باب ما جاء في
(انطفاءات الكهرباء)!!
علي بطيح العمري
سألني أحد قرائي الكرام: لماذا لا تكتب عن الكهرباء، وانطفاءاتها المتكررة خاصة مع فصل الصيف والحر؟!
قلت يا سيدي: بالعكس، انطفاءات (الكهربة) المتكررة ليست سلبية أبداً، هي إيجابية، أما لماذا إيجابية فإليك..
أولا: شركة الكهرباء حينما يحين وقت صدور الفاتورة لا تتأخر فيها، فالوقت عندها كالسيف.. ولما ترسل لي الفاتورة فإنها تخاطبي في رسالتها وتقول لي: عزيزي المشترك!! كم هي كريمة هذه الشركة حتى في كلامها.. تخيل أنني (عزيزها)، وهذا شرف لا يعدله شرف، أشعر بعد هذه المخاطبة أنهم لو ضاعفوا فاتورتي فلن أحاججهم لأني (عزيزهم!).. أما إذا سددت الفاتورة فيردون عليك: عزيزي المشترك نشكرك على سداد فاتورة الحساب.. هنا الفرح يغمرك والمباهاة تعلوك لأنك تجد من يشكرك!
ثانيا:
في انقطاعات "الكهرباء" المتكررة وغير المتكررة فوائد لا تحصى..
*
(كهربتنا الحلوة) تختبر كفاءة أجهزة التكييف والثلاجات، هل هي قادرة على التحمل
والصمود أم واهنة وفاشلة.. إذا خرب مكيفك فالسبب منه لا من (الكهرباء) البريئة من
ذنب الخراب.. ببساطة؛ ما عاد فيه مكيفات جيدة كلها مضروبة!
*
"الكهرباء" تريد تحسسك بعذاب الحر لتتذكر نعيم (البراد) الذي تعيش
وتتقلب فيه، فالأشياء بضدها تتميز.
* إذا
انطفت (كهربتك) وأنت تغط في سبات عميق، فاحمد ربك لربما هناك ضرورة لإيقاظك قد
تكون مقبلاً على أحلام مزعجة وكوابيس مفزعة، وخير لك أن تتخلص منها!
* أما
إذا انطفت ليلاً فتلك قمة الفرح وهرم المزايا.. كهربتك تريدك أن تتوسد الأرض
وتلتحف السماء، تعرف على السماء التي قد تكون مظللة بالغيوم، أو مرصعة بالنجوم.
أولادنا اليوم لا يعرفون (الجدي)، ولم يروا بعيونهم المجردة (سهيلاً)، وهنا يمكنك
مدارستهم في الليل الحالك على ضوء القمر أو على شعاع شمعتك!
* يريدونك أن تتعرض للسعات (البعوض)، وتتقي وخز الحشرات والزواحف، ربما لتنمية حاسة الانتباه التي مر عليها زمن وهي مغيبة بسبب رفاهيتك!
أخيراً..
كتبت
لكم هذا المقال تحت لهب الحر بعد أن انطفت (الكهرباء) في المخواة لساعات، ولو لم تنطفئ
لفاتكم هذا المقال.. هل رأيتم عجائب كهربتنا؟!
*
قفلة..
قال أبو
البندري غفر الله له:
"ويل
للمطففين".. هناك الكثير من الشركات تتعامل معنا بالتطفيف.. تستوفي دراهمها
منا كاملة وتعطينا خدمات ناقصة لم تكتمل!
ولكم
تحياااااتي
_________________________________________________________
· كاتب صحفي
للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@gmail.com
نشر في اليوم، الاثنين 1 ذو القعدة
1441هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق