Translate

|| خارج التغطية ••

مقالات الكاتب: علي بطيح العُمري

الأربعاء، 1 مارس 2017

الحلقة الأخيرة في التعصب للقبيلة!

الحلقة الأخيرة في التعصب للقبيلة!

علي بطيح العمري 
السالفة بالمختصر أن موقع "ناشيونال جيوغرافيك" نشر أول خريطة للتاريخ البشري في العالم.. وهذه الدراسة ليست وليدة اليوم فقد بدأت عام 2005م، لدراسة وفحص أصول البشر..

"الأطلس الجيني لتاريخ الاختلاط البشري" رصد تواريخ وخصائص التمازج الجيني بين مختلف الأقوام، وقد تمكن الباحثون من تطوير طرق إحصائية متقدمة لتحليل الحمض النووي. والدراسة اعتمدت على فحص عينات من المجموعات البشرية حول العالم، وقدمت أول تصور لاختلاط السلالات البشرية عبر سنين وحقب تاريخية.

هذه الدراسة أظهرت مدى حجم التداخل بين الأمم والشعوب، وصارت هذه الشعوب أقرب إلى بعضها البعض أكثر مما يتصور، فبحكم هذه الخريطة الجينية البشرية تبين أن بعض الشعوب تعود أصولها إلى شعوب أخرى.. وعلى سبيل التمثيل بحسب ما نشر من هذه الدراسة.
إيران التي تعد نفسها وتفاخر بأنها أمة فارسية أظهرت الدراسة أن 56% من الإيرانيين أصولهم عربية، و 24% تعود أصولهم إلى جنوب آسيا، والبقية من أصول وعرقيات مختلفة.
ودولة كمصر التي تعد أكثر الدول العربية من حيث عدد السكان بينت الدراسة أن أغلب المصريين ليسوا عرباً، إذ أن نسبة العرب فقط 17% بينما 68% من المصريين تعود أصولهم إلى شمال أفريقا، والآخرون من عرقيات مختلفة. وكشفت الدراسة أن تونس العرب لا يشكلون إلا ما نسبته 4% فقط والغالبية أفارقة.

وفق هذه الدراسة فإن نقاء السلالات لم يعد موجوداً بفعل تمازج الشعوب واختلاط بعضها ببعض عبر قرون طويلة وحقب مختلفة، وأن العرب لم يعودوا عرباً أقحاحاً وفقاً للتركيب الجيني.

هذه الحلقة العلمية المدهشة ترجح فعالية الحديث الشريف كلكم لآدم وآدم من تراب فلا فرق بين أعجمي وعربي إلا بالتقوى، فالافتخار هو بالإسلام والانتماء إلى العربية الخالدة، فكل من تلكم العربية فهو عربي.. كما أن هذه الحلقة العلمية الاكتشافية تضعف وتضيّق دائرة التعصب القبلي والعرقي الذي نشهده اليوم، والذي اتخذ مسارات متعرجة ومنحرفة من التغني بأمجاد القبيلة والتعصب لها مقابل الحط من شأن الآخرين، والطعن في أنسابهم.

خذوها قاعدة.. كلما اتسعت دائرة العلم لدى الإنسان تواضع أكثر وعرف حقيقته أكثر!!

* أبيات قد تهزك..
لو كان يدري الفتى مكنون ما خبأَتْ
 له المقادير لم يركن إلى الحذر
ولو درى أن ما يلقاه من عنتٍ
من خيبة الرأي لم يعتب على القدرِ

 ولكم تحياااااتي

=====================================
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com


* لم ينشر في صحيفة اليوم.

أي ترفيه نريد؟!

أي ترفيه نريد؟!

علي بطيح العمري 
يُعرّف الترفيه بأنه نشاط يقوم بتوفير تسلية أو يسمح للأشخاص بتسلية أنفسهم في أوقات الفراغ.. ويتنوع الترفيه ما بين مشاهدة، ومشاركات رياضية مثلا، أو ترفيه شخصي كالقراءة..وهناك ترفيه للأطفال وآخر للكبار.

هذه الأيام لا حديث للناس إلا عن الترفيه، ومع أقرارنا بأن الترفيه بات صناعة تدر أرباحاً على الدول التي تتقن هذه الصناعة إلا أن ما يدور في الإعلام وفي التويتر من سجالات وحوارات عن الترفيه يلاحظ المتابع وجود طرفين، طرف متشدد لا يريد إقامة أي حياة ودنيا للناس، وطرف متساهل يريد إقصاء الدين عن الحياة وقصره على المسجد.. والاعتدال والوسطية هما السمة الغالبة على مجتمعنا، فالمجتمع يريد ترفيهاً نافعاً ومعتدلاً يبث السعادة ويفجر الفرح في الأرواح ولا يمس ثوابت الإسلام، ولا يخالف الثوابت الوطنية التي قامت عليها بلادنا العزيزة.. دائرة المباح أوسع الدوائر، ففيها غُنية عن الدوائر المحظورة أو تلك الدوائر التي تسبب تصادماً مع عامة الناس.

في موضوع الترفيه تم ربط الترفيه بالسفر الخارجي.. والسؤال هل كل الذين يسافرون للخارج من أجل الترفيه، وبالتالي لو وفرّنا لهم ما في تلك الدول من وسائل ترفيه سيتركون الترحال؟ لا اعتقد أن كل ما يدعو السعوديين للسفر هو الترفيه، فالناس يسافرون رغبة في التغيير، وبحثاً عن الأجواء المعتدلة، والمعرفة والاكتشاف، ولمآرب أخرى، فالسفر في حد ذاته متعة وترفيهاً عند هؤلاء، ثم إن السياح من كل الجنسيات يجوبون العالم، ومثلما نراقب المغادرين من بلادنا ونصورهم، لنراقب القادمين إلى بلادنا أيضاً.

يصر البعض على أن وجود الترفيه سبب للقضاء على التطرف، وأظن أن من الخطأ اعتقاد أن الترفيه سبب في القضاء على الإرهاب.. فدول مجاورة لنا وفيها من ألوان الترفيه الممنوع مما يطالب به بعض المغردين عندنا، ومع ذلك ترتفع فيها نسبة التطرف والإرهاب أكثر مما لدينا.. ولا يوجد سبب علمي للربط بين الاثنين.

لست في هذا المقال ضد أي عمل ترفيهي، فنحن نحتاج الترفيه.. والحاجة إلى الراحة والتحرر من ضغوطات الحياة العملية طبيعة بشرية، كما أن الترفيه سيعود بالفائدة على الفرد والمجتمع اقتصادياً ونفسياً واجتماعياً، لكن أنا مع الترفيه المنضبط مع إسلامنا، والملائم لثقافتنا، والمتناسب مع عاداتنا الأصيلة.
أؤكد على ضرورة الضوابط لأنه قد يأتينا من رجال الأعمال من يتولى إدارة الترفيه وقد يضعون ويصنعون كل شيء بحثاً عن الريال، ولا يقيمون وزناً لقيم المجتمع وأخلاقياته.. والقنوات الفضائية التي تصادم المجتمع وتتلاعب بقيمه دليل وخير شاهد!

 ولكم تحياااااتي

=====================================
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com


* لم ينشر في صحيفة اليوم.

المدينة الفاضلة ليست فاضلة!

المدينة الفاضلة ليست فاضلة!

علي بطيح العمري 
لما نفتح جوالاتنا تنهمر علينا مئات الرسائل والمقاطع الواتسابية، ولما نتصفح حساباتنا التويترية والفيسبوكية... نقرأ آلاف الرسائل ما بين تغريدة، ومنشور مؤثر، ومقطع فيديو كلها تدعوك للفضيلة..
يرسل صاحبنا رسائل نصائحية، فيها دعوة للصلاة، وبيان عقوبة تاركها، وفضائل الصلوات كالفجر والجماعة.. لكن المرسل لايأتيها، أو يتأخر عن الصلاة!

يبث زميلي رسائل تفاؤلية مع إشراقة الصباح.. لكن عندما ألتقيه وجهاً لوجه أجده عابس الوجه، تعلوه لغة التشاؤم من أساسه لرأسه!

ينتقي عشرات النصائح ودرر الأقوال التي تحض على التسامح والاحترام، وتدعو لحسن التعامل.. لكنها تظل تتناقل في تلك الحسابات لا نجد أثرها في الشارع ولا في المجالس.. عبارات الشتم والغيبة، والمشادات الكلامية موجودة في المجالس والأسواق والملاعب!

حتى رئيسك يرسل لك في قروب العمل مقاطع عن التسامح، وتقدير الظروف، والرفق واللطف.. للأسف تصيبك الخيبة وأنت ترى ذلك الرئيس يضيق ذرعاً بنقد، أو يتجاهل رأياً آخر، أو يرفض الحوار، ويعمل من الحبة قبة!

تويتر والفيس بوك والانستقرام وبقية الشلة كل واحد منها يُخيل إليك أنه كالمدينة الفاضلة، تجد الرفق والاحترام فيها ويحفها التآلف والتناصح، ويعلوها الحب والتسامح، وفيها من الفضائل ما يعجز الزائر عن عده.. لكن في الواقع تجدها مدناً ليست فاضلة، فما يدعو له الناس في مواقع التواصل لا يطبقونه في واقعهم وتعاملهم مع الخلق والخالق.. باختصار نحن في الإعلام الجديد نقول ولا نفعل، ننادي بأشياء لا نتمثلها في الواقع.

قرأت مرة تغريدة لطيفة ومؤثرة في ذات الوقت..
واحد يقول: تابعت والدي في التويتر دون أن يعلم، وناقشته على تويتر في مسألة، وقال لي: احترم وجهة نظرك.. وفي البيت ناقشته بنفس المسألة فقال لي: ضف وجهك ووخر عني!!!
المفترض في أدوات التواصل الاجتماعي وحساباتها أن تكون دافعاً لرقينا وتطورنا، وأن تكون مصدراً لاكتساب العلم والثقافة.. وأخشى ما أخشاه أن تكون شاهد عيان على تناقضاتنا الفاخرة، ووسائل قول وعلم بلا عمل وتطبيق، فتلك أزمة عصرية وحضارية تضاف إلى بقية قضايانا!

وأختم بهذه التغريدة المؤثرة: كلنا حكماء ووعاظ وفلاسفة.. لو علمنا بما نقص وننسخ؛ لصافحتنا الملائكة في الطرقات!

* وقفة..
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ* كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُون"..
ذم واضح من الله تعالى لمن كان كلامه في واد وأفعاله في وادٍ آخر!

 ولكم تحياااااتي

=====================================
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@hotmail.com

من المسؤول عن تخلفك!!

من المسؤول عن تخلفك!!

علي بطيح العمري 
تقول الحكاية في أحد الأيام جاء موظفو إحدى الشركات، وتفاجأوا بوجود إعلان كبير على مدخل الشركة يقول: توفي أمس الشخص الذي كان يعيق تقدمك في عملك، ونحن ندعوك لحضور العزاء في غرفة الاجتماعات!!

في بداية الأمر خيم الحزن على جميع الموظفين لفراق زميلهم.. ولكن بعد قليل بدأ الجميع بالتفكير.. يا ترى من هو الشخص الذي يعيق تقدمي في حياتي، من هو سبب تخلفي؟ آخرون انتشوا بموت من رأوه سبباً في تخلفهم، فلا تخلف بعد اليوم.. شعر الجميع بالفضول يدفعهم لمعرفة من هذا الشخص النكد؟!

توجه جميع الموظفين إلى غرفة الاجتماعات حيث مراسم التشييع، وذهبوا لإلقاء النظرة الأخيرة على زميلهم الذي كان يعيق تقدمهم.. اقترب الموظفون من التابوت لرؤية الشخص، وعندما نظروا بداخله تسمروا من الدهشة التي علتهم.. ففي التابوت كان هناك مرآة كبيرة قد وضعت بداخله وكلما نظر أحدهم إلى التابوت لا يرى سوى نفسه!! وقفوا حائرين من هذه المرآة داخل التابوت!
وتأكيداً للفكرة التي يُراد توصيلها كتب أحدهم رسالة إلى جانب التابوت موجهة للجميع تحمل عبارة: هناك شخص واحد على هذا الكوكب هو القادر على إعاقة تقدمك والسبب في فشلك وتأخرك هذا الشخص هو أنت!!

في عالم البرمجة اللغوية والعصبية الإنسان هو نتاج فكره وعمله إن خيراً فخير، وإن شراً فشر.
الأمراض الحضارية التي تصيب الإنسان كالجهل والأمية، والانغلاق، والتعصب، والأعمال السيئة، والبطالة، وسلوك طريق الغواية والانحراف.. والفوضى، والبعد عن الطاعات، وافتعال الخصمومات كلها من نتاج الإنسان، وما عملته يداه، وهو المسؤول الأول والأخير، وبيده الاستمرار والاستزادة منها، وبيده تغييرها وتصحيح المسار، والانتقال من أوحال السلبية إلى بر الإيجابية.. وباختصار إذا كان الإنسان سبب تخلفه، فهو القادر على صناعة نجاحه.
لا نستبعد أحياناً أن تكون هناك أسباب قاهرة وخارجية تحطم طموح الشخص.. لكن أهم أسباب التخلف هي من أنفسنا وأفكارنا وما ينتج عنها من عمل أو قول. فكل إنسان قادر أن يصنع من نفسه شيء مختلف وجميل، يبحث عن الإيجابيات ويتخذها سبيلاً فحياتنا من صنع أفكارنا، وتتغير وفق تغيرنا!

حتى القرآن رد ما يصيب الإنسان إلى أفعاله.. "وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم..".. واعتبر التغيير بيد الإنسان، وأن الله لن يغير عليه حتى يتغير.. "إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم...".
 ولكم تحياااااتي

=====================================
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@hotmail.com

هيبة الاختبارات.. ونكهة النجاح!

هيبة الاختبارات.. ونكهة النجاح!

علي بطيح العمري 
يتداول المغردون أيام الاختبارات نماذج لأسئلة اختبارات قديمة في المرحلة الابتدائية – من أيام الطيبين- ؛ وهي أسئلة من النوع الثقيل، تضع الطالب أمام التحدي، فأسئلة الاختبارات في الماضي كانت من نوع: عدد، تكلم عن.. قارن بين.. اكتب مذكرة عن.. وهكذا غالبها أسئلة مقالية، لو وضعت تلك النماذج أمام طالب الجامعة اليوم لربما عجز عنها فما بالك بطالب الابتدائي وقتئذٍ.
تلك الأسئلة كانت قوية، وعميقة في صياغتها، وهي بذلك تعتبر محكاً للطالب المجتهد!
حينما تقارن تلك الأسئلة بأسئلة اليوم تجد ما يدعو إلى الخجل، فأسئلة اليوم غالبها أسئلة موضوعية وتسيطر عليها أسئلة "الصح والخطأ"، وهناك من ينتقد التركيز على هذا النوع من الأسئلة، إذ أن أجوبتها مبنية على التخمين لا التفكير، وثقافة "الصح والخطأ" حتى في الحياة تكون نتيجتها يا أبيض يا أسود، فلا خيار ثالث أمامك ولا حل وسط يمكنك إتباعه!

اتفق مع من يرى أن الاختبار يبنى على التيسير لا التعسير، وسيظل الهدف من الاختبار قياس مستوى التحصيل للطالب، وليس الهدف التعجيز أو التأديب، لكن ضخامة أسئلة الاختبارات قديماً تكشف لك مدى المعلومات والمعارف، ومدى المستوى الذي ظهر به طالب الأمس، حتى النجاح وقتها كان له نكهة خاصة وطعماً لا يُنسى!

* قال لي: زمان كنا نحسب ألف حساب للاختبارات.. طوال وقتها وقبلها نعلن حالة الاستنفار.. اليوم أشاهد أولاد الحي يلعبون الكرة، ويسهرون في الشارع، والمذاكرة هي آخر الاهتمامات.. ما الذي تغير..؟ من نزع هيبة الاختبارات ونكهة النجاح؟ النجاح صار سهلاً ولم يعد حلماً، بعد أن كان سلماً لا يصعده كل أحد..!

* الطالب يحل الأسئلة في عشر دقائق.. ثم لا يسمح له بتسليم ورقته إلا بعد مضي نصف الوقت.. قرابة ساعة أو ساعة ونصف.. هذا النظام نموذج للأنظمة الجامدة التي لم تتغير ولم تُراجع!

* حالة الاهتمام التي تتبناها بعض الأسر لتهيئة الأجواء للمذاكرة والمراجعة جميلة.. وحالة رجوع الطالب إلى الإقبال على المساجد، والطاعات والتعلق بالله صورة تستحق التأمل.. والأمل أن يظل اهتمام الأسرة بأبنائها للاختبارات كاهتمامها بصلاحهم طوال العام.. وحالة الالتزام ليتها تبقى طوال العمر!

* الاختبار في الدنيا يشبه اختبار الآخرة.. أنت الآن في قاعة اختبار.. تحل وتفكر، ولك أن تغير "أعمالك"، وأن تعمل غيرها، لك أن تراجعها وتستمر في الصواب، وتتراجع عن الخطأ.. لك أن تحسن وتبدع، وبيدك أن تخربش وتعمل بلا تركيز.. استعد للحظة سحب ورقتك بعد نهاية الوقت المحدد!

* أيام الاختبارات.. أكثر الأيام نشاطاً للمنحرفين سلوكياً ولمروجي المخدرات.. الحذر واجب، والتوعية ضرورية لتفويت الفرصة على ضعاف النفوس والعقول!
 ولكم تحياااااتي

=====================================
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@hotmail.com

العالم في جيبك.. ولكن!!

العالم في جيبك.. ولكن!!

علي بطيح العمري

أيام ظهور الانترنت كان الناس يعتبرون العالم تحول إلى قرية..

ثم باتت هذا القرية تصغر شيئاً فشيئاً ، ومع ظهور تقنية الجيلين الثالث، والرابع - وقريبا الجيل الخامس-، ودخول أدوات التواصل الاجتماعي على الخط، تحول العالم من قرية تسكن فيها إلى بيت تعيش فيه.. ثم غرفة.. حتى صار هذا العالم بين يديك.. وفي جيبك!

عبر جوالك تتابع الأخبار والأحداث العالمية وتتفاعل معها.. في الجوال تتصفح عشرات الصحف والمواقع وتقرأ تقاريرها ومقالاتها.. في جوالك مكتبة تضم آلاف الكتب.. في جوالك مصحف يسهل عليك الارتباط بالقرآن في خضم الأحداث والمقاطع التي يمطر بها جوالك.. من خلال أدوات الإعلام الجديد تتواصل مع معارفك، وتتفاعل مع القضايا حولك، وتتداخل مع المشاهير، والمثقفين والشعراء.. وحتى المسؤول – المتواضع-.. من خلال هذه الأدوات تنشر الحالات الخاصة للمحتاجين فيقف الناس معها، ويتعاطفون تجاهها ويتبنون قضيتها.. باختصار هذا العالم له حسنات وإيجابيات أكثر من أن تحصى.


أخطر ما في هذا العالم.. 
صعوبة التربية.. فالسماء تنهمر بآلاف المقاطع والحسابات والصور.. فيخشى أن الطفل يدمنها، مما يصعِّب من تربيته واستقامته.

الخطر الآخر يكمن في الحسابات السوداء بأدوات التواصل الاجتماعي، سواء كانت فكرية أو إباحية.. فالتوعية مهمة لعدم الانسياق وراء هذه الحسابات التي تريد أخذك يميناً أو شمالاّ.

في هذا العالم هناك مشاهير آخرين غير الذين نراهم ونلمس وجودهم في عالمنا الحقيقي.. هم يتولون التأثير، ويريدون سحب بساط التأثير من تحت مدرسة الوالدين.

من أخطار هذا العالم أنك تجد من يروج عن طبخة أو سلعة.. ستجد مقابله من يروج عن "حبوب مخدرة".. كل يبحث عن الزبائن والفرائس!

في علم النفس إدمان الجوال هوس مرضي يبدو مرشحاً لأن يصبح أحد أشد أنواع الإدمان!

استخدام الجوال أثناء قيادة السيارة خطر آخر يضاف إلى بقية الأخطار.. فعلى السائق أن يحذر كي يسلم.

إدمانك للجوال قد يأخذك من كل المحيطين بك، حتى هواياتك المفضلة قد تهجرها، ويمضي بك إلى حيث العزلة، فضلاً عن تخييم الصمت على من حولنا، فأصبحت علاقاتنا ولقاءاتنا باردة كبرودة الشتاء وأشد!

في هذا العالم أنت وجهاً لوجه مع التحدي.. إما أن يعصف بك هذا العالم أو تعصف به أنت!

عن يمنك الفضيلة والنجاة، وعن يسارك الرذيلة والهلاك..وحتى بعد رحيلك قد يتحول عالمك إما إلى حسنة جارية أو سيئة جارية.. فاختر ما يحلو لك، فلا رقيب عليك وعلى اختياراتك وانسياقاتك إلا الرقيب سبحانه وتعالى!


 ولكم تحياااااتي

=====================================

·  كاتب إعلامي


للتواصل

تويتر: @alomary2008

ما عندهم ربع أخلاق "أبي جهل"!!

ما عندهم ربع أخلاق "أبي جهل"!!

علي بطيح العُمري 

في تاريخ العرب هناك موقف سجله التاريخ لعمرو بن هشام.. عندما حاصر المشركون بيت النبي الكريم زمن الهجرة النبوية، قيل لعمرو بن هشام وقتها: كيف تركت محمداً يخرج من بين أيديكم ليلة الهجرة ويلحق بصاحبه؟ لِمَ لم تكسر عليه الباب وتأخذه من سريره؟

فأجاب: وتقول العرب إن عمرو بن هشام روّع بنات محمد وهتك حرمة بيته!!!

مع ملاحظة أن عمرو بن هشام هو «أبو جهل» الذي سمي بفرعون الأمة، كفر بمحمد وبكتاب محمد وبدين محمد، ومع ذلك لديه أخلاق تمنعه من اقتحام بيت محمد، وحجزته عن ترويع بنات النبي- عليه الصلاة والسلام-.

التاريخ سجل هذا الموقف لأبي جهل، سجل تلك المروءة، وأثبت أن هذا الكافر أعلى شرفاً، وأحسن مروءة من كثير ممن يظنون أنهم مسلمون!
تأمل سوريا، وما دار ويدور فيها من قتل وتشريد، وتنكيل على الهوية.. طالع حجم المأساة الحلبية في حلب الشهباء، وكيف يذاق أهلها ألوان العذاب والتنكيل.. ألم يدرك الغزاة مروءة أبي جهل.. العراق يكتوي بنار الحشد الشعبي الصفوي، وطائفية حكومته تشوي الوجوه والأجساد بناء على الهوية.. في اليمن الحوثي يُقتل المعصومون، وتُخرب المساجد!

والمشكلة أن إيران تعتبر نفسها «جمهورية إسلامية»، وما فتئ «حسن نصر الله» يكذب على منبره أنه مجاهد في سبيل الله!!، والحوثي يرفع شعار الإسلام.. والإسلام بريء من هذه الأفعال.

حينما يرى المتابع حجم المأساة التي يتعرض لها الأبرياء في العراق واليمن وسوريا.. ثم يقارنها بموقف أبي جهل فإنه سيتمنى لو أن أولئك القوم يملكون ذرة من الإنسانية، يمتلكون ولو ربع مروءة «أبي جهل»..
حقاً، عند ما يصبح الكافر مثلا أعلى لهو دليل على أن هناك أقواما أحط من الكافرين!

قلت في مقال سابق: المأساة السورية شاهدة على احتراق شعارات حقوق الإنسان التي ترفعها دول تشعل الفتن، وهي شاهد عيان على موت القيم التي تتشدق بها منظمات حقوق الإنسان، والمرأة، والطفل.. وصدق الشاعر العربي في تصوير هذا التناقض والتخاذل بقوله:
قتل امرئٍ في غابة جريمة لا تُغتفر
وقتلُ شعب كامل جريمة فيها نظر!

 ولكم تحياااااتي

=====================================
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@hotmail.com

ويل للعرب من شر قد اقترب!

ويل للعرب من شر قد اقترب!

علي بطيح العمري 
بين يدي تقرير مختصر منسوب إلى صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية التي خصصت عدداً خاصاً يتحدث عن الكارثة التي حلت بالعالم العربي خلال 13 عاماً، ابتداءً من العدوان الأمريكي باحتلال العراق عام 2003.
العدوان الأمريكي لم يدمر نظام البعث العراقي فقط، بل دمر الدولة بأكملها، وخلق الظروف الملائمة لولادة داعش وأمثالها من المنظمات الإرهابية، وقضى على العالم العربي وحوله إلى منطقة ملتهبة، وأعطى إشارة إلى لانطلاق عصر الإرهاب الذي ضرب العالم وأقض مضاجعه.
العراق خسر خسائر كبرى جراء الإرهاب الأمريكي، ما بين قتلى ومشردين، وأسرى، ومجاعة.. أيضاً الربيع العربي واحد من الهزات الارتدادية للكارثة، وتقدر مصادر دولية أن خسائر الوطن العربي بلغت 830 مليار دولار، فضلاً عن الدمار الحاصل في ليبيا ومصر وسوريا واليمن.
يواصل التقرير ليقول: هناك مرحلة من التاريخ العربي وصفت بعصر الانحطاط، لكن الانحطاط الذي يشهده العرب غير مسبوق، خاصة أنه يحدث في عصر تحرز فيه الشعوب التقدم والارتقاء.

العرب يحاربون العرب في اليمن، والعرب يحاربون العرب في سوريا ويدمرون سوريا، والعرب يتحاربون في ليبيا، ويتحاربون في العراق، ومع أن الإرهابيين يشنون حربهم على الإنسانية باسم الإسلام فإن 70% من ضحاياهم مسلمون!

ومن ضمن التقرير فقرة تقول: لا توجد أية مؤشرات على أن هناك مستقبلاً عربياً أفضل، فمعظم الجروح العربية نازفة وملتهبة وتستعصي على الشفاء، وأي مستقبل لمجتمعات لم تعد تعتبر نفسها مجتمعات وطنية بل مكونات اجتماعية على أساس الدين، والمذهب والعرق والطائفة!!

من خلال ملخص هذا التقرير يبرز سببان لهذه الكارثة التي لحقت بالعرب.. أولهما التدخل الخارجي، فالسياسية الغربية ما فتئت في الهيمنة على الشرق الأوسط بدءً باحتلال أكثر دوله، وانتهاءً بالتدخل المباشر تحت حجج وذرائع واهية كما حصل للعراق، وكما هو حاصل لسوريا.
والثاني: سبب داخلي يتعلق بالعرب أنفسهم في بعدهم عن روح الإسلام وحقيقته، والأخذ بأسباب النهضة،  يتجلى ذلك في صورة التفرق والتخاذل، بينما حث دينهم على الاتحاد والتعاون وحرم الظلم والفساد بكل صوره.

هذا الموضوع يصدق فيه حديث النبي الكريم لما قال: ويل للعرب من شر قد اقترب...."، وقد سألته زوجته زينب: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟، قال: نعم، إذا كثُر الخبث"، ويتابع شارحو الحديث أن المقصود بالخبث الكثرة في الشرور والمعاصي، مع ذكر الحديث الآخر:إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يُغيّروه أوشك أن يَعمَّهم الله بعقابه".. فالفساد والطغيان وغياب العدل من أسباب التخلف.

يقيننا الذي لا يتزعزع يقول بأن المستقبل للإسلام، والمسلمون سينهضون يوماً، متى أخذوا بالأسباب، وعاشوا الإسلام الحق، ولا ننسى تداول الأيام فالغرب المزدهر اليوم مر بحالات بؤس وحروب،و صراعات، وتسلط حكام طغاة.. وأيضاً العرب مرت عليهم حالات هوان وضعف كالذي نراه اليوم أيام التتار والحروب الصليبية وقد تعافوا منها!
 ولكم تحياااااتي

=====================================
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@hotmail.com

سيرته.. ليست للقراءة!

سيرته.. ليست للقراءة!

علي بطيح العمري 
من أيام الابتدائية ونحن ندرس سيرة النبي الكريم - عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم-، تعلمنا وقتها أن محبته واجبة، ولا يكتمل الإيمان إلا بها، وأن محبته تقتضي طاعته فيما أمر، وترك ما نهى عنه.

لما تحب محبوبك، حتماً ستطيعه.. إذا لم تطعه تكون قد أحدث شرخاً في ذلك الحب..
إن المحب لمن يحب مطيع!

لا يوجد مسلم على وجه هذه الأرض إلا وهو يهيم حباً بمحمد – عليه الصلاة والسلام- الذي برسالته، دك معالم الجهل، وحطم أصنام الظلمات، وأعلن الحرب على الفساد والطغيان، ودعا إلى التسامح، والتعاون والعدل والحق.

مشكلتنا اليوم ليست في الجهل.. فعصر اليوم عصر المعرفة وتدفق المعلومات مسموعة ومقروءة ومشاهدة.. لا ينقصنا اليوم قلة العلم بأقوال وأفعال هذا الرجل العظيم، هي بين أيدينا في المدارس، وفي المنابر، وتلامس عيوننا عبر أدوات الإعلام الجديدة والقديمة.. مشكلة اليوم ( فردية وجماعية) في البون الشاسع والهوة السحيقة بين العلم والعمل، بين النظرية والتطبيق، بين التنظير والواقع..

* * * *
قيل للرسول الكريم: ادع على المشركين.. فقال: لم أبعث لعاناً؛ وإنما بعث رحمة".. تأمل هذا الموقف لرجل مع خصومه الذين آذوه وناله أشد الأذى، ومع ذلك توقف عنلعنهم.. قارن هذا الموقف بحياتنا.. نتلاعن بسبب وبدون سبب.. أدخل "هاشتاق" رياضي بعد أي مباراة، سيهولك حجم الشتم واللعن، والافتراء، والتلاعب بصور اللاعبين للإضحاك، تأمل الغيبة والبهتان في حق اللاعب، والمدرب والحكم، والمسؤول.. كل هذا على كرة، مع أن هذا الشاتم واللعان مجرد متابع!!

* * * *

قال نبينا الكريم: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده".. لم يعد الشتم، والغيبة ألفاظاً تردد في المجالس.. صارت ألفاظاً بضغطة زر تبلغ الآفاق، وتعاد وتكرر!

* * * *

كان عليه الصلاة والسلام رحيماً بالصبيان والنساء، ما ضرب بيده امرأة ولا خادماً.. تعرض لنا وسائل الأعلام أفلاماً مرعبة عن حالات العنف ضد الأطفال وضد الخدم.. طبعاً أفلام كُتبت سيناريوهاتها على أرض الواقع وليست من نسج الخيال!

* * * *

قال عبد الله بن الحارث - رضي الله عنه- : ما رأيت أحدا أكثر تبسما من رسول الله".. يقول الكاتب – أنيس منصور في كتابه دعوة للابتسامة -: رغم الأعباء الهائلة التي كان يحملها الرسول، فإنه قادر على الابتسام.. أراد أن يكون قدوة، فمهما كانت الهموم ثقيلة، والأعباء جسيمة، فمن الممكن أن يبتسم، أو من الواجب أن يفعل ذلك، تهويناً لهمومنا، وحرصاً على ألا يفر الناس منا..".. وإذا كان الضحك يطيل العمر، فالضحكة انفجار مئة ابتسامة معاً، فابتسم حتى لو تتصنع ذلك!

والسؤال.. متى نعي أن أحاديث الرسول وسيرته.. ليست للقراءة والحفظ فقط.. هي للعمل والتطبيق!

 ولكم تحياااااتي

=====================================
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com