الاختبارات.. وكبسولة النجاح!!
علي بطيح العمري
طلب مني صديقي أن أكتب مقال هذا الاسبوع عن طرق، واستراتيجيات
المذاكرة الجادة، وذِكْر الخطوات الصحيحة؛ كي يسير الطالب على وفقها لاقتحام عقبة
الاختبارات!
قلت: هناك عشرات الاستراتيجيات في فنون الاستذكار، ومئات
الطرائق في متعة المذاكرة؛ وهي موجودة ومبثوثة على شبكة النت، وما يقصر شعب تويتر،
وبقية الشعوب من قبائل الواتسابيين أو الفيسبوكيين في التذكير بها أيام
الاختبارات.
وهناك أمر مهم أحب التنويه إليه؛ وهو أن لكل طالب طريقته في
الاستذكار والمراجعة، بعض الطلاب يعتزل الناس أثناء المذاكرة، وآخر على الضد من
ذلك يحب "اللمّة" وجمعة الأصدقاء، وثالث لا يذاكر إلا في أوقات محددة،
ورابع يذاكر في أي وقت، فلا مشكلة له مع الوقت، وطالب بينه وبين الكتاب علاقة
حميمة، يراجعه كتبه بين الفترة والأخرى، وآخر كتبه علاها الغبار، فيريد أن يفهم
الكتاب الذي شُرِح له في أربعة أشهر في عشية أو ضحاها.. فلكل طالب طريقته، فما
ينفع "زيد"، لا يمكن وصفه لــ"عبيد"!
وما دام أن هناك عشرات الطرق، وما دام لكل طالب مذهبه، وطريقته
في الاستذكار؛ فيمكن اختصار كل استراتيجيات وطرق المذاكرة في طريقة واحدة وهي
"الرررررغبة"!
الرغبة بداية كل إنجاز.. الرغبة هي المسؤولة عن صناعة النجاح في
الحياة، هي المُولِّد المشتعل الذي يسيرك، ويدفعك نحو أي هدف تريد تحقيقه.
كل طرائق المذاكرة التي يتحدثون عنها كالمكان، والزمان، وقراءة
الأهم، والبدء بالموضوعات الصعبة، واعتزال ما حولك، وكتابة ملخص، ورسم خرائط
ذهنية، وجدولة المذاكرة... كلها طرق لن تجدي إن لم يسبقها ويصحبها رغبة تحركها،
وتدفعها. فتهيئة الجو المناسب للمذاكرة لن يفيد طالب لا رغبة له في المذاكرة، ولن
يستفيد طالب من عزله عن المؤثرات داخل البيت وفي الشارع، طالما نفسه
"مسدودة" وذهنه مقفل عن الكتاب، وطالب شارد الذهن، فاقد الهمة لن يسعفه
وجود الكتاب في يده، ولا تقليبه لصفحاته!
الرغبة هي القوة التي تشتعل داخلك، هذه الرغبة ستجبر الطالب على
إيجاد المكان المريح، حتى لو كان كل ضجيج العالم حوله، رغبة الطالب في النجاح
ستخطفه من بين كل المؤثرات المشوشة، ستجعله يقفل التلفزيون ويقاطع الواتساب
والسناب شات، الرغبة تجعله يستيقظ من أحسن "نومة" ليراجع دروسه!
شيخنا في تنمية الذات "إبراهيم الفقي" - صب الله عليه
شآبيب الرحمة- يرى أن "الرغبة" هي أولى قواعد النجاح، وهي بمثابة غرس
البذور في أرض النجاح!
لا أحد يسألني عن كيفية زراعة هذه "الرغبة" في نفس
الطالب، وكيفية تثبيتها في عقله وذهنه؛ لأن مساحة المقال ضاقت.. ربما أعود إليها
يوماً.. بس الذي نتفق عليه ولا نختلف فيه أن هذه الرغبة يصنعها البيت وتهندسها
الأسرة بالدرجة الأولى، ويصنعها الطالب الجاد الذي يعنيه النجاح والتميز والبحث عن
التفوق.
في الأخير..
الرغبة المخلوطة بالعزيمة، والمتوشحة بالإرادة كبسولة حياتية لا
يستغني عنها كل إيجابي يحلم بالنجاح.
* تغريدة..
وزير الإعلام يمنع بث أي مسلسل أو برنامج يتضمن إساءة صريحة أو ضمنية
لنساء المملكة!
رائع هذا القرار.. للأسف المسلسلات أساءت للمرأة وللرجل.. وأظهرتهما
بشكل سلبي.. ودقت ساعة المنع والمحاسبة لكل ما هو سلبي.
ولكم
تحياااااتي
_________________________________________________________
·
كاتب إعلامي
للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com
نشر في اليوم، الثلاثاء 8 ربيع الآخر 1439هــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق