Translate

|| خارج التغطية ••

مقالات الكاتب: علي بطيح العُمري

السبت، 13 نوفمبر 2021

تعلمت من (السحرة)!!

 

تعلمت من (السحرة)!!

علي بطيح العُمري 

القرآن الكريم لا يقص عليك قصص الخيّرين أو الاشرار لتزجية الوقت، ولا يوردها للتأريخ.. هو يأتي بها للعبرة ولتكون درساً يتكرر ويتلى عبر الزمان للأجيال.


جاء موسى إلى فرعون بمعجزات، لكن فرعون رفض عبادة الله، واعتبر معجزات موسى مجرد سحر.. فطلب من موسى موعداً للمناظرة بينه وبين سحرته، فأختار موسى يوم الزينة – العيد – ووجه فرعون الدعوة إلى كبار السحرة ووعدهم بالمناصب والأموال.. وحين جاء الموعد خاطب موسى السحرة في أن يتقوا الله وأن لا يضلوا الناس، وبعد مشاورة بينهم قرروا أن موسى وهارون ما هما إلا ساحران يريدان إخراج الناس – من عبودية فرعون – ويذهبا بمناصب السحرة.. وبدأت المناظرة بين الحق والباطل، فألقى السحرة عصيهم وحبالهم وخُيل للناس أنها تتحرك، عندها تسلل الخوف إلى موسى في أن الناس سيُضللون، وألقى عصاه التي تحولت إلى ثعبان ضخم ابتلع عصي السحرة.. لما رأى السحرة هذا المشهد وأن عصا موسى ليست سحراً بل معجزة لأنهم أعرف الناس بالسحر.. هنا خروا ساجدين مؤمنين.. في لحظة تغيرت الأمور، أسلم السحرة وخسر فرعون المعركة.. استشاط فرعون غضباً وأصدر أوامره بتعذيب السحرة وصلبهم.. لكنهم اختاروا ما عند الله.


ومن سحرة فرعون تعلمت..

* أن الطغاة يحيطون طغيانهم بأركان أساسية.. وزير منافق يزين ويسول للحاكم، ويمثله هامان.. رجل أعمال يسخر ثروته للطغيان ويمثله قارون.. رجل دين يسوغ ويبارك الظلم ويمثله (سحرة فرعون).. وإعلام يلمع الفساد ويحشد له، قال تعالى مصوراً هذه الالتقاطة: فجمع السحرة لميقات يوم معلوم * وقيل للناس هل أنتم مجتمعون * لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين).


* لا تيأس من ضلال كافر فقد يسلم مهما تجبر، ولا تقنط من توبة عاص فقد تغمره الرحمة الإلهية ويهتدي للصواب.. لشدة عمر بن الخطاب وعداوته للمسلمين كانوا يقولون: لن يسلم عمر حتى يسلم حمار الخطاب، لكنه أسلم وأعز الله به الإسلام.

 لا يتسرب اليأس إلى قلبك من ضلال ابنٍ ظللت عليه عاكفاً تحاول ردعه.. ولا تحزن لتمرد زوجة، ولا لانحراف أحدهم فلربما تداركه الصلاح في أرذل عمره.. كثيرون مردوا على العصيان واستبان لهم الحق عبر آية تأملها، أو عثرة ايقظت عقله، أو موقف هز قلبه.. سحرة فرعون ارتكبوا جريمتي الكفر والسحر ومع ذلك آمنوا لما اكتشفوا الحق.


* الواعي يلتمس طرق النجاة ويسلك مسالك الناجين.

* المجد للثابتين وتنكشف حقيقة الثبات من هشاشته عند المغريات لما يُعرض على الإنسان منصب جاه أو مال.. ولما يتعرض المرء للمحن، هنا تظهر هل مبادئه ثابتة أم هشة.

* الإنسان المتمرد لا يبصر بعينه الصواب، ولا يصغي بإذنه لنصيحة، له عقل لا يعقل وقلب لا يفقه.. المتمرد يرى الحق ويستيقنه لكنه يكابر ويرفضه.. ألم يقل كفار قريش عن القرآن أنه شعر وهم أفصح الناس ويعلمون الفارق الكبير بينه وبين الشعر؟!


* قفلة..

قال أبو البندري غفر الله له:

إذا فسد العقل غاب الفهم وضاع الفكر.

ولكم تحياااتي

 ________________________________________________

·        كاتب صحفي

للتواصل

تويتر: @alomary2008

إيميل: alomary2008@gmail.com

نشر يوم السبت 3 /3/ 1443 – 9 /10/ 2021

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق