Translate

|| خارج التغطية ••

مقالات الكاتب: علي بطيح العُمري

الخميس، 24 سبتمبر 2020

وطنيات!

 

وطنيات!

علي بطيح العُمري

الأوطان مثل القلوب لا يمكن تعويضها.. فإياك أن تخسر (وطناً) عشت فيه بأمان، وأقمت فيه بعزة وكرامة.. في هذا الزمن غشت العالم الفتن السياسية والتقلبات الفكرية والهجمات التحريضية ورفعت الشعارات والعنتريات المتعددة، وبات من اللازم أن تعي خطرها وأن تعتزلها لتحافظ على وطنك ومجتمعك.

* الخائنون اليوم كثيرون.. هناك خائن باع أرضه بمقابل.. هناك خائن كان سبباً في احتلال بلاده وتسليمها للعدو.. وهناك خائن ترك قدم العدو تدوس أرضه وهو قادر على ردها ودحرها!

* الولاء الوطني هو شعور قلبي وداخلي يعيشه المرء، ويتحول هذا الشعور إلى تطبيق يبدأ بالقول والعمل، ويمر بالمحافظة على المكتسبات الوطنية والثوابت الدينية، والدفاع عنها.

* الوطنية قول وعمل وانتماء.. ليست شعاراً نشهره أمام كل من نختلف معه.. ليست شعاراً نتغنى به في المحافل دون أن نعيشه.

* الوطنية أن تكون جنديًا على أي ثغرٍ من ثغور بلادك.. بما يتناسب مع قدراتك ومع مجال عملك.. أحداث العصر الكوروني أبرزت جنوداً كان الناس يرونهم لكن لا يلقون لهم بالاً.. فالجندي هو (شرطي) يحرس الحدود ليأمن الناس من تسلق الأشرار عليهم.. الجندي هو (طبيب) يخاطر بنفسه لينقذ مريضاً.. الجندي هو (مدرس) يعمل لتعليم الأجيال القادمة...

* المواطن الحقيقي هو الذي يحافظ على وحدة بلاده.. لا أن يكون ألعوبة بيد غيره من التيارات الشاذة، وألاعيب الأنظمة السياسية.. فالوطن خط أحمر.

* للشاعر: يحيى توفيق:

على وطني أوقدت روحي شمعة

وأسقيتها حباً يضيء ومجمراً

وأفنيت فيه العمر أفديه عاشقاً

وعانقته صخراً وقبّلته ثرى

* سؤال..

بعض المسؤولين كيف يحتفلون وبماذا؟ الوطن ليس مناسبة كروية فيها أهازيج تردد.. العبرة بالإنجاز ماذا قدمت أيها المسؤول لوطنك ومجتمعك طوال العام؟! 

 * الوطنية.. ليست شيلة تتمايل عليها.. وليست رقصة تتعلمها.. الوطنية أن لا تشوه صورة بلدك؛ لتخدم الأعداء.. وألا تسيء إلى وطنك بأعمال مشينة.. يتخذها الغرباء وسيلة للهجوم عليه والنيل منه.


* قفلة..

قال أبو البندري غفر الله له:

اليوم الوطني هو يوم يتذكر فيه الناس فضل الله عليهم بهذه الدولة، ويتعظون فيه بما حصل لغيرهم من التفرق والشتات فيشكرون المنعم جل وعلا.

 ولكم تحياااااتي

 ________________________________________________________

·        كاتب صحفي

للتواصل

تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@gmail.com

الأربعاء 6 صفر 1442هـ

كيف تكون دافوراً؟!

 

كيف تكون دافوراً؟!

علي بطيح العُمري

رائعة بعض المصطلحات الشعبية ومدلولاتها، ومنها مصطلح (دافور)، الذي يكثر ترديده وتداوله بين الطلاب، فيقولون: فلان دافور، أو اليوم يا أستاذ أنا دافور...!

"الدافور" موقد صغير للطبخ، ونظرًا لقوة لهب الدافور، فقد شبه الناس الطالب المجتهد بالدافور، وربما ينسحب على الموظف المجتهد.

إن ثقافة الدافور – أو الدوفرة - يجب أن تشجع، لأنها ليست شيئًا معيبًا، ولا تنقص الإنسان ولا تبخسه حقه وقدره فالعمل الجاد والاجتهاد هما مفتاح النجاح.

أما كيف تصبح دافوراً فلا أظنها صعبة، ولا أتوقع أنها قمة شاهقة لا أحد يستطيع وصولها.. هي سهلة وأقرب إلى الطالب من شراك نعله.

أستطيع أن أقسم الطلاب إلى ثلاثة أنواع، نوع ضعيف القدرات بسيط الفهم، وخاصة ممن لديهم صعوبات تعلم، وأصحاب ظروف خاصة، والنوع الثاني هم الطلاب المتوفقون دراسياً، وهؤلاء هم دوافير بالفطرة، وهم قلة في الفصل، أكثر الطلاب تقريباً هم  من الطلاب الوسط تعليمياً، هناك فئة "الكسالي" أو "الخاملين،"، وهم السبب في ضعفهم.. لديهم قدرات واستطاعة على الاجتهاد لكنهم قابلوها بالإهمال وألا مبالاة.. وقد رأيت والله من الطلاب من كانوا في آخر الصفوف كسلاً وإهمالاً لكنهم بمؤثرات معينة تحولوا إلى جادين وفاعلين.

* نعود إلى سؤالنا كيف تصبح دافوراً؟!

الاجتهاد سبب.. وحب العلم والاهتمام سبب.. هناك أسباب تتعلق بالأصدقاء فمصاحبة المتفوقين والاقتراب منهم عدوى حميدة، فعلى وزن جاور السعيد تسعد، جاور الدافور "تتدوفر"!

اهتمام الأسرة وتواصلها مع المدرسة سبب وجيه لانتشال الطالب الغارق في الكسل، أو المولع بالانحراف.. الإهمال بحمل الطالب على "التخامل" عاماً بعد آخر.. التشجيع والثناء مطلوب وبقوة ممن يحيط بالطالب.. والأهم الإرادة، ولا أنسى الاطلاع، بعض الطلاب يدهشك بمناقشاته وبردوده، بل وباعتراضاته على ما يطرح في الدروس.

* للنجاح عادات.. اتخذها وعض عليها بالنواجذ.. وفي أي طريق تسلكه كن قريباً من الله تعالى فمنه يستمد التوفيق، وكن واثقاً من نفسك.. وغير عاداتك السيئة، واحلل العادات الإيجابية مكانها.. واجتهد قد استطاعتك ووفق قدراتك.

* من عوائق النجاح (المقارنات) الممقوتة، فلا  تقارن مستوك بالآخرين فالقدرات تختلف، والمواهب تتنوع.. وبما أن (الدوفرة) نجاح فلها أعداءها، فلا تسمح بتسلل الكلمات المثبطة إلى أعماقك، واحذر من "الفاغرين" الذي لا يهمهم نجاح ولا يعنيهم تقدم.

 

* قفلة..

قال أبو البندري غفر الله له:

(الدوفرة) ثقافة.. يحسن تعليمها وتعميمها ونشرها.. ودمتم "دافوريين"!

 ولكم تحياااااتي

 _________________________________________________

·        كاتب صحفي

للتواصل

تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@gmail.com

نشر في اليوم، الأربعاء 28 محرم 1442هـ

الأحد، 13 سبتمبر 2020

لو استطعت لأطعمتك العلم!

 

لو استطعت لأطعمتك العلم!

علي بطيح العمري

"الربيع بن سليمان" من تلاميذ الإمام الشافعي كان بطيء الفهم، كرر عليه الشافعي مسألة واحدة 40 مرة فلم يفهمها، وقام من المجلس حياءً.. دعاه الشافعي في خلوة وكرر عليه المسألة حتى فهمها.. وقال: يا ربيع لو استطعت أن أطعمك العلم لأطعمتك إياه!

إن كان من دروس في هذا الموقف فهي..

* الصبر على التعلم شرط ليصل الطالب إلى مستوى رفيع، ويترقى في سلالم المعرفة.. عندما تقرأ في حياة المخترعين تتعجب من مدى صبرهم، فالواحد يكرر المحاولة مرات ومرات ليصل إلى ما يريد، وهذا طيب الذكر "أديسون" مخترع المصباح الكهربائي الذي جرب عشرات المرات وفي كل مرة يفشل لكن بالإصرار والصبر وصل في النهاية.

* الحلم للمربين من مدرسين واباء من ضرورات التعليم، وكلما كان المرء غليظاً وفظاً لا طاقة له بتحمل أخطاء الآخرين فسينفض من حوله الناس.. فالحلم على أخطاء المتعلمين سيحملهم على قبول المرء وإن لم يقبلوا ما عنده.

* تعجبت من مقولة الشافعي لما قال للربيع: لو استطعت أن أطعمك العلم لأطعمتك.. حرصنا وحبنا للأبناء والطلاب يحملنا على أن نتمنى لهم الأفضل والأجمل لكن أحياناً ما باليد حيلة، هناك أشياء كالظروف والواقع... لا تساعدنا على صناعة أمانينا فالتمني شيء، والواقع شيء آخر، فما كل ما يتمناه المرء يدركه.

* اختلاف الفروقات الفردية بين الطلاب ظاهرة مشاهدة.. كل إنسان له توجه ومجال، ومن الصعب أن تجعل المتعلمين سواسية، هناك طالب يميل للمواد العلمية وآخر للمواد النظرية، وثالث للجانب الرياضي ورابع للفني.. في المدارس استغرب مواقف بعض الآباء الذين يتشددون في أن يحقق أولادهم مستويات عالية تفوق طاقتهم وقدراتهم.

* الطالب المهمل والكسلان هو عقبة كأداء في التعليم، يريد النجاح بأقصر الطرق، يبغي النجاح دون عمل أو حتى بذل جهد يذكر.. هؤلاء لا يحتاجون إلى تشجيع فقط.. يحتاجون إلى نظام يسوقهم إلى الاجتهاد سوقاً، فالتعليم إما بالرغبة أو بالرهبة.


* قفلة..

قال أبو البندري غفر الله له:

العلم يعيد ترتيب أفكارك.. وادعاء المعرفة خطيئة!

 ولكم تحياااااتي

 ______________________________________________________

·        كاتب صحفي

للتواصل

تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@gmail.com

نشر يوم الأربعاء 21 محرم 1442هـ