التعليم
.. مهنة صعبة أم سهلة!
علي بطيح العُمري
تستطيع وبلا
مبالغة أن تسمي مهنة التعليم مهنة المتاعب والمصاعب ، هل تريد – قارئي العزيز - مبررات
، إليكها ، وبعدها قارن واستنتج ستجد أن التعليم مهنة ليست سهلة..
· المعلم يختلف عن غيره من الموظفين الحكوميين
، فهو يعمل في المدرسة ويعمل في البيت في التحضر الذهني والكتابي ، وإعداد أسئلة الاختبارات
النهائية والشهرية. ولو قدر له وغاب فلن يقوم بعمله أحد ، ولن يشرح دروسه أحد ، ستظل
تنتظر إطلالته ليشرحها ، بينما في الوظائف الأخرى زميلك ينوب عنك في "تخليص"
المعاملات!
· المعلم يومياً يقابل عشرات الوجوه المختلفة
من الطلاب في الفصل الواحد ، فهناك طالب كسلان ، وآخر يتوقد حماساً ، وثالث نائم سهر
ليله ، ورابع مزعج وكثير الحركة ، وخامس من ذوي الظروف الاجتماعية والنفسية ، وسادس
ضعيف ومهمل.. يقضي المعلم حصته يوازن بين هذه الحالات ، ويجمعها ويحاول أن يصل إلى
نقطة التقاء ، وكل يوم وهو يخوض هذه المعركة!
· لا يوجد نظام صارم يحمي المعلم ، فبالتأكيد
مر عليك أيها القارئ ، قصة الأستاذ الذي سخر من طالب ، فتناهشته ألسنة الإعلام حتى
تم فصله ، بينما بلغك ذات يوم أن أستاذاً آخر قتل على يد طالب داخل المدرسة ، فلم تسمع
عنه شيئاً ، قس على ذلك حالات المضاربة التي تشبه "حلبات" الملاكمة لكن لا
نسمع أن قراراً حفظ لذلكم الأستاذ مكانته وأعاد هيبته!
· إذا جربت – قارئي - الحصص، وتنفست "صعوبات"
الشرح والتكرار، وتصحيح الواجبات وكتب النشاط ، وأوراق الاختبارات ، والإشراف اليومي
، وتنظيم خروج ودخول الطلاب للفسح والمصليات وبداية الدوام ونهايته ، عندها يتبين لك
حجم الصعاب التي تواجه من يمارس هذه المهنة.
· بعض المدارس تعمد إلى "القطة" وفزعة
المدرسين لتمويل أجهزة ما ، أو بناء غرفة ، أو إصلاح... فالمعلم ينفق من جيبه حتى الهدايا
التي يشتريها لطلابه لتشجيعهم!
· ابن الشمال يتعين في الجنوب ، وابن الشرق
يرحل جهة الغرب ، يقطعون الأميال ويغتربون عن أهلهم ، وفي مناطق نائية ، وبعضهم خاصة
المعلمات تداوم مسافات القصر وزيادة ويومياً!
· الخلل إذا وجد طبيعي ، لكن أن نحمله الأستاذ
دون أن يكون للطالب مسؤولية ، والكتاب دور ، والبيئة أثر وكذا الأنظمة هنا مربط الفرس
ومكمن الألم!
أخيراً
..
قال أبو
البندري – غفر الله له – واعلم أن كل مهنة في الحياة لها سلبيات وإيجابيات ، ومصاعب
ومتاعب ، لكن لو كانت وزارتك أو إدارتك تتفهم هذه الصعاب ستذوب تلك المتاعب ، وفي المقابل
لو كانت لغة إدارتك أو وزارتك "قاسية" في خطابها وشديدة في تصريحاتها ، هنا
تزداد المصاعب وتتفاقم الأوجاع!
ولكم تحياااااتي
______________________________________
للتواصل
تويتر:
@alomary2008
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق