Translate

|| خارج التغطية ••

مقالات الكاتب: علي بطيح العُمري

السبت، 28 أبريل 2018

الوجه الثاني للإرهاب!!


الوجه الثاني للإرهاب!!

علي بطيح العمري
في كل عملية قبض على مروجي مخدرات.. وفي كل حالة كشف تهريب لملايين الأطنان من المخدرات العابرة لحدودنا أضع يدي على قلبي من هذه الآفة التي تغزونا؛ لأن المخدرات تفتك بمجتمعنا وتستهدف الإطاحة بشبابنا وبعقولهم ومواهبهم.. لذلك المخدرات في رأي أبي البندري - غفر الله له- هي الوجه الثاني للإرهاب.

نحن عانينا من الإرهاب الذي استهدف مجتمعنا وقتل الأبرياء وهدف إلى تدمير الممتلكات وبحمد الله تعالى استطاعت دولتنا أن تكشف الإرهابيين وأن تسقطهم جماعات وأفراداً.

المخدرات يعادل خطرها خطر الإرهاب إن لم تكن أشد منه؛ لأنها باتت تهرب بكميات كثيرة وكبيرة، وصار مروجوها يصلون حتى القرى ناهيك عن المدن الصغيرة، والكميات التي يتم ضبطها - وليس لدى إحصائية- هي جزء صغير مما يعبر حدودنا ويوزع على الشباب.

إغراق المملكة بهذه الكميات يأتي من قوى الشر، وهو هدف من أهداف الدول المعادية للإطاحة بأهم وأقوى شرائح المجتمع.. فاستقرار دولتنا سياسياً واقتصادياً واجتماعياً لا يروق للحكومات التي تنتهج الشر، وتهوى التخريب. كما أن ترامي الأطراف وطول الحدود وصعوبة ضبطها جعل المتسللين والمجهولين يجدون بغيتهم في تهريب الممنوعات.

الجهات التطوعية التي تقوم بالتوعية وتعمل على حماية وقاية المجتمع من أضرار المخدرات لا يزال دورها ضعيفاً.. فالتوعية بشكلها الحالي تتوجه إلى الناس الصالحين والأسوياء، أما المستهدفون فهم لا يحضرون المحاضرات وبرامج التوعية، وعليه فالتوعية قد لا تصل للمستفيدين بل تصل للنخبة أو للمهتمين فقط.

اليقظة الأمنية مطلوبة لتقليل هذه المخاطر وللإطاحة بعصابات التهريب وشبكات المخدرات، وأيضاً تكثيف التوعية وتحصين مجتمعنا مهم جداً، والوصول للشباب في مرحلة الصغر لتحصينهم أمر في غاية الأهمية، والمفترض يكون من الأولويات، ويجب أن يضاف للمناهج الدراسية ما يفيد الطالب وما يكون موجهاً للمشكلات الحقيقية التي تواجه شبابنا اليوم في حياتهم.. ولابد من تعاون الجهات المسؤولة سواء كانت حكومية أو تطوعية مع الأسر لإطلاعهم على كيفية اكتشاف الإدمان حتى يتم إنقاذ الضحايا قبل أن تفتك بهم المخدرات، وتعريفهم بأساليب التعامل مع  المدمنين، وكيف يتصرفون في حال اكتشاف الأبناء المدمنين.

من الفوارق أنه بينما قوى الشر تتحرك بقوة لإغراق مجتمعنا بالمخدرات نجد الجمعيات التطوعية ذات العلاقة بمكافحة المخدرات تعاني من أزمة لتمويل برامجها، ربما بسبب عدم قناعة المتبرعين بدورها.. والأمر يحتم على المجتمع عبر مؤسساته أن يدعم هذه البرامج لتؤدي رسالتها في تنوير عقول شبابنا وحمايتهم من الإدمان، وإيقاف عبث الغاوين.

المجتمع بحاجة إلى وجود استراتيجية لمواجهة هذا الإغراق، والعمل مع الجهات الأخرى كالتعليم وقطاعات العمل والتنمية والإعلام لصفع "مافيا" المخدرات، والمحافظة على سلامة أبناء والنأي بهم إلى شط الأمان من إرهاب المخدرات، وهو إرهاب قل أن يخلو من حي من الأحياء أو قرية من القرى.

* قفلة..
حياتك أثمن من أن تدمرها بإرادتك، وأثمن من أن تهلكها برغبتك.. كن قوياً ولا ترضخ لسيطرة أصدقاء السوء.. المخدرات ضياع للصحة وإهدار للمال، وهلاك للعمر.. ومكافحتها واجب ديني وضرورة وطنية!

ولكم تحياااااتي

_________________________________________________________
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com

نشر في صحيفة اليوم، الجمعة 13 رجب 1439هـــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق