دمر سلبياتك!
علي بطيح العمري
خلاصة تطوير الذات تتمحور في جانبين لا ثالث لهما؛
بناء العادات الإيجابية والتخلص من العادات السلبية.
العادة السلبية والسيئة أشبه ما تكون بالسجن والقيود،
ويظل صاحب العادة أسيرًا ومقيدًا بقيود عاداته السيئة.. والنجاح يكمن في التخلص من
هذه العادة وتدميرها وإحلال جوانب إيجابية مكانها.
كلنا قد نعاني من عادات سيئة.. بعضها يدخل دائرة
التحريم وبعضها لا يصل إلى التحريم لكن لها جوانب تؤثر ولو على حساب عادة حسنة
يمكن إحلالها مكان تلك السيئة..
العادات السيئة لا حصر لها، بعضها جسدي وبعضها نفسي
وعقلي، بعضها متتابع وبعضها تمارس أحيانًا..
خذ مثلًا إدمان الأكلات والمشروبات السيئة، مثال آخر
إدمان لعبة معينة، وعادة تعاطي التدخين، حتى الأخلاق السيئة واعتيادها إدمان
"أخلاقي" مثل إدمان الغيبة والكذب والحسد.. الاهتمام بشراء الماركات
الغالية أو مطاردة الجديد عادات سيئة أيضًا... الخ . بعض العادات ليست سيئة بحد
ذاتها لكن إدمانها والإكثار منها يؤدي إلى التهلكة.
العادات السلبية لها آثارها على صاحبها ولو على المدى البعيد، يكفي الإنسان أن يكون (أسيرًا) لهذه العادة (وسجينًا) لهذه السلبية، وحتى ينجح المرء عليه تجاوز عاداته الممقوتة واحلال عادات إيجابية مكانها.
الإقلاع عن العادات السيئة ومقاومتها هو الطريق الصحيح
نحو تطوير الذات والارتقاء بالنفس.. وأفضل
الإقلاع ما كان طواعية قبل الاضطرار إليه..
فالإقلاع عن التدخين طواعية ومبكرًا أفضل من أن تسوء
حالة المدخن فيضطر إلى تركه..
وتركك المشاكل طواعية خير من أن تصل بك خصوماتك
ومشاكلك إلى خسارة من تحب.
واجتناب الغيبة اختيارًا خير من التمادي فيها حتى تجد
أعمالك الصالحة تصب في موازين الآخرين.
الإقلاع عن الاسراف ومطاردة كل جديد من تلقاء نفسك
أفضل من أن تجد نفسك تدفع ضرائب هذا الإسراف لاحقًا.. واجتناب التباهي ولفت انتباه
الناس أحسن من أن يكتشف الناس "هياطك" وحقيقتك.
طرق تدمير العادات السلبية ووسائل التخلص من قيودها
كثيرة ومتنوعة بحسب طبيعة الشخص وبحسب السلبية التي أدمنها، ولا يمكن وصف علاج
فعال وحل مثالي يخلص الناس كلهم من هذه العادات السيئة، فوصفات النجاح أشبه ما
تكون بوصفات الأطباء تختلف بحسب المرض والمريض والطبيب، لذلك من أراد التحرر من
قيوده السلبية عليه أن يسلك كل طريق وأن يبتكر كل وسيلة تخلصه منها.. وأولها
الاقتناع التام بأن هذه العادة سيئة ولابد من الفكاك منها، والتفكر في الخسائر
والأرباح في مداومة الشخص على عادة سلبية معينة.. تغيير البيئة أو
"الشلة" قد يكون مهماً في الخلاص من السلبيات.. وقبل هذا وذاك اللجوء
إلى الرب سبحانه، وما خاب من لجأ إليه واستنار بنوره.
* قفلة..
قال أبو البندري غفر الله له:
حتى تعيش بسلام؛ دمر سجون (سلبياتك) وحطم أغلال
(سيئاتك)!
ولكم
تحياتي
________________________________________________________
· كاتب صحفي
للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@gmail.com
نشر في اليوم، السبت 5 /8/ 1444 – 25 /2/ 2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق