Translate

|| خارج التغطية ••

مقالات الكاتب: علي بطيح العُمري

الأربعاء، 1 مارس 2017

العالم في جيبك.. ولكن!!

العالم في جيبك.. ولكن!!

علي بطيح العمري

أيام ظهور الانترنت كان الناس يعتبرون العالم تحول إلى قرية..

ثم باتت هذا القرية تصغر شيئاً فشيئاً ، ومع ظهور تقنية الجيلين الثالث، والرابع - وقريبا الجيل الخامس-، ودخول أدوات التواصل الاجتماعي على الخط، تحول العالم من قرية تسكن فيها إلى بيت تعيش فيه.. ثم غرفة.. حتى صار هذا العالم بين يديك.. وفي جيبك!

عبر جوالك تتابع الأخبار والأحداث العالمية وتتفاعل معها.. في الجوال تتصفح عشرات الصحف والمواقع وتقرأ تقاريرها ومقالاتها.. في جوالك مكتبة تضم آلاف الكتب.. في جوالك مصحف يسهل عليك الارتباط بالقرآن في خضم الأحداث والمقاطع التي يمطر بها جوالك.. من خلال أدوات الإعلام الجديد تتواصل مع معارفك، وتتفاعل مع القضايا حولك، وتتداخل مع المشاهير، والمثقفين والشعراء.. وحتى المسؤول – المتواضع-.. من خلال هذه الأدوات تنشر الحالات الخاصة للمحتاجين فيقف الناس معها، ويتعاطفون تجاهها ويتبنون قضيتها.. باختصار هذا العالم له حسنات وإيجابيات أكثر من أن تحصى.


أخطر ما في هذا العالم.. 
صعوبة التربية.. فالسماء تنهمر بآلاف المقاطع والحسابات والصور.. فيخشى أن الطفل يدمنها، مما يصعِّب من تربيته واستقامته.

الخطر الآخر يكمن في الحسابات السوداء بأدوات التواصل الاجتماعي، سواء كانت فكرية أو إباحية.. فالتوعية مهمة لعدم الانسياق وراء هذه الحسابات التي تريد أخذك يميناً أو شمالاّ.

في هذا العالم هناك مشاهير آخرين غير الذين نراهم ونلمس وجودهم في عالمنا الحقيقي.. هم يتولون التأثير، ويريدون سحب بساط التأثير من تحت مدرسة الوالدين.

من أخطار هذا العالم أنك تجد من يروج عن طبخة أو سلعة.. ستجد مقابله من يروج عن "حبوب مخدرة".. كل يبحث عن الزبائن والفرائس!

في علم النفس إدمان الجوال هوس مرضي يبدو مرشحاً لأن يصبح أحد أشد أنواع الإدمان!

استخدام الجوال أثناء قيادة السيارة خطر آخر يضاف إلى بقية الأخطار.. فعلى السائق أن يحذر كي يسلم.

إدمانك للجوال قد يأخذك من كل المحيطين بك، حتى هواياتك المفضلة قد تهجرها، ويمضي بك إلى حيث العزلة، فضلاً عن تخييم الصمت على من حولنا، فأصبحت علاقاتنا ولقاءاتنا باردة كبرودة الشتاء وأشد!

في هذا العالم أنت وجهاً لوجه مع التحدي.. إما أن يعصف بك هذا العالم أو تعصف به أنت!

عن يمنك الفضيلة والنجاة، وعن يسارك الرذيلة والهلاك..وحتى بعد رحيلك قد يتحول عالمك إما إلى حسنة جارية أو سيئة جارية.. فاختر ما يحلو لك، فلا رقيب عليك وعلى اختياراتك وانسياقاتك إلا الرقيب سبحانه وتعالى!


 ولكم تحياااااتي

=====================================

·  كاتب إعلامي


للتواصل

تويتر: @alomary2008

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق