الأقصى
.. ليس خطراً واحداً!!
علي بطيح العمري
حزينة تلك
العبارة واللافتة التي صورت أمام المسجد الأقصى ، وكتب فيها:
أيها السلطان
الناصر صلاح الدين الأيوبي ، الأقصى يئن ويشتاق إليك!!
هل بات وضعنا
في حكم انتظار "المخلص" ، وهل عجز أكثر من مليار مسلم عن حل قضاياهم والدفاع
عن مقدساتهم؟ ؛ فقضية فلسطين أشبه ما تكون بمسلسل تراجيدي تجاوز نصف القرن ، وقطعاً
لن تحله مفاوضات السلام ، ولن يحله واقع المسلمين اليوم؟؟
"الأقصى"
لا يواجه خطراً واحداً ، بل أخطارا كثيرة في شتى الاتجاهات ، بدايتها بالخطر الإسرائيلي
، فإسرائيل من عقود وهي تكبل هذا المسجد بالقيود ، آخرها قيامها بإغلاق المسجد ، وتقوم
بحفريات تحت الأقصى ، بحثاً عن "هيكل سليمان" الذي لا وجود له إلا في بنود
"التلمود" وعقول الحاخامات ، فلدى الفكر اليهودي لا يقام الهيكل إلا على
أنقاض "الأقصى" ، وتلك الحفريات تجعل الأقصى مهدداً بالانهيار عند حدوث أي
هزة أرضية ، أو حتى لو تفجير بفعل فاعل!
"والأقصى"
يواجه خطر "المتصهينين" ، فدولة السويد أعلنت اعترافها بدولة فلسطين ، بينما
المتصهين العربي يجاهر باعترافه بإسرائيل! فالمتصهينون أشد خطراً من "الصهاينة"
على فلسطين.
ومن الأخطار
التي تواجه الأقصى "السبات" والتخاذل العربي أمام أي حدث ، فردهم تجاه أي
حادث لا يتعدى الشجب والاستنكار ، وهذا "السبات" لاحظته "جولدا مائير"
رئيسة وزراء إسرائيل يوما ما ، إذ يروى عنها أنها قالت كتعليق على حادثة حرق المسجد
الأقصى عام 1969م : عندما أحرقنا القدس لم أنم طيلة الليل ، وتوقعت أن العرب سيأتون
نازحين من كل حدب وصوب نحو إسرائيل ، وعندما بزع الصباح علمت وأيقنت أننا أمام أمة
نائمة!!
والمسؤول
العربي هو الآخر منشغل عن ما يدور حول الأقصى ، ففي الدول العربية وزير خارجية يغرد
، ووزير آخر يرتوت ، عن موضوع رياضي! ، بينما الأقصى ينتظر منهم تغريدة تنصره وتدافع
عنه!
والتخاذل
العربي مع قضية "الأقصى" ليس من قلة عددهم ، مفكر– نسيت اسمه – قال: لو بصق
العرب على إسرائيل لأغرقوها!! ، فالكثرة موجودة لكنها تشتت بين داعش والحوثيين ، والأنظمة
المستبدة كنظام الأسد ، والفوضى "الخلاقة" في البلدان العربية التي أقلقت
العرب فلم يهنأ لهم أمن ولا استقرار ، ناهيك عن إيران التي تحيك خيوط مؤامراتها لاستفزاز
أي دولة!
"الأقصى" أولى القبلتين وثالث المساجد
التي تشد الرحال إليها ، ونصرته واجب المسلمين ، كل بحسب وضعه وما يستطيع . ليت الإعلام
والمساجد والمدارس تقوم بحملات تعريفية عن هذا المسجد.
قلتُ: يا
أقصى سلاماً.. قال: هل عاد صلاح!
قلتُ: لا
إني حبيب .. يرتجي منك السماح!
اللهم كما
حميت البيت الحرام والكعبة الشريفة من أبرهة ،
فاحم المسجد الأقصى وأهله!
ولكم تحياااااتي.
للتواصل
تويتر:
@alomary2008
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق