كيف تكون
دافوراً؟!
علي بطيح العُمري
رائعة
بعض المصطلحات الشعبية ومدلولاتها، ومنها مصطلح (دافور)، الذي يكثر ترديده وتداوله
بين الطلاب، فيقولون: فلان دافور، أو اليوم يا أستاذ أنا دافور...!
"الدافور" موقد صغير للطبخ، ونظرًا لقوة لهب الدافور، فقد شبه الناس الطالب المجتهد بالدافور، وربما ينسحب على الموظف المجتهد.
إن ثقافة الدافور – أو الدوفرة - يجب أن تشجع، لأنها ليست شيئًا معيبًا، ولا تنقص الإنسان ولا تبخسه حقه وقدره فالعمل الجاد والاجتهاد هما مفتاح النجاح.
أما كيف
تصبح دافوراً فلا أظنها صعبة، ولا أتوقع أنها قمة شاهقة لا أحد يستطيع وصولها.. هي
سهلة وأقرب إلى الطالب من شراك نعله.
أستطيع أن أقسم الطلاب إلى ثلاثة أنواع، نوع ضعيف القدرات بسيط الفهم، وخاصة ممن لديهم صعوبات تعلم، وأصحاب ظروف خاصة، والنوع الثاني هم الطلاب المتوفقون دراسياً، وهؤلاء هم دوافير بالفطرة، وهم قلة في الفصل، أكثر الطلاب تقريباً هم من الطلاب الوسط تعليمياً، هناك فئة "الكسالي" أو "الخاملين،"، وهم السبب في ضعفهم.. لديهم قدرات واستطاعة على الاجتهاد لكنهم قابلوها بالإهمال وألا مبالاة.. وقد رأيت والله من الطلاب من كانوا في آخر الصفوف كسلاً وإهمالاً لكنهم بمؤثرات معينة تحولوا إلى جادين وفاعلين.
* نعود
إلى سؤالنا كيف تصبح دافوراً؟!
الاجتهاد
سبب.. وحب العلم والاهتمام سبب.. هناك أسباب تتعلق بالأصدقاء فمصاحبة المتفوقين
والاقتراب منهم عدوى حميدة، فعلى وزن جاور السعيد تسعد، جاور الدافور
"تتدوفر"!
اهتمام الأسرة وتواصلها مع المدرسة سبب وجيه لانتشال الطالب الغارق في الكسل، أو المولع بالانحراف.. الإهمال بحمل الطالب على "التخامل" عاماً بعد آخر.. التشجيع والثناء مطلوب وبقوة ممن يحيط بالطالب.. والأهم الإرادة، ولا أنسى الاطلاع، بعض الطلاب يدهشك بمناقشاته وبردوده، بل وباعتراضاته على ما يطرح في الدروس.
* للنجاح عادات.. اتخذها وعض عليها بالنواجذ.. وفي أي طريق تسلكه كن قريباً من الله تعالى فمنه يستمد التوفيق، وكن واثقاً من نفسك.. وغير عاداتك السيئة، واحلل العادات الإيجابية مكانها.. واجتهد قد استطاعتك ووفق قدراتك.
* من
عوائق النجاح (المقارنات) الممقوتة، فلا تقارن
مستوك بالآخرين فالقدرات تختلف، والمواهب تتنوع.. وبما أن (الدوفرة) نجاح فلها
أعداءها، فلا تسمح بتسلل الكلمات المثبطة إلى أعماقك، واحذر من
"الفاغرين" الذي لا يهمهم نجاح ولا يعنيهم تقدم.
*
قفلة..
قال أبو
البندري غفر الله له:
(الدوفرة)
ثقافة.. يحسن تعليمها وتعميمها ونشرها.. ودمتم "دافوريين"!
ولكم تحياااااتي
· كاتب صحفي
للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@gmail.com
نشر في اليوم، الأربعاء 28 محرم
1442هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق