Translate

|| خارج التغطية ••

مقالات الكاتب: علي بطيح العُمري

السبت، 10 أبريل 2021

صور عن الحب

 

صور عن الحب

علي بطيح العُمري

* يقول الله تعالى حكاية عن إبراهيم الخليل في حواره مع أبيه: (يا أبتِ إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن)

أسمى وأنقى وأرقى درجات الحب هي أن نخاف على من نحبهم، وأن نهتم بدنياهم وآخرتهم، وأسوأ علاقات الحب حينما نرى من نحبهم يغرقون في جرائمهم دون أن نقدم لهم ولو دعوة بظهر الغيب.


* أتدري من هو أجمل شخص.. من رأى عيوبك وما زال يحبك.. مثل هؤلاء يستحقون أن نعض عليهم بالنواجذ.

* الناس مع الحب انواع.. هناك من يراه حياة، وهناك من يراه عذاباً.. كل يراه من زاويته.. الأول التقى بمن يحب، والثاني فقد من يحب.


* الملك الإنجليزي إدوارد الثامن تنازل عن الحكم لأجل أن يتزوج من حبيبته واليس سمبسون.. شوفوا الحب كيف يسوي (مو زي) شبابنا إذا حب رسم قلب على يده!


* قال العاشق الطيب قيس بن الملوح لزوج ليلى:

بربك.. هل ضممت إليك ليلى                قبيل الصبح أم قبلت فاها؟!!!!

قمة الألم... عاشق ولهان يسأل الزوج السعيد عن محبوبة تعذب في حبها!


* في دنيا الحب، ما عاد للعاشق الفقير مكان، لقد (كوش) الأغنياء على كل شيء حتى القلوب اشتروها.. أحياناً الفلوس تصنع لك (حباً)..  وقد تأتيك بمن تحب.

* قالت ‌هند زوجة عبيد الله بن زياد لما مات: إني أشتاقُ إلى القيامة لأرى وجهه!  يا ربااااه.. حب فخم وممتلئ بالوفاء!

* روي أن الخليفة السفّاح وقفَ وزوجته على شرفة القصر، فسقط خاتمها، فخلعَ خاتمه ورماه، وقال: أخاف أن يَستوحش خاتمك وحده!

* من أنواع الغش.. الغش في المشاعر.. يظهر أمامك الحب والاحترام، وفي الخفاء يشتمك ويفتري عليك!

* عزيزي الزوج.. عزيزتي الزوجة

ما تشاهدونه في المسلسلات الرومانسية هو تمثيل فقط.. ولو بحثتم عن حياة الفنانيين لوجدتموهم فاشلين في الحب!

فليس شرطاً أن يكون زواج الواقع كالتمثيل!

* في الحديث يقول ﷺ: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".

ثق أن سعادة الآخرين لن تقلل من سعادتك، وان غناهم لن يكون على حساب رزق كتبه الله لك.. فحب للناس ما تحبه لنفسك، لو أحببنا للناس ما نحبه لأنفسنا لاختفت الكثير من النتوءات التي شوهت حياتنا وقطّعت علاقاتنا.

* يقول الإمام الرائع ابن الجوزي: ينبغي أن تكتم بعض حبك للولد، لأنه يتسلط عليك، ويضيع مالك، ويبالغ في الإدلال، ويمتنع عن التعلم والتأدب".. الحب الزائد فساد.


* تقول الكاتبة أحلام مستغانمي:

الحبُّ هو ذكاءُ المسافة، لا تقتربَ كثيرًا فتُلغي اللهفةَ، ولا تبتعِدَ طويلًا فتُنسى.


* قفلة..

قال أبو البندري غفر الله له:

أجمل الحب أن تزرع وردة في طريق من تحبهم، وأن تصب في آذانهم أجمل الكلمات!

ولكم تحياااتي

_________________________________________________________

·        كاتب صحفي

للتواصل

تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@gmail.com

نشر في اليوم، السبت 28 /8/ 1442هـ - 10 /4/ 2021

بين حياتين!

 

بين حياتين!

علي بطيح العُمري

نعيش اليوم بين عالمين.. حياة واقعية، وحياة تقنية أو إلكترونية أو رقمية.

منا من تطغى حياته الإلكترونية على الطبيعية، وفينا من هو عكس ذلك، وفينا الوسطي الذي يوازن بين حياتيه.

 

مجمعاتنا للبشرية بدأت هجر حياتها الواقعية واتجهت إلى الحياة الرقمية بسرعات مذهلة.

لديك أصدقاء في حياتك الطبيعة تلتقيهم في المقهى والملعب، وفي المقابل لديك أصدقاء ومعارف إلكترونيون تقابلهم بشكل مستمر وصار بينكم وشائج رقمية، ويمكن أن تشاركهم الثقافة، واللعب، والألعاب الإلكترونية طغت على الألعاب التقليدية التي فيها الحركة والنشاط.


والحكومة الإلكترونية أفضل وأسرع إنجازاً؛ لا سرا، ولا راجعنا بكرة، ولا مماطلة موظف، ما تنجزه في ايام عبر الواقع تحصل عليه في دقائق نتياً.. الخدمات الإلكترونية خففت من الزحام، واختصرت الوقت وقربت البعيد.

حتى المجرمين تقاطروا على الرقمنة، فالمتحرش الذي كان يصطاد فرائسه في الأسواق بات (نتياً) وجدد مهنته لمتحرش إلكتروني، وقس على ذلك مروج المخدرات والساحر... تحولوا إلى "النتنتة"، فبرزت جرائم مثل التنمر الإلكتروني، الغش، والنصب الإلكتروني.. حتى التسول قل وجود المتسول الطيب الذي يلقي عليك خطبة يستدر بها عطفك وجيبك في المسجد، صار المتسول رقمياً يترزز تحت التغريدات ويلج كل هاشتاق.


والدولة تهتم بالأمن وتحصين المجتمع ضد المخربين في الواقع، ها هي تتواجد في النت عبر الأمن السيبراني ومهمته حماية المجتمع من قراصنة النت وصد غارات العالم الافتراضي.. التجارة الإلكترونية وجد فيها الناس ملاذاً يغنيهم عن سياط الغلاء، وبديلاً ينأى بهم عن احتكار تجار الواقع وتحكمهم في الأسعار.


بقي أن أقول:

مع اندماج حياتنا الرقمية بحياتنا الحقيقية صار معيار النجاح عند بعض "الرقميين" هو عدد المعجبين والمؤيدين. وكأنه يُقال لك إن لم يكن لك شعبية فإنجازاتك واهية، وتلك خطيئة.

وأتعجب من ذلك التقليدي الذي يريد إرجاعك إلى (الحياة الورقية)، بعد أن من الله على الناس فصاروا رقميين، فقرطاسك اليوم وصحيفتك وكتابك تحولت إلى رقمية تبعاً لمتغيرات الحياة، وعليه فلابد أن تكون إنساناً رقمياً لا تقليدية فيه.

في الإسلام حياتك الواقعية هي نفس حياتك الرقمية.. أنت مسؤول عن تصرفاتك وإن تسترت خلف الأسماء الوهمية.. فكن صورة صادقة للإيجابي الذين ينفع أينما حل.


* قفلة..

قال أبو البندري غفر الله له:

نحب عالمنا الإلكتروني في بعض الأحايين لأننا صنعناه بأنفسنا، وكثيراً ما نتمنى أن يتحول إلى حقيقة.

ولكم تحياااتي

_________________________________________________________

·        كاتب صحفي

للتواصل

تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@gmail.com

نشر في اليوم، السبت 21 /8/ 1442هـ، 3 /4/ 2021

كيف تصنع الأخبار المضللة؟!

 

كيف تصنع الأخبار المضللة؟!

علي بطيح العُمري

نعيش اليوم ثورة تقنية. ولو عاش الشاعر أحمد شوقي إلى زماننا لقال:

لكل زمان مضى آية

وآية هذا الزمان (النت)!

مع أننا نعيش في منتصف الثورة التقنية ففي المستقبل هناك ثورات تقنية، الله أعلم بتداعياتها.

 

والتقنية لها الكثير من الفوائد على الناس والمجتمعات، لكن سلبياتها تكمن في الاستخدام السيء.

ومن ذلك انتشار الكذبة، والأخبار المزيفة.. صناعة الكذب سهلة ولا يختص بزمن، لكن الفارق أن في عصرنا سهل تسويقها حتى تبلغ الآفاق.

 

في كتاب (الهشاشة النفسية) ذكر المؤلف إسماعيل عرفة قصة تستحق النشر:

في عام 2018 أثارت شابة مصرية تدعى سارة أبو الخير ضجة بعد أن قامت بنشر خبر مفبرك على حسابها بالإنستغرام كتجربة لمعرفة مدى انتشار الأخبار المضللة بين الناس، كان الخبر عن إمكانية تحويل منصة إطلاق الصواريخ إلى حفلة لشواء الدجاج واللحوم تحت محركات الصواريخ، ليتناول العالم مشويات في أقل من دقيقة، وزعمت سارة في خبرها أن وكالة (ناسا) استجابت لفكرتها، والقنوات دعتها لشرح قصتها.


تداول الناس الخبر - بلا مصدر طبعاً - عبر وسائل التواصل باعتبارها قصة نجاح وأن الأفكار تبدأ صغيرة. وبعد يومين من وصول الخبر إلى الترند خرجت سارة لتقول إن ما نشرته مجرد (تجربة) وكلها أخبار ملفقة، وقالت: استخدمت وكالة ناسا لتحقيق الشهرة".


هكذا تصنع الأخبار المضللة وهكذا تطبخ الإشاعات حتى لو كانت من قبل أفراد.. تبدأ بكذبة ثم تتوسع بفعل تفاعل الناس، العجب ليس في صناعة الأخبار المضللة فصناعتها سهلة، لكن العجب في تصديق الناس لها، وحرصهم على التفاعل معها.


اليوم هناك موضوعات كثيرة دينية وطبية ومعلوماتية ووصفات علاجية وقصص تتشابه مع خبر (سارة)، وتنتشر رغم غرابتها، ورغم نفي جهات الاختصاص لبعضها.

تتمدد الأخبار المضللة بتصديق البعض، وإعجاب آخرين، وحب الناس للأشياء الغريبة والمصادمة للواقع والشاذة عن القاعدة، فالناس يتفاعلون مع الأخبار المزيفة، ومع مقاطع الحمقى بأضعاف أضعاف الأخبار الحقيقية.


قد يعود سبب انتشار هذه (الكذبات) التقنية إلى ميل الناس للغرائب، وربما عاد لكونهم حدثاء عهد بالتقنية، فلا زالوا يرون النشر الالكتروني كأحاديث المجالس.


* قفلة..

قال أبو البندري غفر الله له:

في عالمك الرقمي ليكن شعارك: (حقيقة) تغضبك خير من (كذبة) تعجبك!

ولكم تحياااتي

_________________________________________________________

·        كاتب صحفي

للتواصل

تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@gmail.com

نشر في اليوم السبت 14 /8/ 1442هـ - 27 /3/ 2021

 

ليسوا أغبياء.. ولكن!

 

ليسوا أغبياء.. ولكن!

علي بطيح العُمري

تختلف اهتماماتنا ونظرتنا للأشياء، ولهذا تتباين أفكارنا.. وبناءً على هذا الاختلاف يعتقد البعض أنه يملك الذكاء، ويسخر من الآخرين ويصف تصرفاتهم بالغباء وهم في الحقيقة قد يكونون أكثر ذكاء لكن نظرتهم وطريقة تفكيرهم هي التي غيرت الأمر.

إذا اعتقدت أن الناس أقل ذكاءً منك، أو أنهم أغبياء فأقرب الظن أنه جهل منك في الحكم وفهم السر وراء تصرفاتهم.

وأسوأ من الذين يصفون الناس بالغباء من يحتقر ويعيب إنساناً ويستصغر شخصاً..

 لَا تَحْقَرَنَّ صَغِيْرًا فِيْ مُخَاصَمَة

إِنَّ البَعُوْضَةَ تُدْمِيْ مُقْلَةَ الأَسَدِ

وهنا قصة طريفة يرى بطلها أنه ذكي والآخر غبياً لكن في خفاياها كان هو الغبي والآخر يتوقد ذكاءً..

تقول القصة: دخل طفل محل حلاقة، فقام الحلاق بالهمس في أذن زبون جالس على كرسي الحلاقة: هذا الطفل أغبى شخص في العالم، وسأثبت لك، قام الحلاق بوضع درهم في يده اليمنى وفي اليسرى وضع 25 فلساً، وقام بتخيير الطفل بينهما، فمباشرة اختار الـ 25 فلساً، فنظر إلى الزبون نظرة انتصار وهو يضحك، وقال له: أرأيت هذا الغباء، فأنا أعرض عليه في اليوم عدة مرات درهماً وفي كل مرة يختار 25 فلساً.. لما انتهى الزبون من الحلاقة دفعه الفضول، وبحث عن الطفل فوجده خارجاً من بقالة يتلذذ بالآيسكريم، وسأله: لماذا تختار الـ 25 فلساً في كل مرة ولا تختار الدرهم وقيمته أكثر، فقال الطفل: في اليوم الذي آخذ فيه الدرهم سوف تنتهي اللعبة"!!

والآن من هو الذكي؛ الحلاق أم الطفل؟!

إن كان هناك من دروس في هذه القصة فهي:

الغبي من يظن أن الناس أغبياء..

أغلب الناس يعتقدون أن المختلفين عنهم أغبياء، والحقيقة قد يكونون عكس ذلك..

ما أكثر الذين يتهمون الناس بالغباء وهم أغبياء من زوايا أخرى ومجالات ثانية.

 لا نستهن بالآخرين وإن كانوا أقل شأناً منك.. لا تحكم على تصرفات الناس من خلال وجهة نظرك.. قد يكون لهم وجهات نظر أخرى..

كل شخص يزعم أن الحق والصواب معه ومبرراته أحكم وأفضل لذا يتصرف وفق هذه النظرة.

 

* قفلة..

قال أبو البندري غفر الله له:

التغابي – وليس الغباء - في بعض مواقف الحياة وتعقيداتها؛ يريح بالك وتتجارز المشكلات، لكن إياك أن تستخدمه في الاحتيال والخداع.

ولكم تحياااتي

_________________________________________________________

·        كاتب صحفي

للتواصل

تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@gmail.com

نشر في اليوم، السبت 7 /8/ 1442هـ، 20 /3/ 2021