Translate

|| خارج التغطية ••

مقالات الكاتب: علي بطيح العُمري

الأربعاء، 15 أغسطس 2018

رسائل الاحتيال.. احذر تسلم!


رسائل الاحتيال.. احذر تسلم!

علي بطيح العمري
يعاني من يتصفح بريده الالكتروني من الرسائل المزعجة التي تقتحم إيميله.. ومعاناتي معها تكمن في أنني من النوع الذي يتصفح بريده الالكتروني يومياً.. عشرات الرسائل تنهمر علي وإن كان بدأت الآن تقل "شوي"..

تتنوع هذه الرسائل وأكثرها شباك صيد يقذفها لك هواة الاحتيال..
تارة تأتيك رسالة تقول لك مبروك وتستاهل كل خير لقد فاز إيميلك بجائزة من.... فقط وافنا بعناوينك!.. رسالة أخرى تداعب شهية الدراهم لديك تقول: الأمير الوليد بن طلال أهداك خمسة ملايين دولار!!
وننتقل من الرسائل التبشيرية إلى رسائل أخرى تأتيني بأسماء "سوريات" وهي غالب رسائل بريدي.. واحدة تقول إنها أرملة وتشكو حالها، والثانية تقول إنها غنية جداً وتحتاج إلى واحد محترف في التجارة يشغل أموالها.. وثالثة تقول إنها تبحث عن مساعدة وقد تقطعت بها السبل.. ورابعة تقول إنها ورثت أموال طائلة ولا تعلم "وين توديها"!!، هذه الرسائل تكتب باللغة العربية وأحياناً بالانجليزية، والجامع في بينها أنها تطلب بياناتك وعناوينك، وهذه الرسائل تأتيني عبر "الهوت ميل"، أما "الجي ميل" فحتى تاريخ هذه السطور هو برئ منها براءة الذئب من دوم يوسف!

لا أخفيكم – قرائي الكرام- استغرابي ما سر التركيز على السوريات تحديداً؟ وبالنسبة لي لا أعرف الجواب فاتركه لكم.

والسؤال الذي يتبادر للذهن: هل لازالت هذه الرسائل تجد من يلقي لها بالاً وتلقى من يصدقها.. أشك في ذلك.. وإن كان هناك ناس نُهبت منهم المئات واحتمال الآلاف وهم ينتظرون سراب الملايين!!

رسائل النصب التي تعدك بالمساهمات والثراء وتمنيك بدخول نادي الأغنياء..ونحو ذلك، تتنقل بين الرسائل القصيرة خاصة في السابق، إلى حسابات التواصل الاجتماعي وإلى البرد الالكترونية.. وغداً سيغير المحتال الوسيلة والطريقة طمعاً في اصطياد الفرائس!

الجهات الحكومية تحذر من هذه الرسائل، وكذا "الاتصالات" تحذر عملاءها من تصديق هذه الرسائل، وكذا "البنوك" تبث رسائل توعوية إلى عملائها بضرورة عدم الإفصاح عن بيات العميل.. الانسياق وراء مثل هذه الرسائل قد يورط أي شخص في مواقف لن يحسد عليها بل سيلام عليها.. ففي حال تحويلك لمبالغ لمن لا تعرفهم قد تتورط بدعم الإرهاب فالنية وطيبتك الزائدة لن تشفع لك.. واستلامك لمبالغ - على افتراض جديتهم- لربما تصبح أحد المتعاونين لعصابات غسيل الأموال أو تجار المخدرات مثلاً.. أضف لذلك اختراق حساباتك البنكية والتقنية.. وبالتالي سيجد الضحية نفسه في كارثة هو في غنى عنها.. لذا كان الحذر والتحذير منها مهماً وضرورياً، أما حكاية حصولك على ثروة طائلة بلا سبب وجيه؛ فهو شبيه بأمل إبليس في الجنة!!

*   *   *

* أبيات الرائعة أبيات للشاعر المصري "محمود غنيم" يقول فيها:

مالـي وللنــجـم يرعاني وأرعـاه                أمســى كلانا يعاف الغمض جفناه
لـي فـيك يا لـيـل آهات أرددهـا                 أواه لو أجدت المـــحزون أواه
لا تحسبنـي محباً أشتكــي وصـبـاً              أهّون بما في ســبيل الحــب ألقاه
إني تـذكـرت والذكـرى مؤرقـــة               مجــداً تليداً بأيديــنا أضعــناه
ويح العروبـة كان الـكـون مسرحها            فأصبحــت تتوارى في زوايــاه
أنّى اتـجـهت إلى الإسلام في بـلـد              تجده كالطير مقصـــوصاً جناحاه
اليوم حال الخريطة العربية لربما كانت أسوأ مما يصوره الشاعر قبل عقود من الزمن بالطائر مقصوص الجناحين!

ولكم تحياااااتي

_________________________________________________________
·        كاتب إعلامي

للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com

نشر في صحيفة تواصل، الثلاثاء 11 ذو القعدة 1439هــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق