ضرس الفرزدق..
ومقالي!
علي بطيح العمري
شاعر
عربي قديم وأظنه "الفرزدق" قال يوماً ما معناه:
تمر بي لحظات أجد فيها أن خلع ضرس أهون علي من قول بيت من الشعر".. خطر في بالي هذا القول القديم وأنا أقرأ رسالة السيدة (أماني السميري) – مسؤولة الرأي بصحيفة اليوم - التي بعثتها إلي للتذكير بالمقال.. تسارع الأيام، ومرور الوقت بسرعة يراكم أشغالك وينسيك التزاماتك.
أحياناً توجد أفكار كثيرة لكنك غير مهيأ لالتقاطها والتعامل معها.. وحيناً تكون متهيئا لكنك لا تجد فكرة صالحة للكتابة..
جلت
بنظري يميناً وشمالاً لعلني أظفر بفكرة.. تأملت فنجان (الشاهي) بين يدي فلم أعثر
عليها..
فتحت (التلفزيون) ويا رزاق يا كريم في فكرة طائرة اصطادها.. فلم أرَ إلا حوادث هنا، واقتتالاً هناك.. عكفت على تويتر ووجدت تغريدات ساخطة على عام راحل، ومستبشرة بعام قادم.. ونسي هؤلاء أن سب الدهر لا يجوز، فالأيام أيام الله والمصائب من أقدار الله وقد جاء في الحديث القدسي: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر".
ألقيت
نظرة خاطفة على الواتساب.. فما لقيت فيه إلا (تصبيحات) لا يمل أهلها من تكرارها.
طالعت
في ابني السيد (الوليد) أول واحد من العائلة يستيقظ في الظهيرة.. حاولت أن التقط
فكرة من أسئلته الكثيرة كعادة الصغار وإذا به يقطع حبل أفكاري ويلح علي بقص حكاية
جديدة من سلسلة حكاياتي له وللبقية.
مشكلة الكاتب مع الكتابة ليست في الكتابة.. بعضهم يظن أن الموضوع ورقة وقلم.. المشكلة تكمن في الفكرة.. أحياناً الأفكار التي تداهمك كثيرة لكن المعضلة في اختيار الأجمل والمناسب منها.. ولفكرة التي تزورك إذا لم تكتبها - ولو ذهنياً- تطير منك ولا تستطيع اللحاق بها بعد فوات الأوان.. بعض العلماء الكبار كانوا يهتمون بالأفكار والخواطر التي تزورهم فيقيدونها ويؤلفون منها كتباً كما فعل ابن الجوزي في كتابه صيد الخاطر.
الكتابة ليست حبة دواء تتناولها وتنهي آلامك.. الكتابة: عملية صعبة ومعقدة.. تحتاج إلى طبيب ماهر، يجيد هندستها والتعامل معها لتعود للحياة.. والكتابة مثل الوردة.. تعاهدها لتنمو أو أهملها فتذبل.
على كل حال.. اكتمل المقال.
*
قفلة..
قال أبو
البندري غفر الله له:
الكتابة
صداع.. نتمنى أن لا يرحل!
ولكم
تحياااتي
_____________________________________________________
· كاتب صحفي
للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@gmail.com
نشر في اليوم، السبت 18 / 5 / 1442هـ،
2 يناير 2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق