Translate

|| خارج التغطية ••

مقالات الكاتب: علي بطيح العُمري

الثلاثاء، 28 ديسمبر 2021

كلموهم بالعربي.. يكفي التكسير!

 

كلموهم بالعربي.. يكفي التكسير!

علي بطيح العمري

من الأشياء التي اللافتة للنظر والمستفزة للانتباه في مجتمعنا، إقدامنا وبنوع من الفخر على "تكسير" اللغة عند التخاطب مع العمال الأجانب الذين لا يتحدثون العربية خاصة العمالة الآسيوية، فنحن بالطبع لا نتقن الإنجليزية ولا لغتهم الأساسية، فاخترعنا لغة ثالثة هجينة ومكسرة، فلا هم الذين فهموا العربية أو على الأقل لهجاتنا المحلية من خلال مخالطتهم لنا واحتكاكهم بنا، ولا نحن استطعنا تعلم "الإنجليزية" كلغة يتقنها غالب الأجانب عندنا، وإنما عمدنا إلى مخاطبتهم بلغة "مكسرة" وملعوب فيها"!!


في تعاملنا اليومي مع العجم ما أكثر الجمل الذي لا تكاد تفارق ألسنتنا من شدة تكرارها: "أنتا فيه روح ، خلي نفر يولي، أنت مفهوم، إيس كلام"....!!


في يوم الاحتفاء باللغة العربية الذي يصادف الثامن عشر من ديسمبر من كل عام، ينشط وسم لحملة إعلامية  "كلموهم عربي"، حيث تهدف الحملة إلى نبذ تلك اللغة الهجين التي اخترعناها، وتهدف إلى المحافظة على لغتنا أثناء التخاطب معهم لا أن نجاريهم في تركيب تلك المفردات الركيكة. 

وتهدف الحملة إلى الحد من تكسير اللغة العربية مع غير أهلها، ومع تزايد إقبال السياح على بلادنا أراها فرصة مناسبة لإحيائه والاعتناء به من قبل المختصين وغيرهم.


الأجانب العجم هم بحاجة إلى تعلم العربية، وإلى ترويضهم عليها، فاللغة هي وعاء لثقافتنا وهويتنا، فلو تعلم الأعجمي الفصحى أو حتى اللغة الدارجة العامة، سيحصل على إيجابيات منها فقه خطب الجمعة ليصحح مفاهيمه حول الإسلام، ويستطيع معرفة أنظمة المجتمع وقرارات الدولة.. وهناك سلبيات كثيرة تنشأ من تكسير اللغة مع الاجانب، كضعف نقل موروثنا الثقافي واللغوي وقيمنا إلى الآخر.

 

ينبغي علينا نقل – عربيتنا - للآخر ليتعلموها ويفهموها، لا أن يعيش الواحد بيننا ربع قرن تزيد أو تقل دون أن يفهم ويتعرف على هذه اللغة.

وقبل مخاطبتهم بالعربية لا ننس أن نتحدث معهم بأدب وأن نتكلم معهم باحترام، هذا الأسلوب سيحببهم في المجتمع وثقافته إضافة إلى حملهم للصورة الإيجابية عنا.

 

* قفلة..

قال أبو البندري غفر الله له:

سامح الله من قال: اللغة كالشجرة، لأن العرب احتطبوها وتركوها بقايا محطمة!

ولكم تحياااتي

_________________________________________________________

·        كاتب صحفي

للتواصل

تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@gmail.com

نشر في اليوم، السبت 14 /5/ 1443 – 18 /12/ 2021

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق