟
لم يجبه الأب مباشرة وإنما طلب منه أن يناوله حجراً كان عنده.. وأمره أن يذهب ليبيع هذا الحجر في السوق، وإن سأله أحد عن سعر الحجر فليشر بأصبعين "السبابة والوسطى" - يعني الحجر باثنين لكن دون تمييز للمبلغ-، ذهب الولد بالحجر، فسألته امرأة عن سعر الحجر لأنها تود وضعه في حديقتها، لم يتفوه بكلمة وإنما أشار بأصبعيه.. فقالت المرأة: بدولارين، سأشتريه.. غادر الصبي ليخبر والده أن هناك امرأة تريد شراء الحجر بدولارين.. عندها قال الأب: خذ الحجر إلى متحف، وإن أحد أراد شراءه فلا تقل شيئاً فقط أرفع أصبعيك.. ذهب إلى المتحف ومر عليه رجل أراد شراء الحجر فسأل الصبي عن سعره، لم يتكلم وإنما أشار بأصبعيه.. فقال الرجل: سأشتريه بمئتي دولار! انطلق الولد يركض إلى أبيه ليخبره.. فقال الأب: آخر مكان أريدك تذهب إليه هو متجر للأحجار الكريمة.. ذهب الولد ورأى صاحب المتجر الحجر وقال: إنه من أندر الأحجار الكريمة.. بكم تبيعه؟ فأشار الصبي بأصبعيه.. فقال التاجر: سأشتريه بمئتي ألف دولار!.. لم يدر الولد ما يقوله للبائع، فرجع مسرعاً إلى والده.

هنا قال الوالد لولده.. يا ابني هل تعلم ما هي قيمة حياتك؟
لا يهم من أين أتيت، ولا أين ولدت، ولا لون بشرتك.. ما يهم هو أن تقرر وضع نفسك، ومن الذين تحيط نفسك بهم.. قد تكون عشت حياتك بأكملها ظناً منك أنك حجر بقيمة دولارين..!


القصة تقول بالمختصر كما قال "عمرو بن العاص": المرء حيث يضع نفسه، فإن أعزها علا أمرها، وإن أذلها ذل وهان قدره".. وكما قال الحق جل شأنه: إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها...".
قيمة المرء حيث يضع نفسه، فمن ارتقى بنفسه سترتقي مكانته.. ومن حط نفسه في المزالق والمهاوي سينزلها.. حتى على مستوى الدول، فوضع المجتمعات العربية اليوم هو نتيجة ووفق ما خططت له بلدانهم قبل سنوات.
إن وضعت نفسك مع الإيجابيين وبينهم ستجدها هناك.. وإن وضعتها مع السلبيين والفارغين سترى نفسك بعد سنوات مثلهم ومعهم.. الارتقاء والطموح، وكذا الهبوط والانتكاس تشمل كل نواحي الحياة، في الفكر وفي العمل والعلم، والأخلاق والتعامل.

حتى الأماني والأحلام يسري عليها قانون أين ترى نفسك.
يروى أن "كافور" وصاحباً له, جيء بهما إلى مصر ليباعا في أسواقها فتمنى صاحبه أن يباع لطباخ حتى يملأ بطنه، وتمنى كافور أن يملك هذه المدينة؛ ليحكم ويأمر.. وقد بلغ كل مناه.. فبيع صاحب كافور لطباخ، وبيع كافور لأحد القادة المصريين، ولما مات مولاه قام مقامه، حتى صار رأس القواد.. وما زال يجد ويجتهد حتى ملك مصر والشام.. ثم مر يوما بصاحبه فرآه عند طباخ بحالة سيئة، فقال لمن معه: لقد قعدت بهذا همته، فكان كما ترون، وطارت بي همتي فكنت كما ترون!

قال أبو البندري غفر الله له:
إذا لم تكن طرفاً في الحل، فلا تكن جزءاً من المشكلة.
وضع نفسك حيث يريد الله أن يراك.. وضع نفسك حيث تريد أن يذكرك الناس عند الرحيل!

ولكم تحياااااتي

_________________________________________________________
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com

تشر في صحيفة اليوم، الثلاثاء 11 صفر 1439هــ

تغريدات وكشكولات..!

تغريدات وكشكولات..!

علي بطيح العمري
لكشكول.. الكتابة التي لا يجمعها موضوع واحد، وإنما هي خواطر سانحة، وأفكار جامحة روضها العقل، وقيدها القلم.. والكشكول قيل إنه لفظة أعجمية جمعه كشكولات.. فكان هذا المقال مكشكلاً!


عسكر وعسكرة..
يوم كنا ندرس كانوا يعينون علينا "عريف" الفصل، لضبط الصف.. ولمّا تكتب في الصحف سيمر مقالك بـ "الرقيب"، ومقصات الرقباء تختلف.. قد يقص كلمة أو جملة أو مقالا كاملا.. ولما تتوظف وتشارك في بعض اللجان يحببون إليك العمل بروح "الفريق" الواحد.. وفي أي محاضرة أو أمسية لابد لها من "مقدم" يقدمها ويقدم ضيفها.. وحولك الكثير من النجاحات التي يقف وراءها "جندي" مجهول..
حياتنا معسكرة فمن عسكرها يا ترى؟!

*     *     *

غوغائيات النخب..
في روسيا، وفي اجتماع الاتحاد العالمي للبرلمانيين.. قام "مرزوق الغانم" رئيس مجلس الأمة الكويتي بالتصدي لممثل الكنيست الإسرائيلي، وطالب بطرده وقال له: أنتم أخطر أنواع الإرهاب، وقتلة للأطفال.. قوبل هذا الرد بالترحيب والتصفيق.. ليس هناك أي غرابة فالقاصي والداني يعرف أن "إسرائيل" جرثومة إرهابية زرعت بين العرب.. الغريب أن بعض "مجانين" العرب ممن يسمونهم "نخب".. شرشحوا "مرزوق" واعتبروا ما قاله "تهريج" وغوغائية.. وعابوا عليه لغته وصراخه...... مؤسف هذا التردي النخبوي.. لا ينقص بعض نخب العرب مع الصهاينة إلا أن يقول لكل عربي: إذا صفعك الإسرائيلي على خدك الأيمن، فأعطه خدك الأيسر ليصفعه؛ لتثبت له وللعالم أنك متحضر!!

*     *     *

لأصحاب الكراسي..
في التعليم.. سهل تنظّر وسهل تتحدث وسهل جدأ أن تقرر ومن الغد تعمم آراءك.. لكن كلها ستكون فاشلة.. لأنها جاءت من تحت المكيفات ومن على الكراسي الدوارة.. وليست نابعة من الميدان!
أنصح من يرى رؤية معينة في التعليم أن ينزل للميدان أولاً ويقضي شهرا واحدا فيه بين الطلاب!

*     *     *

صاحب نفسك..
أفضل صاحب هو من:
يستر عيوبك، يتجاوز عن أخطائك.. ينشر حسناتك.. يكون مرآتك التي تظهر حقيقتك.. إن وجدت مثل هذا الصديق فعض عليه بالنواجذ؛ وإلا فعش وحيداً وصاحب نفسك!

*     *     *

يظل الرجل يحلم بزوجة كاملة.. والزوجة تتمنى تلتقي برجل كامل.. هما لا يدركان أن الله جعل كلا منهما مكملا للآخر.

*     *     *
لا تدع علينا!
في خطبة جمعة وفي جامع ما..بـ المخواة..
زعلني خطيب "أوي أوي" لما دعا في نهاية الخطبة وقال:
اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك!!

الحقيقة أننا كلنا نعصى الله فمن منا بلا ذنوب..؟ وبالتالي هنا لما نؤمّن كأننا ندعو على أنفسنا.. والأفضل أن يقال: .... يعز فيه أهل الطاعة ويهدى فيه أهل المعصية.. ما أحوج الناس إلى هداية رب الناس.

*     *     *
رفع الضغط
هناك أشياء كثيرة ترفع الضغط.. كقلة النوم، وكثرة الزعل، وزيادة الملح في الطعام، وزيادة الوزن... وتسلف أو تساعد واحد وتفك "زنقته" ثم يجرد بك.. ويمر من أمامك ويتظاهر أنه ما شافك!!!

*     *     *

 للمفكر الإسلامي مالك بن نبي:
ينبغي علينا أن نتخلص من نفسية المستحيل ونفسية التساهل، فليس هناك شيء سهل وليس هناك شيء مستحيل.

ولكم تحياااااتي

_________________________________________________________
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com

نشر في صحيفة اليوم ، الثلاثاء، 4 صفر 1439