مسلسل .. السقوط في الحفر!
علي بطيح العمري
الظاهر – والعلم عند الله –
أننا في كل مرة على موعد مع كارثة جديدة ، فمن قبل حرائق مدارس البنات ، ثم حرائق
تريلات الغاز ، واليوم السقوط في حفر الصرف الصحي!
لا أدري هل نعالج البطالة
وصداعها ، أم الفقر وآثاره ، أم نحل أزمة السكن ، أم نطارد حفر الصرف الصحي؟ ولسان
الحال كما قال الشاعر – مع الاعتذار له في تحوير البيت -:
تكاثرت "المشاكل"
على خراش .. فما يدري خراش "ما يحل"!!
قبل كم شهر .. حفرة تبتلع
مواطن وابنه بجانب سوق تجاري .. وقبل أسابيع : سقوط طالب في حفرة صرف صحي ، ونجاة
مواطن وإمام مسجد من حفرة سقطا فيها.. الخ أخبار الحفر!
في مسلسل "السقوط في
حفر الصرف الصحي" ، الدفاع المدني لم يظهر على الساحة كجهة مسؤولة عن حفر
الصرف ، فدوره ينحصر في الإنقاذ ، مع أن هذا الجهاز لديه صلاحيات لمتابعة الدوائر
الحكومية والمؤسسات التجارية . البلديات هي الأخرى تقدم رجلاً وتؤخر أخرى ، ولسان
حالها يقول: "يكفيني السيد "مطر" وزياراته لتقفد المشاريع ،
تريدوننا نلاحق الحفر"!! أضف لذلك أن غرامة ترك البيارات بلا أغطية عقوبتها
هزيلة جداً حيث تتراوح بين 1000 إلى 3000 ريال ، وهي غير كافية لردع المخالف
والمتسبب!
أخشى ما أخشاه في قضية هذا
المسلسل أن تظل القضية مهملة ، الناس يتساقطون ، والعقوبات غائبة ، والمتسبب يسرح
ويمرح دون عقاب .. هل ننتظر – مثلا - ،
إنشاء "هيئة حفرية" مهمتها
ملاحقة الحفر ، ومطاردة حافريها ، ووضع اللوحات عند كل حفرة!! وأخشى أن تسجل جريمة
السقوط في الحفر ضد المواطن ، فيكتب في تقارير الوفاة ، السبب من المواطن ، من قال
له يمر من هذا الشارع!!! لماذا لم يفتح "عينيه" بالشكل الصحيح!!
يشكر "شعب تويتر"
على إطلاق حملات للإبلاغ عن حفر الصرف الصحي ، فلو وجد تجاوب من الجهات الحكومية
مع إيقاع الغرامات الصارمة ضد أصحابها لصحا المسؤول من نومه ، ولسلم الناس من شر
الحفر!
قال أبو البندري غفر الله
له:
مادام أن الجهات تتنصل من
مسؤولياتها أو تلف وتدور حول مهامها ، فليس أمامك أيها المواطن إلا أن تتوكل على
الله تعالى ، وإذا ظلمك أحد فاطرق أبواب السماء فدعوة المظلوم ليس بينها وبين الله
تعالى حجاب ، واستودع الله نفسك وأهلك عند الخروج ، ولا تنسى أن تستعيذ مما استعاذ
منه نبينا عليه الصلاة والسلام في قوله : وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي" ،
فالاغتيال من تحتك قد تكون حفرة ، حفرتها جهة مستهترة ، ونام عنها مسؤول!
ولكم
تحياااااتي.
للتواصل
تويتر: @alomary2008
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق