Translate

|| خارج التغطية ••

مقالات الكاتب: علي بطيح العُمري

الثلاثاء، 9 يونيو 2015

مسلسل .. السقوط في الحفر!


مسلسل .. السقوط في الحفر!

علي بطيح العمري
الظاهر – والعلم عند الله – أننا في كل مرة على موعد مع كارثة جديدة ، فمن قبل حرائق مدارس البنات ، ثم حرائق تريلات الغاز ، واليوم السقوط في حفر الصرف الصحي!
لا أدري هل نعالج البطالة وصداعها ، أم الفقر وآثاره ، أم نحل أزمة السكن ، أم نطارد حفر الصرف الصحي؟ ولسان الحال كما قال الشاعر – مع الاعتذار له في تحوير البيت -:
تكاثرت "المشاكل" على خراش .. فما يدري خراش "ما يحل"!!

قبل كم شهر .. حفرة تبتلع مواطن وابنه بجانب سوق تجاري .. وقبل أسابيع : سقوط طالب في حفرة صرف صحي ، ونجاة مواطن وإمام مسجد من حفرة سقطا فيها.. الخ أخبار الحفر!

في مسلسل "السقوط في حفر الصرف الصحي" ، الدفاع المدني لم يظهر على الساحة كجهة مسؤولة عن حفر الصرف ، فدوره ينحصر في الإنقاذ ، مع أن هذا الجهاز لديه صلاحيات لمتابعة الدوائر الحكومية والمؤسسات التجارية . البلديات هي الأخرى تقدم رجلاً وتؤخر أخرى ، ولسان حالها يقول: "يكفيني السيد "مطر" وزياراته لتقفد المشاريع ، تريدوننا نلاحق الحفر"!! أضف لذلك أن غرامة ترك البيارات بلا أغطية عقوبتها هزيلة جداً حيث تتراوح بين 1000 إلى 3000 ريال ، وهي غير كافية لردع المخالف والمتسبب!

أخشى ما أخشاه في قضية هذا المسلسل أن تظل القضية مهملة ، الناس يتساقطون ، والعقوبات غائبة ، والمتسبب يسرح ويمرح دون عقاب .. هل ننتظر – مثلا -  ، إنشاء  "هيئة حفرية" مهمتها ملاحقة الحفر ، ومطاردة حافريها ، ووضع اللوحات عند كل حفرة!! وأخشى أن تسجل جريمة السقوط في الحفر ضد المواطن ، فيكتب في تقارير الوفاة ، السبب من المواطن ، من قال له يمر من هذا الشارع!!! لماذا لم يفتح "عينيه" بالشكل الصحيح!!

يشكر "شعب تويتر" على إطلاق حملات للإبلاغ عن حفر الصرف الصحي ، فلو وجد تجاوب من الجهات الحكومية مع إيقاع الغرامات الصارمة ضد أصحابها لصحا المسؤول من نومه ، ولسلم الناس من شر الحفر!

قال أبو البندري غفر الله له:
مادام أن الجهات تتنصل من مسؤولياتها أو تلف وتدور حول مهامها ، فليس أمامك أيها المواطن إلا أن تتوكل على الله تعالى ، وإذا ظلمك أحد فاطرق أبواب السماء فدعوة المظلوم ليس بينها وبين الله تعالى حجاب ، واستودع الله نفسك وأهلك عند الخروج ، ولا تنسى أن تستعيذ مما استعاذ منه نبينا عليه الصلاة والسلام في قوله : وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي" ، فالاغتيال من تحتك قد تكون حفرة ، حفرتها جهة مستهترة ، ونام عنها مسؤول!

ولكم تحياااااتي.

للتواصل

تويتر: @alomary2008

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق