الكرات
الثابتة.. والكرات المتحركة!
علي بطيح العمري
اللقطات
الجميلة والأشياء الرائعة تستحق أن يلتقط لها عشرات "السيلفيات" والصور
لا لتبقى في جوالاتنا وإنما لتظل باقية في حياة الشعوب.. في عالم الرياضة والكرة
هناك لقطات تسترعي الانتباه.
"محمد
صلاح" اللاعب المصري والمحترف في نادي ليفربول الإنجليزي جمع بين الإمتاع
الكروي لمحبيه والأخلاق الحسنة لمعجبيه.. بات هذا اللاعب مؤثراً بأخلاقه.. أحد
مشجعي ليفربول أسلم بسبب حبه لهذا اللاعب، مشجعو ليفربول قبل فترة أنشدوا للاعبهم
المفضل: يا صلاح.. يا صلاح.. إن حققت أهدافا أكثر فسنكون كلنا مسلمين"، وحتى
الأطفال قلدوه في سجوده وفي رسم لحيته على وجوههم.. وعلى كل حال هذا اللاعب صار
ظاهرة عالمية وليس فقط عربية أو مصرية.
كثيرون
أثنوا على الكابتن "محمد صلاح" في هذه الأخلاق التي ظهر بها، وخصوصاً
أنها تأتي في زمن كثر فيه تناقل العالم للصور السلبية عن العرب والمسلمين، فما
يقوم به "صلاح" هو دعاية إيجابية له ولعروبته وحضارته.
الأخلاق
الحميدة ستجذب المعجبين إليك وإلى دينك وإلى جنسيتك بشكل جنوني أكثر من آلاف
الخطب، فتصدير الأخلاق الحسنة إلى الآخرين رسالة عالية وحضارية.
صورة
ثانية وهذه المرة كانت في السعودية، وتحديداً في فريق الأهلي حيث سجل محترفه
"ليوناردو" هدفاً وسجد سجود الشكر مع انه غير مسلم، وحينما سئل قال:
رأيت اللاعب السعودي يسجد شكراً لله وأحببت أن أسجد شكراً لله، هي حركة عابرة،
لكنها ستجعل صورة الإسلام في خيال هذا اللاعب.
الفعل
أبلغ من القول.. والأخلاق والتعامل العادل والجميل يؤثر في الآخرين أكثر من
الكلام.
يدرك أي
متابع أن جمهور الرياضة كثر، ونسبة متابعيها نسبة مرتفعة وعالية.. والناس تؤثر
فيهم الصورة واللقطة لأنديتهم ولنجومهم المفضلين.. وعلى اللاعبين أن يدركوا أنهم
قد يكونون أكبر دعاة بأخلاقهم ويجروا خلفهم قاطرات من المتابعين، فيكسبون الدلالة
على الخير، ويفوزون بالحث على الفعل الحسن.. وفي المقابل عليهم أن يدركوا أن
أفعالهم السلبية ستجد من يقلدها ويتلقفها!
كم
تسوءني مناظر قصات الشعر التي تصل إلى حد التقزز، وتبلغ سوءاتها حينما أراها على
رؤوس شبابنا في الشوارع وهم يقلدون قصة أو حركة لنجموهم.. كم من الثناء وعلامات
الشكر خسرها ذلك النجم الذي لعب بشكله الغريب وخرب منظره!
وقد
كتبت وكتب غيري عن ظاهرة القصات الغريبة التي تنمو يوماً بعد آخر في ملاعبنا دونما
إيقاف لها، أو حد منها.. نجومنا من لاعبين وفنانين فيهم بذور الخير متقدة، وعليهم
أن يدركوا أن هناك فئات تتأثر بهم في المجتمع فتأثيرهم يتجاوز تأثير المدرسة
والقناة والمسجد!
إن وجود
لاعب كرة ناجح داخل الملعب أمر مطلوب رياضيًا، وأن وجود لاعب كرة ناجح ومتألق داخل
الملعب وقدوة للشباب خارجه هو هدف ذهبي لأي مجتمع.
في كرة
القدم هناك كرات ثابتة وأخرى متحركة وفي الأخلاق كذلك.. الأفعال الجميلة،
والسلوكيات الرائعة هي الرصيد الثابت لأصحابها في سجلاتهم ومسيراتهم.. بينما
الأفعال الشاذة ستكون عابرة وغير مقيدة في سجلات أصحابها، وربما كانت تسللاً
أخلاقياً محسوب عليهم!
ولكم
تحياااااتي
_________________________________________________________
·
كاتب إعلامي
للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com
نشر في صحيفة اليوم، الجمعة 6 رجب
1439هـــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق