قانون الدوران
علي بطيح العُمري
للحياة قوانين تسير وفقها، ومن هذه القوانين قانون يسمى
(الدوران) وهو مستوحى من الجملة الشهيرة: كما تدين تدان..
قانون الدوران يقول لك: ما تفعله من خير أو شر سيعود
إليك لا محالة.. ولابد أن تشرب من كأس أفعالك إن كانت حسنة أو سيئة.. قال صلى الله
عليه وسلم: ارْحمُوا تُرحَمُوا، واغْفِرُوا يُغفَرْ لكُمْ، ويْلٌ لأقماعِ القولِ،
ويلٌ للمُصِرِّينَ الذين يُصِرُّونَ على ما فعلُوا وهمْ يَعلمُونَ". وفي حديث
آخر: من ضارَّ ضارَّ اللَّهُ بِهِ ومن شاقَّ شاقَّ اللَّهُ عليْهِ".. هذان
الحديثان وهناك الكثير من الأدلة تدل على قاعدة: الجزاء من جنس العمل.
عندما تتأمل اعترافات الناس في مجالسهم وتقلب ما وراء
أحاديثهم ستجد ممن يعترفون بالحقيقة أن ما فعلوه ارتد إليهم.. فالذي كان يعامل
والديه بصورة سلبية معينة جاء من أولاده من يعامله بتلك الصورة.. والذي كان يلوم
فلاناً على (دشرة) ابنائه، وجدها اليوم في أولاده.. ومن يظلم سيأتيه من يظلمه، ومن
عامل الناس بالطيب جاءه من يعامله بالمثل، لذلك كانت القاعدة الإنسانية في التعامل
مع الناس أن تعاملهم كما تحب أن يعاملوك، هذا في التعامل.
وهناك قاعدة شرعية أخرى وهي: ألا نسخر ممن ابتلوا
بأنواع البلايا دينية كانت أو دنيوية، وفي الحديث: من رأى مبتلًى فقال: الحمدُ
للهِ الذي عافاني مما ابتلاكَ به، وفضَّلني على كثيرٍ ممن خلق تفضيلاً، لم يُصِبْهُ ذلك البلاء".
إذا علمت أن ما تزرعه ستجنيه يوماً، فلا ترمِ الناس بأجحارك القولية القاسية فكسر الخواطر قد يكون أعظم من كسر العظام، ولا تقابل الناس بجاهلية أفعالك البالية ثم تتنظر منهم أن يقذفوك بالورود.. ثق أنك إن زرعت ورداً ستقطفه وإن زرعت شوكاً فلن تحصد إلا الألم والوجع.
وخلاصة القول يا سادة.. أن الدنيا دوارة، وحتى لا تدور
عليك الدوائر..
لا تشمتْ بعاثر.. لا تفضح أحداً.. لا تسخر من مبتلى.. لا تكشف سراً؛ فالجزاء من جنس العمل، فاختر جزاءك بنفسك.
* قفلة..
قال أبو البندري غفر الله له:
عش حياتك كما تريد لكن لا تؤذي أحداً، ولا تتلاعب
بمشاعر أحد.
ولكم تحياااتي
_________________________________________________________
· كاتب صحفي
للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@gmail.com
نشر في اليوم، السبت 1 /4/ 1443 – 6 /11/ 2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق