Translate

|| خارج التغطية ••

مقالات الكاتب: علي بطيح العُمري

الاثنين، 1 يونيو 2015

المتاهات في حوارات النت!

المتاهات في حوارات النت!

علي بطيح العمري

الحوار لغة تخاطبية.. وقد قص علينا القرآن حوار الله مع ملائكته ، كما حاور الله بعض الأنبياء.. وكذا الأنبياء والرسل حاوروا أقوامهم بل حاوروا الطغاة والجبابرة الذين أفسدوا في الأرض.
* اليوم في ساحة النت وفي عصر الانفتاح من الصعب حجب الأفكار ، والسيطرة على الناس وأفكارهم!
هذا العصر يسمونه عصر السموات المفتوحة ، فحتى لو أغلقت الحكومات أبواب المدن فلن تستطيع السيطرة على السماء!.. وفي عصر النت اختلطت الأفكار ولكل شخص طريقته في التلقي وفي استعراض موجات السموات المفتوحة..

* في السابق كان الناس بحاجة إلى الحوار، واليوم بتنا في أمس الحاجة إليه . الحوار يمكنك من التفاعل مع جمهورك فضائياً ، ومتابعيك "تويترياً" ، وأصدقائك "واتسبياً"!! كل هؤلاء نحتاج معهم إلى لغة حوارية راقية ، لا أن ننزلق في متاهات العبارات السوقية أو التصنيفات الفكرية التي لا تعتمد على دليل وبرهان صحيحين!

* هناك متاهات وسلبيات كثيرة نشأت بيننا فشوهت روح حواراتنا ، وأثرت على قيمته وعلى الهدف منه.. وأبرزها:
* الخلط بين الفكرة والشخص..
النقد يكون للأفكار والموضوعات لا الأشخاص.. وقديماً قالوا: الفكر يحارب بالفكر.. لكن حينما يجنح الحوار إلى نقد الأشخاص وترك الأفكار فتوقع حضور قوي للسب والشتم واللعن، بل واتهام النوايا ومحاكمتها!

* من سلبيات الحوار تلك القاعدة "الهمجية" التي تقول: من لم يكن معي فهو ضدي!!
فهذا الاتجاه يعطيك خيارين لا ثالث لهما إما أبيض أو أسود ، صفر أو واحد!! هذا الاتجاه يقوم على أن تضع في حسابك إن لم تكن معي وتوافقني فأنت خضم لدود وعدو متربص!

* الخصومة والعداء..
رحم الله الشافعي لما قال: رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب.. لما ينتج عن الحوار القطيعة والخصام والتشاحن والتدابر فتلك مصيبة ، وإن كان صاحبها ممن أوتي علماً فالمصيبة أعظم!

* التصنيف..
من سلبيات الحوار التصنيف الفكري الذي يهواه البعض .. كم من الناس حكم عليهم بالليبرالية فلم قرأنا لهم وجدناهم أبعد الناس عنها ، وكم من الأشخاص حكم عليهم بالتشدد ، وهم برآء ، والأخطر من هذا لما يتحول التصنيف إلى التفسيق والتكفير!

* اللغة السوقية ..
قرأت ذات مرة تغريدة لمن يوصف نفسه بالسلفية!! حيث أنشأ "هاشتاقاً" للرد على شيخ أكبر منه علماً وسناً يعيره بصبغ شعره ، وبركوب الدباب ومداعبة أطفاله، وكأنها جريمة لا تغتفر!!
مشكلة لما  يعجز الشخص عن الرد العلمي فيلجأ إلى الشكل واللغة السوقية!! والأدهى أن ينسب هذه الأفعال للسلفية والسلفية الحقة بريئة من هذه الترهات!

أخيرا..
الحوار مع العقول الصغيرة ، كالذي يضغط على قارورة عطر فارغة مهما اجتهد في ضغطها لن ينتج عنه إلا وجع الإصبع!!
ولكم تحياااااتي.

للتواصل

تويتر: @alomary2008

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق