Translate

|| خارج التغطية ••

مقالات الكاتب: علي بطيح العُمري

السبت، 3 يوليو 2021

واصطبر عليها!

 

واصطبر عليها!

علي بطيح العُمري

يقول العليم بصلاحنا، والبصير بأوضاعنا:

(وَأۡمُرۡ أَهۡلَكَ بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱصۡطَبِرۡ عَلَیۡهَاۖ لَا نَسۡـَٔلُكَ رِزۡقࣰاۖ نَّحۡنُ نَرۡزُقُكَ..).

ربط عجيب بين الصلاة والرزق.. وعند ابن كثير: إذا أقمت الصلاة أتاك الرزق من حيث لا تحتسب.. ويفهم من الآية عدم الانشغال عن الصلاة بالرزق، فمن انشغل عنها فقد انشغل بالنعمة عن المنعم.


* اصطبر غير اصبر.. وعلى قول اللغويين الزيادة في مبنى الكلمة تؤدي إلى زيادة في معناها.. فاصطبر أي تحمّل مشقة الصبر؛ لأن الصلاة موضوعها متكرر ومستمر لذا تحتاج إلى صبر زائد.

 

* مهما أخذتك الدنيا بلذائذها، وتقاذفتك بمراراتها فلا تترك الصلاة، فهي الصلة بينك وبين الخالق.. ومهما ارتكبت من الذنوب ومهما كنت موغلاً في الخطايا فإياك أن تترك الصلاة، فما يدريك لعل (حسناتها) تتغلب على سيئاتك. 

* إذا صليت فأنت تصلي؛ لأن الله فرضها عليك، ولأنها لا تسقط ولو اختل شرط أو تعذر ركن، لا تسقط الصلاة إلا في حال غياب العقل، حتى المريض يصلي، ومن كان في معركة وسفر يصلي، كل هذا ألا يكفي لتعرف أهميتها، كل تلك المعلومات ألا تبرز لك مكانتها؟


* نصلي لأنها وسيلة لتقوية النفس في مواجهة صعوبات الحياة.. وفي الحديث كان النبي ﷺ إذا حزبه (أهمه) أمر فزع إلى الصلاة. 

* نصلي لأن الصلاة تعالج همومنا وتضمد أوجاعنا.. وفي القرآن: واستعينوا بالصبر والصلاة". وفي الحديث: أرحنا بها يا بلال". فالصلاة أفضل وسيلة للثبات وقت المحن. فحافظ على صلاتك، واتقنها، وجاهد نفسك عليها.


* الذي يترك الصلاة ربما إن الله لم يحب لقاءه.. ".. كَرِهَ اللَّـهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ". 

* الجاذبية.. أن تجد شيخاً في الثمانين من العمر، ويحرص على أداء الصلاة رغم ثقل وصعوبة الحركة.


* المصيبة: إن تتحمل أجسامنا الوقوف في العمل واللهو لساعات وعندما نصلي نستثقل التطويل ونقرأ على عجل لننهي الصلاة.. أجسادنا قادرة على الوقوف، لكن قلوبنا ليست قادرة! 

* المحزن.. ان نحضر للدوام في وقته، ونحضر لمواعيد المستشفيات والمطارات قبل الموعد.. لكن ننام عن الصلاة ويقول بعضهم: مشكلتي نومي ثقيل!

 

* قفلة..

قال أبو البندري غفر الله له:

(الدين).. لا يسكن على الرفوف أو ثنايا الكتب.. الدين نتمثله فيما نقول ونفعل!

ولكم تحياااتي

_________________________________________________________

·        كاتب صحفي

للتواصل

تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@gmail.com

نشر في اليوم، السبت 23 /11/ 1442هـ - 3 /7/ 2021

قم (للمكيف) وفه التبجيلا!

 

 

قم (للمكيف) وفه التبجيلا!

علي بطيح العُمري

في فصل الصيف لا حديث للناس إلا عن درجات الحرارة وارتفاعها، ولا يشتكون إلا من الحر اللاهب الذي يلاحقهم، فلا يستمتعون بطلعة، ولا يتلذذون بنزهة.

* في كل صيف تتجدد الشكوى من الحر ويرى الناس أن هذه السنة أشد حرا من التي قبلها، والحقيقة أنها قد تكون مثل ما سبقها من أعوام، لكن الناس ينسون.. ينسيهم برد الشتاء، ويلهيهم الربيع باعتداله عن مرارة الصيف وآلام الحر.

* تداول الأيام والفصول ما بين برد قارس وحر لاهب وأجواء معتدلة حكمة إلهية وصدق الحق: (وتلك الأيام نداولها بين الناس). وميزة السنة الهجرية أن الصيف وكل الفصول متنقلة فشهر رمضان مثلا سيمر بكل الفصول الأربعة بخلاف السنة الميلادية فالفصول فيها ثابتة فشهر أغسطس لا يكون إلا في الصيف.


* الناس مع الصيف أنواع هناك من يهرب بجلده إلى المدن الباردة يعيش فيها أياما يتلذذ بنسائم الطبيعة، ومنهم من يصبح (بيتوتيا) لا يغادر منزله ينعم بهفيف المكيف، ومنهم من يتكيف مع الحر ويتعايش مع لهب الصيف، وتلقاه يقول لك: حر اليوم أهون من أمس!


* في فصل الصيف الذي تقارب درجات حرارته الخمسين.. لا يسعك إلا شكر المنعم سبحانه على نعمة الوسائل التي نتقي ونقاوم بها الحر اللاهب، وكان لسان حالنا يقول:

قم (للمكيف) وفه التبجيلا

(لولا المكيف كنت أنت قتيلا)

 

قلت في مقال لي:

الحر مدرسة تعلمنا الصبر، والتكيف مع أوضاعنا، فالمؤمن إن أصابته سراء شكر، وإن أصابته ضراء صبر.. ونتذكر النعم التي نعيشها، فالحر الذي لا طاقة لنا به، كيف يقاسيه «المشردون» واللاجئون، حينما لا يجدون شيئا يظلهم، وكيف كان آباؤنا يقاسون لهيبه ويتجرعون مراراته، بينما نحن آمنون، ووسائل التكييف لدينا، ونتضجر، ولا نطيق له صبرا. 

* وجدت هذه المقولة للإمام ابن الجوزى في صيد الخاطر:

لا تفرط في التوقي.. تعرض للحر، وتعرض للبرد لصيبك منه الأمر القريب لا المؤذي.. فإن الحر والبرد لمصالح البدن.


* قفلة..

قال أبو البندري غفر الله له:

في الوقت الذي تتقلب فيه تحت مكيفك تذكر أن هناك من بهندس فاتورك.. ففواتير الكهرباء يا عزيزي مرتفعة كارتفاع حرارة الصيف ولهب شمسه!

ولكم تحياااتي

_________________________________________________________

·        كاتب صحفي

للتواصل

تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@gmail.com

نشر في اليوم، السبت 16 /11/ 1442هـ - 26 /6/ 2021

يتحدثون خلفك لأنهم خلفك!


يتحدثون خلفك لأنهم خلفك!

علي بطيح العُمري

في ظني أن أسوأ دواب الأرض هم الذين يتكلمون عن الشخص بالسوء من وراء ظهره، ولو عندهم ذرة من شجاعة لواجهوه بما يقولون.

قل أن تجد مجلساً يخلو من الغيبة والافتراءات على الآخرين، فالناس في مجالسهم ما بين مستقل ومستكثر من الإثم والبهتان والغيبة.. هؤلاء لا يعجبهم أحداً ولا تنال استحساناتهم آراء وأفكار وتصرفات أحد إلا أنفسهم.


وأشد سوءاً منهم نَقَلَة الكلام؛ أي الذين ينقلون لك ما قيل عنك وفيك.. أولئك شرار الخلق لأنهم يفسدون عليك لحظاتك الجميلة، ويكدرون خاطرك ويشغلون بالك وذهنك، ولأنهم نمامون من الدرجة الأولى إذ لو يهمهم أمرك لدافعوا ونافحوا عنك، ولأنهم يوغرون صدرك على الناس، وربما حملت عنهم تصوراً مذموماً، خاصة إن كانوا غير دقيقين في النقل والتحريش! 

 وروي عن النبي عليه الصلاة والسلام قوله: لا يُبَلِّغُنِي أحدٌ من أصحابي عن أحدٍ شيئًا، فإني أُحِبُّ أن أَخْرُجَ إليكم وأنا سَلِيمُ الصَدر".. وللأديب نجيب محفوظ: لا تخبروني عمن يكرهني أو يتكلم عني؛ اتركوني أحب الجميع، وأظن أن الجميع يحبني".


لذلك كن حكيماً في ضبط تصرفات الناس معك.. فلا تعطِ أحداً فرصة ان يكدر نفسيتك بحديث لا تدري أصادق فيه أم أنه باحث عن فتنة جاءك ليوقظها من مرقدها، مثل هذا أتاك بسهم طائش لم يصبك ويريد زرعه في صدرك، اطلب منه براهين تثبت صحة ما قال والا فهو واشٍ متملق. 

أجمل ما في الذين يتحدثون عنك من خلفك إن كان للقبح جمال، أنهم يهدوننا حسنات تزيد أرصدتنا الإيمانية وترفع درجاتنا الأخروية.. الذين يتكلمون عنك هم قوم سخرهم إبليس لخدمة غيرهم، لأن من الحماقة أن تعمل أعمالاً صالحة ثم تنثرها على البشر، وفوق النثر تجد – خايب الرجا على قول المصريين - متكئ على أريكته معجباً بأفعاله، ظاناً أنه ناوش الجيوش وغزا الممالك، وربما كان ممن زين له سوء عمله فرآه حسناً.


* قفلة..

قال أبو البندري غفر الله له:

قمة المتعة.. أن تجالس شخصاً يكرهك ويغتابك كثيراً ومع ذلك يبين لك العكس.. هذا كاف بأن يخبرك أن لحضورك هيبة قادرة على تحويله لمنافق جبان!، قالها: جبران خليل جبران.

ولكم تحياااتي

_________________________________________________________

·        كاتب صحفي 

للتواصل

تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@gmail.com

نشر في اليوم، السبت 9 ذو القعدة 1442هـ - 19 /6/ 2021

أوقفوا (غثاثات) المشاهير!

 

أوقفوا (غثاثات) المشاهير!

علي بطيح العُمري

"الشهرة مثل المال، هناك غني جاهل، وهناك فقير عاقل.. مال ينهال على من لا يستحق، ومحروم لديه كل أسباب الغنى..

كذلك الشهرة.. مشهور لا تعرف لشهرته علة، ومغمور يستحق كل شهرة"، هذا النص من روائع أحمد أمين.


يتكرر ويكثر الحديث عن بعض المشاهير، وما ذلك إلا للجوانب السلبية والجنايات الآثمة التي يخلفونها، فجنايات المشاهير كثيرة في حق المجتمع وقيمه وفي الانطباع السيء لدى من يشاهد محتواهم الإعلامي والإعلاني، وربما وصل سفههم إلى الدين والوطن. 

أحياناً أميل إلى عدم لوم المشاهير على سيئاتهم بقدر ما ألوم حَمَلة (التلوث) الذين يحملون التلوث الثقافي والتشوه البصري والسمعي بين أيديهم وبجوالاتهم ثم يصبونه عبر قنواتهم التواصلية على الناس؛ لأن المشاهير لو لم يجدوا أرضاً خصبة ورعاعاً تعجب وتشجع وتتابع وتنقل لما استمروا ولما تكاثروا!!


* يظهر (هو) في إعلان لأكلة جاذبة، (يزدردها) بالمجان، بينما يدفع متابعوه مبالغ باهظة.. (هنا طاعة عمياء).

* تخرج (هي) مرتدية ملابس مدفوعة الثمن ومتابعاتها يطاردن هذه الموضة التي قد لا تكون بجودة عالية.. (التقليد آفة عصية العلاج).

* مراهقة تعيش في أسرة متوسطة الحال تتابع زميلاتها ويومياتهم وارتيادهم الأسواق، وشراء الموديلات الفخمة، كيف يكون وضعها الذهني والنفسي مع أسرتها؟!

* متابعة المشهورين.. تستنزف اقتصاد الأسرة عبر التقليد في شراء الموديلات والذهاب للتسوق.

* أغلب ما يعرض من يوميات الناس والمشاهير هي تمثيل وتكلف لا يمثل حياتهم.. لكن مَن يقنع تلك المراهقة بأن ما تراه مظاهر لا تعكس واقع الناس، ومن يقنع زوجة بالقناعة في ظل البذخ الطاغي على شاشات الإعلام الجديد؟!

للأسف أن صور الناس عن حياتهم الافتراضية.. خربت حياة الأسر (الواقعية).

* المشاهير لا يسيئون لأنفسهم وعوائلهم فقط، فإساءاتهم تمتد إلى وطنهم وربما إسلامهم، وحتى في لباسهم خروج عن «اللياقة»!


ولعظم هذه السلبيات والجنايات أظنها دقت ساعة (التبليك) وإيقاف (غثاثات) المشاهير، و(التبليك والإيقاف) حملة حميدة لتنظيف حساباتك من المتردية والنطيحة، وحماية لمالك وأولادك.. والوعي أيضاً من الحلول لإيقاف سخافات المشاهير، فلو أهملنا الصور والمقاطع التي نتلقاها؛ لماتت سلبياتهم في مهدها.

 

* قفلة..

قال أبو البندري غفر الله له:

الشهرة مغرية، لكن لا تجعلها تغير فيك طباعك الرائعة وإنسانيتك المتوقدة.

ولكم تحياااتي

_________________________________________________________

·        كاتب صحفي

للتواصل

تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@gmail.com

نشر في اليوم ، السبت 24 /10/ 1442هـ - 5 /6/ 2021

لكل جديد أعداء!

 

لكل جديد أعداء!

علي بطيح العُمري

ما من فكرة أطلت على البشرية إلا وتعرض صاحبها للهجوم ورُمي بالجنون وقلة المعرفة.

حينما اخترع "الأخوان رايت" أول طائرة عام 1903 وصفت التجربة بأنها خدعة، وقالوا إن تحليق جسم أثقل من الهواء مستحيل.. وهاهم الناس اليوم يحلقون بأجسامهم الخفيفة والثقيلة، وأصبحت الخدعة حقيقة.

وهذا لم يحدث فقط مع الأخوان رايت بل تعرض له غيرهم.. فها هو "ليونهوك" مخترع الميكروسكوب الذي رأى بواسطته الجراثيم لأول مرة في التاريخ، أتهمه الجميع بالجنون، وبقي اكتشافه مهملاً لسنوات.. ولا ننسى الطيب "أديسون" قالوا عن فكرته إنها حمقاء.


ليست الابتكارات وحدها قوبلت بالعداء حتى الأديان السماوية والأنبياء الكرام كان لهم نصيب من هجوم الناس الذين لا يؤمنون بالتغيير ولا بالوحي، فاتهموهم بالجنون، ونعتوا الأديان بأبشع الصفات. 

هذا يدلك على أمور..

* كل جديد له أعداء، وهناك من يقاوم كل فكرة رائدة بشراسة.

* لكل نجاح خصوم فاطمئن إن كنت سائراً على الطريق الصحيح في شتى نواحي الحياة.

* مهاجمة الأفكار النبيلة يكون أحياناً من باب العناد والسير عكس التيار.

* أسوأ صنف من الناس من لا يعارض الفكرة لذاتها وإنما يعارضها من أجل صاحبها.

* بعضهم يتلكأ ولا يستحسن الفكرة في بدايتها لكنه يقتنع لاحقاً.

* كل فكرة جديدة قد لا تكون مقبولة في مجتمعها لكن ربما كتب لها النجاح في مجتمع أو زمان آخر.


في مجتمعنا – وكل مجتمعات الدنيا تختصم حول الجديد - كان هناك الكثير من التجادل وصل إلى التخاصم مع بعض المتغيرات المجتمعية والمخترعات الوافدة، فمن منا ينسى معركة جوال الكاميرا؟، وحتى أسلافنا القدامى اختلفوا حول تعليم البنات والميكرفونات في بداياتها، وأضحت اليوم واقعاً لا نقبل إلغاءه.

 

وأخيراً..

اليوم ربما تطرح الكثير من الأفكار والمشاريع الاجتماعية والاقتصادية والإدارية... على مستوى الأسرة والحي الواحد والمجتمعات لكن قد لا يكتب لها قبول إما بسبب سوء طرحها أو لطغيان سلبياتها أو عدم جدواها في الوقت الحالي.. لكن لا تقلق ربما يأتي – ولو بعد حين - من يأخذ "بتلابيب" فكرتك، ويتمسك "بأهدابها" ويخرجها للنور، فدع القلق وابدأ الحياة على قول "ديل كارينجي".

 

* قفلة..

قال أبو البندري غفر الله له:

كن على الحق ولا تبالِ بكلام الناس.

ولكم تحياااتي

_________________________________________________________

·        كاتب صحفي 

للتواصل

تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@gmail.com

نشر يوم السبت 17 شوال 1442هـ - 29 /5/ 2021