اقتصد.. (لتبقى)!
علي بطيح العُمري
يظل يا سادة (التوفير) أو الاقتصاد أو (التدبير كما في
الحديث الشريف) أو الترشيد - سمه ما شئت - ضرورة حياتية لا سيما في ظل ارتفاع
الأسعار، ويبقى وسيلة مثلى لمواجهة سيل الغلاء الجارف..
الترشيد يقول لك: أوقف نزيف الهدر المالي الذي يستنزف
ميزانيتك.. التوفير يقول لك: فلوسك الزائدة أنت أولى بها.. التوفير يقول: ضع كل
ريال في مكانه الصحيح.
هذا من ناحية.. ومن جانب آخر تشكر تلك الجهات الحكومية
أو الخاصة التي أخذت على عاتقها حماية الناس من (نار) الهدر، وتبصرهم بالطرق
الصحيحة لبناء العادات السليمة.
ومن تلك الجهات المركز السعودي لكفاءة الطاقة (كفاءة)
الذي تدعمه وتتبناه وزارة الطاقة. المركز يقوم بحملة وطنية شاملة من سنوات وما
زالت مستمرة، هدفها رفع الوعي المجتمعي، وتهدف حملة (لتبقى) إلى تأسيس مستوى الوعي
بأهمية ترشيد ورفع كفاءة استهلاك الطاقة وتغيير سلوكيات استهلاك الطاقة لدى مكونات
المجتمع عبر تنفيذ حملات توعوية شاملة ومستمرة.
وتتعدد الحملات لتشمل مجالات عدة، وعلى سبيل المثال:
المكيفات باعتبارها أكثر استهلاكاً للطاقة، حيث تقدم
حملات المركز عدة نصائح قبل شراء المكيف مثل مطابقته للمواصفات، وبعد الشراء مثل الحرص
على تنظيف الفلتر باستمرار.
عند بناء البيت يُنصح بالعزل الحراري، والعزل يساعد على
الحد مـن تسـرب الحرارة وانتقالها من خارج المبنى إلى داخله.. هذا العزل تظهر
فائدته في تقليل الطاقة الكهربائية.
وتتوسع الحملة لتشمل حتى السيارة، وذلك باختيار
السيارات الاقتصادية التي تستهلك وقوداً أقل من السيارات عالية الاستهلاك.. وقس
على ذلك بقية الأجهزة كالغسالات والثلاجات والسخانات.
ثقافة الترشيد أو الاقتصاد هي سلوكيات وعادات حميدة
ينبغي احلالها مكان عاداتنا (الإسرافية) السلبية، هذه الثقافة أصبحت اليوم تدرس
حتى في المناهج الدراسية، وهناك آيات قرآنية ونصوص نبوية ومقولات مأثورة تدعمها
وتحض عليها.. يحضرني هنا قول أبي بكر الصديق رضوان الله عليه: "إني لأبغض أهل
البيت ينفقون رزق الأيام في اليوم".
* قفلة..
قال أبو البندري غفر الله له:
في قوله تعالى: (وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا).. رسالة خلاصتها: في كل شؤون الحياة.. الاعتدال والتوسط حياة، والتبذير والتقتير هلاك!
ولكم تحياااتي
_________________________________________________________
· كاتب صحفي
للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@gmail.com
نشر في اليوم، السبت 21 /5/ 1443 – 25 /12/
2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق