Translate

|| خارج التغطية ••

مقالات الكاتب: علي بطيح العُمري

الثلاثاء، 28 ديسمبر 2021

اقتصد.. (لتبقى)!

 

اقتصد.. (لتبقى)!

علي بطيح العُمري

يظل يا سادة (التوفير) أو الاقتصاد أو (التدبير كما في الحديث الشريف) أو الترشيد - سمه ما شئت - ضرورة حياتية لا سيما في ظل ارتفاع الأسعار، ويبقى وسيلة مثلى لمواجهة سيل الغلاء الجارف..

الترشيد يقول لك: أوقف نزيف الهدر المالي الذي يستنزف ميزانيتك.. التوفير يقول لك: فلوسك الزائدة أنت أولى بها.. التوفير يقول: ضع كل ريال في مكانه الصحيح.

 

هذا من ناحية.. ومن جانب آخر تشكر تلك الجهات الحكومية أو الخاصة التي أخذت على عاتقها حماية الناس من (نار) الهدر، وتبصرهم بالطرق الصحيحة لبناء العادات السليمة.

 

ومن تلك الجهات المركز السعودي لكفاءة الطاقة (كفاءة) الذي تدعمه وتتبناه وزارة الطاقة. المركز يقوم بحملة وطنية شاملة من سنوات وما زالت مستمرة، هدفها رفع الوعي المجتمعي، وتهدف حملة (لتبقى) إلى تأسيس مستوى الوعي بأهمية ترشيد ورفع كفاءة استهلاك الطاقة وتغيير سلوكيات استهلاك الطاقة لدى مكونات المجتمع عبر تنفيذ حملات توعوية شاملة ومستمرة.

 

وتتعدد الحملات لتشمل مجالات عدة، وعلى سبيل المثال:

المكيفات باعتبارها أكثر استهلاكاً للطاقة، حيث تقدم حملات المركز عدة نصائح قبل شراء المكيف مثل مطابقته للمواصفات، وبعد الشراء مثل الحرص على تنظيف الفلتر باستمرار.

 

عند بناء البيت يُنصح بالعزل الحراري، والعزل يساعد على الحد مـن تسـرب الحرارة وانتقالها من خارج المبنى إلى داخله.. هذا العزل تظهر فائدته في تقليل الطاقة الكهربائية.

 

وتتوسع الحملة لتشمل حتى السيارة، وذلك باختيار السيارات الاقتصادية التي تستهلك وقوداً أقل من السيارات عالية الاستهلاك.. وقس على ذلك بقية الأجهزة كالغسالات والثلاجات والسخانات.

 

ثقافة الترشيد أو الاقتصاد هي سلوكيات وعادات حميدة ينبغي احلالها مكان عاداتنا (الإسرافية) السلبية، هذه الثقافة أصبحت اليوم تدرس حتى في المناهج الدراسية، وهناك آيات قرآنية ونصوص نبوية ومقولات مأثورة تدعمها وتحض عليها.. يحضرني هنا قول أبي بكر الصديق رضوان الله عليه: "إني لأبغض أهل البيت ينفقون رزق الأيام في اليوم".

 

* قفلة..

قال أبو البندري غفر الله له:

في قوله تعالى: (وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا).. رسالة خلاصتها: في كل شؤون الحياة.. الاعتدال والتوسط حياة، والتبذير والتقتير هلاك!

ولكم تحياااتي

_________________________________________________________

·        كاتب صحفي

للتواصل

تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@gmail.com

نشر في اليوم، السبت 21 /5/ 1443 – 25 /12/ 2021

 

كلموهم بالعربي.. يكفي التكسير!

 

كلموهم بالعربي.. يكفي التكسير!

علي بطيح العمري

من الأشياء التي اللافتة للنظر والمستفزة للانتباه في مجتمعنا، إقدامنا وبنوع من الفخر على "تكسير" اللغة عند التخاطب مع العمال الأجانب الذين لا يتحدثون العربية خاصة العمالة الآسيوية، فنحن بالطبع لا نتقن الإنجليزية ولا لغتهم الأساسية، فاخترعنا لغة ثالثة هجينة ومكسرة، فلا هم الذين فهموا العربية أو على الأقل لهجاتنا المحلية من خلال مخالطتهم لنا واحتكاكهم بنا، ولا نحن استطعنا تعلم "الإنجليزية" كلغة يتقنها غالب الأجانب عندنا، وإنما عمدنا إلى مخاطبتهم بلغة "مكسرة" وملعوب فيها"!!


في تعاملنا اليومي مع العجم ما أكثر الجمل الذي لا تكاد تفارق ألسنتنا من شدة تكرارها: "أنتا فيه روح ، خلي نفر يولي، أنت مفهوم، إيس كلام"....!!


في يوم الاحتفاء باللغة العربية الذي يصادف الثامن عشر من ديسمبر من كل عام، ينشط وسم لحملة إعلامية  "كلموهم عربي"، حيث تهدف الحملة إلى نبذ تلك اللغة الهجين التي اخترعناها، وتهدف إلى المحافظة على لغتنا أثناء التخاطب معهم لا أن نجاريهم في تركيب تلك المفردات الركيكة. 

وتهدف الحملة إلى الحد من تكسير اللغة العربية مع غير أهلها، ومع تزايد إقبال السياح على بلادنا أراها فرصة مناسبة لإحيائه والاعتناء به من قبل المختصين وغيرهم.


الأجانب العجم هم بحاجة إلى تعلم العربية، وإلى ترويضهم عليها، فاللغة هي وعاء لثقافتنا وهويتنا، فلو تعلم الأعجمي الفصحى أو حتى اللغة الدارجة العامة، سيحصل على إيجابيات منها فقه خطب الجمعة ليصحح مفاهيمه حول الإسلام، ويستطيع معرفة أنظمة المجتمع وقرارات الدولة.. وهناك سلبيات كثيرة تنشأ من تكسير اللغة مع الاجانب، كضعف نقل موروثنا الثقافي واللغوي وقيمنا إلى الآخر.

 

ينبغي علينا نقل – عربيتنا - للآخر ليتعلموها ويفهموها، لا أن يعيش الواحد بيننا ربع قرن تزيد أو تقل دون أن يفهم ويتعرف على هذه اللغة.

وقبل مخاطبتهم بالعربية لا ننس أن نتحدث معهم بأدب وأن نتكلم معهم باحترام، هذا الأسلوب سيحببهم في المجتمع وثقافته إضافة إلى حملهم للصورة الإيجابية عنا.

 

* قفلة..

قال أبو البندري غفر الله له:

سامح الله من قال: اللغة كالشجرة، لأن العرب احتطبوها وتركوها بقايا محطمة!

ولكم تحياااتي

_________________________________________________________

·        كاتب صحفي

للتواصل

تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@gmail.com

نشر في اليوم، السبت 14 /5/ 1443 – 18 /12/ 2021

 

واجه أسئلتهم المحرجة!

 

واجه أسئلتهم المحرجة!

علي بطيح العُمري

غرائب البشر لا تنتهي.. ومن الغرائب تلك الأسئلة التي تلاحقك من يوم تفتح عينيك على الدنيا إلى حين حتفك وقبرك.. والحقيقة أنه لا أسخف منها، ولا أشقى من سائليها، ولا فائدة منها، لكنها الحماقة إذا عشعشت في العقول تعيي من يداويها.

 

إذا كنت تدرس يلاحقك سؤال.. تخرجت وإلا لسه؟!

بعد التخرج ينتظرك هذا السؤال: توظفت وإلا لا؟!

بعد الوظيفة يسألك أحدهم:

تزوجت وإلا باقي.. وإذا قلت: لا.. قال: ليه؟!

وبعد أن تظفر ببنت الحلال يلاحقك سؤال الإنجاب.. بشر جاك أولاد؟، ليه ما جاك!!.. وبعضهم لا يكتفى بهذه الغثاثة بل يواصل إيجاد وصفة سريعة، إما يحثك على دعاء تردده أو ينصحك بزوجة ثانية!

 

وتستمر الأسئلة المزعجة.. كأن وزنك زايد؟.. سافرت وإلا لا.. طيب ليه ما سافرت..؟!

وما يقهر إلا الذي يلتقيك بعد فترة ويسألك: أنت حي؟!.. لا، يا ملقوف أخذت إجازة من المقبرة وجاي أسلم عليك!!!

 

أتوقع أن أغلبكم تعرض ويتعرض لمثل هذه الأسئلة الثقيلة والمستفزة..

 

في مثل هذه الاسئلة لقافة بلا حدود، وليس فيها مراعاة لمشاعر الناس، فالله أعلم بظروفهم فدعهم يتكيفون مع أوضاعهم، طالما أن أسئلتك فضولية ولا حل بيدك.

 

ويكمن النجاح في القدرة على تخطي هذا النوع من الأسئلة، والتغلب على إحراجاتها وتأثيراتها.. وكيف تحافظ على رباطة جأشك في منازلة الثقلاء ومقارعة السفهاء..

 

تستطيع أن تتجاهل السؤال المحرج كأن تتظاهر بأنك  منشغل بمكالمة..  وإن كان السائل من كبار الثقلاء فقل: إنه شأني الخاص ولا دخل لأحد به.. وإن كان السؤال بالغ الوقاحة فبإمكانك قلب (الطاولة) قصدي السؤال عليه، قل له: لو كنت مكاني ووجه لك هذا السؤال السامج كيف ستجيب؟!

وخذها مني، لا حرج عليك لو قصفت جبهة السائل وصفعته صفعة كلامية تكون له درساً ولغيره عبرة..

قرأت نكتة تصنف ضمن هذا الحل.. وحدة تقول: فيه عجوز كل ما رأتني في حفلة زواج تغمز لي وتقول:  متى يجي دورك؟!.. وتقول بعد أن مللت من سؤالها وغمزاتها: شاهدتها مرة في مناسبة عزاء.. غمزت لها وقلت: متى دورك؟!! ومن بعدها كل شاهدتني في مكان تتجنبني وتبتعد عني.

قد تكون طرفة لكن من الطرائف ما يحمل رسالة وينبه إلى مشكلة.

 

* قفلة..

قال أبو البندري غفر الله له:

ترفقوا بالناس؛ فمشاعرهم ليست (لعبة) يلهو بها العابثون، ولا (ترفيه) يتسلى به الفاغرون!

ولكم تحياااتي

________________________________________________________

·        كاتب صحفي

للتواصل

تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@gmail.com

السبت 7 /5/ 1443 – 11 /12/ 2021

كن ثعلباً!

 

كن ثعلباً!

علي بطيح العُمري


من حكايات الطيبين..

كان هناك غراب تبدو عليه علامات الطيبة.. وقف ذات يوم على شجرة عالية كبيرة، واضعاً في فمه قطعة من الجبن. وفي هذه الأثناء مر ثعلب تنبعث منه رائحة المكر يبحث عما يسد رمقه.. رأى الثعلب قطعة الجبن في فم الغراب فأعجبه حسنها، وبدأ يفكر كيف يأخذها.. طبعاً لا قدرة له على تسلق الشجرة.. فاهتدى إلى حيلة يخدع بها الغراب.. طلب من الغراب أن يغنى بعد أن أوهمه بعذوبة صوته.. وما أن فتح الغراب الطيب فاه حتى وقعت قطعة الجبن، وسقطت فالتهمها الثعلب وانطلق مسرعاً يشعر بالفخر والانتصار، والغراب بالخسارة والخذلان!

 

قصصت هذه الحكاية على ابني السيد – الوليد الصغير – وطلبت منه رأيه في القصة.. فأبدى حزنه على الغراب المسكين، وحرام على الثعلب ما فعله.. قلت له: أيش تتمنى دور الغراب وإلا دور الثعلب؟! قال: الثعلب، تبغى الناس يضحكون علي مثل الغراب!

 

نعم.. يا بني كن ثعلباً في عالم اليوم المتوحش..

بعضهم لا يقدّرون (الطيّب)، مع أن الطيبة صفة حميدة، لكنهم يستغلون صاحب الطيبة الزائدة فيورطونه.

 

* كل شيء في الحياة يزيد عن حده يصبح مذموماً، فالطيبة الزائدة سذاجة.. والحذر واجب حتى من أولئك الذين يظهرون لنا الضعف أو الشفقة.

 

* هناك من يمدحك بما ليس فيك لغاية يبحث عنها.. وفي الحديث: إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب.

 

* لا تكن كالغراب يخدعك عابر سبيل. ويضحك عليك ساذج.. بعض (المتهورين) ومرتكبي الحماقات كان وراءهم من خدعهم وتحداهم وسول لهم هذه الحماقات حتى صدقوا.

* لا تنخدع بالظاهر.. ولا تقحمك عواطفك وتستدرجك في تصديق منافق متلون يظهر كحرباء يغير لونه بحسب مصالحه.

 

* عش ماكراً، فبعض المكر مباح، تخلص من المتلونين ولا تكن صيداً سهلاً في يد من يستطيع استدرار عواطفك للاندفاع أو تجييش مشاعرك في التهور والتلاعب بك.

 

* في قصة الثعلب والغراب.. أصبح الغراب في وعي الناس طائراً غبياً، مع أنه من الطيور الذكية؛ بدليل أن الله بعثه يعلم ابن آدم كيف يدفن أخاه الميت.

 

* الصورة النمطية والانطباعية التي يشكلها الإعلام آو الثقافة تنحاز إلى شيء على حساب شيء آخر.. ليس الغراب وحده من تشوهت صورته في الثقافة.. هناك الكثير من الشخصيات والأشياء تشوهت صورتها في التاريخ قديماً وتتشوه اليوم في الإعلام.

 

* قفلة..

قال أبو البندري غفر الله له:

طرق الخداع كثيرة.. أقصرها التظاهر بالحب!

ولكم تحياااتي

 

_________________________________________________________

·        كاتب صحفي

 

للتواصل

تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@gmail.com

نشر يوم السبت 22 /4/ 1443 – 27 /11/ 2021