ريح بالك!
علي بطيح العُمري
في الحديث يا كرام: قال عليه الصلاة والسلام: "وطيبُ
النَّفسِ منَ النَّعيمِ". الإنسان في هذه الحياة يمر بكثيرٍ مِن الابتلاءات
والمحن في النفس أو الأهل أو المال أو غير ذلك، والدنيا لا تصفو لأحد دون كدر أو
تعب. وفي خضم أحداث الحياة المتلاحقة، وكثرة مشكلاتها يبحث المرء عن راحة البال
وصلاح الحال وطيب النفس.
صلاح البال أو الحال طريق السعادة الذي ينشده كل امرئ. لقد كافأ
الله تعالى المؤمنين بعدة نعم ومنها راحة وصلاح البال: (وَالَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ
الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُم)
سورة محمد:). أي: أصلح شأنهم وحالهم، وقلوبهم وعقولهم ونفوسهم.
صلاح البال يعني الراحة النفسية وخلو النفس من الهموم
والانشغالات.
صلاح البال يعني تنظيم شؤون الحياة، ويشمل الفوز في الدنيا،
والنجاة في الآخرة.
من أراد راحة البال عليه أن يحرص على رضا الله جل جلاله.. راحة
البال يجدها الإنسان عندما يغلق أُذنيه عن كلام الناس الفارغ...ولن يبلغ الإنسان
الراحة وهدوء النفس إلّا حين يتخلى عن كل معتقداته السلبية.
إذا أردت أن تعيش مرتاح البال تعلّم فن التجاهل فلا يمكن أن
يرتاح شخص منشغل بحياة الآخرين..
لراحة البال اترك مسافة أمان بينك وبين الآخرين، ولا تسمح لأحد
أن يسرق منك راحتك، فكل الأشياء مُباحة في سبيل راحة بالك، حتى لو اضطررت لقطع
علاقة عمرها عشرات السنين.
الإنسان الذكي هو من يختار العيش بسلام دون الخوض في حروب
الانتقام ومعارك تصفية الحسابات، لذلك أجمل ما قيل في راحة البال قول عمر بن
الخطاب رضي الله عنه: اعتزل ما يؤذيك.
هناك أشخاص لن يذوقوا راحة البال، يقول الشيخ سعود الشريم في
خطبة له بالحرم المكي الشريف:
لا يذوق راحة البال امرؤ خفض شأن غيره ليعلو شأنه، ولن يجد راحة
البال من صعد على أكتاف الآخرين، ولن يذوقها من لم يتصالح مع نفسه ومع الناس، ولن
يذوقها من لم يكن كما هو بلا تكلف، فلا راحة بال لحاسد ولا راحة بال لنمام ولا
لقلب مليء بالضغائن".
* قفلة
قال أبو البندري غفر الله له:
أروع بناء يقوم به الشخص عندما يبني جسراً من (الأمل) فوق بحر
(الإحباط)!
ولكم تحياتي،،،
______________________________________________
·
كاتب صحفي
للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@gmail.com
نشر في اليوم، السبت 15 /3/ 1445 – 30 /9/ 2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق