Translate

|| خارج التغطية ••

مقالات الكاتب: علي بطيح العُمري

السبت، 6 يناير 2018

هذا فتح.. وذاك استعمار!

هذا فتح.. وذاك استعمار!

علي بطيح العمري

من أكثر الأمور التي تستفز أبو البندري غفر الله له؛ هي اللمز والحط من قدر حضارتنا العربية والإسلامية على مدى العصور.. ويبلغ الاستفزاز أوجه حينما يصدر من "مثقفين"؛ إذ هي خطيئة ثقافية لا تغتفر!

يقول مغرد:
زرعوا فأكلنا، نزرع فيأكلون.. حكاية الاستعمار... حينما فعلناها كان فتحاً وحينما فعلوها كان استعماراً والفعل واحد.. مازلنا نتغنى بالأندلس مع أن كل الحكاية جماعة استعادت أرضها ولو بعد حين....!

أزمة ثقافية حينما لا يفرق المثقف العربي بين الفتح الإسلامي والاستعمار الغربي، ويضعها في سلة واحدة..
الفتح الإسلامي يا سادة هدفه؛ نشر الإسلام الذي لم يكن من مبادئه إكراه الناس على الدخول فيه، وإخراج الناس من ضيق الدنيا لسعة الآخرة.. أيضا في الفتوحات نشر لقيم العدل والعلم والمعرفة، فليس فيه تسلط ولا تشريد لأهل البلد.. كان النبي - عليه الصلاة والسلام- يوصي الجيوش فينهاهم عن قتل الأطفال والنساء والرهبان وكبار السن، بل نهى عن قطع الأشجار.

الاستعمار الغربي لبلاد المسلمين؛ عكس ذلك تماماً.. ابحثوا عما فعلته فرنسا في الجزائر، وقد رفضت الاعتذار عن جرائمها.. شاهدنا همجية أمريكا لما احتلت العراق فوأدت كل مقومات الحياة، ومثل ذلك الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.

في فتح بيت المقدس في عهد سيدنا عمر بن الخطاب، كتب لأهل القدس "الوثيقة العمرية" وجاء فيها: بسم الله الرحمن الرحيم؛ هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان،  أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم وسائر ملتها، أن لا تُسكن كنائسهم ولا تُهدم ولا يُنتقص منها ولا من صليبهم ولا من شيء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم.. ". كانت بحق تلك الوثيقة تسامحاً إنسانياً عالمياً.

ونقبوا في تاريخ الأندلس عن فضل حضارة العرب على الأوربيين، فالألمانية" زيغريد هونكة" ذكرت فضائل الحضارة العربية على أوروبا، واستفادة أوروبا من علومها ومعارفها، عبر كتابها الرائع "شمس العرب تسطع على الغرب".

وشهد الكثير من المستشرقين بفضائل الفتوحات الإسلامية.. فـ" روبنسون" يقول:
أتباع محمد وحدهم الذين جمعوا بين معاملة الأجانب بالحسنى، وبين محبتهم لنشر دينهم، وكان من أثر هذه المعاملة أن انتشر الإسلام، وعلا قدر رجاله الفاتحين.

الخلط بين الفتح الإسلامي والاستعمار الغربي؛ فيه قتل لروح العزة عند المسلمين، وتشويه لتاريخهم.. وفيه جلد للذات وحط من الحضارة الإسلامية التي وصلت الآفاق. وتصور بعض الروايات والمسلسلات التاريخية أن  الهدف الرئيس من بعض الفتوحات هو المرأة كما زعموا، وتتعمد إخفاء أن العقيدة هي السر الكامن وراء انتصارات المسلمين.

يعترف المستشرق  "توماس آرنولد" بأن القبائل النصرانية اعتنقت الإسلام عن اختيار وإرادة، ويذكر أن النصارى كتبوا إلى المسلمين يقولون لهم: يا معشر المسلمين أنتم أحب إلينا من الروم، وإن كانوا على ديننا، وأحسن ولاية علينا".

ويقول مستشرق آخر: العرب عاملوا اليهود في الأندلس أحسن معاملة. وعندما طرد النصارى العرب من الأندلس لم يطيقوا إبقاء اليهود، فدبروا لهم تهماً، وأحرقوا  آلاف اليهود.

* قفلة..
من أعجب الأفكار أن يشهد خصوم المسلمين بسمو الحضارة العربية، بينما بعض العرب يتنكرون لتاريخ أمتهم ويجحدون مكانتها!
ولكم تحياااااتي

_________________________________________________________
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com


نشر في اليوم، الثلاثاء 15 ربيع الثاني 1439هــ

الاختبارات.. وكبسولة النجاح!!

الاختبارات.. وكبسولة النجاح!!

علي بطيح العمري
طلب مني صديقي أن أكتب مقال هذا الاسبوع عن طرق، واستراتيجيات المذاكرة الجادة، وذِكْر الخطوات الصحيحة؛ كي يسير الطالب على وفقها لاقتحام عقبة الاختبارات!
قلت: هناك عشرات الاستراتيجيات في فنون الاستذكار، ومئات الطرائق في متعة المذاكرة؛ وهي موجودة ومبثوثة على شبكة النت، وما يقصر شعب تويتر، وبقية الشعوب من قبائل الواتسابيين أو الفيسبوكيين في التذكير بها أيام الاختبارات.

وهناك أمر مهم أحب التنويه إليه؛ وهو أن لكل طالب طريقته في الاستذكار والمراجعة، بعض الطلاب يعتزل الناس أثناء المذاكرة، وآخر على الضد من ذلك يحب "اللمّة" وجمعة الأصدقاء، وثالث لا يذاكر إلا في أوقات محددة، ورابع يذاكر في أي وقت، فلا مشكلة له مع الوقت، وطالب بينه وبين الكتاب علاقة حميمة، يراجعه كتبه بين الفترة والأخرى، وآخر كتبه علاها الغبار، فيريد أن يفهم الكتاب الذي شُرِح له في أربعة أشهر في عشية أو ضحاها.. فلكل طالب طريقته، فما ينفع "زيد"، لا يمكن وصفه لــ"عبيد"!

وما دام أن هناك عشرات الطرق، وما دام لكل طالب مذهبه، وطريقته في الاستذكار؛ فيمكن اختصار كل استراتيجيات وطرق المذاكرة في طريقة واحدة وهي "الرررررغبة"!

الرغبة بداية كل إنجاز.. الرغبة هي المسؤولة عن صناعة النجاح في الحياة، هي المُولِّد المشتعل الذي يسيرك، ويدفعك نحو أي هدف تريد تحقيقه.
كل طرائق المذاكرة التي يتحدثون عنها كالمكان، والزمان، وقراءة الأهم، والبدء بالموضوعات الصعبة، واعتزال ما حولك، وكتابة ملخص، ورسم خرائط ذهنية، وجدولة المذاكرة... كلها طرق لن تجدي إن لم يسبقها ويصحبها رغبة تحركها، وتدفعها. فتهيئة الجو المناسب للمذاكرة لن يفيد طالب لا رغبة له في المذاكرة، ولن يستفيد طالب من عزله عن المؤثرات داخل البيت وفي الشارع، طالما نفسه "مسدودة" وذهنه مقفل عن الكتاب، وطالب شارد الذهن، فاقد الهمة لن يسعفه وجود الكتاب في يده، ولا تقليبه لصفحاته!
الرغبة هي القوة التي تشتعل داخلك، هذه الرغبة ستجبر الطالب على إيجاد المكان المريح، حتى لو كان كل ضجيج العالم حوله، رغبة الطالب في النجاح ستخطفه من بين كل المؤثرات المشوشة، ستجعله يقفل التلفزيون ويقاطع الواتساب والسناب شات، الرغبة تجعله يستيقظ من أحسن "نومة" ليراجع دروسه!

شيخنا في تنمية الذات "إبراهيم الفقي" - صب الله عليه شآبيب الرحمة- يرى أن "الرغبة" هي أولى قواعد النجاح، وهي بمثابة غرس البذور في أرض النجاح!

لا أحد يسألني عن كيفية زراعة هذه "الرغبة" في نفس الطالب، وكيفية تثبيتها في عقله وذهنه؛ لأن مساحة المقال ضاقت.. ربما أعود إليها يوماً.. بس الذي نتفق عليه ولا نختلف فيه أن هذه الرغبة يصنعها البيت وتهندسها الأسرة بالدرجة الأولى، ويصنعها الطالب الجاد الذي يعنيه النجاح والتميز والبحث عن التفوق.

في الأخير..
الرغبة المخلوطة بالعزيمة، والمتوشحة بالإرادة كبسولة حياتية لا يستغني عنها كل إيجابي يحلم بالنجاح.


* تغريدة..
وزير الإعلام يمنع بث أي مسلسل أو برنامج يتضمن إساءة صريحة أو ضمنية لنساء المملكة!
رائع هذا القرار.. للأسف المسلسلات أساءت للمرأة وللرجل.. وأظهرتهما بشكل سلبي.. ودقت ساعة المنع والمحاسبة لكل ما هو سلبي.


ولكم تحياااااتي

_________________________________________________________
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com


نشر في اليوم، الثلاثاء 8 ربيع الآخر 1439هــ