من يريد الـ
500؟!
علي بطيح العُمري
"في
محاضرة رفع المحاضر عملة – هي بالدولار لكن لنجعلها بالريال - (500 ريال) وقال من
يريد هذه؟ رفع الموجودون أيديهم، قال: سوف أعطيها لأحدكم لكن بعد ما أفعل هذا..
فقام (بعفس) الورقة ثم سألهم: من يريدها؟ وما زالت الأيدي مرتفعة.. وفي تصرف ثالث
رمى النقود ودعسها بحذائه، ورفعها وهي متسخة بالتراب وسألهم: من منكم ما زال
يريدها؟ فارتفعت الأيدي".
خلاصة المشهد أن الناس لم تتغير نظرتهم للعملة لأن قيمتها لم تنقص رغم التغيرات التي طرت عليها من عفس واتساخ. وكذلك الإنسان ينبغي عليه ألا ينتقص من قيمته، وإن عصفت به الحياة وطوقته الشدائد.
* تمر بنا تقلبات الحياة وتعصف بنا يميناً وشمالاً وتطرحنا أرضاً، وتغلق دوننا أبواب الأمل بكوارثها ومتاعبها.. نتخذ قرارات خاطئة فنندم، نمر بظروف قاهرة فنتشتت ونشعر وقتئذٍ أننا بلا قيمة وأن قيمتنا صارت هامشية على جدران الحياة العالية.. نعيش قصة حب أو نتعرض لمضايقات فيغتم المرء ويفقد صوابه.
* سر في الحياة مطمئناً وواثقاً.. لا تفقد عقلك إذا فقدت مالك، لا تطفئ روح العطاء المتجذرة فيك إذا أساء لك أحدهم.. لا تفقد إنسانيك المتوقدة بسبب ظرف قاسٍ وعابر.. لا تستوحش من قلة السالكين للطريق الذي تمشي فيه إن كنت على حق.. لا تقتل طموحك بسبب ندرة المشجعين.. لا يثنيك عن المعروف جمود من حولك.، لا تجعل نفسك رهينة طمعاً في رضا امرئ آبق وصعلوك فالناس قلوبهم متقلبة.. الناجح من يحافظ على قيمه وإنسانيته في ظل متغيرات الحياة وتقلباتها الحالكة ويعبر بها إلى شط النجاة.
في
السيرة النبوية، كان هناك رجل دميم من أهل البادية اسمه "زاهر"، والنبي ﷺ
يحبُّه، فأتاه الرسول وهو يبيع، فاحتضنه من خلفه وقال: من يشتري العبد؟ فقال: يا
رسول الله، إذاً والله تجدني كاسدًا، فقال ﷺ: لكنك عند الله لست بكاسد. أو قال:
لكنك عند الله غالِ".. درس نبوي عظيم يقول لك ارفع قيمتك واجعلها عالية مهما
كنت ومهما كان وضعك وظروفك ومكانتك.
*
قفلة..
قال أبو
البندري غفر الله له:
كن
كالذهب لا يصدأ ولا يتغير مهما علته التقلبات وعصفت به الشدائد!
ولكم
تحياااتي
______________________________________________________
·
كاتب صحفي
للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@gmail.com
نشر في اليوم، السبت 11 جمادى الأولى
1442هـ - 26 /12/ 2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق