واصطبر عليها!
علي بطيح العُمري
يقول العليم بصلاحنا، والبصير بأوضاعنا:
(وَأۡمُرۡ أَهۡلَكَ بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱصۡطَبِرۡ
عَلَیۡهَاۖ لَا نَسۡـَٔلُكَ رِزۡقࣰاۖ نَّحۡنُ نَرۡزُقُكَ..).
ربط عجيب بين الصلاة والرزق.. وعند ابن كثير: إذا
أقمت الصلاة أتاك الرزق من حيث لا تحتسب.. ويفهم من الآية عدم الانشغال عن الصلاة
بالرزق، فمن انشغل عنها فقد انشغل بالنعمة عن المنعم.
* اصطبر غير اصبر.. وعلى قول اللغويين الزيادة في
مبنى الكلمة تؤدي إلى زيادة في معناها.. فاصطبر أي تحمّل مشقة الصبر؛ لأن الصلاة
موضوعها متكرر ومستمر لذا تحتاج إلى صبر زائد.
* مهما أخذتك الدنيا بلذائذها، وتقاذفتك بمراراتها فلا تترك الصلاة، فهي الصلة بينك وبين الخالق.. ومهما ارتكبت من الذنوب ومهما كنت موغلاً في الخطايا فإياك أن تترك الصلاة، فما يدريك لعل (حسناتها) تتغلب على سيئاتك.
* إذا صليت فأنت تصلي؛ لأن الله فرضها عليك، ولأنها
لا تسقط ولو اختل شرط أو تعذر ركن، لا تسقط الصلاة إلا في حال غياب العقل، حتى
المريض يصلي، ومن كان في معركة وسفر يصلي، كل هذا ألا يكفي لتعرف أهميتها، كل تلك المعلومات
ألا تبرز لك مكانتها؟
* نصلي لأنها وسيلة لتقوية النفس في مواجهة صعوبات الحياة.. وفي الحديث كان النبي ﷺ إذا حزبه (أهمه) أمر فزع إلى الصلاة.
* نصلي لأن الصلاة تعالج همومنا وتضمد أوجاعنا..
وفي القرآن: واستعينوا بالصبر والصلاة". وفي الحديث: أرحنا بها يا
بلال". فالصلاة أفضل وسيلة للثبات وقت المحن. فحافظ على صلاتك، واتقنها،
وجاهد نفسك عليها.
* الذي يترك الصلاة ربما إن الله لم يحب لقاءه.. ".. كَرِهَ اللَّـهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ".
* الجاذبية.. أن تجد شيخاً في الثمانين من العمر،
ويحرص على أداء الصلاة رغم ثقل وصعوبة الحركة.
* المصيبة: إن تتحمل أجسامنا الوقوف في العمل واللهو لساعات وعندما نصلي نستثقل التطويل ونقرأ على عجل لننهي الصلاة.. أجسادنا قادرة على الوقوف، لكن قلوبنا ليست قادرة!
* المحزن.. ان نحضر للدوام في وقته، ونحضر لمواعيد
المستشفيات والمطارات قبل الموعد.. لكن ننام عن الصلاة ويقول بعضهم: مشكلتي نومي
ثقيل!
*
قفلة..
قال أبو
البندري غفر الله له:
(الدين).. لا يسكن على الرفوف أو ثنايا الكتب..
الدين نتمثله فيما نقول ونفعل!
ولكم
تحياااتي
_________________________________________________________
· كاتب صحفي
للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@gmail.com
نشر في اليوم، السبت 23 /11/ 1442هـ
- 3 /7/ 2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق