العيش بيد واحدة!
علي بطيح العمري
هل تخيلت أن تعيش بيد واحدة؟
ستجد صعوبة في أن تستغني عن عضو من أعضائك، ستشعر بألم الفراق (المؤقت)..
ستواجه صعوبات في ممارسة عاداتك اليومية، عند الوضوء والاغتسال وعند قيادة
السيارة، وعند تصفح الجوال وتقليب الأوراق، لكن سبحان الله ما أسرع تكيف الإنسان
مع وضعه الجديد، سيبتكر طرقا جديدة لممارسة يومياته، وشيئا فشيئا سيعتاد على
الحياة الجديدة.
أكنب هذا الكلام بعد أن تعرضت لكسر مؤلم في (سبابة) يدي، فأحيل
أصبعي إلى السجن مع أخيه المجاور وبقيا حبيسين في الجبيرة.
ومن خلال حادثة (أصبعي العزيز) ظهرت لي دروس فوراء كل ابتلاء درس وخلف كل ألم حكمة..
* فرق شاسع بين تعاطي المستشفى الحكومي والمستشفى الخاص كما الفرق
بين الثرى والثريا لا من حيث العلاج ولا من حيث الوقت والإنجاز. لا تزال المستشفيات الحكومية - أو خلوني أقول
بعض حتى لا أقع في شراك التعميم -، لا تزال بعض المستشفيات تسير ببطء السلحفاة،
فما الذي يمنعها من الاختصار وسرعة الإنجاز؟
* وأنت حين تشعر بمرارة توقف عضو مفاجئ، تتذكر نعم الله
المألوفة التي ربما لم تشكر منعمها، وهناك نعم كثيرة مألوفة نعيشها ولن نشعر
بقيمتها الا عند فقدها، فاللهم إنا نشكرك على كل نعمة ونستغفرك في نسيانها والغفلة
عن قيمتها.
* المصائب تجعلك أكثر قربًا لله، فالدعاء من أعظم
العبادات والصبر نصف الإيمان، وفي معتزلك تتاح لك عبادات لم نتفرغ لها يومًا.
* في حال المرض قد لا نؤدي العبادات على وجهها الصحيح،
والمرء هنا معذور، والدين يسر، لكن لنتذكر عبادات فرطنا فيها ونحن بكامل قوانا، أو
فوتنا على أنفسنا أشياء كان من الممكن فعلها وقت الرخاء.
* هناك ما يمكن أن أسميه الاستثمار للمستقبل، استثمار
أعمال صالحة، تأمل معي هذا الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام: إذا مرض العبد أو
سافر كتب له ما كان يعمل مقيما صحيحا"، وهذا يعني أن الإنسان إذا كان من
عادته أن يعمل عملًا صالحًا حال صحته ثم مرض فلم يقدر على الإتيان به فإنه يكتب له
الأجر كاملًا، كما لو عمله في حال الصحة.
* قفلة
قال أبو البندري غفر الله له:
وراء كل محنة منحة وخلف كل ضيق فرجا.. فاللهم صبرًا على ما لم نحط به
خبرا.
ولكم تحياتي،،،
___________________________________________
·
كاتب صحفي
للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@gmail.com
نشر في اليوم، الأربعاء 25 /8/ 1445 – 6 /3/ 2024