Translate

|| خارج التغطية ••

مقالات الكاتب: علي بطيح العُمري

الاثنين، 19 أكتوبر 2015

باب ما جاء في مقاطعة "الصافي والمراعي"!!


باب ما جاء في مقاطعة "الصافي والمراعي"!!

علي بطيح العمري
في الوقت الذي تتجه أسعار السلع عالمياً إلى الانخفاض لا تزال الأسعار عندنا ثابتة على ارتفاعها، بل تزيد في أحايين كثيرة.
مواجهة الغلاء وجشع التجار ليست فقط مسؤولية الحكومة، الشعوب والمجتمعات تشارك بشكل أو بآخر في مواجهة الغلاء وجشع التجار الذي لا مبرر له.
هذه الأيام يقوم شعب تويتر العظيم بدعوة عبر هاشتاق إلى مقاطعة شركتي "المراعي والصافي" بسبب زيادة أسعارها وبسبب خفض حجم العبوات.
المقاطعة سلاح شعبي قديم، يطيح بدول فما بالكم بشركات، وهو خيار شعبي في ظل تقصير وزارة التجارة أحياناً، وفي ظل غياب "حماية المستهلك"؛ وهي جهة يظن – أبو البندري غفر الله له- أنها لا محل لها من الإعراب، عفواً قصدي من الجغرافيا، فنحن نسمع عنها لكننا لا نبصرها بعيوننا، ولا نلمس أثرها.

في التاريخ، شكا الناس إلى عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- غلاء اللحم، فقال: دعوه يرخص.. وهي مقولة تختصر لك معنى المقاطعة، ومحاربة الغلاء.
المقاطعة تكون ناجحة إذا كانت هناك بدائل، وما أكثر شركات الألبان البديلة لدينا.. كما أن الشركات التي تتعرض للمقاطعة ستخسر ملايين الريالات، وتخسر على المدى البعيد عملاء قد لا يعودون إليها. المقاطعة الاقتصادية أسلوب فيه تأديب لكل شركة "ناشز" عن السوق، ولا تراعي ظروف الناس، ولا تعبأ بالمستهلكين.

صدقوني لو كل سلعة ارتفعت قاطعها الناس حتى لو كانت نسبة المقاطعين نصف أو ربع المستهلكين لانزجرت الشركات، ولكان فيه ردع لأخريات، وهذا الكلام يجري على كل سلعة ترتفع بين الحين والآخر بلا مبرر، كالمجنونة" الطماطم" والبيض!

يوم المعلمين...!
* في يوم المعلم بدلاً من الاحتفالات وبريقها، والخطب ورنينها، والخطابات التي، والتي... تذكروا أن حقوق المعلمين، وإعادة الهيبة للمدرسة هي بتوقيع وليست باحتفالات!

أقوى الجيوش!
* أقوى جيش تواجهه في حياتك هو جيش الأفكار التي تدور في رأسك ودماغك، هذا الجيش قادر على تحطيمك أو نصرتك.. المطلوب منك أن تكون قائداً لجيش أفكارك توجهه إلى حيث النجاة، لا أن تكون تابعاً يقودك إلى حيث النكبة والهلاك!

عقول غريبة!
* مؤسف حالة بعض "المثقفين" الخليجيين ومعهم بعض المتمشيخين وهم يرحبون بقدوم روسيا؛ الذي يقرأ لهم يظن أن روسيا جاءت تنثر الورود على رؤوس السوريين! بينما هي جاءت لإنقاذ "بشار" الذي كانت تدعمه طوال السنوات الماضية بالسلاح، وجاءت لتزيد جراحات السوريين المثخنة، فهم يعانون بشار وداعش وحزب الله وإيران، والآن روسيا بنفسها!
هي حالة من فقدان الهوية والحيرة الفكرية فمن قبل هلل ناس لأمريكا وهي تختطف العراق! هؤلاء بتصفيقهم للمعتدين يذكرونني "بأبي رغال" الذي دل جيش إبرهة الحبشي على طريق "الكعبة" ليهدمها، فقط اختلفت الأسماء والأحوال، وتطابق التأييد والتصفيق!

ولكم تحياااااتي



للتواصل

تويتر: @alomary2008

بدأ مدخناً .. ثم أصبح طاغية!!

بدأ مدخناً .. ثم أصبح طاغية!!

علي بطيح العمري

ولد الطفل "علي بن جواد بن حسين...." في عام 1939، وفي سن الرابعة تعلم القرآن الكريم، وواصل دراسته الدينية.. بدأ حياته محباً للثقافة، وعاشقاً للموسيقى ومدمناً للتبغ حتى أنه كان يشرح دروسه في المساجد وهو يدخن غليونه، وانتهي به المطاف ليكون طاغية، ذلكم هو "علي خامنئي" المرشد الأعلى للثورة الإيرانية.

يتربع الرجل على إمبراطورية اقتصادية عالمية، ويشغل عدة مناصب لم يحصل عليها أحد من البشر اليوم؛ فهو "الولي الفقيه"- وهو منصب يعصمه من الخطأ- وآية الله العظمى، والإمام، والمرشد الأعلى، والسيد إذ يزعم أن نسبه يتصل بالحسين بن علي، والحسين بريء من تصرفاته وخرافاته.. باختصار استحوذ "الخامنئي" على كل المناصب الدينية والدنيوية!



ثروة "الخامنئي" تقدر بقرابة 100 مليار دولار، جمعت من خلال مصادرة عقارات وشركات وأسهم ولا تستبعد أموال الخمس التي تدفع له، وهذه المؤسسة اسمها "ستاد"، يقال إنها في الأصل أسست لمساعدة الفقراء والمساكين في عهد "الخميني"، ولما آلت إليه سيطر بها على القوة الاقتصادية في البلاد. ورغم هذه الثروة التي يتمتع بها الرجل، فقد تحدثت تقارير عن وجود 15 مليوناً من الإيرانيين يعيشون تحت خط الفقر من أصل سبعين مليونا هم سكان إيران، أضف لذلك نسبة البطالة المرتفعة، ورغم أن إيران دولة نفطية فإنها أضاعت اقتصادها في مشاريع التسليح الفاشلة، وتصدير الثورة الخمينية بأيديولوجية "ولاية الفقيه" إلى البلاد الإسلامية، وبناء قدرات حزب الله العسكرية في لبنان ودعم الحوثيين في اليمن، وإنقاذ النظام السوري المتهالك، واحتلال العراق ومصادرة حريته.



"خامنئي" متناقض إلى أبعد حد.. يعتبر أمريكا "الشيطان الأكبر"، لكن بعد الاتفاق النووي مسح هذه العبارات من أجندته، يعتبر السعودية تمارس الإرهاب على أساس أنه وفيالقه ينثرون الورود في سوريا والعراق!!، يعتبر نجدة الخليجيين للبحرين واليمن لإعادة الأمن والسيادة فيهما تدخلاً، بينما هو ودولته يتدخلون في سوريا، ويزرعون القلاقل في لبنان!

دولة الأحواز دولة عربية لها حدودها وخارطتها على الكرة الأرضية، وللأسف احتلتها بريطانيا فقدمتها على طبق من ذهب لإيران، والنتيجة التهام وابتلاع دولة بأكملها ومحوها من الوجود، مقابل التنكيل بالأحوازيين وتهجيرهم، مع معلومية أن أكثر ثروة إيران النفطية هي من الأحواز.

مارس الرجل "الطغيان" السياسي، فأصدقاء الأمس الذين كانوا من جلسائه، ما أن وصل إلى السلطة حتى نكّل بهم وبأي معارض يعارض حكمه، وعلى يديه جرى التعذيب وحل الإعدام والقتل!، وأخذ في الحسبان هو والملالي الذين يديرون الدولة حساب الشعب الذي لا يريد سياستهم، فأنشأوا جيشاً موازياً "الحرس الثوري"؛ كي يتولى حماية النظام وتأمينه ضد أي انقلابات أو انتفاضات شعبية "يعني قاعدين على قلوبكم يا إيرانيين"!!


بقي أن نقول:

الهدف من هذا المقال معرفة من يسّير إيران، ومن يقف خلف هذا الفكر الصفوي الذي أهلك الحرث والنسل!



ولكم تحياااااتي

_____________________________________________________________
للتواصل
تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@hotmail.com

كيف نقاتل داعش؟!

كيف نقاتل داعش؟!

علي بطيح العمري
كم هو مؤلم مشهد الشاب الذي قتل ابن عمه، وأخوه يوثق الحدث بالصوت والصورة، كان المشهد أشبه ما يكون بالتمثيل والخيال.. يا ترى عن أي جانب سنتحدث في هذا المشهد؛ عن كمية الجهل بحرمة الأنفس، أم عن غدر الأقارب، أم عن قسوة القلب؟!!
طبعا لا ننسى أن "قتل الأقارب" هو من صلب الفكر الخارجي، فمن قبل هذه الحادثة هناك من قتل خاله ووالده.
تأملوا هذا الحديث؛ عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كان صلى الله عليه وسلم يحدثنا أَن بين يدي الساعة الْهَرْجَ، قيل: وما الْهَرْجُ ؟ قَال: الكذب والقتل. قالوا: أكثر مما نقتل الْآن؟ قَال: إِنه ليس بقتلكم الكفار، ولكنه قتل بعضكم بعضاً، حتى يَقتل الرجلُ جاره، ويقتل أخاه، ويقتل عمه، ويقتل ابن عمه. قالُوا: سبحان اللَّه! ومَعَنَا عقولنا؟ قال: لا، إلا أنه يَنْزِعُ عقولَ أهل ذاك الزمان، حتى يحسب أحدكم أنه على شيء وليس على شيء". صححه الألباني، وجاء في حديث آخر وصف أصحاب الفكر الخارجي بقوله: حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام.." فهم صغار سن، وأفكارهم طائشة.

نجحت وزارة الداخلية في مواجهة الفكر الخارجي أمنياً، ولا شك أنها تمتلك معلومات – عن طريق المقبوض عليهم والعائدين من هذا الفكر- كيف يتدعشن هؤلاء الشباب؟ وما وسيلة التدعشن، أهي بجليس سوء، أم سفر إلى مناطق الصراع، أم عن طريق النت؟ وكيف يُحقن شاب غض بفكرة التفجير أو القتل؟
أتفهم جيداً أن تحتفظ الوزارة بهذه الأسرار، لكن كإعلاميين يظل الإنسان يبحث عن أصل فكرة التدعشن ووسيلتها وطريقتها كيف بدأت الفكرة لدى الشاب، ثم تطورت إلى أن وصلت إلى القتل.

وما دام أن الجانب الأمني نجح في التصدي لهذا الفكر، يبقى التصدي الفكري.. ولقتال داعش فكرياً نحتاج إلى إنشاء مواقع وحسابات في الإعلام الجديد، تدار من قبل متخصصين وبإشراف وزارات كالتعليم والشؤون الإسلامية، فالجيل الجديد من شبابنا هجروا وسائل التثقيف التقليدية، وباتت أدوات التقنية الجديدة هي مصدر التلقي.
نسبة الشباب عندنا تتجاوز الــ 60% ، وهم يعانون البطالة والفراغ، وهنا تأتي فكرة تفعيل المدارس في الفترات المسائية وأيام الإجازات، لتؤدي دورها في تنمية الشباب، وشغل أوقاتهم.
بعض مثقفينا لا يرون أن داعش انتشر فكرها بعد التضييق على المناشط الدعوية التي كانت تحتوي الشباب، ففي غيابها وجد الشباب البديل في النت وفي المواقع التي تصطادهم ولا يملكون الوعي والثقافة لمقاومة الأفكار الدخيلة، فما المانع من إعادة تلك المناشط بعد وضع استراتيجية لها وتكون تحت سمع وبصر الدولة؟
وأخيراً.. بما أن المواطن رجل الأمن الأول، ففتٍّح عينيك وراقب من حولك، وبلّغ عمن تشتبه به، هذا من الوفاء، فإنقاذ شخص سيلقي بنفسه للتهلكة واجب، وإنقاذ مجتمع أو أسرة ستتلظى بهذا الفكر من أوجب الواجبات!

ولكم تحياااااتي



للتواصل

تويتر: @alomary2008

العيد الأكبر .. واليوم الكبير!!

العيد الأكبر .. واليوم الكبير!!

علي بطيح العمري
نعيش هذه الأيام مناسبتين كبيرتين، الأولى هي "عيد الأضحى" المبارك..
عشر ذي الحجة وأيام العيد والتشريق أيام مباركات ، وهي موسم يفترض أن تزداد فيه الطاعات وتقل فيه السيئات ، ويوم الأضحى قد جاء في الأثر أنه خير الأيام عند الله ، على أن للعلماء في أيهما أفضل أيام السنة هل هو يوم عرفة أم يوم النحر كلام كثير، وسواء كان هذا أم ذاك ، فعلى الإنسان الاجتهاد في الطاعات لإدارك فضلهما.
والعيد فرصة للفرح ولصناعة الفرح، صحيح أن الأمتين العربية والإسلامية تمران بمآس؛ فسوريا تئن تحت وطأة فرعونها ، واليمن تعاني ويلات التدخل الصفوي، وفلسطين مختطفة من زمن، وأكثر البلدان العربية اليوم تلتهب، وطبعاً هذه الفتن ستكون على حساب التنمية وبناء الإنسان، وعلى عقلاء كل دولة أن يُغلِّبوا مصالح دولهم العامة على مصالحهم الشخصية، وأن ينأوا  ببلدانهم عن الفتن.
 ورغم كل المآسي تظل في العيد مساحات للفرح ورسم البسمة، فرسولنا الكريم – عليه الصلاة والسلام – كان يبتسم، ويفرح ويمازح أهله وصحابته ، ووقتها الأقصى في قبصة "النصارى" ، ومكة في "حوزة" قريش، ومؤامرات المنافقين تحاك ضد المسلمين!

والمناسبة الثانية هي "اليوم الوطني" للمملكة العربية السعودية.. دولتنا تخوض حرباً في الجنوب مع الفرس، وفي الداخل تجدها في يقظة مستمرة لتفكيك خلايا الإرهاب، وفي ذات هي عين ساهرة لخدمة الحجاج الذين أتوا من كل فج عميق، وعمارة الحرمين الشريفين. في بلادي رغم هذه الحرب، وهذا التأهب يعيش الجميع بأمن وسلام، فالطالب يذهب إلى مدرسته وجامعته ، والموظف إلى وظيفته، والسياحة الداخلية والخارجية تسير بشكلها الطبيعي، نعمة الأمن أكبر النعم التي أنعم الله بها علينا وعلى الدول الخليجية.
اليوم الوطني فرصة لتذكر إيجابيات هذا الوطن الكبير، وتعداد محاسنه، وفرصة لأن نحافظ عليه وعلى ثوابته الراسخة، فنحن اليوم بين عداء فارسي، وعداء صهيوني، وعداء غربي يستتر أحياناً ويظهر حيناً. شباب بلادي اليوم بين تيارين، تيار يريد أخذهم إلى اليمين المتطرف عبر أجندة وتنظيمات إرهابية، وتيار يريد جرهم ذات الشمال، حيث الإلحاد والانحلال والعبث الفكري، فالوقوف في وجه هذه التيارات الهدامة ضرورة لحماية مجتمعنا.

لا زلت أرى أن الوطنية ليست أن ترقص في الشارع، ولا أن تتمايل في الطرقات، ولا أن تتوشح وتصطبغ بالألوان، ولا أن تقيم جهة حكومية حفلاً يكلف الآلاف وهي مقصرة في خدماتها، "وغاطسة" لشحمة أذنيها في "البيروقراطية"، الوطنية ممارسة وسلوك، لا شعارات وعبارات مستهلكة.

صدقوني لا خوف علينا من عدو خارجي يتربص بنا، الخوف من الطائفية، والتعصب القبلي والمناطقي، والفساد، هي العدو الحقيقي الذي يفتت وحدتنا، ويفرق مجتمعنا ، فلابد من إعلان الحرب على هذا الأدواء، واقتلاعها من جذورها.

ولكم تحياااااتي


للتواصل

تويتر: @alomary2008

"فيلم" الرسول .. هل هو "أيرنة" للسيرة؟!


"فيلم" الرسول .. هل هو "أيرنة" للسيرة؟!

علي بطيح العمري
الفكر الصفوي الذي يدير إيران يقوم على إيدلوجيا خطيرة، فهذه الإيدلوجيا تعمل على تصدير الثورة الإيرانية إلى الشعوب خاصة العربية، وهذا التصدير خطير ومحرج حتى لـ "الأقليات الشيعية" التي تعيش في تلك الدول إذ يجعلها تصطدم مع دولها!، وتكمن خطورة الفكر الصفوي أنه يحاول أن يقدم إسلاماً آخر غير الإسلام الذي يدين به المسلمون، من خلال الطعن في القرآن، وكون مصادر الحديث النبوي مختلفة أيضاً، وأضف لذلك الطعن في بعض الصحابة وأمهات المؤمنين، مقابل الغلو في آخرين.
رجل الشارع العادي يدرك مدى تناقض السياسة الإيرانية وإيدلوجيتها، ففي حين أن إيران تدعي أنها دولة إسلامية تظهر الدفاع عن قضايا المسلمين وترفع شعاراتها، في المقابل هي تغتال المسلمين في سوريا ولبنان، ودعمت التمرد "الحوثي" في اليمن ليتحول إلى "خنجر" مسموم يقتل اليمنيين!

اليوم إيران التي كانت تحرم الفنون في الماضي، ها هي تتبنى تقديم "فيلم محمد رسول الله"– عليه الصلاة والسلام- وقد كلف إنتاجه أكثر من 40 مليون دولار دفعته من خزينتها، وهو عبارة عن ثلاثة أجزاء، وهذا الفيلم هو الجزء الأول.
ما الهدف الذي تسعى إليه من خلال إنتاج عمل كهذا استغرق سبع سنوات؟
وما الرسالة التي يريد الإيرانيون إيصالها إلى العالم من خلال السيرة النبوية؟

إيران – رغم اختلافنا معها- لها حضور واضح في الإعلام والفن، وهو أمر يفتقده العرب، فلديها فضائيات بلغات عربية منوعة، وها هي حاضرة في السينما والدراما، وتبثها بلغات حية إلى العالم.. عند المقارنة معها في هذا السياق تكون المقارنة مخجلة، فلم يقدم العرب إعلاماً جماهيرياً راقياً يخاطب الآخر بكل اللغات، ولم ينتجوا أفلاماً مؤثرة تستقطب العالم الإسلامي، وتقدم الصورة الصحيحة عن إسلامنا وعقيدتنا.
فيلم "محمد رسول الله" يمثل سلسلة من الحضور الإيراني الفاعل على الساحة الدرامية، وهي الآن – شئنا أم أبينا – تقود العالم الإسلامي إعلامياَ ودرامياً، بينما الدراما العربية في مجملها هابطة فكراً وأخلاقاً!

"الفيلم" أحدث ضجة ولا يزال، والغالبية ضد عرضه، خاصة البعد الديني المتمثل في تجسيد الرسول الكريم ، فالأزهر في مصر، وهيئة كبار علماء السعودية ورابطة العالم الإسلامي أدانوا هذه الخطوة والفكرة، ومع أن مخرج الفيلم "مجيد مجيدي" صرح أن وجه الرسول الكريم لن يظهر في الفيلم، لكن ماذا عن بقية أجزاء الفيلم؛ فالنصارى في الماضي لم يكونوا يقبلون بظهور عيسى "عليه السلام" في الأفلام، لكن مع مرور الوقت صار عيسى يظهر سينمائياً!!

نعود للسؤال الذين طرحناه في ثنايا المقال، ما الهدف الذي ترمي إليه إيران من هذا الفيلم، الذي تقول أن وجه الرسول لن يظهر في الفيلم وهو يجري في شوارع طهران على حد وصف بعض المصادر!!!!! فهل سيفاجئنا الإيرانيون بــ"أيرنة" السيرة النبوية التي تتقاطع في بعض تفاصيلها مع إيدلوجية الفكر الصفوي؟!!!

ولكم تحياااااتي



للتواصل

تويتر: @alomary2008

أوقفوا "المشاهير الجدد"!!

أوقفوا "المشاهير الجدد"!!

علي بطيح العمري
في كل مرة نحن مع موضة أو صورة أو فيديو جديد، يصبح حديث الركبان، مثل هذه الموضة في عهد "الطيبين" لا يكتب لها الشهرة وتموت في مهدها، بينما اليوم وجد "المشاهير الجدد" بغيتهم في الانتشار، إذ يصرون على توثيق سخافاتهم في مقاطع، وبثها عبر الإعلام للحصول على شهرة سخيفة!

"المشهور الجديد" قد يكون داعية أو شيخاً فجّر الساحة بفتوى غريبة، أو من جملة "المثقفين" يغرد بتغريدة "يأتي فيها بالعيد!!"، أو مراهقاً يظن أن مراهقته لا تتعدى أسوار بيته لكنها تنتشر، أو ممثلاً يمثل هذه "السخافات" لتبث للعالم.

"المشاهير الجدد" لا يسيئون لأنفسهم وعوائلهم فقط، فإساءاتهم تمتد إلى وطنهم وربما إسلامهم، في لباسهم خروج عن "اللياقة" العامة، وفي كلامهم ما تتبرأ منه علوم العرب ومعارفهم.. المشهور الجديد لا مانع لديه أن يرقص بالسروال والفانيلة أمام العالم!، ولا يمتنع أن يمثل في وضع يجعل الناس يسبون مجتمعه، ليس شرطاً أن يكونوا " المشاهير الجدد" من رواد الإعلام الجديد، حتى الفضائيات عبر مسلسلاتها تنتج "السفاهات".

هؤلاء يتوسلون الشهرة، ويسيرون على خطى الأعرابي الذي بحث عنها..
روى ابن الجوزي حادثة وقعت أثناء الحج في زمانه؛ إذ بينما الحجاج يطوفون بالكعبة ويغرفون الماء من بئر زمزم قام أعرابي فحسر عن ثوبه، وبال في البئر والناس ينظرون، فما كان من الحجاج إلا أن انهالوا عليه بالضرب حتى كاد يموت، وخلّصه الحرس منهم، وجاؤوا به إلى والي مكة، فقال له: قبّحك الله، لِمَ فعلت هذا؟ قال الأعرابي: حتى يعرفني الناس، يقولون: هذا فلان الذي بال في بئر زمزم!!

نحن لا نعمم في الحكم، فبعض المقاطع فيها مواهب لم تجد مسارح تحتويها، ولم تجد طريقاً إلى إعلام يتبناها، ولربما كانت بعض المقاطع حركة لا إرادية لكنها انتشرت وقلدها آخرون، ما أقصده هنا هي المقاطع السخيفة سواء كانت عبر الإعلام التقليدي أو الجديد، خاصة تلك التي تخدش الحياء وتسيء إلى قيمنا ومجتمعنا، وهي مقاطع لا تمت للفن بصلة.

للأسف حتى القنوات تشارك في جريمة "المشاهير الجدد" عبر إنتاجها أو عبر استضافة المسيئين.. ولا ننس أن عملية الدفع بالتافهين لتصدر المشهد الإعلامي، ليست جريمة فقط بحق الذوق العام، بل بحق أجيالنا الجديدة التي ستنشأ على أن "التفاهة" في هذا الزمن هي فن، أو أنها الطريق الوحيد للشهرة، فينصرفون عن طَرْق مجالات الشهرة الحقيقية في مجالات العلم والموهبة.

أفضل الحلول لإيقاف تمدد وانتشار "المشاهير الجدد" وسخافاتهم هو وعينا، لو أهملنا الصور والمقاطع التي نتلقاها؛ لماتت سلبياتهم في مهدها، ولقطعنا الطريق أمام انتشار "التوافه".
قارئي العزيز.. لنتوقف – أنا وإيااااك - عن إرسال هذه المقاطع والدعاية لها حتى لو أضحكتنا؛ كي لا نساهم في الدعوة والترويج للتافهين على حساب الذوق والمجتمع والثقافة!

ولكم تحياااااتي



للتواصل

تويتر: @alomary2008

سارع بشحن بطاريتك!!


سارع بشحن بطاريتك!!



علي بطيح العمري

الشركات تتنافس في تطوير منتجاتها، وتتسابق في تحديث بضائعها ، فأنت تشتري جهاز جوال اليوم، وبعد فترة قصيرة سنجد ما هو أجد وأحدث منه، والشركة التي لا تحدث أجهزتها سيتركها الناس إلى غيرها.

التطوير والتحديث سمة ليست للشركات فقط، بل حتى للأفراد، فالإنسان بحاجة للتطوير وأيضا التحديث سواء كان على المستوى الشخصي أو العملي.


جملة أعجبتني عثرت عثرت عليها في – أرشيفي - مع بعض التعديلات التي أجريتها، ورد فيها:

"البطارية" في الأجهزة هي المولد للطاقة والاستمرار، فجوالك لابد له من بطارية ، بدون بطارية لا يمكن أن يعمل، ولا يمكنك الاستفادة منه والاستمرار معه. يمكن تشبيه الإنسان بالجوال، في حال كون البطارية مشحونة سيعمل وسيكون أكثر طاقة ونشاطاً ، وفي حال ضعف "البطارية" سيقل النشاط حتى تفرغ البطارية، وبعد فراغ البطارية سيظهر على محياك عبارة: جاري البحث عن شاحن.."!


للإنسان عدة طاقات تجعله يعمل وينتج ويبدع ويفكر، وكل ما ضعفت طاقة ما فهو بحاجة إلى إعادة شحنها ليمارس نشاطه.

هناك طاقة إيمانية، فالإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وحتى على مستوى الطاعات فالنفس لها إقبال وإدبار، وروي عن علي بن أبي طالب قوله: إن النفس لها إقبال وإدبار، فإذا أقبلت فخذها بالعزيمة والعبادة، وإذا أدبرت فأقصرها على الفرائض والواجبات "، فإذا أحس الإنسان بالكسل بعد اجتهاد في الطَّاعة، فليرقد حتى يعود إليه نشاطه، كما بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك لزينب حينما دخل المسجد، فإذا حبل ممدود بين ساريتين، فقال: ما هذا الحبل؟ قالوا: هذا حب لزينب، فإذا فَتَرت تعلَّقت به، فقال عليه الصلاة والسلام: لا، حلُّوه، ليصل أحدكم نشاطه، فإذا فَتَر فليرقد". والإنسان يستطيع أن يشحن بطاريته الإيمانية عبر تدبر آيات الذكر الحكيم، ومطالعة أحوال السابقين في العبادات والطاعات.

وهناك طاقة عملية، تتعلق بالمهن والأعمال، فيحصل للموظف أن يكسل ويكره عمله، وتجديد الطاقة العملية مطلوب عبر دورات ينخرط فيها الموظف، ومن خلال استحضار قيمة العمل والأمانة الملقاه على عاتق الموظف، والحرص على مشاهدة وسماع المحاضرات والمواد الإيجابية التي تجدد طاقتك، وتحبب العمل!


وكذا الطاقة المعرفية، ومن أفضل وسائل شحنها "القراءة" بمعناها العام، سواء كانت قراءة الكتب أو مطالعة المواقع الثقافية والمعرفية، ومشاهدة برامج تزيد منسوب المخزون العلمي للإنسان، أو مصاحبة ومجالسة المهتمين بالثقافة والعلم، والطاقة المعرفية أو العلمية هي المسؤولة عن إنتاج الإبداع.

ولا ننسى الأسرة بإمكانها "شحن" بطاريات أولادها تجاه الدراسة والإقبال على المدرسة، هناك فرق بين أسرة تشجع وتحفز، وتتعاون مع المدرسة بما يحقق الارتقاء بأبنائها، وبين أسرة لاهية ومشتتة، لا يجلس الأبوين – أو أحدهما - مع ابنائهما إلا نادراً ومصادفة.


قارئي العزيز..

كل ما عليك إن أحسست بضعف طاقتك سوى المسارعة بشحنها قبل أن تفرغ بطاريتك!


ولكم تحياااااتي

__________________________________________
للتواصل


تويتر: @alomary2008

باب ما جاء في مسلسل "تكافؤ النسب"!!

باب ما جاء في مسلسل "تكافؤ النسب"!!

علي بطيح العمري

قضايا عدم تكافؤ النسب تشبه المسلسلات يختلف الناس حول "القصة"، وحبكة الدراما، الفارق الوحيد أن التكافؤ على الواقع، والمسلسلات خلف الشاشات.. حفلت الأيام الماضية بقضية جديدة حول تكافؤ النسب، فبحسب هاشتاق تويتري فقد اعترض وجهاء وأعيان إحدى القبائل على زواج فتاة من قبيلتهم بشاب من قبيلة أخرى بحجة عدم تكافؤ نسبها مع نسبه، وأظهر البعض رفضهم لهذا الزواج، ووصل بالبعض إلى التهديد والمطالبة برفع السلاح!!

إن مسلسل تكافؤ النسب وما يصحبه من "اقتتال" مؤشر على تفشي العنصرية، ففي الوقت الذي تتقدم فيه الأمم وتتسابق حضارياً، لا تزال عندنا عادات الأموات تتحكم في الأحياء، فالتعصب القبلي عادة جاهلية وصفه الرسول – صلى الله عليه وسلم – بقوله: أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب...الخ.

الاعتزاز بالأصل والقبيلة أمر طبيعي، لكن غير الطبيعي أن يجعلك متعصباً وعنصرياً تنتقص من الآخرين بالنظر إلى أصولهم وجنسياتهم، فقذف الناس وسبهم من الموبقات، فهم في النهاية لم يختاروا أصولهم وقبائلهم ومناطقهم.

في الإسلام قد يكون صاحب النسب الرفيع لا يساوي عند الله جناح بعوضة، وقد يكون من هو في رأي الناس وضيع النسب ممن لو أقسم على الله لأبره، والمقياس عند الله هي الأعمال الصالحة "إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، والله تعالى لا ينظر إلى صور الناس وأنسابهم، بل ينظر إلى قلوبهم وأعمالهم.

وقد تحدث الفقهاء عن شرط "تكافؤ النسب" في الزواج، فذهب بعضهم إلى أنه شرط لصحة الزواج، والإمام مالك بن أنس يرى أنه لا اعتبار بالنسب في الزواج، وآخرون ذهبوا إلى أن "تكافؤ النسب" حق للزوجة والأولياء. وفي بداية الإسلام لم تكن هذه المسألة ظاهرة كاليوم، فقد تزوج زيد بن حارثة - من الموالي - بزينب بنت جحش وهي قرشية، وتزوج بلال بن رباح بأخت عبد الرحمن بن عوف القرشية.

وهنا لفتة مهمة وهي أن اعتبار الكفاءة في النسب ليس مبناه عند علمائنا أن الشريعة تعتبر التفرقة بين الناس بسبب العنصر والعرق والحالة الاجتماعية، وإنما لأن الطبقية أحيانا في بعض المجتمعات صارت أمراً مفروضاً يصعب تغييره برأي فقيه أو توصية مؤتمر، ولهذا بنى الفقهاء هذه الأحكام لما يترتب عليها من مصالح ومفاسد.

خلاصة الكلام أن التعصب القبلي ممقوت بأي شكل كان، والناس لآدم وآدم من تراب، فلا فضل لأحد على أحد، وحل هذه القضية يكون بنشر الوعي، وبتدخل الدولة في المشكلات التي تنتج عن زواجات "تكافؤ النسب"، وفي المناطق التي ما زالت تتفاخر بالأنساب والأحساب على الرجل – وكذا المرأة - أن لا يغامر بمشروع زواجه لما يترتب عليه من مشكلات وآثار قد تتمدد وتتطور لتنال من الزوجين وأولادهما وأهلهما، وكما قال الشافعي: وفي الناس أبدال وفي الترك راحة!

ولكم تحياااااتي


للتواصل

تويتر: @alomary2008

هل الفن يحارب التطرف؟!!

هل الفن يحارب التطرف؟!!

علي بطيح العُمري

يقولون إن الفنون تحارب التطرف والعنف، ويؤكدون على أن "الفن" لو أدرج ضمن المناهج الدراسية لتجبنا كثيراً من مظاهر الغلو والعنف!!
في البدء نعترف أن هناك "فنوناً" كثيرة ومتعددة وليست شيئاً واحداً، وبالتالي فالفنانون ليسوا سواء، ونعترف أن هناك "فن" إيجابي، يؤدي رسالة راقية ويحمل قيماً عليا للمستمع وللمشاهد، فكم مشهد أثر، وكم من صورة عبرت بما لم يعبر عنه عشرات المقالات والمؤلفات، وفي الاتجاه الآخر هناك "فن" سلبي وسيء يهدم ولا يبني، وأكثر الفنون انتشاراً في عصر السموات المفتوحة؛ هما "الغناء" والتمثيل".. فعن أي فن نتحدث فيهما، عن فيديو كليب راقص يظهر من الجسم أكثر مما يغطي، أم عن الطرب المبتذل الذي حول "المرأة" إلى صورة مقززة؟ هل نقصد تلك المسلسلات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، حيث جل همها استعراض الحسناوات، وتشويه سمعة المجتمع، وتعليم التمرد على قوانين المجتمع!

هل سنواجه – مثلا - إرهاب داعش "بكليبات" الفنانات العربيات؟، هل سننازل "الإلحاد" كفكر بمسلسلات "جنسية"؟!
وحتى الذين يقبعون في السجون بسبب تطرفهم السلوكي، هل يمكن لأغنية عربية انتشالهم من أوحال المعصية إلى سماء الطاعة؟ وهل يمكن مناصحة المسجونين بدراما هزلية؟!

اقترب أكثر..
"دواعش" أوروبا، أقصد الذين التحقوا بداعش من القارة العجوز، جاءوا من بلادهم، وهي أكثر بلاد الدنيا غارقة بالفنون، لكن تلك الفنون لم تمنعهم من ركوب موجة الفكر الداعشي، والغربيون هم أكثر افتتاناً بالموسيقى، وأكثر انغماساً في الفنون، لكن دولهم أكثر ولوغاً في العنف والدماء.. وللتاريخ راجعوا حصيلة الحربين العالميتين الأولى والثانية، كم حصدت من الأرواح، من أول من ألقى قتبلة نووية على اليابان إبان الحرب العالمية الثانية، وكم عدد ضحاياها؟
نقبوا عن عدد الجزائريين الذين قتلوا على يد الفرنسيين، والعراقيين الذين عذبوا على يد الأمريكان؟ المؤكد أن فنون أوروبا وأمريكا لم تفلح في صرف أولئك عن سفك الدماء وتعذيب الأبرياء؟

 هل تعلم أن "ستالين" كان "موسيقياً" ومع ذلك قتل "23" مليوناً؟
وهل تعلم أن "هتلر" كان رساماً وقتل "17" مليون نسمة؟
التطرف لا علاقة له بأي مجال من مجالات الحياة ، فقد تجد "فناناً" متطرفاً، وتلقى "فناناً" معتدلا ، ولربما وجدت "عالماً" في الدين أو الآداب أو الطب "متطرفاً" وفي المقابل هناك غيرهم معتدلون!
وفي مجتمعنا نعاني من التطرف، والتطرف هنا يمثل انحرافاً عن الدين وسوء فهم له، والحل يكون بإعادة هذا المتطرف إلى الدين الصحيح الذي فقده ولم يستوعبه!
لنتذكر أن أول تطرف في تاريخ المسلمين كان عبر "الخوارج"، فكان لهم بالمرصاد "مناصحة" عبد الله بن عباس، و"سيف" ابن عمه علي بن أبي طالب، رضي الله عنهما ، فحرب الإرهاب ومواجهة العنف تقتضي "المناصحة" ومجابهة الفكر بالفكر، و"السيف" لمن تعدى على أرواح الناس!

ولكم تحياااااتي


للتواصل

تويتر: @alomary2008

حتى تعليم القرآن دعشنوه!!

حتى تعليم القرآن دعشنوه!!

علي بطيح العمري

السالفة وما فيها بالمختصر المفيد أن معالي وزير التعليم – عزام الدخيل – منح إدارات التعليم إمكانية فتح فصول ضمن مدارس التعليم العام لتحفيظ القرآن، طبعاً الدراسة في هذه الفصول اختيارية وليست إجبارية.
ضجت وسائل التواصل الاجتماعي ، وتنوعت الآراء بين المعارضين للقرار والمؤيدين..
المؤيدون يرون في القرار تعظيماً للقرآن ورفعاً من مكانته، وحفظاً للنشء في وقت تكاد تتخطفهم التيارات الفكرية، والانزلاقات السلوكية، كما أن الشباب يعانون الفراغ القاتل، فالنفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل.
المعارضون..طبيعي أن يتحفظ الشخص على القرار لسبب ما، وطبيعي جداً أن ينتقد الإنسان آلية ما، وعادي المطالبة بالتجديد.. لكن "اللي مو عادي" من يعتبر أن تدريس "القرآن" رجعية ، أو تخلفاً وتطرفاً، وأن هذه المدارس تخرج إرهابيين ودواعش؛ وهو كلام يكرر، ولا يستند لدراسة علمية تدعمه، ولا دليل حتى الآن يثبت تورط "مدارس أو حلقات" التحفيظ في الإرهاب.

من الجهل أن لا نفرق بين الدين والتدين عند النقد، فالدين معروف بأصوله وفروعه، والتدين هو ممارسة الناس لهذا الدين ، فالدين ثابت، وتدين الناس معرض للتشويه، والخلل، فنقد التدين ممكن بخلاف نقد الدين.
ثمة سؤال؛ هل لا زال منا من لا يعرف حقيقة داعش وفكرها، وأن الإسلام يتبرأ من أفعالها؟ لأنه في معالجة القضايا الفكرية واضح الخلط بين التدين المأمور بها، وبين التشدد المنهي عنه، وهناك نقطة تتلخص في السؤال التالي:
لم كل فكرة لا تناسبنا ندعشنها، وكل شخص مختلف معنا تتم دعشنته؟! هذا معناه احدى اثنتين؛ إما أننا نجهل حقيقة الإرهاب ومنظماته، أو أنه مجرد صراع تيارات وتصفية حسابات فقط لا غير!

القرآن لا علاقة له بداعش، ولا بكل التيارات المنحرفة، فداعش وجدت بعد نزول القرآن بــ 14 قرناً، وفي كل عصر وزمن تظهر فرق منحرفة وضالة، تندثر في النهاية وتتلاشى ويبقى القرآن، فالخوارج ظهروا في عهد الصحابة – خير القرون- فهل أحد قال عنها إنها بسبب الصحابة، أو بسبب تعليمهم، وبسبب تصرفاتهم! فليس من المعقول أن نحمل تعليمنا ومناهجنا كل ظاهرة منحرفة.

لم ينزعجون من تدريس القرآن؛ والمسلمون عبر العصور والأزمنة تعاهدوا هذا الكتاب حفظاً وتعليماً، يقول ابن خلدون: تعليم الوالدين للقرآن من شعائر الدين، أخذ به أهل الملة ودرجوا عليه في جميع أمصرهم". ولتعلم القرآن فوائد أخرى كتقويم اللسان، ومعالجة ضعف القراءة، ومد المساجد بالأئمة المجودين.

بقي أن نقول للمؤيدين.. لا تعتبروا كل من انتقد القرار عدو لله ورسوله، ولا ننسى أن هناك شعوباً كُبلت بالحديد والنار، وقد خرج منها من حفظ ودرس القرآن.. وللمعارضين نقول: من حق المسلمين تعلم وتعليم هذا الكتاب الذي لا صلاح للمسلمين إلا به في الدنيا والآخرة ، فقد أنزل ليعمل به ، فالقرآن ليس مجرد "كتاب إسلامي" مكانه الرفوف!


ولكم تحياااااتي


للتواصل

تويتر: @alomary2008

تويتر تحت قصف "المثقفين"!!

تويتر تحت قصف "المثقفين"!!

علي بطيح العمري
"تويتر" وسيلة سحرية.. سحب البساط من الصحف، وأتاح التفاعل لكل أطياف المجتمع، أسرع في الخبر من "الفضائيات"، حرية الرأي تمارس في زواياه بلا رقيب إلا الرقيب "سبحانه وتعالى"، ساهم هذا الــ "تويتر" في تسليط الضوء على قضايا ما كادت تظهر للملأ، خذ مثلاً "الفتاة" التي حقنت بدم ملوث في أحد المستشفيات".. تتابع شأناً من شؤوون العالم وتنتفض معهم وأنت متوسد "مخدتك"، وكمثال إباحة "الشذوذ" في أمريكا، تناصر قضاياك الوطنية وكأنك تراها رأي عين، قضية الأسير السعودي "حميدان التركي"، وعاصفة الحزم كمثال.. شارك التويتر في صنع بعض القرارات، وتفاعل المسؤول معها؛ الإطاحة ببعض المسؤولين وعزلهم بسبب أخطائهم مثال حي ، حتى أنهم تناقلوا مثلاً تويترياً يقول: المسؤول اللي يجيك منه ريح "هشتقه" واستريح!!
في تويتر تشارك بالرأي في نقد جهة ما، والإشادة بمنجز حضاري ما، نقاش مع المختلفين، ردود على إشاعات، باختصار: تويتر لم يعد وسيلة تواصل بل بات مصدر ثقافة، ومنبر نقاش.

مؤسف أن يظهر كذا "مثقف"، كان ممن طالب بحريات الرأي، وبالانفتاح على العصر، وانتقد "تحريم الدش" يوما.. ثم تجده ممن يطالب بإغلاق "تويتر"! هذه المطالبات أتت عبر مقالات لبعض "المثقفين" تطالب بقصف تويتر وإغلاقه، طبعاً حجتهم قطع الطريق على الأفكار والتنظيمات المتطرفة من التسلل إليه وتأثر الشباب بها، وهو تبرير غير صحيح.
لكن لماذا هاجموا تويتر دون سواه من وسائل الإعلام الجديد كالفيس بوك واليوتيوب، مع أن اليوتيوب أكثر انتشاراً!!
اعتقد الجواب لقوة تأثير التويتر في حياة السعوديين، وكونه مرآة حقيقة للمجتمع، وأكثر وسيلة تفاعلية تناقش القضايا الساخنة.

وهذه المطالبات التي تكرر، لا أظنها ستجد صداها؛ لأدلة كثيرة..
أن أعلى سلطة في بلادنا الملك سلمان – وفقه الله – ، حسابه التويتري يأتي في مقدمة زعماء العالم متابعة وتفاعلا مع قراراته التي ينشرها حسابه.
الوزراء والمسؤولون الجدد شقوا طرقهم نحو "تويتر"، وكنموذج وزيرا التعليم والتجارة من أكثر المسؤولين تفاعلا وحضوراً في تويتر، وقراراتهم تكون عبره.
شعبية تويتر في السعودية في تزايد إذ بلغ مستخدموه 7 ملايين مستخدم(صحيفة الحياة).
أما بالنسبة لتسلل الأفكار الهدامة فجاء على لسان المتحدث الأمني لوزارة الداخلية أن إغلاق موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» ليس حلا في مواجهة الإرهاب!، وبالفعل لو ألغي تويتر سيبحث الإرهاب عن وسائل أخرى لنشر فكرهم، والمملكة خاضت معركة ضد "القاعدة" قبل وسائل الإعلام الجديد وحاصرتها كحصارها لداعش اليوم، إضافة إلى وجود حسابات تويترية تواجه الفكر بالفكر وتكشف فكر داعش، وتنقض شبهات المنحرفين فكريا.
وأخيراً..
تنطبق المقولة التي قيلت عن المتنبي أنه "مالئ الدنيا وشاغل الناس" على تويتر؛ الذي استوعب القضايا والآراء التي عجزت عنها كبريات الوسائل الإعلامية، ولأن بعض "المثقفين" لم يجدوا أنفسهم في تويتر، ولم تسوّق طروحاتهم في عالمه لذا ناصبوه العداء!!


ولكم تحياااااتي


للتواصل

تويتر: @alomary2008

اسم حلو من ثلاثة حروف!


اسم حلو من ثلاثة حروف!

علي بطيح العمري

ما أكثر الأشياء الحلوة والجميلة في حياتنا متى ما عرفنا قيمتها ، وأحللناها في حياتنا.. بعضها أشياء لا تقدر بثمن ، ولبعضها صلة بعلاقاتنا مع من حولنا ، بعضها في رحيلها وغيابها خراب دنياك ، وتصبح حياتك جحيماً لا يطاق.. بعضها تتحكم فيه ، وأنت مسؤول عنه ، وبعضها هبة من رب السماء.
في تويتر أطلق هاشتاق بعنوان: اسم حلو من ثلاثة حروف!

تأملت فوجدت أن هناك أشياء كثيرة في حياتنا حلوة..
·        رفق.. كلمة مكونة من ثلاثة حروف، نحتاجه لتحلو حياتنا ، فالعنف منبوذ في قائمة الإنسانية، لكن لا تخدعنك الشعارات البراقة ، منظمات ودول ترفع حقوق الإنسان ، لكنها تمارس العنف بالفعل أو الصمت، وتقف صفاً في نصرة الظالم!
·        صدق.. نحتاجه لتنجح علاقاتنا ، علاقة المرء مع من حوله ، في عمله ، وفي أسرته وفي وطنه ، لو قامت تعاملاتنا على الصدق لاختفت الكثير من النتوءات التي خدشت علاقاتنا الاجتماعية.

·        أمن .. يحتاجه الفرد والمجتمع ليسعدوا .. وتأمل قارئي الكريم في هذا الحديث: من بات آمناً في سربه ، معافى في بدنه ، عند قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا".
·        "زوج" أو زوجة .. من أكبر عوامل السعادة وأسسها وجود "زوج" ؛ تسعدك وترافقك في رحلة وجودك في هذه الحياة ، قال بعض المفسرين أن حسنة الدنيا في قوله تعالى: ربنا آتنا في الدنيا حسنة.." هي الزوجة الصالحة.
·        "بنت".. تدخلك الجنة إن أنت أحسنت إليها ، وعلمتها.

·        "ولد" .. تستثمر فيه مستقبلك ، فهو عملك الذي لا ينقطع بعد موتك ، وقد جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ، ومنها ولد صالح يدعو له!
·        "عقل" .. بهذا العقل فُضٍّل الإنسان على من سواه ، أكبر جريمة ترتكبها في حق ذاتك أيها الإنسان، حينما يمنحك الرب عقلاً ، ثم تؤجره لغيرك! فالعقل قد يعلو بك أعلى الرتب ، وقد يهوي بك في الحضيض الأسفل!
·        "جنة".. هذه الجنة ، حفت بالمكاره والصعوبات ، مع أن الطرق إليها مختصرة، اللهم إنك اخترت لنا الإسلام من غير أن نسألك ، فهب لنا الجنة ونحن نسألك!

·        "مال".. المال في يدك إما زينة أو فتنة ، أنت من يحدد ذلك ، وأنت من يرسم هذا الطريق ويخططه!
·        "وقت" .. هو كالسيف لمن لا يجيد استثماره، مؤسف أن التقنية ساعدتنا في تضييع أوقاتنا وإهدار ساعاتنا!
·        "علم" .. وسيلته القراءة ؛ هي مفتاحك للعالم ، لكن العجب أن أمة اقرأ لا تقرأ!

ولكم تحياااااتي


للتواصل

تويتر: @alomary2008

جماليات العيد .. "وضجيج" المعايدين!!

جماليات العيد .. "وضجيج" المعايدين!!

علي بطيح العمري

مع أن فلسفة العيد تختلف من شخص لآخر ، لكن يظل العيد فرصة لاحتضان السعادة واعتناق الفرح في كل مساراته الدينية والدنيوية.
الفرح ليس بما نملك ، وإنما بما تحتويه دواخلنا وعقولنا.. بعضنا يلبس الثوب الجديد يوم العيد، لكنه لا يجد الفرح ، وبعضهم قد يرتدي الثوب المستعمل في يوم العيد ، لكنه يجد فرحة العيد ، وسعادة يوم العيد.
العيد فرح كبير يمتد ويتوسع ليشمل الصغير والكبير، الرجل والمرأة، والفرد والعائلة . ليس العيد أن يفرح الأب ، وهو بعيد ولاهٍ عن أولاده وعائلته ، وليس العيد لأم مشغولة بعالمها وصديقاتها ، وأولادها بيد الخدم ، وليس العيد أن تفرح بعيداً عن والديك فلا تشاركهم أفراح العيد.. يقول مصطفى صادق الرافعي في جانب من جوانب "فلسفة العيد":
وليس العيد إلا التقاء الكبار والصغار في معنى الفرح بالحياة الناجحة المتقدمة في طريقها، وترك الصغار يلقون درسهم الطبيعي في حماسة الفرح والبهجة، ويعلِّمون كبارهم كيف توضع المعاني في بعض الألفاظ التي فرغت عندهم من معانيها، ويبصرونهم كيف ينبغي أن تعمل الصفات الإنسانية في الجموع عمل الحليف لحليفه..".

كثيرة هي جماليات العيد وفلسفاته سواء على الجانب الديني أو الاجتماعي أو الثقافي ، وفي مجتمعنا هناك سلوكيات وتصرفات اخترعها الناس ، حتى صارت ظاهرة واضحة للعيان ، بل ويتعد أثرها وضجيجها إلى سلبيات تتنافى مع "جماليات العيد" الحقيقية ومعانيه العظام..

* ظاهرة طوابير الانتظار وبالأخص عند الحلاقين..
لا أدري من أدخل شرط أنك لا تتعيد إلا وأنت "محلق البارح"!! ولو حلق الإنسان قبل العيد بيوم أو يومين اتقاء للزحام وحفاظاً على الوقت هل يتعارض مع العيد؟ خاصة أن غالب الناس الذين سيقابلهم يوم العيد هم ذاتهم الذين تقابلهم في يومك!
* زحام الأسواق آخر أيام رمضان، ويبلغ أوج الزحام عندما تدق ساعة ليلة العيد ، وهي ظاهرة تتكرر كل عيد وكل رمضان ، كان بإمكان الناس شراء حاجياتهم قبل رمضان أو في أوله.
* نواصل ليل العيد ، فلا يغمض لنا جفن ، وبعد ظهر العيد تلقى القوم صرعى ، ننام بقية النهار وربما إلى الليل!

قال أبو البندري – غفر الله له ولقرائه – وبما أن الفرح ورسم البسمة من جماليات العيد ، فلا يعجبني ذلك الخطيب الذي يطل على الناس ببكائيات عن رحيل رمضان، أو يهوّن من أفراح الناس كمن يقول: ليس العيد لمن لبس الجديد!! ، فتلك عادة عند بعض الخطباء مخجلة، ولا دليل من السنة على فعلهم!

* تغريدة..
"عيد سعيد ، وكل عام وأنتم بخير".. أقولها لكل القراء والقارئات، وأقولها للزملاء في صحيفة اليوم من الكتاب والكاتبات ، ولمسؤولي الصحيفة الكرام.

ولكم تحياااااتي


للتواصل

تويتر: @alomary2008

فيلم سينمائي ولا في الخيال!!


فيلم سينمائي ولا في الخيال!!

علي بطيح العمري
لله در الجهل ما أعدله ، بدأ بصاحبه فقتله!
كثيرة هي التصرفات والممارسات لمن حولك، تجعلك تترنم بذلك البيت بعد تحويره طبعاً!
يوم الجمعة، يوم مميز عند الناس وبالأخص المسلمون ، ميزه الله من بين الأيام بخصائص اختص بها ، وفيه مستحبات، يسن فعلها لكل مسلم في هذا اليوم.. لكن الجهلاء لا يدركون قيمة وعظمة وخصوصية هذا اليوم.

فراحوا..
فجروا في القطيف واختاروا يوم الجمعة! ثم أعادوا الكرة في الدمام ونفس اليوم!
وفي الكويت لما فجروا اختاروا يوم الجمعة! وعمدوا إلى الطائف ورشقوا رجالات الأمن بالرصاص ويوم الجمعة!!
لم يشوهون جماليات هذا اليوم؟
لم يريدون تحويل يوم الجمعة إلى يوم توجس وتخوف ورعب في نفوس المسلمين؟

في عالم الخوارج، وفي عالم الجهل والظلام لا تستغرب شيئاً ، فكل شيء ممكن ؛ فهم قتلوا وفجروا ، ولم يصلوا لمرحلة القتل إلا بعد أن "كفروا" المسلمين ، وحكموا عليهم بالردة؛ لتسويغ قتلهم وحرقهم. في عالم الخوارج لا يهمهم أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، ولا يهمهم كونك داخل المسجد أو خارجه ، ولا يهمهم كونك "شيعياً أو سنياً أو معاهداً"! هم يرون تعاليم شياطينهم ومنظريهم فوق تعاليم الإسلام العظيم، الذي نهى عن قتل المعاهد فكيف بالمسلم ، وأن امرأة دخلت النار في هرة حبستها ولم تطعمها فكيف بحبس مسلم وقتله؟

تصور هذا المشهد..
مجموعة من الناس حُكِم عليهم بالإعدام على الطريقة الداعشية.. الأشخاص الذين أسروا الأسرى ، وأشرفوا على اقتيادهم لساحة الإعدام يدّعون إقامة خلافة على منهاج النبوة! ، والقاتل الذي يحد السكين للنحر، أو يصوب بندقيته للقتل يردد: الله أكبر، والمقتول يرفع صوته بــ لا إله إلا الله! هذا المشهد يتكرر في سيناريوهات داعش ومن قبلها القاعدة!
هذا الفيلم بالتأكيد لم يخطر على بال "شارون" ، ولا على قلب الهالكة "جولدا مائير" ، ولا في منامات "بن جوريون"!! ولا في خيالات أي صهيوني على مر التاريخ!

المسلمون تركوا أعداءهم ، وأخذ يقتل بعضهم بعضا ، كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم".
فداعش - النبتة الغريبة - لم تخطط يوماً لضرب إسرائيل، ولم تفجر في إيران، فهدفها واضح في زعزعة الأمن والاستقرار، وإذكاء الطائفية في دول الخليج ، لكن المصيبة الكبرى أن يكون شبابنا هم أداة التفجير الداعشية في بلادهم!
وطالما أن داعش تستغل الدين في التضليل بأبنائنا، علينا استغلال الدين والفكر والمنطق في كشف هذا التنظيم، وتوعية شبابنا بحيلهم والشبه التي يروجونها حتى لا ينساقوا وراء هذا العبث!

ولكم تحياااااتي


للتواصل

تويتر: @alomary2008

البيان في كلمات القرآن!


البيان في كلمات القرآن!

علي بطيح العمري

القرآن الكريم، الكتاب الخالد ، والمعجزة النبوية الباقية ، وهذا الكتاب تحدى الله به مشركي العرب في أن يأتوا بمثله أو حتى سورة وآية منه ، مع أنه نزل بلغتهم.

والقارئ للقرآن يجد هناك كلمات متناثرة ، رسمها واحد لكن معناها مختلف ، ومن هنا جاءت فكرة هذا المقال - وأصله تغريدات متناثرة-  جمع الكلمات والمفردات والتفريق بينها.


*    هناك فرق بين "عباد وعبيد" .. فلفظة عباد وردت في حق المؤمنين المطيعين كقوله تعالى: وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً".. بينما "عبيد" وردت في حق الكافرين والظالمين نحو : من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد".



*  وهناك فرق بين "ميّت" بتشديد الياء و"ميْت" بتسكين الياء.. الأول مثل "إنك ميّت وإنهم ميتّون" والثاني نحو:"حرمت عليكم الميْتة" .. والفرق بين اللفظتين:

أن الميّت تطلق على الحي العايش الذي سيموت.. بينما الميْت تطلق على من فارق الحياة!


* ومن مفردات القرآن:

"مصرَ" و"مصراً".. الأولى الممنوعة من الصرف وردت أربع مرات لتشير لمصر الدولة المعروفة.. نحو: ونادى فرعون في قومه قال يا قوم ليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي".. بينما "مصراً" فقد وردت مرة واحدة لتشير إلى أي مكان!


*  ومن الكلمات .. "نفد" و"نفذ" فالأول نحو: ما عندكم ينفد وما عند الله باق"، نفد هنا أي فني وانتهى.. أما نفذ :بمعنى اخترق نحو: يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا..".

·        أيضاً لفظتا: الكُره والكَره.. الكره بضم الكاف نحو: كتب عليكم القتال وهو كُره لكم..." وقوله: ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كرها ووضعته كُرها.." .. فالكره هنا تشير إلى الأمر الصعب لكن رغم صعوبته ومشقته فهو مرغوب فيه، فالقتال صعب والحمل والولادة كذلك لكن الإنسان يرغبها ويطلبها.. أما لفظة "كَره" بفتح الكاف كقوله: فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كَرها".. فالكره هنا تأتي بمعنى الإكراه والإجبار والقسر.

*  الجسم والجسد..

الجسم يطلق على البدن الذي فيه حياة وروح .. نحو قوله في وصف طالوت :"وزاده بسطة في العلم والجسم".. أما الجسد فهي تشير إلى البدن كجثة هامدة لا حياة فيها نحو قوله عن عجل بني إسرائيل "فأخرج لهم عجلاً جسداً  له خوار".. فالجسد لا حياة فيه جماد ، ومثل قوله عن الأنبياء: وما جعلناهم جسداً لا يأكلون الطعام وما كانوا خالدين" ، فالأنبياء ليسوا أجسادا بلا روح.

يظل الإعجاز في القرآن بحرا لا ساحل له ، وما سبق إشارات وأمثلة فقط.

ولكم تحياااااتي

_________________________________________________________
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com


ممنوع الاقتراب!

ممنوع الاقتراب!

علي بطيح العمري

ما أكثر سلوك خاطئ يتكرر في رمضان؟
كثيرة هي السلوكيات التي تتكرر كل رمضان ، إلى أن صارت عادات ملازمة لحياتنا.
وأول هذه السلوكيات، المبالغة في الأكل والشرب وإعداد الأطعمة الزائدة عن حاجاتنا ، ومن ثم يكب أكثرها في "الزبائل" ، فبعاداتنا تحول رمضان إلى شهر أكل ، حتى أثناء الاستعداد لرمضان ، تشاهد الزحام عند الأسواق. فلم هذا الإسراف مع أن أكثر الناس يصومون ست شوال ، ويومي عرفة وعاشوراء دون تكلف، ودون أن ينفقوا عُشْر مصاريف رمضان. أعجبتني تغريدة تقول: قال أحد كبار السن لأولاده: حدثناكم عن الجوع الذي مر بنا ، كم أخاف أن تحدثوا أبناءكم عن النعمة التي مرت بكم!

ثاني هذه السلبيات ، تحويل النهار إلى نوم ، نوم كامل النهار ، والأسوأ في هذه العادة ترك الصلوات وتأخيرها عن وقتها.. ينسى هؤلاء أن الصوم هو الركن الرابع بينما الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام ، فلا تفاخر بصيامك ، وأنت نائم عن صلاتك!

وثالث هذه السلوكيات الخاطئة ، طوابير المطاعم ، عندنا في المخواة أدهشني منظر طوابير الناس على محل فول!! عجزت أن أعرف السر في وقوف الشخص لقرابة الساعة ينتظر دوره في الحصول على فول ، أو حبة "تميس"!!

ورابع السلبيات والتصرفات الخاطئة ، مرور شهر كامل دون إكمال قراءة القرآن الكريم ، مع أن الناس لا يملون من متابعة المسلسلات ، ولا ارتياد الأسواق ، لكن يعجز أحدهم عن قراءة جزء كل يوم ، مع أن رمضان هو شهر القرآن.

كثيرة هي السلوكيات الخاطئة ، بعضها يصل إلى المحرم ، وأخرى في درجة المكروهات ، التي لا تليق بالإنسان ، ويظل الوعي مطلباً للابتعاد ألف قدوم عن هذه السلبيات ، فالاقتراب منها ممنوع ؛ لما لها من آثار سلبية!

باب الحارة!
"الأبضايات" التي تستحق الإشادة، مو "أبضايات" مسلسل باب الحارة من خلف الشاشة ، الأبضايات هم من يكتوون بنيران "بشار" ، ويدافعون عن وطنهم وأنفسهم.. كان الله في عونهم ، ونسأل الله أن ينصرهم.

لو عاشوا بيننا!!
"عمر المختار" بطل من ذهب ، وصلاح الدين الأيوبي قائد من ألماس ، خلد التاريخ ذكرهما ببطولات ومواقف.. السؤال لو عاشا في عصرنا اليوم.. ماذا يمكن أن يسمى الإعلام العالمي صلاح الدين ، وكذا المختار؟ سيسمي الأيوبي بالإرهابي!! وسيسمي المختار بالمتشدد التكفيري!!

لعب الورق!
أعجبتني هذه الجملة..
الحياة كلعب الورق؛ تعطيك الكروت ، أما اللعب الجيد فيعتمد عليك.. ومن أذكى ألعاب الحياة ؛ الالتفات لصحتك!

ولكم تحياااااتي


للتواصل

تويتر: @alomary2008

انحراف المسلسلات وتلاعب القنوات!

انحراف المسلسلات وتلاعب القنوات!

علي بطيح العمري

ندرك أن رمضان من أعظم الشهور عند الله تعالى، وأن له خصوصيته، وفضله ومكانته؛ لذا فإن انتزاع روحانية هذا الشهر، وسلب قدسيته، وإلهاء الناس عن تعظيمه؛ لهو أشد جريمة وأعظم كبيرة!

في كل رمضان تتسابق الفضائيات العربية على عرض مسلسلاتها ، كل قناة تحشد أموالها ، وإعلاناتها للبحث عن نسب المشاهدة التي تجلب الرعاة والمعلنين، لكن المؤسف أن تلك الأعمال تقدم دون أدنى اعتبار للمسؤولية المجتمعية، فقد غابت المسلسلات الهادفة، وحلت مكانها مسلسلات هابطة تهدم ولا تبني!

للدكتور مالك الأحمد – المتخصص في الإعلام – دراسة عن مضامين وانحرافات المسلسلات في إحدى القنوات، حيث بينت هذه الدراسة العديد من السلبيات التي تنشرها المسلسلات نحو:
عرض بيئات أجنبية فاسدة، وتحبيب نمط العيش على تلك الطريقة، مقدمات الفاحشة في المسلسلات كمشاهد الضم والتقبيل، والألفاظ والحركات الجنسية ، ظهور لقطات التدخين والخمور بحيث يتناول الخمر كتناول العصير، اللباس الضيق، والتعري الواضح من الممثلات، تحبيب العلاقة بين المرأة والرجل خارج إطار الزواج والتشجيع عليها ، والتشنيع على من ليس له خليلة! تقديم السحر كقوة خارقة ومحمودة ، صناعة نجوم من الفنانين لا يمثلون أي مستوى حقيقي للفن، مما يساهم في تسطيح الفكر!

من المسؤول عما تقدمه هذه الفضائيات من مسلسلات هادمة تتلاعب بالقيم والأخلاق؟
وما دور مؤسسات المجتمع المدني، وما دور الحكومات تجاهها؟
هذه القنوات وبهذه الأعمال ضررها أكبر من نفعها، وهدف مموليها ومنتجيها تمزيق قيم المجتمع، والفضيلة بالترفيه غير البرئ، وتمييع أخلاقيات المجتمع، وجمع الأموال من خلال الإعلانات حتى ولو على حساب الدين والأخلاق!

من الصعوبة أن تطالب بالحجر على هذه القنوات فتلك أموالها، وهي حرة في إدارتها، لكن من واجب الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني، ألاَّ تترك المال بأيدي "شلة" تعبث في دين وأخلاقيات شعوبها؛ بل عليها أن تمارس دورها في حماية المجتمع بالطرق المناسبة التي لا تتعارض مع حرية الإعلام المنضبطة!
والمملكة – بلد الحرمين ومهبط الوحي- قادرة على إدارة هذا الملَف وضبطه، لاسيما أنّ ما تنشره تلك الفضائيات من تجاوزات دينية وأخلاقية أحد المبررات التي يستغلها دعاة فكر الإرهاب والتطرف للترويج لمعتقداتهم!

وأختم بما كتبته في مقال قديم:
الدراما الهابطة التي تعرضها القنوات الفضائية هدفها حرب قيم الفضيلة، وإلهاء الناس عن الفضيلة، فهم يريدون منا شيئاً والله تعالى يريد منا شيئاً.. قال تعالى: "وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا".

* المدرسة الرمضانية..
رمضان فرصة لأن نغسل خطايانا ونصحح أخطائنا.. فرصة لأن نفعل الخير مهما كان.. فرصة لأن نقتنص الطاعات.. رمضان فرصة للنجاح الدنيوي والأخروي، والمحروم من رسب فيه وفشل أن يتجاوزه ولذا جاء في الحديث: رغم انف امرئ أدركه رمضان فلم يغفر له".

ولكم تحياااااتي


للتواصل

تويتر: @alomary2008