قاومها
.. وتخلص منها!
علي بطيح العمري
في ظني وفي
رأيي أن أكثر شيء قتلنا، وأنهكنا، واستنزف أموالنا؛ هو المظاهر!!
حب المظاهر
جعل بعضنا يتدين ويتحمل فوق طاقته ليجد طعمها!. لا يهم أغلبنا، حكم الشيء، ولا غلاؤه،
ولا أهميته.. أهم شيء المظهر! "إيش" يقولون عنا الناس!!
ما زال البعض
ينظر إلى السيارة على أنها مقياس المستوى المعيشي والاقتصادي؛ وليست وسيلة للتنقل!
ينظرون إلى
ملابس على أنها عوامل "جذب" وشد انتباه، وإغراء، لا على أنها ستر واحتشام!
يرون أن
البيوت والمنازل للمباهاة والتفاخر على الآخرين، لا أنها مكاناً للسكن والعيش!
يرون أن
حفلات الزواج ، لا بد أن تملأ عيون الناس بما يعرض فيها ، لا أن يُقتصر على الأساسيات!
ولا يهم أن يذهب ثلثاها إلى المزبلة ، الأهم ما الذي سيقوله الناس!!
حتى الجوالات!!
تشعر لما تقابل محبي المظاهر أنك في أحد محلات الجوال، أكثر من جوال، بأشكال مختلفة،
وموديلات حديثة!!
محبو المظاهر
لهم طريقتهم في التقييم لا تستقيم مع العقل والمنطق، فهم يقيمون الناس ويحكمون عليهم
من خلال مظاهرهم، لا مخابرهم، ودونما قناعة ونتيجة واختبار!
القرآن الكريم
رائع في تصوير حب المظاهر، ففي سورة بأكملها سميت بسورة "الزخرف" - لاحظ
الاسم- فقد تكرر ذكر الذهب والفضة وبريقها في الآيات؛ لأن الأمم السابقة اعتبرت أن
متاع الدنيا وزخرفها هو النعيم الحقيقي وغاب عنهم أن النعيم الحقيقي إنما هو نعيم الآخرة:
يطاف عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ
وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُون" ، فالزخرف الحقيقي ليس زخرف
الدنيا الزائل.
في السورة
ذاتها يصور كيف أن كفار قريش كانوا عاشقين للمظاهر، فاعترضوا على نزول القرآن على محمد،
"وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ
عَظِيم".
فرعون هو
الآخر كان يهتم بالمظاهر ويعلق الناس بها، فقد اعترض على موسى وقال للناس: وَنَادَى
فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ
تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ * أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَذَا الَّذِي
هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ * فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن
ذَهَبٍ أَوْ جَاء مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِين".
مرّ رجل
على الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقال: ما تقولون في هذا؟ قالوا: حرِيٌّ إن خطب أن
يُنكح، وإن شفع أن يُشفَّع، وإن قال أن يُستمع. قال: ثم سكت. فمرّ رجل من فقراء المسلمين؛
فقال: ما تقولون في هذا؟ قالوا: حريّ إن خطب أن لا يُنكح، وإن شفع أن لا يُشفَّع، وإن
قال أن لا يُستمع. فقال عليه الصلاة والسلام:هذا خير من ملء الأرض مثل هذا".
من روائع
الدرر التي قرأتها: يبقى الماء ماءً، سواء قدمته في كؤوس الذهب أو الفخار، فكن أنت
كالماء الذي لا يتأثر بالمظاهر!
ولكم تحياااااتي
للتواصل
تويتر:
@alomary2008
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق